top of page

(1658) 23/12/2020 أضواء على المقالات السابقة، وعلى تعليقات الأصدقاء

يناير 28

5 min read

0

0

0

١- لا تقترب من «القرآن» مطلقا بفهم أو استنباط حكم، وأنت لا تعلم شيئا عن لغته العربية، ولا تتبع أحدًا في فهم آية أو استنباط حكم دون أن تعلم من أين جاء بهما، ومدى علمه بأساليب «القرآن» البيانية البلاغية.

لقد قلت وأقول:

(أ): إن القرآن «علم»، يقول الله تعالى:

* «وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

(ب): إن علم القرآن بـ «اللغة العربية» يقول الله تعالى:

* «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ – قُرْآناً عَرَبِيّاً – لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

(ج): إن السوق الذي نجح «الملحدون» في تسويق بضاعتهم فيه، هو سوق «الجُهّال» الذين لا يعلمون شيئًا عن «لغة القرآن» ولا عن «علم السياق» ثم يقول إن الله لم يفرض على المسلمين في «القرآن» غير «ثلاث صلوات»، فإذا سألتهم أين الدليل على ذلك:

كتبوا مئات الجمل، التي لا محل لها من الإعراب، والتي تكشف عن عوراتهم الجاهلية، والعجيب أن من بين الآيات التي يستدلون بها:

قول الله تعالى لموسى، عليه السلام:

* «فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي»

ولا أدري ما علاقة الإشارات التي تتعلق بـ «إقام الصلاة»، والخاصة بالأنبياء والرسل السابقين، كلٌ حسب شريعته، بـ «إقام الصلاة» التي أوحاها الله تعالى «علميًا» إلى رسوله محمد؟!

قول الله تعالى في سياق بيان أحكام الاستئذان:

* «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»:

* «مِن قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ»

* «وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ»

* «وَمِن بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاء»

* «ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ»

فيستنبط «الجهلاء» من هذا السياق، الذي لا علاقة له مطلقا بـ «أحكام الصلاة»، أن الله لم يفرض غير صلاة الفجر وصلاة العشاء، والسبب:

أنهم لم ينتبهوا إلى كلمتي «مِن قَبْلِ – وَمِن بَعْدِ» اللتين تحددان المساحة الزمنية للاستئذان، وليس لتشريع عدد الصلوات في اليوم.

٢- عندما تدرس وتتدبر «سور الأنبياء»، وأنت في مقام الصلة الإيمانية بـ «كلام الله تعالى»، تعلم الكثير والكثير عن أنوار هداية آياتها، بل وآيات القرآن كلها:

ستجد أن سياق سير الأنبياء توقف بعد قصة إبراهيم، عليه السلام، ثم جاء بعده قول الله تعالى «الأنبياء / ٧٣»:

* «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا – وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ»:

* «فِعْلَ الْخَيْرَاتِ – وَإِقَامَ الصَّلاَةِ – وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ»

* «وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ»

ثم عاد السياق يذكر باقي الأنبياء، والسؤال:

هل لم يوح الله لباقي الأنبياء الذين جاء ذكرهم بعد ذلك بـ:

* «فِعْلَ الْخَيْرَاتِ – وَإِقَامَ الصَّلاَةِ – وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ»؟!

إذن فلماذا لم تأت الآية «الأنبياء / ٧٣» بعد الانتهاء من ذكر الأنبياء كلهم، وقبل قول الله تعالى «الأنبياء / ٩٣»:

* «إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ»؟!

والجواب:

لأن إبراهيم وابنه إسماعيل، عليهما السلام، قالا «البقرة / ١٢٧-١٢٩»:

* «رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ – وَمِن ذُرِّيَّتِنَا – أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ»:

* «وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا»:

وهنا المحور الأساس للإجابة على السؤال.

* «وَتُبْ عَلَيْنَا – إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

ثم تدبر:

* «رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ»:

* «يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ»

* «وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ – وَالْحِكْمَةَ – وَيُزَكِّيهِمْ»

* «إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ»

فكيفية «إِقَامَ الصَّلاَةِ» يتعلمها الأنبياء «عمليًا» كلٌ حسب شريعته، بطريق من طرق «الكلام الإلهي»، السابق الحديث عنها في مقالات سابقة.

ولما كانت «النبوة» قد انقطعت عن «العرب» منذ إسماعيل، عليه السلام، لقول الله تعالى «القصص / ٤٦»:

* «لِتُنذِرَ قَوْماً – مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ – لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»

وقول الله تعالى «يس / ٦»:

* «لِتُنذِرَ قَوْماً – مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ – فَهُمْ غَافِلُونَ»

وحَرّفت الأجيال «ملة إبراهيم»، وألحدوا في مناسكها، وأشركوا بالله، وأقاموا «الصلاة»، من قيام وركوع وسجود، لأصنامهم التي كانت حول «البيت الحرام»:

أوحى الله تعالى إلى رسوله محمد بكيفية «إقام الصلاة»، ووجوب أن تكون لله تعالى وحده لا شريك له، فتدبر «الأنعام / ١٦١-١٦٢»:

* «قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»:

* «دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً»

* «وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»

* «قُلْ إِنَّ (صَلاَتِي) – وَنُسُكِي – وَمَحْيَايَ – وَمَمَاتِي – لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

* «لاَ شَرِيكَ لَهُ – وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ – وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»

وخير شاهد على أن «كيفية الصلاة» التي يُصلّيها المسلمون اليوم، كانت بـ «وحي عملي» من الله تعالى لرسوله، وأن الله قد حفظها على الرغم من تفرق المسلمين في «دين الإسلام»:

(أ): أنك تجد أن الأمر بإقام «الصلاة» جاء والكلمة معرفة بأل التعريف «الـ صلاة»، فلم يقل الله أقم «صلاة – أي صلاة»، الأمر الذي يُفهم منه أن المخاطبين كانوا يعرفون ويعلمون جيدًا قبل نزول الأمر، ما هي هذه «الصلاة» وكيفية أدائها.

(ب): فإذا بحثت في «القرآن» كله، من أوله إلى آخره، عن معنى كلمة «الصلاة»، وعن كيفية أدائها، وعددها … إلى آخره، فلن تجد شيئا مطلقا، وهناك عشرات المنشورات تحمل «تحديًا» لمن يقول بغير ذلك.

٣- لا فرق بين:

(أ): الأحكام التي جاء القرآن ببيان كيفية أدائها:

كـ أحكام الوضوء ومناسك الحج …

أو جاء بمعلومات عنها:

كـ الإشارات الفلكية إلى مواقيت الصلاة …

(ب): الأحكام التي لم يأت القرآن بتفصيل كيفية أدائها:

كـ الصلاة، وكيفية الذبح والقتل …، وكيفية إتيان النساء …

لأنه في جميع الأحوال، يجب الاستعانة بـ «منظومة التواصل المعرفي» في معرفة مدلولات «معاني» كلمات الآيات المفصلة وغير المفصلة، وكذلك كيفية أداء الأفعال التي حملتها هذه الآيات.

– فأين في القرآن معنى المرفق:

* «فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ»؟!

– وأين في القرآن معنى «جنب»:

* «وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ»؟!

– وأين في القرآن معنى «دلوك» ومعنى «غسق»:

* «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ»؟!

– وأين في القرآن معنى «أقيموا» ومعنى «الصلاة» نفسها:

* «وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»؟!

– وأين في القرآن معنى «حج»:

* «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ»؟!

– وأين في القرآن بيان مكان «عرفات»:

* «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ»؟!

– وأين في القرآن معنى كلمات الآية «المائدة / ٣»:

* «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ – وَالْدَّمُ – وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ – وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ – وَالْمُنْخَنِقَةُ – وَالْمَوْقُوذَةُ – وَالْمُتَرَدِّيَةُ – وَالنَّطِيحَةُ … إلى آخر الآية»؟!

– وأين في القرآن معنى جملة «البقرة / ٢٢٢»:

* «فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ»؟!

# بل وأين في «القرآن» معنى «مدلول» كلمة واحدة من كلماته، سواء كانت اسمًا أو فعلًا أو حرفًا؟!

ولذلك قلت، وأقول:

* إن حجية «منظومة التواصل المعرفي» من حجية «القرآن»، من كفر بها، كفر بـ «القرآن» … قولًا واحدًا.

٤- لقد نزل حكم «لباس المرأة المؤمنة» لـ «التصحيح» وليس لـ «التشريع»، ولذلك كان من الضروري جدا ألا يتعامل المسلم مع أحكام القرآن وهو يجهل علوم اللغة التي نزل بها القرآن وكيفية التعامل مع سياق الحكم.

(أ): مثال التشريع:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ – فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ»

(ب): مثال التشريع والتصحيح:

– التشريع:

* «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ – وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ – وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا»

– التصحيح:

* «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»

إن «اللام» التي في «وَلْـ يَضْرِبْنَ» لام الأمر، أي أمر بتصحيح لبس «الخمار»، ولا يوجد في القرآن أي بيان لمعنى هذا «الخمار» وكيفية ضربه على «الجيب»، ثم ما معنى «الجيب» أصلا؟!

إذن فالخطوة الأولى هي الاستعانة بشيئين:

الشيء الأول:

هو معاجم اللغة العربية للوقوف على معنى «الخمار» كثياب تلبسه المرأة، ولن نجد غير أن «الثياب» الذي كانت تغطي به المرأة العربية «رأسها».

الشيء الثاني:

هو «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت لشعوب العالم معنى هذا «الخمار»، مع اختلافهم في مسمياته، وإجماعهم على أنه «غطاء الرأس».

فإذا ذهبنا إلى قول الله تعالى:

* «وَلْيَضْرِبْنَ – بِخُمُرِهِنَّ – عَلَى جُيُوبِهِنَّ»

نفهم أن هذا «الخمار» كان مصاحبًا دومًا للمرأة العربية، من قبل بعثة رسول الله محمد، بقرينة «الباء» في «بـ ِخُمُرِهِنَّ» وعود الضمير «عَلَيْهِنَّ»:

أي أن التصحيح نزل لتعديل لبس «الخمار» الذي كانت المرأة تلبسه في الجاهلية، وتسدله على ظهرها لإظهار ثديها من فتحة «الجيب» جيب «الجلباب»، فأمرها الله تعالى أن تضربه «تُحكمه» على هذه الفتحة لإخفاء ما كانت تظهره في الجاهلية.

ونفس حكم التصحيح لـ «الجلباب»:

* «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ»

فإذا ذهبنا إلى معاجم اللغة العربية، وإلى «منظومة التواصل المعرفي» لنقف على معنى «الجلباب» الذي كانت المرأة العربية تلبسه في الجاهلية:

نعلم أنه «الجلبية» التي تعرفها النساء في القرى إلى يومنا هذا، وهي ثياب من قطعة واحدة، تغطي جسد المرأة من كتفيها إلى قدميها.

وعندما يأتي تصحيح وضع «الجلباب» بجملة «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ»، نعلم أن «الجلباب» يجب ألا يكون كاشفًا لأي جزء من جسد المرأة، ولا مجسمًا له.

(ج): لم تدخل المرأة في عصر التنزيل في «دين الإسلام»، ولم يقبل رسول الله بيعتها، إلا وهي ملتزمة بأمر الله تعالى:

# بـ «الخمار»:

* «وَلْيَضْرِبْنَ – بِخُمُرِهِنَّ – عَلَى جُيُوبِهِنَّ»

# بـ «الجلباب»:

* «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ»

والسؤال:

ماذا لو أن الله تعالى بعث رسوله محمدًا لتصحيح ما أفسده «إبليس» في حياة المسلمين، والتزامهم بـ «أحكام القرآن»:

هل كان سيقبل بيعة 99.99 % من نساء المسلمين؟!

وهل كان سيقبل «عقود النكاح» التي قامت على كفرهن بأمر الله لهن بـ «الخمار» و«الجلباب»؟!

عايزين الحقيقة:

الـ 99.99 % من نساء المسلمين لن يذهبوا أصلا لبيعة الرسول؟!

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

5 min read

0

0

0

Comments

Comparte lo que piensasSé el primero en escribir un comentario.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page