top of page

(1726) 24/2/2021 عندما يبدأ قرار التوبة والتغيير من القلب

يناير 27

3 min read

0

2

0

إن الناظر بعين البصيرة في معيشة المليارين مسلم، يجد أنها ليست معيشة من يريدون حرث الآخرة، ولا حتى معيشتهم في شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، إنهم لا يتذكرون الآخرة إلا عند البلاء وتشييع الجنازات.

# أولًا:

إن معيشة المسلمين تريد حرث الدنيا، والله تعالى يعطي كُلًا نصيبه منها، فإياك أن تتصور أن عطاء الله لك يعني رضاه عنك، وأن ما أمدك به من مال وبنين هو من نعم الله عليك، فقد يكون امتحانًا ولم تنجح فيه، يقول الله تعالى «المؤمنون / ٥٥-٥٦»:

* «أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ – نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ – بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ»

١- إن نجاة الناس في الآخرة ليست بحرث الدنيا، وإنما بحرث الآخرة الذي زرعوا بذوره في الدنيا، حسب شروط الزراعة الصحيحة السليمة.

وإن العمل الصالح وما يُقدمه المسلمون من خير للناس، لا قيمة له في ميزان الآخرة، إلا إذا انطلق من قاعدة «المؤمنون / ٥٧-٦١»:

(أ): خشية الله:

* «إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ»

(ب): الإيمان بآيات الله:

* «وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ»

(ج): العمل بمقتضيات الوحدانية:

* «وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ»

(د): وجل القلب:

* «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ»

(هـ): أن تكون مستعدا للموت في أي لحظة:

* «أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ»

(و): فيكون هذا ما زرعته في الدنيا وحرثته في الآخرة:

* «أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ – وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ»

٢- إن الذي لم تتحقق فيه هذه الشروط السابقة لم يدخل الإيمان قلبه، ولن يشعر بوجوب تغيير «ما هو كائن» في حياته إلى «ما يجب أن يكون» كما أمره الله:

وهو الذي ينظر إلى شعوب العالم المتقدم من منطلق أنهم الذين رضي الله عنهم، لأنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ويعملون الصالحات، استنادًا إلى قول الله تعالى «البقرة / ٦٢»:

* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ – وَالَّذِينَ هَادُواْ – وَالنَّصَارَى – وَالصَّابِئِينَ»:

* «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وَعَمِلَ صَالِحاً»

* «فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ – وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ – وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»

إن هؤلاء ورثوا الإسلام وهم في بطون أمهاتهم، وعندما بلغوا النكاح واكتمل رشدهم لم يدخلوا في «دين الإسلام»، فما علاقتهم بـ «دين الإسلام» وبـ «فهم القرآن»؟!

إنهم إن «أرادوا» التوبة والدخول في «دين الإسلام» فإن عليهم:

(أ): تغيير ما بأنفسهم، باطلاعهم على المقالات السابقة المتعلقة بـ «علم ما وفق الجينات».

(ب): التعامل مع القرآن بالاستعانة بـ «علوم اللغة العربية» التي خاطب الله بها قوم رسوله محمد.

(ج): التعامل مع القرآن يكون بالاستعانة بـ «علم السياق القرآني»

# ثانيًا:

١- يقول الله تعالى «الإسراء / ١٨-٢٢»:

* «مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ»:

– «عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ»

– «لِمَن نُّرِيدُ»

– «ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً»

* «وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ»:

– «وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»

– «فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً»

والسؤال:

لماذا لم يقل الله تعالى «وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ» فقط؟!

لماذا أضاف «وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا» ثم «وَهُوَ مُؤْمِنٌ»؟!

والجواب:

لأن الإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات، لا قيمة له ولا وزن في الآخرة، إلا إذا كان ينطلق من «وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»، و«سَعْيَهَا» هو العمل بأحكام القرآن، «وَهُوَ مُؤْمِنٌ» هو العمل بمقتضيات الإيمان وفي مقدمتها مقتضيات «الوحدانية»:

ولذلك أمر الله رسوله محمدًا بعد آيتين بقوله تعالى:

* «لاَ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً»

٢- إن الذين لم يقيموا علاقتهم الزوجية من أول يوم على «إرادة الآخرة»، سيأخذون نصيبهم من الدنيا وما لهم في الآخرة من نصيب، فلماذا لم تقم علاقتك الزوجية من أول يوم على إرادة الآخرة؟!

والجواب:

في قول الله تعالى بعد ذلك «الشورى / ٢١»:

* «أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء – شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ»؟!

* «وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ – وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»

ووفق علم السياق، وما يحمله من قرائن، فإن الذي لا يقيم علاقته الزوجية من أول يوم على إرادة الآخرة، قد اتخذ إلهه هواه، وأشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا، وعقد نكاحه باطل حسب الدين الذي ارتضاه الله للناس جميعًا.

٣- لماذا ذكر الله تعالى في القرآن ما أمر به نساء النبي، وهل هذه الأوامر خاصة بهن، أم عامة لنساء المؤمنين جميعًا؟!

يقول الله تعالى «٢٨-٢٩»:

* «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ»:

– «إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا»

– «فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً»

* «وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخرةَ»

– «فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً»

إذن فالقاعدة الأساس التي يجب أن يقوم عليها «البيت المؤمن» هي قاعدة إرادة الزوج «المرأة»، إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ، ويقابلها قاعدة إرادة الزوج «الرجل»، هذه القاعدة التي جاء بعد ذلك بيان لبناتها التي تتكون منها «الأحزاب / ٣٥»:

* «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ»

* «وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ»

* «وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ»

* «وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ»

* «وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ»

* «وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ»

* «وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ»

* «وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ»

* «وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ»

* «وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ»

* «أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً»

إن الذي لا يقيم «علاقته الزوجية» على أساس الالتزام بما سبق بيانه من صفات، وهي صفات للزوجين من باب أولى، فلا يلومن إلا نفسه، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة.

ولذلك كان قرار التوبة والتغيير يبدأ من القلب، والسبب:

* «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ – إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»

محمد السعيد مشتهري

يناير 27

3 min read

0

2

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page