

(1633) 2/12/2020 «وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ»
يناير 28
2 min read
0
2
0

في كتابنا الأول «المدخل الفطري إلى الوحدانية» وتحت عنوان «حجية التواصل المعرفي»، وفي سياق الحديث عن «التواصل المعرفي وكيفية أداء الأفعال»، قلت «باختصار وتصرف»:
لقد انحرف العرب عن ملة إبراهيم، وعن مناسك الحج، ونزل القرآن يصحح لهم هذا الانحراف بآيات يعلم العرب معاني «مدلولات» كلماتها، وإلا ما فهموا منها كلمة واحدة، ومن هذه الآيات:
١- قول الله تعالى «البقرة / ١٢٥»:
(أ): «وَإِذْ جَعَلْنَا (الْبَيْتَ) مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً»
وقد قال الله تعالى «المائدة / ٩٧»:
* «جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ (الْبَيْتَ الْحَرَامَ) قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ»
(ب): «وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى»
(ج): «وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي»:
– «لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ»
٢- قول الله تعالى «البقرة / ١٥٨»:
* «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ»:
– «فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ»
– «فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا»
٣- قول الله تعالى «البقرة / ١٩٧-١٩٩»:
* «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ»:
– «فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ …»
* «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ»:
– «فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ …»
* «ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ …»
إلى آخر ما ذكرت في هذا الباب.
والسؤال:
لماذا أقول دائما:
إني أحترم الملحدين غير المسلمين؟!
والجواب:
لأن إلحادهم قائم على «منهجية علمية»، ومع كونها باطلة، إلا أن أفكارها لا تتناقض، ولا يضرب بعضها البعض، كما هي منهجية «الإلحاد الإسلامي» الذي يحمله أصحاب بدعة «القرآن وكفى».
وخير برهان على خبل وتناقض أهل «الإلحاد الإسلامي» هو:
أنهم يتبعون، في أداء فريضتي الحج والعمرة، ما يفعله الناس وتعودوا على فعله على أرض «مكة»، منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا:
في الوقت الذي يُصلي فيه الناس الذين يتبعهم القرآنيّون، «الصلوات الخمس» خلال أداء مناسك الحج والعمرة، سواء كانت هذه الصلاة في «البيت الحرام» المذكور في القرآن، أو في غيره، وهم أصلا يكفرون بـ «الصلوات الخمس»!!
وكان الأكرم لـ «الإلحاد الإسلامي» والأكثر عقلانية ومنطقية، أن يبتعدوا تماما عما يفعله وأجمع على أدائه أتباع الفرق الإسلامية «المتخاصمة المتقاتلة»، سواء فيما يتعلق بأداء «الصلوات الخمس» أو «الحج والعمرة»:
وأن يكتبوا لأنفسهم كتابا كـ «الفرقان الحق» يتبعونه في تدينهم، وأن يجعلوا لهم «كعبة» يطوفون حولها، ويبتدعون ما شاؤوا من البدع، ولكن بعيدا عن «كتاب الله» الذي قصمت آياته ظهورهم جميعًا، وكشفت عن عوراتهم الجاهلية.
وهل بعد الكفر بمعاني (مدلولات) كلمات القرآن، التي حملتها (منظومة التواصل المعرفي) منذ عصر التنزيل، محفوظة بحفظ الله للذكر الحكيم، هل بعد هذا من كشف لعورات الملحدين الجهلاء؟!
فهل وجدتم أحدًا، من أصحاب الدراسات القرآنية التي تدعي أنها توصلت إلى «كيفية الصلاة من كتاب الله»، لم يتناقض في دراسته مع نفسه، ولم يكشف عوراته الجاهلية، سواء كانت من الدراسات التي أثبتنا جاهليتها على هذه الصفحة، أو غيرها؟!
أرجو ممن يجد دراسة من هذه الدراسات، التي لم يتناقض صاحبها مع نفسه، ولم يكشف عوراته الجاهلية فيها، أن يتكرم علينا بإرسالها على وجه السرعة، والسبب:
لأني وعدتكم إن حدث هذا، سأعلن بطلان توجهي «نحو إسلام الرسول»، وأذهب استمتع بالجلوس على «قهوة المعاشات».
محمد السعيد مشتهري



