top of page

(1645) 14/12/2020 قبل أن تقيموا الصلاة: «لاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ»

يناير 28

٦ min read

0

0

0

إن هذه الصورة القرآنية الرقمية لتدين «المليارين مسلم»، التي حملها مقال أمس، لم تنطلق من فراغ، وإنما من واقع عملي عشته خلال أربعة عقود من الزمن:

بين السلفيّين بمختلف عقائدهم، والملحدين الظلاميّين، وبين الذين هبطوا من السماء يقولون «القرآن وكفى» وهم يجهلون لغة القرآن وأساليبها البيانية:

وهذه الأرقام التي حملها مقال أمس، ليست «إحصائية» وإنما «نسبية»، يشهد لها الواقع العملي لأحوال المسلمين ومعايشهم.

فمنذ عقود من الزمن، وأجد نفسي كلما قرأت أو استمعت إلى آيات الذكر الحكيم، ونظرت إلى أحوال المسلمين ومعايشهم حول العالم، وكيف تصيبهم وسائل الإعلام المختلفة بفيروسات الكفر والشرك والنفاق وهم لا يشعرون:

أزداد يقينا بأن الله يخاطب بهذا «القرآن» قومًا آخرين لم يظهروا بعد، وأتذكر الآية التي خُتمت بها سورة محمد، وتحمل بأسلوب بلاغي حكيم تحذيرًا لـ «المؤمنين» الذين لم يلتزموا بأحكام القرآن:

* «وَإِن تَتَوَلَّوْا»:

* «يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ»

* «ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ»

فهل يستبدل الله الـ 99.99 % من المسلمين بقوم «لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ»؟!

# أولًا:

كلما فكرت في موضوع مقال، وبحثت عن الآية أو الآيات التي تكون هي محوره الأساس، وبدأت أكتب، أجد نفسي سأعيد وأكرر ما سبق أن قلته في معظم مقالات الصفحة منذ إنشائها، والسبب:

١- أني لا أقدم للناس دراسات أو خواطر إيمانية قرآنية «نظرية» يسعدون بها وقت تلقيها، ثم تتبخر من قلوبهم بعد ذلك.

٢- ولا أقوم بعقد دورات لتدبر القرآن بمعزل عن واقع المسلمين «المذهبي»، وأدعو لنبذ المذهبية والطائفية وأنا شخصيًا لم أنبذها ولم أخلع ثوبها أمام الناس الذين يعرفونني.

٣- ولا أبحث عن أوجه الإعجاز العلمي والعددي في القرآن، وأسرار اختلاف رسم بعض كلماته، هذه الموضوعات التي قُتِلَت بحثًا منذ قرون مضت، ودُوّنت في الكتب.

* وإنما السبب:

أني أعيش ما تحمله الآيات القرآنية من توجيهات وأحكام، من أول سورة إلى آخر سورة، ثم أبحث عن تفعيلها في واقع المسلمين فلا أجده، فتكون النتيجة:

أنه بناء على الآيات موضوع المقال، فأنا أدعو المسلمين إلى خلع ثوب المذهبية والتفرق في الدين، وإعادة الدخول في «دين الإسلام» من الباب الذي دخل منه المسلمون الْأُوَل، وهو:

باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، والتي لا يوجد أتباع ملة على وجه الأرض، يحملون آية مثلها، دالة على صدق «نبوة» رسولهم.

من أجل ذلك، كانت الآيات موضوع مقالات الصفحة مختلفة، ومحاورها الرئيسة واحدة، الأمر الذي يُشعر من لا يعلمون حقيقة «الأزمة العقدية» التي يعيش بداخلها المسلمون، أن «محمد مشتهري» لم يعد يملك جديدا يُقدمه.

والسؤال:

١- هل استقام الملياران مسلم على «دين الإسلام» الذي ارتضاه الله لهم، أم استقاموا على «تدينهم المذهبي» الذي وجدوا عليه آباءهم:

«السني – الشيعي – المعتزلي – الإباضي؟!

٢- وهل الذين تابوا وخلعوا ثوب «شرك التفرق في الدين» وأعلنوا أنه «لا مذهبية ولا طائفية في الإسلام»، استقاموا بعد توبتهم ودخلوا في «دين الإسلام» من باب الإقرار العلمي بأن هذا «القرآن» الذي بين أيديهم هو «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد؟!

٣- وإذا كانت الفريضة الغائبة عن حياة «المليارين مسلم» هي «التوبة»، وذلك بخلع ثوب «شرك التفرق في الدين»، فهل تاب السلفيّون والتنويريّون والقرآنيّون وأعلنوا أمام الناس براءتهم من الجاهلية التي كانوا فيها، كما فعل المسلمون الْأُوَل؟!

# ثانيًا:

وهل تاب المسلمون الْأُوَل مما كانوا عليه من شرك في الجاهلية، وبدؤوا مع رسول الله محمد صفحة دينية إيمانية جديدة، بعد أن أقَرّوا بصدق «آيته القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوته»؟!

يقول الله تعالى «هود / ١١٢»:

١- «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ»

إن «الاستقامة» هي الخط المستقيم، هي الصراط المستقيم:

فكيف تدعو الله وتقول في صلاتك:

* «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ»

وأنت أصلًا غير مستقيم على أحكام القرآن؟!

لقد جاء الأمر لـ «الاستقامة» على إطلاقه، وخُصِّص بـ «كَمَا أُمِرْتَ»، فشمل ذلك «أحكام القرآن» كلها:

فهل «استقام» المسلمون على «أحكام القرآن» كلها، وفي مقدمتها تحريم «التفرق في الدين»؟!

وهل يحل للمسلمين أن يقيموا «أحكام القرآن» قبل أن يستقيموا كما أمرهم الله؟!

ولذلك قال تعالى بعد ذلك:

٢- «وَمَن تَابَ مَعَكَ»

ذلك أن «التوبة» هي مفتاح باب الاستقامة على «دين الإسلام» الذي حمله القرآن الكريم، فلا شعائر تعبدية، ولا دعاء بالهداية إلى صراط الله المستقيم، إلا بعد التوبة «وَمَن تَابَ مَعَكَ».

ثم يُحذّر الله تعالى «الذين استقاموا» من الطغيان:

٣- «وَلاَ تَطْغَوْاْ – إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»

والطغيان في هذا السياق يعني:

تجاوز الحدود التي أمر الله بعدم تعدّيها، فلا تدعي الاستقامة ثم تتعدى حدود الأحكام التي فرضها الله عليك، بالإلحاد في «مدلولات» كلماتها، كما يفعل الملحدون المسلمون اليوم:

وقد كتبنا في هذا «الإلحاد الإسلامي التنويري» عشرات المقالات.

ثم ينطلق السياق إلى المحور الأساس الذي يدور حوله «دين الإسلام» وهو مسألة «المودة والولاء» التي تحدثنا عنها في المقالات السابقة:

٤- «وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ – فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ – وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ – ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ»

و«الَّذِينَ ظَلَمُواْ»: في السياق القرآني، الذين تعدوا «حدود الله»، بداية بمقتضيات «الوحدانية – أصول الإيمان – العمل الصالح».

ومن «الَّذِينَ ظَلَمُواْ»:

الذين أعطوا «المودة والولاء» لغير المؤمنين «الممتحنة / ١»:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِـ (الْمَوَدَّةِ) وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ»

ويقول الله تعالى «الممتحنة / ٩»:

* «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ – وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ – وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ»:

* «أَن تَوَلَّوْهُمْ – وَمَن يَتَوَلَّهُمْ»

* «فَأُوْلَئِكَ هُمُ (الظَّالِمُونَ)»

فعند النهي عن الركون قال تعالى:

* «وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ»

ولم يقل «وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الظَالِمين»

لأن المراد الإشارة إلى «الظلم» بجميع أنواعه، وليس المتعلق بمسألة «المودة والولاء» فقط.

# ثالثًا:

ثم بعد بيان «أصول الإيمان» و«مقتضيات الوحدانية» التي يجب أن يقيم عليها المؤمن تدينه بـ «دين الإسلام»، الذي حملته نصوص «آية» رسول الله محمد «القرآنية العقلية»:

يأتي الحديث عن حكم من أحكام القرآن يتعلق بـ «الصلاة»:

٦- «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ»:

* «طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ»

* «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ»

* «ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ»

* أقول:

(أ): إن الأمر بـ «إقام الصلاة»، في هذا السياق، خاص برسول الله محمد «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ»، تماما كما خاطبه الله بقوله «النساء / ١٠٢»:

* «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»

فكلمة «فَأَقَمْتَ» تتعلق بالرسول، وكلمة «لَهُمُ» تتعلق بـ «الذين آمنوا» معه، ولا توجد قرينة في السياق تجعل الحكم عامًا يشمل «المؤمنين» إلى يوم الدين.

(ب): لو أراد الله أن تكون «الصلاة» التي أمر رسوله محمدًا بإقامتها، هي نفس «الصلاة» التي يجب أن يؤديها المؤمنون إلى يوم الدين، لخاطبهم الله وقال، كما قال في «الجمعة / ٩»:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»:

* «إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ – فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ»

# رابعًا:

والسؤال للملحدين المسلمين «الجُهَّال»:

١- من أين جئتم بأن عدد الصلوات = ١ أو ٢ أو ٣ أو حتى «٥»:

ولا توجد أي إشارة في القرآن دالة على ذلك، بما في ذلك آيات المواقيت «هود / ١١٤ – الإسراء / ٧٨» التي خاطب الله فيها رسوله فقط؟!

٢- فإذا قلتم إن خطاب الله لـ «رسوله» هو خطاب لـ «الَّذِينَ آمَنُوا»، تكونون بذلك قد شهدتهم على أنفسكم بأنكم فعلا «أضل من الأنعام»:

* «أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ – إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأنْعَامِ – بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً»

والسبب: أن كلمة «أقم» لا تبيّن ما إذا كان الأمر يتعلق بـ «محمد النبي» أم بـ «محمد الرسول»، تماما كما خاطبه الله بصفته «محمد النبي» وقال له:

* «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ – فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»

٣- فهل هناك سبب، منع الله من أن يخاطب «الَّذِينَ آمَنُوا»، في الآيتين المتعلقتين بأهم شيء في أحكام الصلاة وهو «مواقيتها»، كما خاطبهم بـ «الصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ»، فيقول تعالى:

(أ): «هود / ١١٤»:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – أَقِيمِوا الصَّلاَةَ – طَرَفَيِ النَّهَارِ – وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ»؟!

(ب): آية «الإسراء / ٧٨»:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – أَقِيمِوا الصَّلاَةَ – لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ – وَقُرْآنَ الْفَجْرِ – إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً»؟!

(ج): فإذا كنتم أيها «الملحدون المسلمون» عقلاء، وتحترمون عقول «الجُهّال – الببغاوات» الذين يتبعونكم، قولوا لهم «انطلاقا من بدعة القرآن وكفى»:

أن الصلاة المفروضة على «الَّذِينَ آمَنُوا»، هي «الصَّلاَة مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ» فقط:

ولكن هناك عقبة كؤود ستقف في طريق إلحادكم، وهي:

(د): ما هو معنى «مدلول» كلمة الصلاة، ومن أين جئتم به، وهل هي نزهة سياحية، أم وجبة إفطار، أم هجرة …، أم ماذا؟!

(هـ): وإذا كان إلحادكم جميعًا، في عدد الصلوات، ينطلق من الآيتين «هود / ١١٤ – الإسراء / ٧٨»، فاعلموا أن الدليل على أن هاتين الآيتين من خصوصيات «محمد النبي»، ولا علاقة لهما بـ «محمد الرسول»، فلا تُؤخذ منهما أحكام عامة:

أن السياق الذي وردت فيه الآية «هود / ١١٤» سياق يدعو «النبي» والذين تابوا معه، إلى الاستقامة وعدم الركون إلى الظالمين، ثم أمره بالاستعانة بـ «الصلاة» لمواجهة تحديات عصر التنزيل.

وهذا ما أكده سياق الآية «الإسراء / ٧٨» فتدبر ولا تكن من الغافلين «الإسراء / ٧٦-٨١»:

* «وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا – وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً»

* «سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً»

– ثم «تدبر وافهم» أيها الملحد المسلم الجاهل بـ «علم السياق»:

* «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً»

* «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ»:

ثم تدبر القرينة على الخصوصية:

– «(عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)»

– ثم «تدبر وافهم» أيها الملحد المسلم الجاهل بـ «علم السياق»:

* «وَقُل رَّبِّ»:

– «(أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ)»

– «(وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ)»

– «(وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً)»

– ثم «تدبر وافهم» أيها الملحد المسلم الجاهل بـ «علم السياق»:

* «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ – وَزَهَقَ الْبَاطِلُ – إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً»

فما علاقتكم أنتم أيها «الملحدون»، وما علاقة «الببغاوات» الذين يتبعونك، بهذه الآيات التي يتعلق سياقها بتحديات عصر التنزيل، لتخرجوا علينا بـ «هوسكم الديني» و«إلحادكم الغبي» عن أحكام الصلاة؟!

# خامسًا:

أن الذي يشكك في حجية «منظومة التواصل المعرفي» التي هي من حجية «القرآن»، والتي حملت «مدلولات» كلمات اللغات التي تنطق بها ألسنة شعوب العالم:

١- والتي حملت هيئة الصلاة، وكيفية أدائها، وعددها، وعدد ركعاتها، ومواقيتها.

٢- منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا.

٣- وفي جميع مساجد المسلمين حول العالم.

٤- مع اختلاف توجهاتهم العقدية والفقهية.

فهو إنسان خلع الله تعالى عنه ثوب الإنسانية، وألبسه ثوب الحيوانية.

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

٦ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page