

(1653) 20/12/2020 «وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى»
يناير 28
4 min read
0
1
0

ما الفرق بين قول المسلمين:
* «الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»:
وقولهم:
* «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً»؟!
ولماذا تنطق ألسنتهم كثيرا بـ:
* «الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»
ولا تعمل قلوبهم بمقتضيات:
* «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً»؟!
# أولًا:
١- لماذا «الْحَمْدُ لِلَّهِ»؟!
لأن الله مَيّز الإنسان على سائر المخلوقات بنعمة «العلم» التي يكتسبها بـ «التعلم»، فقال تعالى «النحل / ٧٨»:
* «وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ – لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً – وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ – لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»
«لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»:
فهل شكر المسلمون ربهم على نعمة «العلم»، وحمدوا الله على نعمة إنزال «القرآن» يحمل «الآية العلمية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد؟!
٢- «الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ»
وهل يُعقل يا «أهل القرآن»، أن يَنْزِل «الكتاب» على رسول الله محمد بـ «علم الله»، ثم يتركه الله لـ «السلفيّين» و«الملحدين» و«القرآنيّين» و«التنويريّين» يُحرّفون «مدلولات» كلماته، فيحتار الناس:
(أ): هل «الكعبة» المو جودة حاليًا، هي نفسها التي صلى فيها رسول الله محمد «الصلوات الخمس» التي يُصلّيها المسلمون اليوم في جميع مساجد العالم؟!
(ب): هل «الخنزير» الذي حرّم الله أكل لحمه، هو نفسه الذي تعرفه اليوم شعوب العالم؟!
(ج): هل يوم «الجمعة» الذي ورد في القرآن، هو نفسه الذي عرفته شعوب العالم إلى يومنا هذا؟!
والله تعالى يقول في وصف «الكتاب»:
* «وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً»
ويطلب من كل من دخل في «دين الإسلام»، أن يحمد الله على نعمة «الاستقامة» التي نزل بها «الكتاب»؟!
٣- «قَيِّمًا»:
القَيّم: هو الذي يقوم بمصالح الغير، والمقصود بيان أن «الاستقامة» هي المحور الأساس الذي تدور حوله «أحكام الكتاب» لصالح الناس.
# ثانيًا:
كثير من المسلمين اليوم، يُفضّلون أن تقوم دعوتهم إلى التغيير قائمة على «الترغيب» لا «الترهيب»، ويظنون أن ثمار «الترغيب» أكبر بكثير من ثمار «الترهيب»:
ولكن الدارس المتدبر لآيات الذكر الحكيم، يعلم أن «الترهيب» في السياق القرآني مقدم على «الترغيب»، خاصة إذا كان الخطاب يتعلق بملل الكفر:
١- فيقول الله تعالى مبيّنًا أن الهدف من إنزال القرآن هو «الترهيب»:
* «لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ»
ثم «الترغيب»:
* «وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً»
باعتبار أن الأهم هو «دفع الضرر»، وليس «جلب المصلحة»، فعندما يكون 99.99 % من المسلمين اليوم يُلْقُون بأنفسهم، وبإرادتهم الحرة، في «جهنم»:
فيكون «فرض عين» على كل مؤمن عاقل، أن يدفع عن المسلمين هذا الضرر بأي صورة وبأي أسلوب، لأن توبتهم ستجعلهم يمكثون في الأجر الحسن أبدا:
* «مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً»
٢- ثم خص الله تعالى بـ «الإنذار» ملل الكفر التي نسبت إلى الله تعالى الولد:
* «وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً»
وهؤلاء حكم الله عليهم في عصر التنزيل بأنهم من أهل جهنم، وهم:
(أ): المشركون من أهل مكة:
* «وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ – وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ»
(ب): النصارى:
الذين قالوا: «الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ»
(ج): اليهود:
الذين قالوا: «عُزَيْرٌ ابْنُ اللّه ِ»
ومع أن هذه الآيات قطعية الثبوت عن الله تعالى قطعية الدلالة، ذهب الملحدون، وفي مقدمتهم من يحتفلون بالذكرى الأولى لوفاته، إلى القول بأن «اليهود والنصارى» سيدخلون الجنة استنادًا إلى الآية «البقرة / ٦٢»، وبدعوى أنهم:
«آمَنَوا بِاللَّهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وَعَمِلوا الصَالِحات»
والسؤال:
* عندما أنزل الله الآيات بكفر أهل الكتاب، الذين لم يؤمنوا برسوله محمد، هل لم يكن يعلم أن الآية «البقرة / ٦٢»، وغيرها، لا تخص من قريب ولا من بعيد، الذين كفروا برسوله محمد؟!
# ثالثًا:
وهنا يأتي الجواب على السؤال السابق، ببيان المحور الأساس الذي يدور حوله التقليد الأعمى والاتباع بغير علم، وهو محور «الجهل وفتنة الآبائية»:
١- «مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ – وَلاَ لآبائهم»
٢- «كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ»
٣- «إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً»
«كَذِباً»: لأنهم لا يملكون مطلقا البرهان على ما يدعونه.
وهل يملك الـ 99 % من المسلمين، «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»، البرهان على أن الدخول في «دين الإسلام» يقوم على الإيمان بمصدرين للتشريع:
* الأول: «الكتاب»، والثاني: «السُنّة»؟!
«إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً»
ولذلك، قال الله تعالى لرسوله محمد، من باب تسليته:
٤- «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ – إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً»
فلماذا تجهد نفسك وتهلكها حُزنًا وأَسَفًا بسبب كفرهم وعدم استجابتهم لك وإيمانهم بهذا القرآن؟!
ألم ننزل عليهم يا محمد من النعم ما يستوجب منهم الإيمان والشكر، ومع ذلك كفروا بالله وبرسله، وقد كانت هذه النعم ابتلاءً لهم؟!
٥- «إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا – لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»
إن الذين يعيشون في هذه الدنيا، ويستمتعون بنعمها وخيراتها، وهم لا يعلمون أنها «دار امتحان وابتلاء»، هم «حِزْبُ الشَّيْطَانِ» الذين:
* «زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ»:
– «فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ»
– «فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ»
إن المؤمن الذي أسلم وجهه لله، ينطلق استمتاعه بـ «زينة الدنيا» من قاعدة أنها دار امتحان وابتلاء، وأنه في أي لحظة سيجد نفسه في يوم الحساب:
* «وَإِنَّا لَجَ اعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً»
سواء مات قبل يوم القيامة، أو حضر «زينة الأرض» وهي تتحول إلى تراب لم يعد صالحًا للحياة:
* «حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ»
– «وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا»
– «أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً»
– «فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ»
* «إِذَا رُجَّتِ الأرْضُ رَجّاً – وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً – فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً»
ولذلك يستحيل أن يتفاعل «القلب السليم» مع زينة الدنيا وشهواتها، بصورة تجعله ينسى أنها دار امتحان وابتلاء، وأن مسؤوليته يوم القيامة ستكون مسؤولية فردية:
«يَوْمَ لاَ ي َنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»
# رابعًا:
لقد سمّيت هذه السورة بـ «سورة الكهف»، وبدأت قصة أصحاب الكهف بعد ذلك «الكهف / ٩»:
* «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً»
فلماذا أوى الفتية المؤمنة إلى الكهف؟!
والجواب «الكهف / ١٠»:
* «إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ»:
١- «فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً»
٢- «وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً»
٣- «هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً»
٤- «لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ»
٥- «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً»
٦- «وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ»
٧- «فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ»:
– «يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته»
– «ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً»
والسؤال:
* ما أهمية قصة «أصحاب الكهف»:
* في حياة «المليارين مسلم» اليوم؟!
* وهل يجب عليهم جميعًا دخول الكهف:
أفضل لهم من دخول جهنم؟!
محمد السعيد مشتهري



