top of page

(1752) 22/3/2021 «تكريم» الأم يكون في «الآخرة» وليس في «الدنيا»

يناير 27

5 min read

0

1

0

من أشهر برامج الـ «توك شو» في مصر برنامج «الحكاية» للإعلامي «عمرو أديب»، الذي بدأ حلقة أمس بالحديث عن «فضل الأم» إلى درجة أن جعلها إلهًا يُعبد ويُطاع من دون الله، وإلا خسر الأولاد الدنيا والآخرة.

ومرفق الفيديو الخاص بذلك.

١- إن السبب الرئيس لبدعة الاحتفال بـ «عيد الأم»، هو توظيف رواية منسوبة إلى رسول الله محمد لخدمة المنظمات العالمية للدفاع عن حقوق المرأة، تقول:

سأل رجل رسول الله: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟! قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.

وكعادة أئمة السلف، «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، أن يجعلوا «الروايات البشرية» حاكمة على «الآيات الإلهية»، جعلوا الرواية السابقة حاكمة على:

(أ): قول الله تعالى «لقمان / ١٤»:

* «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ»

* «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ»

* «وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ»

– ثم بيان وجوب أن يشكر الأولاد «الله» و«الوالدين»:

* «أَنِ اشْكُرْ – لِي – وَلِوَالِدَيْكَ»

– ونلاحظ أن الله لم يأمر الأولاد، «في سياق الشكر»، بتفضيل الأم على الأب، أو بتفضيل الأب على الأم، باعتبار أن الوالدين قد تحمّلا معًا، وفق علم الله، ما يستوجب تقديم «الشكر» لهما.

* مع ملاحظة:

أن تفضيل الأب على الأم، لم يأت إلا في سياق بيان من تكون له «القوامة» في هذه الحياة: الرجال أم النساء، فقال الله تعالى:

* «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء»

– والأسباب:

* «بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ»

* «وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ …»

(ب): قول الله تعالى «الأحقاف / ١٥»:

* «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا»

* «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا»

* «وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا»

– وكما بيّن الله تعالى في سورة «لقمان / ١٤» أن تقديم «الشكر» للوالدين يجب أن يكون على حد سواء، جاء هنا ببيان أن القاعدة التي يجب ينطلق منها هذا «الشكر» هي:

* «نعمة التربية على الإيمان والعمل الصالح»، فتدبر:

* «حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً»

* «قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ»

* «الَّتِي أَنْعَمْتَ – عَلَيَّ – وَعَلَى وَالِدَيَّ»

– وهل هناك نعمة، يُنعم الله تعالى بها على الإنسان، أفضل من نعمة «الإيمان» بصدق «الآية القرآنية العقلية»، ثم الدخول من بابها في «دين الإسلام»، والتزام «العمل الصالح»؟!

* «وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ»

– وهل هناك نعمة يتمنى المؤمن أن يحققها الله له، أفضل من نعمة الذرية الصالحة؟!

* «وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي»

– ثم يُبيّن الله تعالى أن الدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، يستلزم أن يُعلن المرء توبته، ويُقر بأنه قد خلع ثوب الجاهلية وأحرقه، وإلا ما كان صادقًا في إيمانه وإسلامه، ولذلك تضمن الدعاء قوله:

* «إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ – وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

٢- وبناء على بيان القرآن لمنزلة الوالدين المؤمنين المسلمين عند الله تعالى، وأن «القوامة» تكون للرجال على النساء، وأن الوصية بالإحسان إلى الوالدين مشروطة بكونهما مؤمنين مسلمين، وإلا كانت «الصحبة» في الدنيا بـ «المعروف»:

(أ): يقول الله تعالى «العنكبوت / ٨-٩»:

* «وَوَصَّيْنَا الإِنْسَان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً»

* «وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ»

* «فَلاَ تُطِعْهُمَا»:

– إذن فبدعة «أمك ثم أمك ثم أمك …»، أو «أبوك ثم أبوك ثم أبوك …» من بدع الملعون «إبليس»، والحساب في الآخرة:

* «إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ – فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

(ب): ويقول الله تعالى «لقمان / ١٥»:

* «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ»

* «فَلاَ تُطِعْهُمَا»

* «وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً»

– الصحبة بالمعروف فقط، والأمر للوالدين وليس لـ «الأم» فقط.

* «وَاتَّبِعْ – سَبِيلَ – مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ»

– ولا سبيل للذين دخلوا في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، وأقاموا بيوت الزوجية على قاعدة «الإيمان والعمل الصالح»، غير سبيل المؤمنين الذين أنابوا إلى ربهم بالتوبة والطاعة وإخلاص العبودية:

* «ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ – فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

٣- وبناء على ما سبق بيانه، يستحيل أن يكون رسول الله محمد، عليه السلام، قد خالف هذه الآيات، وراح يُقدم حُسن صحبة «الأم» وعشرتها على «الأب»، بدعوى أن «الأم»:

(أ): «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ»

(ب): «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا»

والسؤال لأهل الجهل:

* وهل لا يعلم الله تعالى ما تحملته «الأم» في حملها ووضعها من آلام، هل تريدون أن تجعلوا من أنفسكم آلهة مع الله و«القرآن» لم يحمل أي إشارة إلى تفضيل الأم على الأب؟!

(ج): إن الأزمة الحقيقية التي يعيش بداخلها الذين ورثوا تدينهم المذهبي وهم في بطون أمهاتهم، سلفيّون وقرآنيّون وملحدون، أنهم يعتقدون بوجود مصدر تشريعي إلهي غير القرآن:

* ففريق ظل يُقدّس هذا المصدر الثاني إلى يومنا هذا.

* وفريق ظل يهدم في المصدر الثاني، ويُلحد في أحكام القرآن، بدعوى القراءة المعاصرة لآيات الذكر الحكيم.

(د): إن بنات المسلمين اليوم، هن أزواج «زوجات» المسلمين الغد، اللاتي سيقمن بتربية الأجيال المسلمة خلال فترة حضانتهم التي قد تكون أربع سنوات، وقد أجمع أهل التخصص العلمي على أن هذه الفترة من أخطر فترات تكوين شخصية الولد.

فإذا نظرنا إلى «ما هو كائن» من أحوال نساء وبنات المسلمين، من حيث الالتزام بـ «أحكام القرآن»، وهل قمن بتربية أولادهن على الالتزام بهذه الأحكام:

نستطيع أن نعلم ماذا سيكون عليه حال الأجيال القادمة من المسلمين، من حيث التزامهم بـ «ما يجب أن يكون» كما أمرهم الله، وأن نقف على الحكمة وراء طلب «نوح»، عليه السلام، من ربه:

* «وَقَالَ نُوحٌ – رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرْضِ – مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً»

* «إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ – يُضِلُّوا عِبَادَكَ»

* «(وَلاَ يَلِدُوا) إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً»

٥- واللافت للنظر، والغريب حقًا، أن الحلقة التي سبقت حلقة أمس من برنامج «الحكاية»، بدأت بالحديث عن معسكر «النساء» التابعات لتنظيم «داعش»، وكيف تربي «الأم» أولادها منذ صغرهم على ذبح كل من لا يتبع توجههم الديني الداعشي.

فإذا نظرنا إلى ما قاله «عمرو أديب» في حلقة الأمس، عن «فضل الأم» مهما كانت ملتها، وأن ثمرة عدم رضاها عن أولادها أن يخسروا الدنيا والآخرة:

مقارنة بما قاله عن عشرات الآلاف من «الألغام الموقوتة» التي تحملها قلوب نساء داعش وأولادهن، وأقام الدنيا ولم يُقعدها بسبب ترك هؤلاء الأولاد يتربين على أيدي نساء الدواعش:

نعلم كيف تناقض «عمرو أديب» مع نفسه، عندما رفع قدر المرأة «من أي ملة» إلى درجة القدسية، ثم قوله إنها المسؤولة أولًا وأخيرًا عن «التربية»، سواء كان تدينها حقًا أم باطلًا، وسواء كان الأب موجودًا أم غير موجود، باعتبار أن أخطر مرحلة في «تربية الطفل» هي مرحلة «حضانة الأم».

والسؤال:

فمن المسؤول الأول، عن تربية الأولاد تربية مخالفة لـ «أحكام القرآن»، وفي مقدمتها عدم العمل بـ «مقتضيات الوحدانية»، وبلوى عدم التزام النساء بـ «اللباس» الذي أمرهن الله به؟!

والجواب:

* المسؤول الأول هو «الأب»:

لأنه الذي اختار «الأم» زوجًا له، وهو يعلم أنها غير ملتزمة بـ «أحكام القرآن»، وقد حرّم الله «نكاح» امرأة لا تعمل بـ «مقتضيات الوحدانية» وبـ «أحكام القرآن»:

فإذا حصرنا «اليوم»، عدد نساء المسلمين وبناتهم، غير الملتزمات بـ «أحكام القرآن»، نستطيع أن نعلم لماذا خرج المسلمون من النور إلى الظلمات، وأن نغيّر صياغة «الرواية» ونقول:

إن المسؤول عن ضياع «الإيمان والعمل الصالح» من قلوب المسلمين:

* «الأب – ثم الأم – ثم الأم – ثم الأم»

محمد السعيد مشتهري

١- رابط الجزء الأول من حلقة تكريم الأم:

https://www.youtube.com/watch?v=xM4IlXJLjw4

٢- رابط الجزء الثاني من حلقة تكريم الأم:

https://www.youtube.com/watch?v=HxHHtZ93gUE

٣- رابط حلقة «نساء داعش»

https://www.youtube.com/watch?v=hpCZnT-pYeU

يناير 27

5 min read

0

1

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page