top of page

(1682) 19/1/2021 * «يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»

يناير 28

٤ min read

0

0

0

يستحيل أن يخلق الله تعالى الأرض، ويستخلف الإنسان فيها، دون أن يُبيّن له طبيعة هذا الاستخلاف، وما يجب عليه أن يقوم به وهو يعيش على هذه الأرض، وأن هناك يومًا سيرجع فيه إلى ربه ليحاسبه على ما أمره به ونهاه عنه.

ولما كان من المستحيل أن يخاطب الله تعالى كل إنسان ليبيّن له ماذا عليه أن يفعله، كانت «النبوة» سنة إلهية، وكان إرسال «الرسل» ضرورة شرعية، وكان «يوم الحساب» حتمية منطقية.

ولقد بدأت سورة «يس» بقسم يتكون من حرفي الياء والسين ثم القرآن الحكيم، على أن النبي محمدًا من المرسلين وعلى صراط مستقيم، وفي هذا المقال نتكلم عن «الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ»، وفي المقال القادم عن «يس» والحروف المقطعة.

يقول الله تعالى «يس / ١- ٤»:

* «يس – وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ – إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ – عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»

عندما تقرأ أكثر من مرة، هذه المقدمة التي بدأت بها سورة «يس»، بتركيز تام، وإدراك كامل لمدلولات كلماتها، ووصف القرآن بـ «الحكمة» مع أنها صفة «العاقل»:

١- تعلم علم اليقين، أن القرآن لم ينزل على الناس لتدبر آياته ودراساتها دراسة لغوية أو عددية أو علمية … وإنما ليتحرك بينهم بـ «لسانه العربي» سلوكًا عمليًا كرسول حكيم يبلغهم رسالة ربهم ويتفاعل مع «قلوبهم» ومع شؤون حياتهم.

٢- تعلم علم اليقين، أن القرآن «نورٌ» يمشي «في» قلوب الناس لإحيائها، قبل أن يمشي «بينهم» لينير بأحكامه طريقهم، فتدبر «الأنعام / ١٢٢»:

* «أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ»:

– «وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ (فِي) النَّاسِ»

– «كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا»

– «كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ»

٣- تعلم علم اليقين أن «ما هو كائن» في حياتك اليوم «ظلامٌ» لن يتحول إلى «نور» إلا إذا أردت أن تغيّره إلى «ما يجب أن يكون» على صراط الله المستقيم.

ألا تخجل من نفسك، وأنت تدعو الله تعالى وتقول:

* «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ»

وحياتك وحياة زوجك وأولادك ليست على صراط الله المستقيم؟!

فهل تقصد من دعائك أن تقول لله تعالى:

أنزل عليّ الملائكة أو ابعث لي من يهديني إلى صراطك المستقيم؟!

٤- فماذا لو قال الله تعالى لك يوم القيامة:

ألم أقسم بـ «القرآن الحكيم» أن محمدًا من الرسل «المرسلين»، الذي بعثته ليهدي الناس إلى صراط ربهم المستقيم؟!

ألم أحذر الناس من «إغواء إبليس» الذي سيعمل جاهدًا على صدّهم عن صراط ربهم المستقيم، والذي قال لربه «الأعراف / ١٦-١٧»:

* «قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي»:

– «لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ»

* «ثُمَّ لآتِيَنَّهُم»:

* «مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ – وَمِنْ خَلْفِهِمْ – وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ – وَعَن شَمَائِلِهِمْ»:

– «وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ»؟!

والسؤال:

هل الـ 99.99 % من المسلمين على «صراط الله المستقيم»؟!

والجواب:

سأترك لـ «٣٣ ألف» متابع للصفحة، ولـ «١٠٠٠» متابع للحساب، فمن تفضل علينا بالجواب، الذي يحمل البرهان من القرآن، نكون له من الشاكرين، المُقِرّين بأن فعلا يوجد من بين المتابعين علماء.

٥- لماذا قال الله تعالى لرسول محمد:

* «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ»:

– «فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ»

– «ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ»

– «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ»؟!

ولماذا لم يأمر الله بقتل هذا «المشرك المحارب» الذي جاء إليهم برجليه، وأمره أن يُسمعه «كلام الله» ثم يبلغه مأمنه، أي يجب أن يصل هذا «المشرك» إلى قومه «الأعداء المحاربين» آمنا؟!

لأن كلام الله «القرآن الحكيم» له تأثير بلاغي مبين على القلوب، بصرف النظر عن إيمان هذه القلوب أو كفرها، خاصة وأن قوم رسول الله محمد كانوا أهل «اللسان العربي»، يعلمون مدلولات كلمات القرآن من قبل نزوله.

والسؤال:

كيف يدعو الـ 99.99 % من المسلمين ربهم بقولهم «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ» ومعظمهم لا يحملون مفتاح الدخول إلى هذا «الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ»؟!

٦- إن الله تعالى الذي قال لرسوله محمد، عليه السلام:

* «إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ – عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»

هو سبحانه الذي قال عن الكتاب الذي أنزله على رسوله محمد «فصلت / ٢-٣»:

* «تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»:

– «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ»

ثم بيّن أن هذه الآيات «المُفَصّلة» يستحيل فهمها إلا بـ «لغة القرآن العربية»:

– «قُرْآناً عَرَبِيّاً»

وأن هذا «القرآن العربي» نزل يخاطب الذين «يعلمون»:

– «لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

الذين يعلمون لغته العربية، ومدلولات كلماتها، لا يلتبس عليهم شيء منه، وإلا ما كان القرآن لهم بيانًا ولا تفصيلًا، الأمر الذي يتعارض مع قول الله تعالى «إبراهيم / ٤»:

* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ»:

– «إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ»

لماذا بلسان قومه؟!

* «لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»

ثم ربط الله تعالى هذا «البيان» بالهدى والضلال، فتدبر:

* «فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

٧- وهل كان الله تعالى في حاجة إلى أن يبدأ سورة «يس» بهذا القسم:

* «يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»؟!

تدبروا أيها المسلمون، وتعلموا لغة القرآن، فبدونها يستحيل أن يدخلها «نور القرآن»، وهذا هو معنى أن يُقسم الله بـ «القران الحكيم» على أن محمدًا «لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» الذين كانوا يعلمون لغة القرآن قبل نزوله عليه، فتدبر «مريم / ٩٧»:

* «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ – بِلِسَانِكَ – لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ – وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً»

ثم تدبر العلاقة بين «وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً» وقول الله تعالى الذي جاء بعد القسم «يس / ٥-٦»:

* «تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ»:

ـ «لِتُنذِرَ قَوْماً – مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ – فَهُمْ غَافِلُونَ»

* أقول:

إن القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم، والذي هو «تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ»:

* هو رسول الله الذي يمشي «بين» الناس و«في» قلوبهم.

* لينذرهم من غفلة آبائهم عن مقتضيات «الوحدانية».

* وأن عليهم أن يدخلوا في «دين الإسلام» من باب الإقرار العلمي اللغوي بصدق «الآية القرآنية العقلية»، التي يحملها كتاب الله الخاتم «الْقُرْآن الْحَكِيم».

والسؤال:

هل سيظل الـ 00.01 % من المسلمين متمسكين بـ «صراط ربهم المستقيم»، اتباعًا وتأسّيًا برسولهم الكريم، الذي أقسم الله تعالى بـ «الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ» على أنه «لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ- عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»؟!

إن الـ 99.99 % من المسلمين في أزمة إيمانية إسلامية قد ألفوا الحياة في ظلها، ظنا منهم أن الجنة لـ «الأكثرية»!!

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

٤ min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page