

(1691) 29/1/2021 إذا لم تكن رسالته هي «الخاتمة» فعلى أي أساس صدّقتم «نبوته»؟!
يناير 28
2 min read
0
0
0
إن حاجة الناس إلى الرسل لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب، فإذا كانت الأخيرة من أجل حياتهم الدنيا، فإن الأولى من أجل حياتهم الآخرة، ولذلك كان من الضروري أن يُبيّن الله للناس ذلك لإقامة الحجة عليهم:
* «رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ – لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ – وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً»
ولقد أرسل الله تعالى لكل أمة رسولًا:
* «وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً – أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ – فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ – وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ – فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ»
ومن رحمة الله ألا يُعذّب الناس إلا بعد أن يُكذبوا الرسل:
* «مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ – وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا – وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى – وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً»
والسؤال:
فهل أرسل الله للناس الموجودين اليوم على هذه الأرض، رسولًا يبشرهم ويُنذرهم؟!
إذن فمن هو هذا الرسول، ومتى أرسله الله، وما هو البرهان الإلهي الذي يملكه الناس في أيديهم اليوم، يثبت ذلك أو ينفيه؟!
يقول الله تعالى لـ «أهل الكتاب» المعاصرين لرسول الله محمد «المائدة / ١٩»:
١- «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ»:
– وهم اليهود والنصارى إلى يوم الدين، يقول الله لهم:
٢- «قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا – يُبَيِّنُ لَكُمْ – عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ»
– و«الفترة»: المساحة الزمنية بين رسولين لم يأت خلالها نذير، فيقول الله تعالى في بيان ذلك «السجدة / ٢-٣»:
* «تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ»
* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ»
* «لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ»
– أي الناس الذين عاشوا بين رسولين، الرسول الأول لم يُرسَل إليهم، ولم يُدركوا الرسول الثاني:
فهل «أهل الكتاب» لم يدركوا رسول الله محمدًا؟!
لذلك جاء تحذير «أهل الكتاب» واضحًا وضوح الشمس في كبد السماء، فقال تعالى «المائدة / ١٩»:
٣- «أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِي رٍ»
٤- «فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ»
– والبشير والنذير هو رسول الله محمد، عليه السلام.
٥- «وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
والسؤال:
(أ): هل نحذف هذه الآية من كتاب الله، لإرضاء الملحدين الجاهلين، والغافلين المغفلين الذين يتبعونهم، الذين يقولون إن «الإيمان» بصدق «نبوة» رسول الله محمد ليس شرطًا لدخول الجنة؟!
(ب): هل نحذف هذه الآية من كتاب الله لإرضاء أعضاء «منظمة الإلحاد الشحروري» الذين يؤمنون بدخول كل الملل الدينية الجنة، طالما أنهم آمنوا «بالله – واليوم الآخر – وعملوا الصالحات» ولم يؤمنوا برسول الله محمد، ولم يتبعوا رسالته؟!
(ج): كم عدد أعضاء «منظمة الإلحاد الشحروري» الذين نقرأ منشوراتهم كل ساعة في نقد ونقض تراث فرقة «أهل السنة والجماعة»، ويدّعون أنهم أهل التنوير والقراءة المعاصرة لآيات التنزيل الحكيم، والحقيقة أنهم من «أهل جهنم»؟!
(د): ألا يجب أن نقول:
صدق الله العلي العظيم الذي قال:
* «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ»:
– «لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا»
– «وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا»
– «وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا»
– «أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ»
ولذلك خُتمت الآية بقول الله تعالى:
– «أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»؟!
استيقظوا أيها «الغافلون»، من أتباع التوجهات السلفية والقرآنية والت نويرية والشحرورية، لأنكم في خطر عظيم إذا متم على هذه التوجهات الإلحادية التي مصيرها في الآخرة الدرك الأسفل من النار، والذي يتبع توجهًا من هذه التوجهات، ويرى نفسه مؤمنًا مسلمًا:
* يتفضل يهدينا بعلمه وتعليقه ببيان الحق الذي يتبعه، ونكون له من الشاكرين.
محمد السعيد مشتهري



