top of page

(1720) 18/2/2021 كلمة في المنهج

يناير 27

5 min read

0

4

0

اختلفت الآراء حول قلة المعجبين بمقالات التوجه «نحو إسلام الرسول»، وهل السبب هو:

* الأسلوب الفظ الغليظ الذي يتبعه الكاتب؟!

* أم كفره بالتوجهات الدينية التي تمثل 99.99 % من المسلمين؟!

* أم عدم فهم أتباع هذه التوجهات للمنهجية العلمية التي قامت عليها مقالات الكاتب؟!

لذلك لزم التوضيح والبيان:

# أولًا:

والسبب الحقيقي هو:

أن التوجه «نحو إسلام الرسول» يعتبر جميع التوجهات الدينية التي تمثل 99.99 % من المسلمين، ولدت بتدينها الوراثي المذهبي ولم تدخل في «دين الإسلام» كما أمرها الله تعالى، فكيف يُعجب أتباعها بمقالات «نحو إسلام الرسول»؟!

ولذلك نجد منهم من يُعجبون بالمقالات التي لا تمس تدينهم «الباطل أصلًا» الذي لم يقم على علم وتدبر لآيات الذكر الحكيم، لذلك لم يقفوا على حقيقة «دين الإسلام» …. ولا يُعجبون بالمقالات الأخرى.

فتعالوا نضع النقط على الحروف:

١- لقد كان أهل القرى يتفاخرون بأولادهم الذين قبلهم الأزهر في معاهده، ويقيمون الأفراح، وكان والدي من المقبولين في الأزهر رغم أنفه، ومع تفوقه وشهرته التي بدأت يوم رفض الانحناء للملك فاروق وتقبيل يده عندما استلم منه شهادة العالمية، لم يرض أن يلتحق أحد من أبنائه بالأزهر.

٢- لقد تربى صاحب التوجه «نحو إسلام الرسول» في بيئة دينية سُنية بين أحضان علماء الأزهر ولم يحصل على مؤهل دراسي في العلوم الإسلامية ولا في اللغة العربية من أي مؤسسة تعليمية، وهو الذي قام بنفسه بدراسة تراث الفرق الإسلامية وعلوم اللغة العربية.

* وتفصيل ما سبق وما يلي تم بيانه في كثير من المقالات.

٣- لقد كان داعيًا سلفيًا يحضر دروسه الدينية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، وبعد أن تعلم من دراساته الأكاديمية أصول ومناهج البحث العلمي، أراد تطبيقها على تدينه وتدين المسلمين المذهبي، فوجدها تقتلع هذا التدين من جذوره.

فطالب بعقد مؤتمر عالمي يحضره نخبة من علماء الفرق الإسلامية لمناقشة الإشكاليات العقدية والفقهية التي توصل إليها خلال رحلته من الإسلام الوراثي إلى الإيمان العلمي، واختار أن يكون موضوع المؤتمر:

«السنة والتشريع بين أزمة التخاصم والتكفير»

٤- بعد أن استلم العلماء الدعوة للمؤتمر ومعها دراسة من ثلاثة أجزاء تحمل إشكاليات التراث الديني وما حمله من مرويات منسوبة إلى رسول الله محمد، اعتذر معظمهم عن الحضور، وقد أجاب اعتذارهم عن المؤتمر على سؤال:

* لماذا لم تنجح جهود ومؤتمرات التقريب بين الفرق والمذاهب العقدية والفقهية قرونا من الزمن؟!

لقد ازداد يقينا بعد يقين، أن هذه الفرق والمذاهب العقدية والفقهية قامت أصلًا على باطل، فقرر أن يبدأ الطريق من أوله.

٥- استعان بأساتذة في اللغة عربية، وتفرغ لدراسة وتدبر القرآن حسب أصول البحث العلمي التي تعلمها، وكان الهدف هو التوصل إلى منهجية علمية تحمل أدوات للتعامل مع القرآن مستنبطة من ذات النص القرآني، فكانت هي التي حملتها كتبه، ونشرها في كثير من المقالات وعلى موقع «نحو إسلام الرسول».

# ثانيًا:

١- إن التوجه «نحو إسلام الرسول» لا ينتقد «أشخاصًا» وإنما «أفكارًا»، ويكشف عن المناهج العشوائية في التعامل مع القرآن، فإذا ذكر اسم شخص فإن ذلك يكون ذلك عندما «يطفح كيله»:

فكيف يقوم مؤمن بفريضة النهي عن المنكر دون تحذير الناس من صاحب هذا المنكر، فعندما يقول الله تعالى لرسوله محمد:

* «وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ – وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ – وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ»

فإن كلمة «وَاحْذَرْهُمْ» لن تكون لها أي فعالية دون معرفة من هم هؤلاء الذين يجب تحذير الناس منهم ومن أسمائهم، فهناك الكثير من حالات الطلاق التي كان سببها اكتشاف اختلاف الملتين بعد الزواج: ملة النفاق وملة الإلحاد، مع إظهار الإسلام وأداء الشعائر.

٢- فإذا ذهبنا إلى «المنهجية العشوائية» التي يتبعها الملحدون في نشر إلحادهم بين الناس، فإن تصدي التوجه «نحو إسلام الرسول» لها، لا علاقة له مطلقا بالخلاف في الرأي، فكل إنسان حر في رأيه، وإنما هو من باب تحذير للمسلمين من الاقتراب من أمثال هؤلاء.

فعندما تصدت هذه المنهجية لإلحاد «محمد شحرور» لم يكن ذلك نقدًا ولا نقضًا لشخصه، وإنما لإلحاده الذي فُتن به الجُهّال الذين لا يعلمون حقيقة ما يقول، وما اتبعوه إلا لأن إلحاده في أحكام القرآن وافق هواهم.

فهل هناك عاقل، بصرف النظر عن ملته، يقبل أن يكون الإيمان القطعي بأي شيء، يجب أن يقوم على ما أثبتته التجارب والمعامل والرياضيات في الواقع المادي المشاهد؟!

فإذا افترضنا أن كفر الملحدين بـ «الله تعالى» ناتج عن عدم إثبات التجارب والمعامل والرياضيات لوجود الله المادي الذي يقبل الدراسة والتحليل:

فماذا عن «النفس» التي يحملها الملحدون في أجسادهم، والتي بدونها لم يكن لهم أي وجود، فهل هي من الواقع المادي الذي أثبتت التجارب والمعامل والرياضيات صحة وجوده ولذلك آمنوا بـ «أنفسهم» إيمانًا يقينيًا؟!

ألم أقل لكم في أكثر من مقال، إني أحترم الملحد غير المسلم لأنه «ذكي» لا يُوقع نفسه في مثل هذه الإشكالات، ولا أحترم الملحد المسلم لأنه «غبي»؟!

٣- أما عن أصحاب بدعة «القرآن وكفى»، فهؤلاء ليست مصيبتهم في اتباعهم «المنهجية العشوائية» التي يتبعها الملحدون، وإنما في أنهم لا يحملون أي منهجية أصلًا، لا علمية ولا عشوائية ولا حتى شيطانية لأنهم سبقوا إبليس في الشيطنة بمراحل.

فهل هناك عاقل، من أي ملة كان، يريد أن يدرس كتابه المقدس، وهو لم يتعلم منذ صغره «اللغة الفصحى» التي كُتب بها هذا الكتاب، ممكن بـ «لغته العامية» أن يستنبط من هذا الكتاب أحكامًا يُلزم بها نفسه أو غيره، إلا إذا كان مختلًا عقليًا؟!

فهؤلاء هم «القرآنيّون» الذين يقولون:

(أ): إن القرآن مُيسّرٌ للذكر:

وهم لا يعلمون بـ «لغتهم العامية» معنى كلمة «ميسر» ولا معنى كلمة «الذكر».

(ب): إن القرآن تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء:

فإذا قلنا لهم:

إذن فأين نجد في القرآن معنى كلمات هذ الآية:

* «مَا جَعَلَ اللّهُ مِن – بَحِيرَةٍ – وَلاَ سَائِبَةٍ – وَلاَ وَصِيلَةٍ – وَلاَ حَامٍ»

نظروا إلينا نظر المغشي عليهم من الجهل، وفروا هاربين، فصدقهم فيهم قول الله تعالى بعد ذلك:

* «وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ»

* «وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ»

(ج): وطبعا لن أذكر مئات الآيات التي حملت آلاف الكلمات، بل أقول لن أذكر كلمات القرآن كلها، التي يستحيل أن يجد عاقل معنى كلمة واحدة منها داخل القرآن:

ذلك أن القرآن لم يحمل غير كلمات، أما مُسمّيات هذه الكلمات ومقابلها الكوني، وكل كلمة حملت فعلًا لم يأت القرآن ببيان كيفية أدائه، ككلمة «الصلاة» … فكل ذلك حملته «منظومة التواصل المعرفي» خارج القرآن.

والسؤال:

ما هي «ملة» الذين يتبعون هؤلاء «القرآنيّين»، الذين خطرهم أكبر بكثير من خطر «الملحدين» على تدين المسلمين، الذين لا يعلمون شيئًا عن لغة القرآن وأساليبها البيانية؟!

# ثالثًا:

تعالوا إلى «المليارين مسلم» الذين لا ينكر أحد منهم أنه ولد على مذهب آبائه الديني، واسألهم:

١- هل تربوا على «منهجية علمية» أقاموا على أساسها تدينهم بـ «دين الإسلام»؟!

٢- وهل حملت هذه «المنهجية العلمية» تعلم لغة القرآن العربية كشرط أساس لصحة تدينهم؟!

٣- وهل تربى أولاد المسلمين على الفهم الواعي لقول الله تعالى:

(أ): «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً»

(ب): «قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»

(ج): «إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»

(د): «كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

والسؤال:

هل يُعقل أن يقول الله في سياق الحديث عن «القرآن العربي»:

«لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ – لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ – لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»

ثم لا يتربى أولاد المسلمين على لغة القرآن العربية؟!

إذن لا تقوى ولا تعقل ولا علم، فماذا بقي تدخلون به الجنة؟!

٤- هل أقام المسلمون عقود النكاح على أساس «الرابطة الإيمانية» التي تربط الزوجين، استجابة لقول الله تعالى لهم:

* «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ – حَتَّى يُؤْمِنَّ – وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ – خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ – وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ»

* «وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ – حَتَّى يُؤْمِنُواْ – وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ – خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ – وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»

– وهل عَلّم المسلمون أولادهم أن «الرابطة الإيمانية» هي الأساس الذي يجب أن يكون اختيار «الزوج: ذكرا أم أنثى» على أساسه، لقول الله تعالى بعد ذلك عن مصير عقود النكاح العشوائية:

* «أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ – وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ»؟!

– ثم هل يعلم «القرآنيّون» أن البيان والتفصيل يتعلق بالأحكام وليس بمعاني ومسميات كلماتها، لذلك قال الله تعالى بعد ذلك:

* «وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ – لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»؟!

فهل «يتذكر» المسلمون «كلام الله» المتعلق بصحة عقود النكاح، أم «كلام الملحدين» الذين أباحوا لهم كل مُحرّم، حتى «فاحشة الزنى» المهم أن تحدث باتفاق بين الرجل والمرأة على «ثلاث ليال»، ثم بعد ذلك يتجدد الاتفاق!!

* «قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ»:

– «قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ»

– «أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ»

– «أَمَّن لاَ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى»

– «فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»

– «وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً»

– «إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً»

– «إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ»

محمد السعيد مشتهري

يناير 27

5 min read

0

4

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page