top of page

(1702) 5/2/2021 ماذا تعلم عن الغباء الديني؟!

يناير 27

3 min read

0

1

0

إن «الغباء الديني» من أخطر الأمراض القلبية والنفسية على حياة المسلمين، وذلك لصعوبة علاجه والوقاية من آثاره المدمرة لقلوب الذين يصاحبون منهم «الأغبياء».

# أولًا: تعريف «الغباء»:

لا أقصد بالغباء «القصور العقلي» الذي يولد به الإنسان، أو ما يُسمى بـ «الإعاقة الذهنية» التي لا ذنب له فيها، وإنما أقصد:

الجهل والبلادة، وقلة الفطنة، وعدم الانتباه، الناتج عن التربية غير السليمة، التي يغيب عنها منهج التفكير العلمي القائم على:

١- ربط الأفكار ببعضها بعضًا.

٢- ربط المقدمات بالنتائج، فالمقدمات الباطلة تعطي نتائج باطلة.

٣- التفاعل مع العلوم ومتطلبات التقدم الحضاري.

٤- الإيمان بالسنن الكونية الحاكمة للوجود البشري بعيدا عن الوهم والخرافات.

# ثانيًا: تعريف «الدين»:

١- إن كلمة «الدين» تعني القانون والحساب والنظام والشريعة الحاكمة:

يقول الله تعالى «الفاتحة / ٤»:

* «مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ»

ويقول الله تعالى «يوسف / ٧٦»:

* «مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ»

٢- فإذا أضفنا إلى كلمة «الدين» كلمة «الإسلام» فهذا يعني أننا نقصد «الشريعة الإلهية» التي أراد الله تعالى للناس اتباعها:

يقول الله تعالى «آل عمران / ١٩»:

* «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ»

ويقول الله تعالى «آل عمران / ٨٥»:

* «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً – فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ – وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»

# ثالثًا:

وعندما ندخل في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية»، الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، نعلم أن هذا الدين الذي حملته نصوص هذه «الآية القرآنية العقلية» هو «الدين الحق»:

١- يقول الله تعالى «التوبة / ٣٣»:

* «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ – بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ – لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ – وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»

ويستحيل على مؤمن أسلم وجهه لله تعالى، وأقر بصدق «آيته القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد:

أن يشك لحظة، في أن هذا «القرآن» الذي بين أيدي «المليارين مسلم» اليوم، لم يحفظ الله تعالي كلماته وتفاعلها مع «مقابلها الكوني» في الآفاق والأنفس:

هذا التفاعل الذي سمّاه الله «الذكر» لاستحالة تذكر معنى كلمة واحدة من كلمات القرآن، بمعزل عن مُسَمَّاها ومقابلها الكوني الموجود خارج القرآن:

٢- ولذلك لم يقل الله تعالى:

* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا – الْكِتَابَ – وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»

ولم يقل الله تعالى:

– «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا – الْقُرْآنَ – وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»

وإنما قال تعالى «الحجر / ٩»:

* «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا – الذِّكْرَ – وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»

# رابعًا:

ولذلك، قلت وأقول:

يستحيل فهم كلمة واحدة من هذا «القرآن» من داخل القرآن، كما يدعي «القرآنيّون» أهل الجهل والجهالة، بدعوى أن الله تعالى قال:

* «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»

* «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»

ذلك أن «فَصَّلْنَاهُ» و«تِبْيَاناً» يتعلقان بموضوعات وأحكام القرآن، ولا علاقة لهما ببيان وتفصيل معاني ومسميات كلمات القرآن الأمر الذي يُكذبه القرآن نفسه.

لذلك كان من الطبيعي أن يكفر القرآنيّون والملحدون والتنويريّون بـ «لغة القرآن العربية» وبمعاجمها، لأنها هي السلاح الوحيد الذي يقتلع شجرة إلحادهم من جذورها.

# خامسًا: ملامح «الغباء الديني»:

١- أن تولد تابعًا لأي فرقة من الفرق الإسلامية ولا تخلع ثوبها عندما تبلغ النكاح ويكتمل رشدك، وهؤلاء 99 % من المسلمين.

٢- أن تخلع «ثوب الفُرقة والمذهبية» وتكفر بالتراث الديني للفرقة التي ولدت فيها، وتلبس «ثوب الإلحاد» في آيات الذكر الحكيم وأحكامها:

ظنًا منك أن الذين جاؤوا بالتراث الديني لفرقتك و«مروياتها»، هم الذين جاؤوا بالذكر الحكيم و«آياته»، فكفرت بـ «المذهبية» وكفرت بـ «القرآن»، وكنت من الذين قال الله تعالى فيهم:

* «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً»:

* «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»

* «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»

وهؤلاء 00.99 % من المسلمين الملحدين، الذين شاهدتم بأعينكم على هذه الصفحة كيف يفترون الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الذين آمنوا، ثم يفرّون هاربين من «سوط العلم» الذي يضربهم به «محمد مشتهري» على ظهورهم.

٣- أن تعلم أن القرآن الذي بين يديك نزل بـ «لسان عربي مبين»:

(أ): «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ – عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ – بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ»:

وأن رسول الله محمدًا كان ينطق لسانه بلغة هذا القرآن من قبل أن ينزل عليه:

(ب): «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»

* فكيف يؤمن «الملحدون» برسول الله محمد وهم يجهلون لسانه العربي؟!

(ج): «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ – لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ»:

فكيف تدخل «التقوى» قلوب الملحدين وتبشرهم، وهم يجهلون لسانه العربي؟!

ولذلك جاء بعد ذلك بهذا الإنذار لهم:

* «وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً»:

وهذا إنذار لكل من ظن أن «لغة القرآن العربية» لا علاقة لها بـ «التقوى» أو لا علاقة لها بفهم القرآن واستنباط أحكامه، وأن المسلمين اليوم في حاجة إلى علوم الدنيا لينهضوا من كبوتهم:

والحقيقة التي لن يعلمها «الملحدون» إلا يوم القيامة هي:

* «إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا»

* «أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم – مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ»

* «إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ – وَمَا تَهْوَى الأنفُسُ»

* «وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى»

فيا «أيها المسلمون»:

هل وصل «الهدى» إلى قلوبكم؟!

محمد السعيد مشتهري

يناير 27

3 min read

0

1

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page