top of page

(1684) 21/1/2021 لماذا كان «وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ» ما يجب أن يكون؟!

يناير 28

٥ min read

0

0

0

إن مجيء «آية الزواج» وسط منظومة من الآيات «الروم / ١٧-٢٧» الكونية الساجدة المسبحة، يشير إلى وجوب ألّا يخرج «الزواج» عن فلك هذه المنظومة «اختيارًا» وليس «قهرًا».

إن «اختيار» الزوج لـ «زوجه» يجب أن يقوم على اعتبار أن «الزواج» آية من آيات الأنفس:

* «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا»

قال الله تعالى «خَلَقَ لَكُم» في إطار منظومة الإيجاد من عدم، التي لا يعرف تفعيلها ملةً ولا جنسًا ولا لونًا ولا اختلاف ألسن.

ثم قال تعالى:

* «وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»

فاستخدم السياق مادة «الجعل» لبيان أن تفعيل «آية الزواج» يكون وفق الأسباب والمسببات «المقدمات والنتائج»، وهي حالة تهيئة المخلوق ليؤدي وظيفته التي خلقه الله تعالى من أجلها.

ولذلك كان على شعوب العالم أن تقف كثيرًا عند فعاليات هذه الآية في حياتهم وحياة ذرياتهم:

* «إِنَّ فِي ذَلِكَ – لآيَاتٍ – لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»

وهذا بالنسبة لثمار «آية الزواج» في الدنيا للقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض على أحسن وجه، فماذا عن ثمارها في الآخرة؟!

# أولًا:

لقد نزل القرآن يُبيّن للناس أن ثمار «آية الزواج» في الدنيا تختلف عن ثمارها في الآخرة، ذلك أن القاعدة التي تنطلق منها أحكام النكاح في «دين الإسلام» هي:

قاعدة الإقرار بـ «أصول الإيمان الخمسة» والعمل بمقتضياتها سلوكًا عمليًا على أرض الواقع، وليس فقط إيمانًا قلبيًا، وهذا ما نزل القرآن يُبيّنه لـ «المؤمنين» ويقول لهم «البقرة / ٢٢١»:

* «وَلا تَنكِحُوا – الْمُشْرِكَاتِ – حَتَّى يُؤْمِنَّ»

ثم بيّن أن الخير في «الأمة المؤمنة» وليس في «الحرة المشركة» ولو كانت ملكة جمال العالم:

* «وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ – خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ – وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ»

وخاطب أولياء أمور «المؤمنات» بنفس الخطاب فقال لهم:

* «وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ – حَتَّى يُؤْمِنُوا»

* «وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ – خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ – وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»

ولماذا حرّم الله تعالى أن تنطلق «عقود النكاح» من غير قاعدة الإقرار بـ «أصول الإيمان الخمسة»؟!

* «أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ»

* «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ»

ومع قول الله تعالى بعد ذلك:

* «وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ – لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»

لم يتذكر المسلمون:

١- بعد أن خرجوا من بطون أمهاتهم يعبدون ما وجدوا عليه آباءهم من مذاهب عقدية وفقهية.

٢- وبعد بلوغهم النكاح واكتمال رشدهم.

لم يتذكروا بيان الله تعالى لهم «وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ» بتحريم «عقد النكاح» الذي لا ينطلق من قاعدة الإقرار بـ «أصول الإيمان الخمسة»:

فهل يسأل أهل المرأة، الرجلَ الذي يريد زواجها:

متى آمنت وعلى أي أساس آمنت، وما هي مظاهر إقرارك بـ «أصول الإيمان الخمسة» على أرض الواقع؟!

وهل يسأل أهل الرجل، المرأةَ التي يريد زواجها نفس السؤال السابق؟!

أرجو ممن فعلوا ذلك أن يقولوا لنا في تعليقاتهم:

هل التزم الزوجان بـ «أحكام القرآن» في معيشتهم، أم انفرطت حبّات «العقد الإيماني» حبة … حبة … خاصة فيما يتعلق بتربية أولادهم؟!

# ثانيًا:

إن المصيبة «الإيمانية» الكبرى التي يعيش بداخلها 99.99 % من المسلمين، أنهم يُفكّرون في توجهات الناس الدينية السلفية أو القرآنية أو التنويرية، ويعيشون حياتهم داخلها، ظنًا منهم أن هذا هو الصراط المستقيم الذي أمرهم الله اتباعه.

إن المصيبة «الإيمانية» الكبرى التي يعيش بداخلها 99.99 % من المسلمين، أنهم جعلوا حياتهم الدنيا حاكمة على حياة الآخرة، ونسوا أنهم بعدما خرجوا من بطون أمهاتهم فُرض عليهم «شرك التفرق في الدين» فرضًا، ولم يدخلوا في «دين الإسلام» من جديد.

ثم جاء «الملحدون»، وفي مقدمتهم شيخ الإلحاد «محمد شحرور»، وقالوا لهم: إنكم مؤمنون مسلمون، تناكحوا بغير قيد ولا شرط، المهم أن تؤمنوا بالله واليوم الآخر وتعلموا الصالحات، وليس شرطًا الإقرار بصدق «نبوة» رسول الله محمد والإيمان به.

ولا مانع من الاستمتاع بـ «الشهوات الجنسية» بين الرجال والنساء، بشرط ألا يزيد ذلك عن ثلاث ليال، ويستند شيخ الملحدين في ذلك إلى رواية عن البخاري تقول:

«أيُّما رَجُلٍ وامْرَأَةٍ – تَوَافَقَا – فَعِشْرَةُ ما بيْنَهُما ثَلَاثُ لَيَالٍ – فإنْ أحَبَّا أنْ يَتَزَايَدَا – أوْ يَتَتَارَكَا»

يعني «إباحة الزنى» برواية نسبها الرواة إلى رسول الله، واستند إليها شيخ الملحدين «محمد شحرور»، الذي لا يترحم عليه إلا من هم على شاكلته.

١- يخاطب الله تعالى «المشركين» على مر الرسالات، وطبعا منهم الـ 99.99 % من المسلمين:

* «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

ويقول «الأنعام / ٢٢-٢٤»:

* «وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً»:

* «ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ»

* «أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ»

* «ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ»

– وتدبروا جيدا ماذا فعل «الشرك» في نفوس «المشركين» حتى يوم الحساب، وهم يُساقون إلى جهنم، ويقولون لله تعالى:

* «وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ»

– تخيّلوا؟!! … نفس طريقتهم الإبليسية التي كانوا يتبعونها في الدنيا … يعني «إبليس» مازال يسكن في أفئدتهم وهم يساقون جميعًا إلى جهنم:

* «انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ – وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ»

٢- ثم تعالوا إلى بيان القرآن لأهمية الانطلاق في «عقود النكاح» من قاعدة الإقرار بـ «أصول الإيمان الخمسة»:

يقول الله تعالى «الممتحنة / ١٠»:

* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»

* «إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ – مُهَاجِرَاتٍ – فَامْتَحِنُوهُنَّ»

* «اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ»

– يعني لا علاقة لكم بما يُظهرونه من «إيمان»، وعليكم التأكد من صدق إيمانهن عن طريق مراقبة العمل بمقتضياته في حياتهن:

* «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ – فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ»

– لماذا؟!

* «لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ – وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»

– لقد انقطعت «الصلة الزوجية» بانقطاع «الصلة الإيمانية»، وعليه:

* «وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا»

– وعليه، وبعد التأكد من تحقق «الإيمان»:

* «وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ – أَن تَنكِحُوهُنَّ – إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»

٣- ثم تعالوا إلى المحور الأساس الذي تدور حوله «أحكام النكاح» إلى يوم الدين:

* «وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»

فإذا كان هناك من المؤمنين من تزوج من مشركة، فعليه أن ينفصل عنها فورا، وتعود الحقوق المالية إلى أهلها:

* «وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ – وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا»

والسؤال:

هل كل ما سبق بيانه من أحكام هو اجتهاد وفتوى من «محمد مشتهري»، أم هو «حكم الله»؟!

الجواب:

* «ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ – يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ – وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»

فهل تعلمون أيها «المسلمون» ماذا يعني قول الله تعالى في سياق بيان «أحكام النكاح»:

* «ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ – يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ»؟!

هل تعلمون أيها «المسلمون»:

أن انشغالكم بـ «أحكام القرآن»، وفي مقدمتها أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج والنكاح …، دون الاهتمام بـ «القاعدة الإيمانية» التي انطلقت منها هذه الأحكام، يجعلكم في قائمة «المنافقين» في الدرك الأسفل من النار؟!

هل تعلمون أيها «المسلمون»:

أنه ما كان لـ «الملحدين» في آيات الله وأحكامها، أن يستغفلوا قلوبكم بإلحادهم في كثير من الأحكام، وفي مقدمتها كفرهم بـ «الصلوات الخمس» …، لو أن هذه القلوب دخلت في «دين الإسلام» من باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية»؟!

هل تعلمون أيها «المسلمون»:

متى أقرّت قلوبكم بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسولكم محمد، عليه السلام؟!

هل تعلمون أيها «المسلمون»:

أنكم لم تدخلوا في «دين الإسلام» بعد؟!

ليظل السؤال قائمًا:

إذن فعلى أي أساس تقيمون «عقود النكاح»؟!

ولا يسألني أحد: فماذا أفعل؟!

لأني أتحدث عن «ما يجب أن يكون»، أما «ما هو كائن»:

* «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ»

– «وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً»

– «اقْرَأْ كَتَابَكَ»

– «كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً»

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

٥ min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page