top of page

(1632) 1/12/2020 كيف تؤمن بـ كلام الله، وتستنبط أحكامه، وأنت لا تعلم معناه؟!

يناير 28

5 min read

0

1

0

ree

منذ قررت ألا أرى منكرًا من منكرات الملحدين الدينية إلا ونهيت عنه، وأنا أزداد يقينا يوما بعد يوم، بفاعلية «الإغواء الإبليسي» بين المسلمين، خاصة هؤلاء الذي لا عمل لهم إلا الإعجاب بما يوافق هواهم، ولا تقع الطيور إلا على أشكالها.

وعندما أكرر موضوعات سبق الحديث عنها، فذلك لأن هناك كل يوم أصدقاء جدد منهم:

* من يسألون عن مسائل سبق الحديث عنها في عشرات المقالات، ولا يريدون اتباع شروط التعليق، بدعوى أن ليس لديهم وقت للاطلاع على الموقع أو على المقالات.

* من يطلبون الحديث عن مسائل تفصيلية مرتبطة بما سبق الحديث عنه في عشرات المقالات، ولكني لم أشر إليها في هذه المقالات.

* من يعتبرون الحديث عن «القرآن» وعن «لغته العربية» من الموضوعات المعقدة التي لا يفهمها الكثير من المتابعين، وأن الإصرار على نشرها يجعل المتابعين يهجرون الصفحة والحساب.

# أولًا:

١- إن التوجه «نحو إسلام الرسول» يسير في طريق مستقيم واحد، لم يتغير، ولن يتغير، الزاد الذي يحمله.

٢- إن التوجه «نحو إسلام الرسول» يعالج ما لم يجرؤ أحد من المفكرين أصحاب التوجهات السلفية والقرآنية والتنويرية معالجته.

٣- إن التوجه «نحو إسلام الرسول» يستحيل أن يرى منكرًا ولا ينهى عنه، ولو تكرر النهي مئات المرات، فخير للمؤمن أن يموت وهو ينهى عن «منكر»، عن أن يموت وهو داخله فيحشر مع فاعله.

٤- إن التوجه «نحو إسلام الرسول» يعتبر «التقوى» المفتاح الوحيد لدخول الجنة، ويستحيل أن يتقي «المسلم بالوراثة» ربه ويتقي النار التي أعدت للكافرين، دون أن يتعلم اللغة العربية التي يفهم على أساسها القرآن وأحكامه، فلا يستغفله ملحد.

# ثانيًا:

١- لقد بيّن الله تعالى، أن «حجية لغة» قوم أي رسول من الرسل، من «حجية كلام الله»، فقال تعالى:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ»:

– «إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ»

# والسبب:

– «لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

إذن فـ «البيان» في القرآن للذين يعلمون لغته العربية.

٢- والسؤال:

(أ): ما علاقة الذين لا يعلمون شيئا عن لغة القرآن بـ «أحكام القرآن»؟!

(ب): ما علاقة الذين لا يعلمون شيئا عن لغة القرآن بـ «أحكام الصلاة»؟!

في الوقت الذي ربط الله تعالى فيه بين «لغة القرآن»:

* وبين الضلال: «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ»

* والهدى: «وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ»؟!

٣- ومنذ أن ضلّت «الأمة الإسلامية» وضاعت «لغتها العربية»، والمسلمون يتعاملون مع كتاب الله كما يتعامل أتباع الرسل السابقين مع كتبهم، عن طريق «التدين الوراثي».

فإذا ذهبنا إلى هذا «التدين الوراثي» وجدناه هو عين الجهل بـ «دين الإسلام» الذي أمر الله الناس اتباعه، على مر الرسالات، والذي أول خطوة في الطريق إليه:

أن يتعلم أتباع الرسل، أصول وقواعد اللغة التي نزلت بها الرسالات الإلهية.

# ثالثًا:

١- ولم تنزل رسالة الله الخاتمة كباقي الرسالات التي سبقتها التي كانت منفصلة عن «الآيات الحسية» الدالة على صدق «نبوة» الرسل الذين حملوا هذه الرسالات إلى الناس.

لقد حملت رسالة الله الخاتمة «القرآن الكريم» في ذاتها «الآية الإلهية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، ومع ذلك نجد:

* ما يزيد عن ٩٩٪ من المسلمين لا يعلمون شيئًا عن هذه «الآية القرآنية العقلية» ولم يدخلوا في «دين الإسلام» على أساسها.

* الكثير من «١٪» كفروا بالمذهبية وبتراثها الديني، وقالوا «القرآن وكفى»، إلا أنهم كفروا في الوقت نفسه بـ «لغة القرآن العربية»، وبـ «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت لشعوب العالم «مُسَمّيات» كلمات اللغات التي تنطق بها ألسنتهم.

٢- لقد كفروا بحجية «منظومة التواصل المعرفي» التي حجيتها من حجية القرآن نفسه، وكفروا بمعاجم اللغة العربية التي حملتها هذه المنظومة، بدعوى أن الله أمرهم بذلك في قوله تعالى «الأعراف / ٢-٣»:

* «اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ»:

– «وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»

– «قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ»

لقد فهموا من قول الله تعالى:

* «وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»

النهي عن اتباع «علوم اللغة العربية» التي خاطب الله بها النبي محمد وقومه، والتي كانوا يعلمونها من قبل هذا الخطاب، وإلا ما فهموا منه شيئا.

٣- فخرج علينا غلمان «علميًا» ببدع إبليسية، محاولة منهم مس حجية «منظومة التواصل المعرفي» بسوء، وظلوا منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا يقاتلون من أجل أن يَمَسّوها بسوء، فماتوا ولم تُمس هذه المنظومة بسوء.

ومن هذه المحاولات الإبليسية: «بدعة الصلاة من كتاب الله».

فإذا نظرنا في هذه الدراسات نظرة علمية، لم نجد فيها على وجه الإطلاق شيئًا من كتاب الله، بل سنجد «السابقين واللاحقين» يستعينون بـ «علوم اللغة العربية» وبـ «منظومة التواصل المعرفي» وهم لا يشعرون!!

٤- وبرهان ذلك ما يلي:

لقد جمعت معظم الكلمات القرآنية المحورية التي تقوم عليها هذه «الدراسات الإبليسية»، ومطلوب من أصحابها أن يأتوا لنا بمعاني هذه الكلمات، «أي بمُسَمّياتها – مدلولاتها»، من داخل كتاب الله القرآن الكريم.

فإن لم يفعلوا:

* «فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»

«الْفَاسِقُونَ»: الذين فسقوا بإلحادهم في أحكام القرآن عن «ملة الإسلام».

والحقيقة أن الأزمة ليست في «المتبوع» الجاهل، وإنما في «التابع» المُغَفّل، الذي يتبع كل شيء يوافق هواه بغير علم.

# رابعًا:

١- وهذه هي الكلمات القرآنية المطلوب استخراج معانيها من «القرآن»:

إلا إذا كان أصحاب هذه الدراسات التي بعنوان:

«الصلاة – من – كتاب الله»

يرون أن «كتاب الله» الذي يحمل معاني هذه الكلمات.

غير «القرآن» الذي لا يحمل معاني هذه الكلمات:

الفجر – الظهر – العصر – المغرب – العشاء – طرف – زلف – ليل – نهار – دلوك – جَنّ – كوكب – أتموا – صيام – سَبَحًا – استعينوا – ناشئة – وطء – أَقْوَم – مزمل – نَقَصَ – زَادَ – أدنى – يُقدّر – طائفة – يضرب – يقتل – تيسر – اقرأ – أقم – زكاة – أقرض – استأذن – ملك – يمين – بلغ – حُلُم – ثلاث – مرة – قبل – بعد – تضع – ثياب – ظهيرة – عورة – طَوَّاف – يُبَيّن – طفل – عليم – حكيم – الأرض – جناح – تقصر – خوف – فتنة – كفر – عدو – مبين – كنت – موقوتا – سجد – ركع – وراء – سلاح – حافظ – وسط – قوموا – قانت – رجالا – ركبانا – التائب – العابد – الحامد – السائح – الأمر – المعروف – المنكر – حدود – استغفر – خرّ – أناب – كُسالى – الجمعة – نودي – اسعوا – ذكر – ذروا – البيع – قضيتم – انتشروا – ابتغوا – فَضْل – تجارة – لهو – انفضوا – تركوك – رزق – عبادي – قريب – أجيب – دعوة – الداع – يستجيب – يؤمن – لعل – يرشد.

ويستحيل أن يجادل عاقل، مهما كانت ملته، في أن معاني «مُسَمّيات» هذه الكلمات موجودة خارج «كتاب الله»، أي خارج «القرآن»، وليس بداخله، الأمر الذي يقتضي أن يستعين الملحدون «جبرًا لا اختيارا» بعلوم اللغة العربية.

٢- واللافت للنظر، أنهم بعدما قصمت مقالات هذه الصفحة ظهورهم الإلحادية، أصبحوا اليوم يُقرّون بحجية «منظومة التواصل المعرفي»، وبـ «معاجم اللغة العربية»، لا مفر لهم من ذلك:

إلا أن نفاقهم لم يخرج من قلوبهم، لذلك نراهم يُصرّون على أن «القرآن» فيه بيان وتفصيل كل شيء، وأن الصلوات التي فرضها الله على المسلمين:

(أ): فريق قال «صلاتان».

(ب): فريق قال «ثلاث صلوات»

(ج) فريق قال إن الصلاة «دعاء» في أي وقت وليست هيئة.

ولذلك قالوا: إن «المخابيل في نعيم».

٣- فإذا سألناهم:

وهل «أحكام القرآن» إلا آيات، تحمل كلمات، قد أقررتم أن معانيها موجودة في معاجم اللغة العربية، خارج كتاب الله؟!

يقولون: نعم.

إذن، فبأي «منطق» تقبلون معنى «الصلاة» الموجود في معاجم اللغة العربية، والمتعلق «مثلا» بقول الله تعالى لرسوله:

* «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»

وهذه المعاجم نفسها تقول لكم:

إن كلمة «الصَّلاَةَ» جاءت «مُعَرَّفة»، بمعنى أن الذين أقام الرسول لهم الصلاة «أَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ» كانوا يعملون مسبقًا كيفية أداء هذه الصلاة، ومعنى القيام والركوع والسجود، كما شهدت بذلك معاجم اللغة العربية، عند جميع الفرق الإسلامية؟!

٤- فإذا ذهبت إلى جميع كتب التفسير، الخاصة بالفرق الإسلامية «المتخاصمة المتقاتلة»، وبحثت عن ماذا قالوا عن الآيتين «هود ١١٤»، «الإسراء/ ٧٨»:

* «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ»

* «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً»

تجدهم متفقين جميعا، على أن هذه المواقيت هي مواقيت «الصلوات الخمس» التي عرفها المسلمون جميعا، وعرفتها مساجدهم، منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا.

وهذا الدليل ليس حجة عندي، وإنما أنا أخاطب به القوم من باب ما يعرفونه ويُقرّون بصحته، أما الحجة عندي فهي:

* «منظومة التواصل المعرفي»

التي لولاها لاستحال فهم كلمة واحدة من «كتاب الله»، الذي يدعي «الملحدون» أنه حمل «تفاصيل الصلاة».

اللهم إني بلغت … اللهم فاشهد

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

5 min read

0

1

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page