

(1644) 13/12/2020 الصورة القرآنية الرقمية لتدين المليارين مسلم
يناير 28
2 min read
0
0
0

مثال نفهم منه:
كيف يثبت أصحاب الدراسات القرآنية والفروق اللغوية وأسرار إعجاز الرسم القرآني، من الـ 00.99 %:
أن القرآن «لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ»؟!
يقولون:
إنه لا مانع أن نعتقد أن الذي جمع القرآن هو أبو بكر الصديق بتكليف زيد بن ثابت الأنصاري بجمع الآيات التي كانت متناثرة بين أيدي الصحابة، مكتوبة على الرقاع والعظام، ووضعها في مصحف واحد، ثم جاء عثمان بن عفان ونسخ عدد من المصاحف وقام بتوزيعها على الأمصار.
ولكن )الأفضل( أن نؤمن بأن الله تعالى هو الذي جمع القرآن، كما بيّن ذلك بقوله تعالى «القيامة / ١٧»:
* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»
فقد كان جمع الناس للقرآن تحت عين الله وحفظه.
ثم يسألون:
لماذا لم يجمع رسول الله محمد القرآن؟!
ويجيبون:
لأن قول الله تعالى:
* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»
كان كافيًا ليطمئن الرسول بأنه سيترك القرآن بعد موته في أيدي أمينة على جمعه، وهي يد الله سبحانه وتعالى.
ويقولون:
إن التشكيك في حفظ الله للقرآن إنما ينبع من جهل بآية الحفظ:
* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
وبآية الجمع:
* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»
* فأقول:
١- إن هؤلاء الـ 00.99 % يُظهرون للمتابعين لهم أنهم من «أهل القرآن وكفى»، في الوقت الذي لا يعلمون فيه كيف يتعاملون مع آيات الذكر الحكيم، وكيف يستنبطون أحكامها، ولا يدرون ما هو «علم السياق القرآني»:
والحقيقة أن شهرتهم لم تظهر إلا بسبب ما ينقلونه من أمهات الكتب عن الفروق اللغوية، وعن بلاغة الرسم القرآني، وطبعا لن يبحث المتابعون لهم والمعجبون بهم عن مصدر هذا النقل.
٢- إن المتدبر للسياق الذي وردت فيه جملة:
* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»
يعلم أن ليس المقصود مطلقا بهذه الجملة جمع آيات وسور القرآن في كتاب، لأن رسول الله لم يمت إلا والقرآن في «كتاب»، وقد ذكر الله ذلك في أول سورة بعد فاتحة الكتاب، باسم الإشارة «ذلك»:
* «ذَلِكَ (الْكِتَابُ) لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»
لبيان أن «الكتاب». سيجمع في حياة رسول ال له.
٣- إن السبب وراء قول الله تعالى لرسوله:
* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»
هو: أن الرسول كان يخشى نسيان ما تلقاه من جبريل، فنزل قول الله تعالى «القيامة / ١٦-١٨»:
* «لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ»
* «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»
أي جمعه في قلبك يا محمد:
«فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ»
والمطلوب منك يا محمد:
* «فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»
* «ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ»
وقال الله تعالى في موضع آخر «الأعلى / ٦»:
* «سَنُقْرِؤُكَ – فَلاَ تَنسَى»
٤- إن المؤمن الذي لا يُقر بفعالية تعهد الله بحفظ «الذكر»:
أي بحفظ: «كلمات القرآن – ومُسَمّياتها: أي ومقابلها الكوني»
قبل وفاة رسول الله محمد، عليه السلام:
ليس مؤمنًا أصلًا:
فهل هناك مؤمن أسلم وجهه لله تعالى يقول:
«كان كافيًا ليطمئن رسول الله – بأنه سيترك القرآن بعد موته – في أيدي أمينة على جمعه – وهي يد الله سبحانه وتعالى».
ومع أن أمثال هؤلاء لا يمثلون أكثر من 00.99 % من تعداد المسلمين، إلا أنهم أخطر من الـ 99 % «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً» لأن نسبة الجهل «بأدوات التعامل مع القرآن» بين «المليارين مسلم» تفوق الخيال.
محمد السعيد مشتهري