

* مقدمة قرآنية
هل تدبر الذين تديّنوا بدين آبائهم المذهبي هذه الآيات؟!
١- يقول الله تعالى «الأنبياء / ٥١-٥٨»:
* «وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ»
* «إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ»
* «مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ»
– التَّمَاثِيل: رمز وكناية عن كل ما يُعبد من دون الله إلى يوم الدين.
* «قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ»
– وهذه هي «فتنة الآبائية» على مر الرسالات والعصور، والتي يعيش بداخلها اليوم «99.99 %» من المسلمين.
* «قَالَ – لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ – فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ»
– فإذا لم يكن شرك تفرق المسلمين في الدين، وبدعة «القرآن وكفى»، و«الإلحاد الإسلامي»، هو عين الضلال المبين، فماذا يكون؟!
* «قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ – أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ»
– فهل بعد أن وُلد أولاد المسلمين على مذاهب آبائهم العقدية والفقهية، تعلّموا معنى قول الله تعالى:
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ – وَبِالْحَقِّ نَزَلَ – وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً؟!
وكيف يثبتون لـ «القرآنيّين» ولـ «الملحدين» أن توجهاتهم الدينية باطلة متهافتة؟!
والجواب: لو حدث هذا ما كان لمثل هذه التوجهات الإلحادية أن تظهر مطلقا بين الأجيال المؤمنة التي أسلمت وجهها لله تعالى.
* «قَالَ – بَلْ رَبُّكُمْ – رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ – الَّذِي فَطَرَهُنَّ – وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ»
– فهل تربى أولاد المسلمين على مفهوم «الربوبية» وفعاليتها في هذا الوجود، ومدى تناغمها مع فعاليات أسماء الله الحسنى؟!
* «وَتَاللَّهِ – لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ – بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ»
– وهذه ليست دعوة لـ «النهي عن المنكر» بـ «العنف»، وإلا لنهى إبراهيم عليه السلام عن هذا المنكر في وجود قومه، وما فعل ذلك في غيابهم «بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ».
* «فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا – إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ – لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ»
– وإنما هي دعوة لـ «النهي عن المنكر» بـ «المنطق العلمي»، ويقابلها اليوم «البراهين القرآنية» التي لم يخلو مقال من مقالات صفحة التوجه «نحو إسلام الرسول» منها.
٢- ويقول الله تعالى «الشعراء / ٦٩-٨٢»:
* «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ»
* «إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ»
* «قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ»
* «قَالَ – هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ – إِذْ تَدْعُونَ – أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ – أَوْ يَضُرُّونَ»
– إنه المنطق العلمي في الرد اليوم على التوجهات السلفية والقرآنية والإلحادية:
– «قُلْ – آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ – أَمْ عَلَى اللّهِ – تَفْتَرُونَ»
ولم يحدث منذ إنشاء هذه الصفحة، وهناك من بدؤوا يتابعون مقالاتها من بدايتها، أن جاء لنا أحد من أصحاب أو أتباع هذه التوجهات الإلحادية بـ «إذن الله» الذي يبيح لهم إلحادهم:
لأنهم لا يملكون غير ما يملكه «الآبائيون» على مر العصور:
* «قَالُوا – بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ»
* «قَالَ – أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ – أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ»
* «فَإِنَّهُمْ – عَدُوٌّ لِي – إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ»
– إن من لم يتخذ، أي مصدر ديني «غير القرآن»، عدوًا له، فقد أشرك بالله ما لم ينزل به سلطانًا، ذلك أن هناك شروطًا يجب أن تتوافر في صاحب المصدر التشريعي:
(أ): «الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ»
(ب): «وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ»
(ج): «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ»
(د): «وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ»
(هـ): «وَالَّذِي أَطْمَعُ – أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي – يَوْمَ الدِّينِ»
والسؤال:
أين نجد أولاد المسلمين الذين لم يبلغوا النكاح إلا وقد تعلّموا كل ما سبق بيانه؟!
محمد السعيد مشتهري