

(1687) 25/1/2021 هل تلد بطون الأمهات المسلمات ذرية مؤمنة؟!
يناير 28
3 min read
0
0
0

لقد خرج الملياران مسلم إلى الدنيا، فوجدوا أنفسهم يعملون بما تيسر من «أحكام القرآن»، وخاصة الصلاة، ويحفظون ما تيسر من سور القرآن، وخاصة قصار السور، الأمر الذي نفهم منه أنهم:
قد انتهوا من الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» ودخلوا في «دين الإسلام» وهم في بطون أمهاتهم، ولم يبق إلا العمل بـ «أحكام القرآن» ليحصلوا على المؤهل العالي لدخول جهنم.
الحقيقة شيء غريب وعجيب أمر المسلمين، لقد فعلوا مثل ما فعل أتباع الملل والنحل كلهم، ولدوا على مذاهب آبائهم الدينية، وماتوا عليها، ويبعثون بها يوم القيامة، والله تعالى يقول:
* «ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ – حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ – وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»
ولقد أنعم الله تعالى على رسوله محمد والذين معه بنعمة الشهادة على الناس، ونعمة إخراجهم من الظلمات إلى النور، فلماذا لم يتبع الملياران مسلم سبيل هؤلاء المؤمنين والله تعالى يقول لهم «النساء / ١١٥»:
* «وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ – مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى – وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ – نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى – وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ – وَسَاءتْ مَصِيراً»
ألم يتبيّن للمليارين مسلم «الْهُدَى» وأنه في خلع ثوب الشرك والتفرق في الدين، ولماذا قال الله تعالى بعد ذلك «النساء / ١١٦»:
* «إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن – يُشْرَكَ بِهِ – وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ – لِمَن يَشَاءُ – وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ – فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً»؟!
ألم يبيّن الله تعالى للناس، أنه يستحيل الوقوف على تفصيل آيات الكتاب، المقروء «قُرْآناً»، إلا بتعلّم اللغة العربية:
«كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ – قُرْآناً عَرَبِيّاً – لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»؟!
ألم يبيّن الله تعالى للناس، أنه يستحيل الرد على شبهات الملحدين «الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ» إلا بتعلّم اللغة العربية حتى تظل قلوبهم على «تقوى الله»:
* «قُرآناً عَرَبِيّاً – غَيْرَ ذِي عِوَجٍ – لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»؟!
إذن فإن أول شيء يجب أن يهتم به الوالدان عند تربيتهما لأطفالهم، وقبل البحث عن مدارس أجنبية تُدرّس لهم المواد باللغات المختلفة:
* أن يتعلموا لغة القرآن، باعتبارها لغة حياتهم، ومفتاح دخولهم الجنة، والحصن الحصين الذي يحمي قلوبهم من اختراق الإلحاد لها.
ولكن السؤال:
١- وماذا لو كان الوالدان يجهلان أصلًا اللغة العربية، وورثا «الإسلام» وانشغلوا بـ «الأحكام» ولم يدخلا في «دين الإسلام» من باب الإقرار العلمي بأصول «الإيمان» الخمسة، وفي مقدمتها الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول ال له محمد؟!
والجواب:
هذا هو واقع الـ 99.99 % من المسلمين، يسألون:
متى نصر اللّه – متى سينزل المهدي المنتظر والمسيح الموعود – متى ستظهر علامات الساعة علشان نخلص ونرتاح؟!
٢- وماذا لو كان الوالدان يجهلان دلالات كلمات القرآن، وهم يحرصون على أن يحفظ أولادهم القرآن؟!
إن سورة «الإخلاص» من قصار السور التي يحفظها الصغار في دور الحضانة ولا يعلمون معنى ودلالات كلماتها.
وسيتضح من هذا المثال الفرق بين المرأة المؤمنة التي لم ترث الإيمان ولا الإسلام وإنما أقامتهما في قلبها بإرادتها وعلمها وتعلمها لغة القرآن العربية، والمرأة المسلمة التي لم يدخل الإيمان قلبها وليست لغة القرآن محل اهتماماتها.
فماذا ستقول الأم المسلمة بالوراثة لابنها، إذا سألها عن معنى كل آية من آيات سورة الإخلاص:
(أ): «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»:
فلماذا لم يقل الله تعالى «قُلْ هُوَ اللَّهُ وَاحَدٌ» كما ورد لفظ «الواحد» في عدة آيات منها «وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ»؟!
إن كلمة «أَحَدٌ» تضيف إلى كلمة «الْوَاحِدُ» دلالة تتناغم مع باقي الصفات الواردة في الآيات التالية، وتعني التأكيد على:
* «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ – وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ»
وذلك حسب سياق وموضوع السورة، الذي يبيّن تفرد الله تعالى بفعالية أسمائه الحسنى في هذا الوجود، الأمر الذي لا يُقر به علميًا «وليس وراثيًا» غير القلب المؤمن فلا يتعلق بغير الله الواحد الأحد.
وقلت «القلب المؤمن» لأنه هو القلب الذي تحرّر من قيود التدين الوراثي المذهبي، ومن أغلال شرك التفرق في الدين، وأخلص عبوديته لله الواحد الأحد.
(ب): «اللَّهُ الصَّمَدُ»:
إن هذه الصفة وما تليها من صفات، بيانٌ لفاعلية الآية السابقة «اللَّهُ أَحَدٌ»، وإنما جاءت زيادة في البيان، فـ «الصَّمَدُ» الذي لا يحدث شيء في هذه الوجود إلا بمشيئته وإذنه وحده لا شريك له، وهذه الصفة متحققة في «اللَّهُ أَحَدٌ».
* «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ»:
إن الولادة تحتاج «زوجية» تقوم على التماثل في الجنس، الأمر الذي يتعارض مع «اللَّهُ أَحَدٌ» هذه الصفة التي تؤكد أن الله عز وجل «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ»، وبناء عليه تأتي الصفة الأخيرة:
* «وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ»
لتنفي «المماثلة» في أي شيء، فليس لله تعالى مماثل أو مكافئ في أي صفة من صفاته «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»، كيف وهو سبحانه:
* «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ»
* «ه ُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ»:
– «سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ»
* «هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ»:
– «لَهُ الأسْمَاء الْحُسْنَى»
– «يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ»
– «وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
وهذا الفهم لحقيقة «الوحدانية» ولفاعلية أسماء الله الحسنى، لا تستطيع الأم المسلمة بالوراثة، أن تربي أولادها عليه:
* لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
محمد السعيد مشتهري
رابط «الأم ولغة القرآن»:
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/videos/1903690476379492/?t=4



