top of page

(1643) 13/12/2020 على هامش مقال أمس: «وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»: الخطاب لمن؟!

يناير 28

4 min read

0

0

0

قلت وأقول:

إن القرآن «علم»:

«كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً * لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

و«المسلمون» خرجوا من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا:

* «وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً»

وعندما بدأت وسائل إدراكهم تعمل:

* «وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ»

لم يشكروا الله عليها:

* «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»

وراحوا يتبعون «المذهب الديني العقدي» الذي وجدوا عليه آباءهم وألفوه، وقالوا لله تعالى:

* «بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»

وبسبب «فتنة الآبائية»، التي هي السلاح الأقوى الذي يملكه «إبليس»، أعطوا ظهورهم لقول الله تعالى بعد ذلك:

* «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ – لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً – وَلاَ يَهْتَدُونَ»

# أولًا:

١- يحرم على المسلمين التعامل مع القرآن بغير «علم»، وبغير «أدوات» فهم آياته المستنبطة من داخلها، وفي مقدمتها «لغة القرآن» وأساليبها العربية «البيانية».

٢- قد تكون حاملًا لشهادة الدكتوراه في «فقه اللغة»، ولكنك لا تفقه كيف تتعامل مع القرآن وتستنبط أحكامه كما أمرك الله، والسبب:

أنك تنتمي إلى فرقة من الفرق الإسلامية، وتتعامل مع القرآن من خلال «المصدر الثاني للتشريع» الذي لم ينزل الله به سلطانا، وتوظف تخصصك اللغوي لخدمة توجهك المذهبي.

٣- هناك بين الجماعات والتنظيمات الجهادية والإرهابية والداعشية، من يحملون شهادات الدكتوراه في اللغة العربية، وبهذه «اللغة العربية» يسفكون الدماء بغير حق، والسبب:

أنه يستحيل فهم القرآن واستنباط أحكامه بـ «علوم اللغة العربية» وحدها، لأن هذه العلوم «أداة واحدة» من الأدوات الخمس الواجب التعامل مع القرآن بها، دون فصلها عن بعضها، وهي:

١- «منظومة التواصل المعرفي».

٢- آليات التعقل والتفكر والتدبر والتفقه … «آليات عمل القلب».

٣- «اللغة العربية» التي كان ينطق بها لسان العرب قبل بعثة رسول الله محمد، والتي حفظها الله تعالى في معاجم اللغة العربية.

٤- «علم السياق القرآني».

٥- تفاعل «كلمات القرآن» مع مُسَمَّياتها ومقابلها الكوني «آيات الآفاق والأنفس».

# ثانيًا:

وبناء على ما سبق، فهناك من الأصدقاء من يتعاملون مع مقالات الصفحة منذ إنشائها بـ «غير علم»، ولا يريدون «التعلم»، ويُصرّون على اتهام صاحب الصفحة بـ «الداعشية» والسبب:

أن مقالات الصفحة تكشف عوراتهم الإلحادية، وتتبرأ من التوجهات الدينية التي ينتمي إليها 99.99 % من المسلمين: السلفيّين والتنويريّين والقرآنيّين الذين يجهلون لغة القرآن العربية ومع ذلك يُفتون في أحكامه.

ثم جاء مقال أمس:

«وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»: الخطاب لمن؟!

قاصمًا لظهورهم جميعًا، بل وأغضب البعض من الـ 00.01 % الذين لم يستوعبوا بشكل كامل المنهجية العلمية التي قام عليها التوجه «نحو إسلام الرسول»، ولا يستطيعون تغيير معيشتهم وفق ما جاء في هذا المقال.

لذلك أردت إلقاء الضوء، بمزيد بيان، على المحاور الرئيسة التي دار حولها هذا المقال:

١- التعريفات:

* البر:

تقديم الخير والمساعدة لأي إنسان، بصرف النظر عن ملته، وعن حب القلب له أو بغضه.

* المودة:

لا تكون إلا عن «حب القلب»، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ «الولاء» و«النصرة» و«التفاعل الوجداني» مع من تُحب.

٢- وفي «دين الإسلام»:

يأمر الله المؤمنين بـ «البر والقسط» مع غير المسلمين، وينهاهم عن «المودة» و«الولاء» لهم:

يقول الله تعالى «الممتحنة / ١»:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»:

– «(لاَ) تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ (أَوْلِيَاء)»

– «تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِـ (الْمَوَدَّةِ)»

– «وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ»

فكل من كفر بـ «الحق» الذي نزل على رسول الله محمد، يَحْرُم أن يتفاعل قلب «المؤمن» معه بـ «مودة» أو «ولاء».

٣- شرط عدم الاعتداء:

وقد أكد الله ذلك في نفس السياق، مع زيادة شرط ألا يكون الذين سنقدم لهم «البر والقسط» من «المعتدين»:

فقال تعالى «الممتحنة / ٨»:

* «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ (لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ) فِي الدِّينِ – وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»

نفهم من ذلك أنه لا «بر» ولا «قسط» مع من «اعتدى» على المؤمنين.

٤- تحريم «الولاء القلبي» لغير المسلمين:

فقال تعالى «الممتحنة / ٩»:

* «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ»:

– «عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ»

– «وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ»

– «وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ»

* «أَن تَوَلَّوْهُمْ»

«وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»

نفهم من ذلك أن قيام المؤمن بـ «البر» و«القسط» مع غير المعتدين:

* «فريضة شرعية»

بشرط ألا يُصاحب البر والقسط «مودة وولاء» للكافرين «المجادلة / ٢٢»:

* وَلَوْ كَانُوا: «آبَاءهُمْ – أَوْ أَبْنَاءهُمْ – أَوْ إِخْوَانَهُمْ – أَوْ عَشِيرَتَهُمْ»

٥- وفرق كبير بين:

(أ): النهي عن «المودة» و«الولاء» للكافرين، وذلك بسبب كفرهم بـ «الحق» الذي نزل على رسول الله محمد:

(ب): وأن «نقتلهم» بسبب «كفرهم» بما نُزّل على محمد:

والسبب:

أن الله تعالى حَرّم قتل الكافرين إلا في حالة واحدة فقط:

* أن يكونوا قد اعتدوا على المؤمنين:

يقول الله تعالى «البقرة / ١٩٠»:

* «وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ»:

– «الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ»

– «وَلاَ تَعْتَدُواْ * إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ»

ويقول الله تعالى «التوبة / ١٣»:

* «أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً»:

– «نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ»

– «وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ»

ثم تدبر قول الله تعالى بعد ذلك:

– «وَهُم (بَدَؤُوكُمْ) أَوَّلَ مَرَّةٍ»

# ثالثًا:

نفهم مما سبق: أنه يحرم مس الكافرين «غير المعتدين»:

١- بأي «أذى»: سواء كان في النفس أو المال أو العرض.

٢- ولو استغاث «الكافر» بـ «المسلم» لينقذه في أي موقف، وجب على «المسلم» أن يغيثه.

والسبب:

أن ذلك من «البر» الذي أمر الله «المسلمين» العمل والالتزام به مع «الكافرين» غير المعتدين، دون «مودة» و«ولاء».

٣- فـ «المودة» و«الولاء» لـ «المؤمنين» فقط:

* «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ – بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ»:

– «يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ»

– «وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ»

– «وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ»

* «أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ – اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»

٤- فأين نجد «الولاء الإيماني» بين «المليارين مسلم»؟!

هل نجده بين «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»:

بين «السُنّي» و«الشيعي» و«المعتزلي» و«الإباضي»؟!

والجواب:

أنها حقًا «أمة في مأساة»:

لم تعرف طريقها إلى «دين الإسلام» الذي قال الله تعالى عنه:

* «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً»:

– «فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ»

– «وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»

وأنا شخصيًا، ومنذ ما يقرب من أربعة عقود، لا أعلم حقيقة إلى أي ملة ينتمي الـ 99.99 % من المسلمين؟!

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

4 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page