

(1727) 25/2/2021 عندما تحكم جينات الرواية جينات الآية
يناير 27
3 min read
0
0
0

١- إن التربية في «دين الإسلام» الذي حملته نصوص «آية» رسول الله محمد «القرآنية العقلية»، ليست بناء الجسم ورعاية الولد نفسيًا وصحيًا وعلميًا وأخلاقيًا بالمفهوم العرفي.
٢- إن التربية في «دين الإسلام»، قبل ما سبق، في أن يعيش الولد في بيئة يتشرب قلبه فيها تفعيل وتنشيط جينات الإيمان والتسليم لحكم الله تعالى، وهو يشرب من لبن أمه:
* لذلك تتحمل الأم المسؤولية الأكبر في هذه التربية.
٣- إن التربية الإيمانية تبدأ من «البيت المؤمن» الذي جعل الله ملكيته للأم، وإن كانت الملكية للأب، وذلك لبيان عظم الدور الذي تقوم به الأم في إخراج الأجيال المؤمنة:
هذه الأم التي يُذَكِّرها الله بأهمية مدارسة الآيات القرآنية وما تحمله من حكم في بيتها وبين أولادها، فقال تعالى يخاطب نساء النبي:
* «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي (بُيُوتِكُنَّ) – مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ – إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً»
٤- حتى في حالة الطلاق، أمر الله أن تقضي المرأة عدتها في «البيت»، وأضافه إليها «بُيُوتِهِنَّ» وكأنها تملكه، مع أنها إضافة «إسكان» لا «تمليك»، فقال تعالى:
* «لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن (بُيُوتِهِنَّ) وَلا يَخْرُجْنَ»
٥- فإذا أغوى إبليس المرأة وأخرجها من «المنظومة الإيمانية» فأتت بـ «فاحشة»، فلابد من إخراجها، إنها لم تعد أمينة على تربية أولادها، لذلك استثنى الله هذه الحالة فقال تعالى بعد ذلك:
* «إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ»
٦- إن المؤمنين والمؤمنات، يعيشون داخل «حدود الله»، التي يحرم عليهم تعدّيها، فقال تعالى بعد ذلك:
* «وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ – وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ ن َفْسَهُ»
ثم عاد السياق ليبيّن أن هناك حكمة من عدم إخراج المرأة من بيتها، لعل زوجها يرجع عن قرار طلاقها:
* «لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»
٧- وعندما يضع الله تعالى للمؤمنين حدودًا يحرم عليهم تعدّيها، فهذا معناه أنه لا اجتهاد مع النص، ولا رأي لبشر في حدود الله وإخراجها عن مدلولات كلماتها التي كان قوم النبي يعلمونها ونزل القرآن يخاطبهم بها.
وهذا ما أكدّ عليه السياق القرآني في أكثر من آية، ومنها قول الله تعالى «الأحزاب / ٣٦»:
* «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ»:
– «إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا»
– «أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ»
– «وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»
– «فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا»
٨- ولقد فرض الله تعالى على المرأة المؤمنة خمارًا وجلبابًا، ولكل منهما دلالة كان يعلمها قوم النبي قبل نزول القرآن، ولم يعد لأي امرأة مؤمنة خيار في عدم الالتزام بالخمار والجلباب، وتربى البنات منذ الصغر على ذلك:
(أ): فمن المسؤول عن إخراج بنات معظم المسلمين من بيوتهن بغير خمار وجلباب غير الأم التي لم تكن قدوة وأسوة حسنة لبنتها؟!
(ب): ومن المسؤول عن اتساع دائرة منكر معصية النساء ربهم، وعدم التزامهن بأمر الله، وهو سبحانه القائل مخاطبًا المؤمنين:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»:
– «قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا»
– «وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»
– «عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غ ِلاَظٌ شِدَادٌ»
– «لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ»
– «وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ»؟!
٩- إن تفعيل وتنشيط جينات الإيمان والعمل الصالح، وتثبيط وإيقاف عمل جينات الشرك والعمل الفاسد، يبدأ والطفل في بطن أمه:
(أ): فإذا كانت الأم مؤمنة، نشطت جينات الإيمان في الطفل، ويولد بها ويعيش بها، إلا إذا انتصر عليه إبليس وأغواه.
(ب): وإذا كانت الأم غير مؤمنة، نشطت جينات الشرك والعمل الفاسد في الطفل، ويولد بها ويعيش بها، إلا إذا انتصر على إبليس وقام بتفعيل جينات الإيمان والعمل الصالح.
وفي الحالتين السابقتين، تكون «البيئة» التي تربى فيها الطفل، هي المسؤولة مسؤولية كاملة على مستقبل جيناته.
فهل علمتم الآن لماذا حكمت جينات الرواية جينات الآية، وأصبحنا نرى ٩٩ ٪ من المسلمين أتباع الفرق الإسلامية يُج اهدون ويتشنجون ويقاتلون دفاعا عن جينات إبليس الشيطانية؟!
ومع ذلك، يقول الله تعالى لهؤلاء «أعضاء حزب الشيطان»:
* «وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»
فهل يرجعون؟!
أشك … لأنها أزمة جينات وراثية إبليسية.
ولكن السؤال:
هل جينات الـ ٩٩ ٪ من المسلمين:
* «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»
هي الجينات «الفاسدة»، وجينات محمد مشتهري «وحده» هي الجينات «الصالحة»؟!
والجواب: نعم.
محمد السعيد مشتهري



