

(1697) 2/2/2021 «يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ»
يناير 28
7 min read
0
0
0
«السعادة» مشتقة من لفظ «سعد» الدال على الخير والسرور، و«السعيد» نقيض «الشَقِيّ»، و«السعادة» في دين الإسلام هي الأخذ بالأسباب الموصلة إلى الجنة:
«وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ – فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا – مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ – إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ – عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ»
# أولًا:
من الأسباب الموصلة إلى الجنة، تطهير «القلب» من أمراض الشرك والهوى والغفلة عن دلائل الوحدانية، والجهل بمقتضياتها، ومنها التسليم لحكم الله تعالى.
١- إن «السعادة» الحقيقية ليست في شعور القلب بـ «الطمأنينة» نتيجة التزود بزاد الدنيا، من مال وسلطان، وإنما في التزود بزاد الآخرة قبل زاد الدنيا «البقرة / ١٩٧»:
* «وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى – وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ»
فالذين لم يتزوّدوا بزاد «التَّقْوَى» ليسوا عند الله من «أُوْلِي الأَلْبَابِ»، وسعادتهم سعادة مادية، ومعيشتهم «مَعِيشَةً ضَنكًا»، وإن لم تشعر قلوبهم بذلك «طه / ١٢٤-١٢٦»:
* «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي – فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً – وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى»
* «قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى – وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً»
* «قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا – فَنَسِيتَهَا – وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى»
٢- والسؤال:
* «أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ – وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»
فالله تعالى الذي خلق، هو الذي قال لك:
إذا كنت تبحث عن السعادة والأمن والنجاح في عملك أو في دراستك … من أجل دنياك، فاعلم أن «السعادة الحقيقية» ليست في جني ثمار شجرة الدنيا، وإنما في جني ثمار شجرة الآخرة:
* «يَوْمَ يَأْتِ – لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ – فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ»
٣- واعلم أن هذا «اليوم» هو يوم «وفاتك» التي تحدث لك بين شهيق وزفير، فإذا كنت من «الَّذِينَ شَقُواْ»، أي من «أهل النار»، فستجد نفسك تستيقظ وأنت تستكمل الشهيق والزفير في النار «هود / ١٠٦-١٠٧»:
* «فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ – فَفِي النَّارِ – لَهُمْ فِيهَا – زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ»
* «خَالِدِينَ فِيهَا – مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ – إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ – إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ»
وإذا كنت من «الَّذِينَ سُعِدُواْ»، أي من «أهل الجنة»، فستجد نفسك تستيقظ وأنت في الجنة «هود / ١٠٨»:
* «وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ – فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا – مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ – إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ – عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ»
ولا توجد «حالة ثالثة» يكون فيها الإنسان «شقيًا» فيدخل النار فترة ثم يصبح «سعيدًا» بعد أن يخرج من النار ويدخل الجنة، كما يدعي 99 % من المسلمين «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» وأصروا على «شرك التفرق في الدين»، وبرهان ذلك جملة «خَالِدِينَ فِيهَا» التي وردت في الحالتين «الشقي والسعيد».
ثم يأتي «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» ويُلحدون في هذه الآيات لتوافق مروياتهم التي تقول، كما روى البخاري:
«إن الرسول قال ما من عبد قال «لا إله إلا الله» ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، فسأل أبو ذر الرسول: وإن زنى وإن سرق؟ قال الرسول: وإن زنى وإن سرق، فعل ذلك أبو ذر مرتين فأجابه الرسول نفس الإجابة وقال في الثانية: على رغم أنف أبي ذر».
وطبعا تكرار «وإن زنى وإن سرق» يعني أن الفاعل مصرٌ على معصية الله دون توبة، ليخرج فقهاء المذاهب المختلفة من ذلك بمسألة خروج من قال «لا إله إلا الله» من النار ولو بعد حين:
ولا مانع عندهم من تكذيب «خَالِدِينَ فِيهَا» بدعوى أن الله تعالى قال «إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ»، وأسقطوا هذه «المشيئة» على الموحدين من أهل النار، وأعطوا ظهورهم لنفس «المشيئة» المتعلقة بأهل الجنة:
* «وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ – خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ – إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ – عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ»
وهكذا يفعل كل الذين لم يدخل «الإيمان» قلوبهم، ولو كانوا من الحاصلين على جوائز نوبل للعلوم كلها، فـ «الغباء الديني» لا علاقة لها «العلوم الدنيوية».
# ثانيًا:
إذا بحثنا عن جذر «سعد» في السياق القرآني لن نجده إلا في سورة «هود / ١٠٦-١٠٨»، فهل يُعقل أن يكون بيان حكم «الشقي» الذي من أهل النار، و«السعيد» الذي من أهل الجنة، لا يرد في القرآن إلا في ثلاث آيات فقط؟!
في الحقيقة هناك عشرات الكلمات يُفهم منها نفس النتيجة الدالة على «الشقاء» وعلى «السعادة» في الآخرة، نختار بعضها:
١- السرور:
يقول الله تعالى «الانشقاق / ٧-١٥»:
* «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ – فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً»:
– «وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً»
لاحظ هنا أن هذا «السرور» يحدث في الآخرة وصاحبه من أهل الجنة.
* «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ – فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً – وَيَصْلَى سَعِيراً»:
– «إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً»
أما هنا فهذا «السرور» سرور الدنيا الذي لا يحمل صاحبه أي أع باء دينية، لا صلاة ولا زكاة ولا صوم …، وقد يكون مؤمنا بـ «الوحدانية» ولكنه لا يعمل بمقتضياتها لأنه لا يخاف الله، وهؤلاء:
* «وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا – وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ – إِلاَّ مَتَاعٌ»
قد يكون الذي جعله الله «مسرورًا» في الآخرة، لم يكن «سعيدًا» مسرورًا في الدنيا بين أهله، فأبدله الله ذلك بـ «سعادة» وسرور الآخرة:
* «فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ – وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ – أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»
٢- البشرى:
* «وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ»
و«البشرى»: خبر يُغيّر بشرة الوجه، سواء كان سارًا أو محزنًا، كقول الله تعالى «فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»، ولكن أغلب استعماله في الخبر السار «يونس / ٦٤»:
* «لَهُمُ الْبُشْرَى – فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ – لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ – ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
هؤلاء هم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على «الوحدانية» والعمل بمقتضياتها والتسليم لأحكام القرآن تسليمًا، هؤلاء تتنزل عليهم الملائكة في الحياة الدنيا وتبشرهم بالجنة «فصلت / ٣٠-٣٢»:
* «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ – ثُمَّ اسْتَقَامُوا – تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ – أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا»:
– «وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»
* «نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ»:
– «فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرةِ»
– «وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ»
– «نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ»
والسؤال:
(أ): بعد أن «قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ» ما معنى «ثُمَّ اسْتَقَامُوا»؟!
والجواب «الجن / ١٦»:
* «وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ – لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً»
(ب): وما معنى الاستقامة «عَلَى الطَّرِيقَةِ» من أجل «لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً» كناية عن كثرة النعم؟!
والجواب «المائدة / ٦٦»:
* «وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ – وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ – لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ – وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم – مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ – وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ»
فتدبر:
– «وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ»، إشارة إلى ما بَشّر به الكتابان من بعثة رسول الله محمد «الأعراف / ١٥٧»:
* «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ – الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ»
– «وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ»، إشارة إلى وجوب اتباع أهل الكتابين لكتاب الله الخاتم الذي يحمل «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، وتفعيل أحكامه في حياتهم سلوكًا عمليًا.
(ج): وهنا يتقابل قول الله تعالى للذين استقاموا على الطريقة:
* «لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً»
مع الذين آمنوا من أهل الكتابين برسول الله محمد:
* «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أ َرْجُلِهِمْ»
وفوق ذلك:
«تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ – أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا – وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»
والسؤال:
هل شعرتم يومًا بصحبة «الملائكة» وبولائهم ومودتهم وهم يقولون لكم:
* «أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا – وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»؟!
ثم هل اقشعرت جلودكم بقول الله تعالى بعد ذلك:
* «نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ»؟!
هل أدركت قلوبكم هذه «النعم الغيبية» التي يخبركم بها الخالق عز وجل، وفوقها نعمة مغفرته ورحمته بكم، وسجدتم لله شكرًا، وهو القائل «إبراهيم / ٧»:
* «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ – (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) – وَلَئِن كَفَرْتُمْ – إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ»؟!
٣- الحياة الطيبة في الدنيا، وثمارها في الآخرة:
يقول الله تعالى «إبراهيم / ٢٤-٢٧»:
* «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً – كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ – أَصْلُهَا ثَابِتٌ – وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ»
* «تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا – وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ – لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
* «وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ – كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ – اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ – مَا لَهَا مِن قَرَارٍ»
* «يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ – بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ – فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ – وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ – وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ»
(أ): إن كل «طيب» مصيره «الجنة»، وكل «خبيث» مصيره «جهنم»، وقد أجمل السياق القرآني ذلك في جملة واحدة تحمل في ذاتها أحكام القرآن كلها، وهي «الأعراف / ١٥٧»:
* «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ – وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ»
(ب): تحريم كل ما ثبت علميًا وطبيًا أنه ليس من الطيبات «الأعراف / ١٦٠»:
* «كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ»
* «وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ – لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»
والسؤال:
هل «التدخين» من «الطيبات»؟!
(ج): مصير الذين يتناولون «الخبائث» أو يفعلونها هو جهنم «الأنفال / ٣٧»:
* «لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ – وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ ب َعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ – فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً – فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ – أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»
(د): لن يقبل الله تعالى عملًا صالحًا لم ينطلق من قاعدة الإقرار بـ «أصول الإيمان الخمسة» والعمل بمقتضياتها «النحل / ٩٧»:
* «مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى – (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) – فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً – وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ»
(هـ): ومن عاش في الدنيا «حَيَاةً طَيِّبَةً» يكون مسكنه في الآخرة «طيبًا»، ولكن بشروط برجاء تدبرها جيدا للوقوف على حجم مأساة المليارين مسلم الذين لم يعيشوا معنى الجهاد بالمال والنفس:
ثم يدعون الله ليل نهار أن ينصرهم، ويغفر لهم، ويشفيهم، ويوفق أولادهم ويُسعدهم، ويُنجيهم من فيروس كورونا المتجدد المتحول المتحور «الصف / ١٠-١٣»:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا – هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»
* «تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ – وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ – (بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ) – ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»
* «يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ – وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ – (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً) فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ – ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»
* «وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا – نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ – وَفَتْحٌ قَرِيبٌ – وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»:
والسؤال:
هكذا يجب أن يكون التعامل مع القرآن، بأن يعيش المسلمون بداخله وأن يشاهدوا أنوار هاديته إلى صراط ربهم المستقيم، فما هذا الذي نشاهده على مختلف وسائل الإعلام وخاصة التواصل الاجتماعي؟!
ما هذا «العك الديني»، وما هذه «الغيبوبة الإيمانية»، وما هذا «الجهل» بأولويات الشهادة على الناس وإخراجهم من الظلمات والنور، بعد أن خرج المسلمون من النور إلى الظلمات؟!
اسألوا أنفسكم كلما قرأتم أو شاهدتم أو سمعتم موضوعًا دينيًا:
ماذا يريد صاحب الموضوع أن يقول، وما علاقة ما يريد أن يقول بما يحقق «سعادة» المليارين مسلم في الآخرة؟!
ما علاقة ما نقرأه على شبكات التواصل الاجتماعي من منشورات دينية، بضرورة إعادة دخول المسلمين في «دين الإسلام» من جديد، كما سبق بيانه في مئات المقالات؟!
كونوا صادقين مع أنفسكم، لأن الموت يأتيكم بين شهيق وزفير، فهل أنتم من «الَّذِينَ شَقُواْ» أم من «الَّذِينَ سُعِدُواْ» وما هو البرهان الذي ورد في القرآن الذي اطمئن إليه قلوبكم على أنك من «الَّذِينَ سُعِدُواْ»:
* «هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا»؟!
أم تتبعون الظن:
* «إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ – وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ»؟!
محمد السعيد مشتهري



