

(1638) 7/12/2020 «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ – أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»
يناير 28
4 min read
0
0
0

يظن «المسلمون»، الذين لا يعلمون شيئًا عن «علم السياق»، أن كلمة «الإيمان» وحدها، بمعزل عن مدلولاتها في السياق القرآني، تعني «الإيمان» الذي أمر الله الناس أن يُقرّوا به، والحقيقة غير ذلك.
١- إن النداء بـ «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» نداءٌ عام لكل من ادعى أنه «مؤمن»، وقد يكون «منافقًا»:
يقول الله تعالى «الحجرات / ١٤»:
* «قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا»:
– «قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا»
– «وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا»
– «وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ»
ويقول الله تعالى في بيان أصول الإيمان الخمسة «النساء / ١٣٦»:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:
– يا من تَدّعُون «الإيمان»:
* «آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ – وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ – وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ»
* «وَمَن يَكْفُرْ:
١- بِاللّهِ ٢- وَمَلاَئِكَتِهِ ٣- وَكُتُبِهِ ٤- وَرُسُلِهِ ٥- وَالْيَوْمِ الآخِرِ»
* «فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً»
# ونلاحظ أن مسألة «الإيمان بالقضاء والقدر»، التي حملتها «الروايات» المنسوبة إلى رسول الله، ليست من أصول الإيمان:
وإنما هي بدعة من بدع «المذاهب الباطنية» سُفكت الدماء في سبيل الدفاع عن هذه المسألة.
٢- ولذلك وضع الله تعالى شروطًا لـ «الإيمان الصادق»، وقد جاءت مسبوقة بأداة الحصر «إنما» على النحو التالي:
(أ): يقول الله تعالى «الأنفال / ١-٤»:
* «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ»:
* «قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ»
* «فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ»
* «وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ»
– ثم لاحظ:
* «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
– ثم البيان والتفصيل:
* «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ»:
* «الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ»
فهل تشعر بـ «وجل القلب» عند ذكر ا سم الله؟!
* «وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً»
وكيف تزيدك الآيات إيمانًا، وأنت تجهل «مدلولات» كلماتها، أي «مقابلها الكوني» الموجود خارج القرآن، لأنك من الملحدين الـ «0.99%»:
– الكافرين بـ «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت معاجم اللغة العربية التي بها «مدلولات» كلمات القرآن.
– الكافرين بـ «الصلوات الخمس»، التي لم تنفصل حلقاتها في مساجد المسلمين منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا؟!
* «وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ»
* «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ»
فكيف تكون «إقامة الصلاة» من صفات «المؤمنين» الْمُخْلَصِينَ، ثم لا يحفظ الله تعالى «إقامتها» منذ عصر التنزيل وإلى يوم الدين؟!
* «وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»
ثم تدبر ماذا قال الله تعالى بعدها:
* «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً»:
* «لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ»
والسؤال المرتبط بـ «علم السياق»:
هل معنى قول الله تعالى، عن المتصفين بالصفات السابقة، «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً»، أن هذه الصفات كافية لتحقق «الإيمان» الصادق؟!
(ب): فيقول الله تعالى «النور / ٦٢»:
* «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ»:
* «الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»
* «وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ»
* «لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ»
* «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»
* «فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ»
* «وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ – إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
والسؤال:
هل كان من بين هؤلاء المؤمنين، الذين جمعهم برسول الله «أمر جامع»: سني أو شيعي أو معتزلي أو إباضي؟!
فأي «إيمان» هذا الذي يدعيه أتباع هذه «الفرق الإسلامية»؟!
(ج): ويقول الله تعالى «الحجرات / ١٠»:
* «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ»:
* «إِخْوَةٌ: فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ»
* «وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»
والسؤال:
لماذا لم تنجح محاولا والإصلاح والتقريب بين الفرق الإسلامية الـ «٩٩٪» من تعداد المسلمين، استجابة لأمر الله تعالى؟!
والجواب:
لأن المطلوب موافقة «إبليس»، وهو يستحيل أن يوافق.
(د): ويقول الله تعالى «الحجرات / ١٥-١٦»:
* «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ»:
* «الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»
* «ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا»
* «وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»
* «أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ»
ثم تدبروا جيدا ماذا يقول الله تعالى لأتباع الفرق الإسلامية «اليوم»، من باب «التوبيخ» على إصرارهم على «شرك التفرق في الدين»:
* «قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ»
هل تريدون أن تخبروا الله أنكم «مؤمنون صادقون» وأنتم تُصرّون على اتباع «دِينِكُمْ المَذْهَبي»، الذي ألفيتم عليه آباءكم، وتطمعون أن تدخلوا الجنة؟!
هل تظنون أن الله تعالى يخفى عليه «دِينِكُمْ» هذا «المَذْهَبي»؟!
* «وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ»
* «وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»
٣- والسؤال:
هل حددت إلى أي ملة تنتمي، وهل أنت مع الأكثرية التي أغواهم «إبليس» أم مع الأقلية «الْمُخْلَصِينَ»؟!
والغريب أن أجد تعليقًا على مقال أمس، ينصحني فيه صاحبه بعدة نصائح:
(أ): ألّا أتحول من مُفكر إلى حاكم الهي يُكفر هذا أو هذا من الفرق الأخرى.
(ب): ألّا أتهم الفرق الأخرى بالضلال، رغم المبدأ القرآني:
* «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»
(ج): ألا يعمل التوجه «نحو إسلام الرسول» على تقسيم المسلمين إلى أحزاب دينية معادية لبعضها البعض، وتعتبر نفسها الحق المطلق.
(د): قد يكون كلامك ظاهره صحيح، لكن باطنه العذاب، عندما تؤسس لنفسك حزب جديد يعادي الفرق الأخرى تحت دعوة أنا صاحب الفهم السديد الصحيح وعلى الحق المطلق.
(هـ): إن مثلك مثل الجماعات الجهادية والإسلامية عندما أسست لنفسها منهج مطلق وتجعل من نفسها حزب ديني وتبدأ علاقتها بالمجتمع أنها على الحق المبين والمجتمع كله ش رك، وهذا أنا أعتبره هو الشرك بعينه.
(و): لا يصح أن ندخل دائرة الغيب، ونشارك الله في علم الغيب وفي الحكم بإصدار الأحكام القاطعة على عقائد الآخرين من الناس، والأمر ينطبق على التراثيّين والتنويريين من المتشددين كذلك.
(ز): كل من يبدأ بتكفير الآخر وتضليله دخل في دائرة الغيب والشرك معا ينسى القاعدة الإلهية:
* «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ»
فالله تعالى علم نبيه التواضع في الرد على المخالفين رغم أنه صاحب الدعوة المطلقة، فالتواضع مهم عندما نحكم على الآخرين حتى لا نعيد مسار خط الشيطان الذي رجم آدم بالغيب أنه أفضل منه.
* أقول:
لماذا أردت أن أنقل محتوى هذا التعليق ملحقًا بهذا المقال، وبدون تعقيب مني؟!
فقط لأبيّن لمن لم يطلع عليه، وبالرجوع إلى ما سبق بيانه في هذا ال مقال، ما الذي تحمله قلوب الـ 0.99 % من تدين مغلوط، وكيف تتعامل هذه القلوب مع آيات الذكر الحكيم، وبأي منطق تتعامل مع واقع المسلمين الْمُر.
محمد السعيد مشتهري



