

(1675) 10/1/2021 99 % من المسلمين يؤمنون بنزول عيسى آخر الزمان
يناير 28
4 min read
0
0
0

«أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ – أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»
المنهجية الرفاعية الهرمنيوطيقية:
ينطلق «عدنان الرفاعي»، في قراءته الإلحادية لآيات الذكر الحكيم، من قاعدة عَرَفَها علماء بني إسرائيل ومن جاء بعدهم باسم فلسفة التأويل «الهرمنيوطيقا» بداية بتأويل النصوص المقدسة.
وتقوم فلسفة التأويل «الهرمنيوطيقي» على نقد التراث الديني، وتحريف النصوص المقدسة بالتلاعب في معاني «مدلولات» كلماتها حسب هوى المُفَسّر.
في الفيديو المرفق، ينطلق «عدنان الرفاعي» في التعامل مع مسألة وفاة وموت عيسى، عليه السلام، مما يلي:
١- إن الله لم يخلق عيسى كخلق سائر البشر، وإنما خلقه مباشرة من تراب، استنادا إلى قول الله تعالى «آل عمران / ٥٩»:
* «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ – خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ – ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ»
لقد فهم «الرفاعي» من الآية، بالتأويل الهرمنيوطيقي، أن الله خلق عيسى من تراب، والحقيقة أن السياق جاء ليرد على المشككين في خلق عيسى بـ «كُن فَيَكُونُ»، وهذا ما بينته الآية التالية «آل عمران / ٦٠»:
* «الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ – فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ»
أي أن الله الذي خلق «آدم» من تراب بـ «كُن فَيَكُونُ» هو الذي خلق «عيسى» من غير ماء رجل بـ «كُن فَيَكُونُ».
٢- ويقول «الرفاعي» عن «النفس» التي حملها جسد «عيسى» الذي ليس كأجساد البشر كما يدعي، إن هذه «النفس» مخلوقة من «الروح»، استنادًا إلى قول الله تعالى «النساء / ١٧١»:
* «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ – رَسُولُ اللّهِ – وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ – وَرُوحٌ مِّنْهُ»
والحقيقة أن الآية جاءت ترد على أهل الكتاب «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ» لغلوهم في دينهم «لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ» ولافترائهم الكذب على الله «وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ»، وتبين لهم:
(أ): أن الله تعالى خلق «عيسى» بنفخة قام بها «الروح» جبريل، عليهما السلام، وهذا هو معنى «الكلمة» التي ألقاها جبريل في رحم مريم، وهي «كُن فَيَكُونُ»، ولذلك فالتعبير «وَرُوحٌ مِّنْهُ» يعود إلى «جبريل» وليس إلى «الله تعالى».
(ب): لقد ولد «عيسى» من رحم أمه «بشرًا» كسائر البشر، لا يختلف جسده عنهم في أي شيء «مريم / ٢٢-٢٣»:
* «فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً – فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ – قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا – وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً»
ولقد كان الله تعالى قادرًا أن يطلب من مريم أن تجمع قومها كلهم في وقت معين، وتقول لهم إن رسولكم «عيسى» سينزل الآن من السماء، وعليكم اتباعه.
(ج): ولكن الله تعالى شاء أن تكون «الآية» الدالة على صدق «نبوة عيسى»، تحدث من المولود «عيسى» نفسه، الذي شاهده قوم مريم أمامهم بشرًا «مريم / ٢٩-٣٠»:
* «فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ – قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً»
* «قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ – آتَانِيَ الْكِتَابَ – وَجَعَلَنِي نَبِيّاً»
ثم نتدبر جيدًا، كيف نطق عيسى بـ «المراحل الثلاث» التي يمر بها أي مولود «مريم / ٣٣»:
* «وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ»:
– «يَوْمَ وُلِدتُّ»
– «وَيَوْمَ أَمُوتُ»
– «وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً»
(د): ولا يوجد أي دليل في القرآن كله يشير، مجرد إشارة، إلى عودة «عيسى» آخر الزمان ليحكم العالم بـ «دين الإسلام»، استنادًا إلى فهم معوج لقول الله تعالى:
* «إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى»:
* «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ – وَرَافِعُكَ إِلَيَّ – وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ»
فهل يريدون أن يقولوا:
إن الله تعالى وجد أن محمدًا لم ينجح بقرآنه في حكم الناس، فقرر أن يُنزّل لهم رسوله «عيسى» ليحكمهم؟!
* طيب مش كان الأنسب أن يُنزّل الله آخر الزمان «موسى» لأنه لا يعرف شيئًا اسمه التفاهم، فيحكم الناس بـ «القبضة الحديدية»؟!
٣- ثم يقول: إن «عيسى» أوتي «الكتاب» وهو في بطن أمه قبل أن يولد، بدعوى مجيء فعل «الإيتاء» في الماضي، في قول الله تعالى «مريم / ٣٠»:
* «قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ – (آتَانِيَ الْكِتَابَ) – وَجَعَلَنِي نَبِيّاً»
إن «الرفاعي» لم يفهم ولن يفهم، أن الآيات الدالة على صدق نبوة «عيسى»، عليه السلام، بدأت بإبلاغ الناس ذلك «وهو في المهد» وأن مجيء «الإيتاء» في الزمن الماضي «آتَانِيَ الْكِتَابَ» لا يعني كما يعلم أهل العلم بلغة القرآن:
أن الفعل «الماضي» يأتي في السياق القرآني للتعبير عما يقع في «المستقبل»، وذلك من باب تنزيل الحدث منزلة الوقوع الفعلي، كقول الله تعالى:
* «(أَتى) أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ»
* «(وَنُفِخَ) فِي الصُّورِ … ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى»
٤- ويقول: إن حقيقة «عيسى» في القرآن أقل مما يصفه النصارى، وأكثر مما يصفه المسلمون، وهذا ما ميزه الله به عن سائر الرسل:
إن نفس «عيسى» مكونة من «الروح» بنسبة مئة في المئة، ولم ينزل عليه «جبريل» مطلقًا، لأن «الإنجيل» قد حملته نفسه وهو في بطن أمه، فلا ينطق لسانه إلا به:
ولذلك لا تعرف نفس «عيسى» الخطيئة، لأن «الأعضاء التناسلية» للرجل والمرأة أتت نتيجة الخطيئة الأولى:
* «فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا»
يعني «الأعضاء التناسلية» التي يتوالد بها البشر، هي نتيجة «الخطيئة الأولى»، فالنفس التي لا تعرف «الخطيئة» لابد لها من جسد لم يأت عن طريق أعضاء «الخطيئة».
* أقول:
لا تعليق.
٥- وماذا عن قول الله تعالى «الصف / ٦-٩»:
* «وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ»:
– «إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ»
– «وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ»
(أ): فهل نضيف إلى جملة «يَأْتِ ي مِن بَعْدِي» جملة «وسآتي مِن بَعْدِه» آخر الزمان؟!
إن الله تعالى يقول لهؤلاء الملحدين في آياته، قديما وحديثا «الصف / ٧»:
* «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ – وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ – وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
فهل فهمتم يا أيها «الملحدون» معنى الآية السابقة، وهل ستفهمون معنى الآية التالية:
* «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ – وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»
(ب): وهل تعلمون أن الله تعالى مظهر دينه الحق، على كل التوجهات الدينية السلفية والقرآنية والتنويرية التي تمثل 99.99 % من المسلمين؟!
* «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ – لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ – وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»
أم أنكم تفهمون كلمة «رَسُولَهُ» على أنه «عيسى» الذي كما تدّعون سينزل آخر الزمان ليحكم الناس «بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ»؟!
(ج): ثم أين نذهب بقول الله تعالى «الإسراء / ١٥»:
* «مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ – وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا – وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»:
– «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً»
هل معنى ذلك، أن الله تعالى سيغفر لكل من مات من أتباع رسوله محمد ويُدخلهم الجنة، حتى ينزل «عيسى» آخر الزمان؟!
إذن أبشروا أيها «المسلمون»، واستمتعوا بكل المحرمات، وعيشوا حياتهم بدون قيود شرعية، لأنكم إذا متم قبل نزول «عيسى» فأنتم من أهل الجنة.
محمد السعيد مشتهري



