top of page

(1693) 31/1/2021 حكم الذين لم يبعث الله فيهم رسولًا والأولاد الذين لم يبلغوا النكاح؟!

يناير 28

4 min read

0

0

0

لم يبعث الله تعالى رسولًا للعرب، بين إسماعيل ومحمد، عليهما السلام، ونزل القرآن لينذر في المقام الأول المشركين لعلهم يهتدون:

* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ – بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ – لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ – لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ»

باعتبارهم «أهل الفترة»، الذين عاشوا خلال فترة انقطاع الرسل وقبل بعثة رسول الله محمد، والله تعالى يقول لرسوله محمد، عليه السلام:

* «لِتُنذِرَ قَوْماً – مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ – لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ»؟!

١- إن أول الطريق إلى «دين الإسلام» الذي ارتضاه الله للعالمين:

* «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً – فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ – وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»

هو الإقرار بـ «الوحدانية» انطلاقًا من الدلائل الموجودة في كل ذرة من ذرات الكون، وهذا ما فعله إبراهيم، عليه السلام، بعدما كفر بعبادة الأصنام «الأنعام / ٧٤-٨١»:

* «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ – آزَرَ – أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً – إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ»

وآمن بوجود رب وإله واحد لهذا الكون:

* «فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ – رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي – فَلَمَّا أَفَلَ – قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ»

وصل إلى أن يقول:

* «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ – لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ – حَنِيفاً – وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»

ونلاحظ ورود كلمة «حَنِيفاً» في هذا السياق لبيان أن هذا التوجه انطلق من قاعدة إخلاص العبودية لله تعالى:

* «يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً»

ذلك أن «الإيمان» يجب أن يسبق التسليم لأحكام الشريعة الإلهية التي حملها الرسل للناس، ولذلك لم يُكلّف بها «أهل الفترة» وإنما كلّفوا بالوحدانية والكفر بالشرك وصوره كلها:

والتكليف بـ «الوحدانية» هو فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهو العهد الذي أخذه الله على بني آدم من قبل أن يخرجوا إلى الدنيا، لقول الله تعالى «الأعراف / ١٧٢-١٧٤»:

* «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ»:

* «وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ»

* «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ – قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا»

– وقد حذرهم الله من مخالفة هذا العهد:

* «أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ»

– كما حذرهم من «فتنة الآبائية»:

* «أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ»:

* «وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ – أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ»

إن قولهم «أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ» يعني أنهم ماتوا على «الشرك» وها هم في الآخرة يُساقون إلى جهنم:

٢- ثم ينتقل الخطاب إلى الذين لم يموتوا وهم سكان العالم اليوم:

* «وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ – وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»

والسؤال:

(أ): إذا تركنا سكان العالم، وذهبنا إلى الـ 99 % من المسلمين أتباع الفرق والمذاهب العقدية والفقيهة، «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»، ولم يخلعوا ثوب «شرك التفرق في الدين» إلى يومنا هذا، وسألناهم:

لماذا لم ترجعوا، بعد أن فصّل الله لكم الآيات، ولم تخلعوا ثوب «شرك التفرق في الدين»؟!

والجواب:

لأنهم أعضاء في «حزب الشيطان»، الذي قال رئيسه لربه:

* «قَالَ رَبِّ – بِمَا أَغْوَيْتَنِي – لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ – وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ – إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»

(ب): وكان عليهم أن يقطعوا صلتهم بهذا الحزب، وأن يرجعوا إلى ربهم «مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ»، ولكنهم لم يفعلوا إلى يومنا هذا، والسبب:

* «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ – فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ – أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ – أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ»

(ج): إن عباد الله «الْمُخْلَصِينَ»، عندما يبلغوا النكاح ويكتمل رشدهم، وبعد أن يعلموا أن المسلمين تفرقوا في «دين الله» إلى فرق ومذاهب عقدية وفقهية وكل فرقة تقول إنها الفرقة الناجية:

يتبرّؤون على الفور من «شرك التفرق في الدين»، ويخلعون ثوب الفِرْقة التي ولدوا فيها وتربوا في أحضان علمائها، الذين يستحيل أن تكون «التقوى» قد دخلت قلوبهم.

٣- ما الفرق بين المشركين «أهل الفترة» الذين بعث الله فيهم رسوله محمدًا لهدايتهم إلى صراط ربهم المستقيم، فمن شاء اهتدى وآمن ومن شاء كفر، وبين الـ 99 % من المسلمين الذين يُصرون إلى يومنا هذا على «شرك التفرق في الدين» وهذا القرآن بين أيديهم؟!

فرق كبير بين الذين بلغوا النكاح واكتمل رشدهم وكبروا وتزوجوا وأنجبوا «رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء»، ولم يتقوا الله:

* «الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ – إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً»

وبين الذرية التي لا حول لها ولا قوة، وتعيش داخل «فتنة الآبائية» المذهبية ولا تشعر بها، وماتت قبل بلوغها النكاح واكتمال رشدها:

فالحالة الأولى سيدخلون جهنم لأنهم لم يتقوا الله في أنفسهم وفي ذريتهم، أما الحالة الثانية فسيدخلون الجنة لأن «فتنة الآبائية» كانت هي الحاكمة على تدينهم، والله تعالى يقول عن المؤمنين «الطور / ٢١»:

* «وَالَّذِينَ آمَنُوا – وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ – أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ – وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ – كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ»

إن قول الله تعالى «وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ»:

دليل على وجوب أن يتربى الأولاد في بيئة إيمانية صالحة حتى يلحقوا بآبائهم المؤمنين «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ».

وقول الله تعالى «كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ»:

يجعل مصير الإنسان مرهونًا بما كسب هو وليس آباؤه، فإن اتبع الحق كان في الجنة، وإن اتبع الباطل كان في جهنم:

٤- وإذا كان تدين الأولاد، حتى بلوغهم النكاح، تقع مسؤوليته على الوالدين، مؤمنين كانا أو كافرين، الأمر الذي جعل نوح، عليه السلام، يقول وهو يدعو ربه «نوح / ٢٦-٢٧»:

* «وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ – لاَ تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً – إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ – يُضِلُّوا عِبَادَكَ – وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً»

فإن ذلك يؤكد أن الأولاد الذين لم يبلغوا النكاح ولم يكتمل رشدهم، من أي ملة كانوا، وكذلك «أهل الفترة»، سيدخلون الجنة، ليبقى السؤال قائما:

هل الـ 99.99 % من المليارين مسلم، الذين لم يدخلوا في «دين الإسلام» من باب الإقرار العلمي بصدق «نبوة» رسول الله محمد، وانطلاقًا من تصديق «آيته القرآنية العقلية»:

هل هم من «أهل الفترة» أم بعث الله فيهم رسولًا؟!

وإذا كان الله تعالى قد بعث فيهم رسوله محمدًا، فلماذا يُصرون على أن الله لم يبعثه فيهم بقرآن يقول لهم «الروم / ٣١٠-٣٢»:

* «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ – وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ – وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»؟!

ولماذا خرج منهم 00.99 % ظنوا أن نقضهم وهدمهم لتراث الفرقة التي ولدوا فيها هو «التنوير» وهو «القراءة المعاصرة للقرآن» وهو «أشعل مصباح عقلك» الذي لا وجود له أصلًا في أجسام العقلاء؟!

لماذا لم يهتم «الملياران مسلم» بمصيبتهم الأكبر وهي وقوعهم أسرى «حزب الشيطان»، الذي يبدو أنهم سعداء به، وانشغلوا بتدينهم الوراثي والقرآني الإلحادي، وكأنهم من «أهل الفترة»؟!

من أجل كل ما سبق بيانه، كان الهدف الوحيد للتوجه «نحو إسلام الرسول» هو:

دعوة المليارين مسلم إلى إعادة الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، مع بيان وجوب ذلك بأدلته القرآنية في معظم مقالات الصفحة، ولا هدف لهذه الصفحة غير ذلك:

فمن قبل متابعة مقالات هذا التوجه «نحو إسلام الرسول» فأهلا به وسهلا، ومن لا يقبلها فأهلا به أيضا وسهلا ولكن:

لا يصح أن يعتبر هذه الصفحة «محطة ترانزيت» ينزل فيها حسب ما يهديه هواه ويستريح له قلبه:

إلا إذا كان من العلماء الذين يفقهون كيف يتعاملون مع القرآن ويستنبطون أحكامه، فأهلا له مُعلمًا.

محمد السعيد مشتهري

يناير 28

4 min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page