

(1754) 24/3/2021 «وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً – وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً»
يناير 27
5 min read
0
0
0
لماذا يقول «٩٩٪» من المسلمين في صلاتهم:
* «الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»
وهم من «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً»؟!
فهل يقولون «الْحَمْدُ لِلّهِ» على اتباعهم «إبليس» وتفرقهم في «دين الله»؟!
ويقولون «رَبِّ الْعَالَمِينَ» لأنه الذي أمرهم بـ «الوحدانية» فلم يعملوا بـ «مقتضياتها»؟!
* إن مصيبة المصائب القلبية:
أن المسلمين كفروا بالآيات القرآنية التي تُحرّم عليهم الشرك بالله والتفرق في الدين، والإلحاد في «أحكام القرآن»، وراحوا يستحلّون الخبائث والزنى، وكشفت المرأة زينتها التي حرّم الله كشفها.
* إن مصيبة المصائب القلبية:
أن «٩٩٪» من المسلمين لا يعلمون حقيقة «الوحدانية» ولا كيفية العمل بـ «مقتضياتها» التي لن يدخلوا الجنة إلا إذا عملوا بها، وهم يعتقدون أنهم «مؤمنون» ولم يدخل الإيمان قلوبهم:
فإذا سألت أحدهم: متى آمنت؟!
لن تجد عنده إجابة غير أنه شهد الشهادتين.
فإذا سألته: ومتى وعلى أي أساس شهدت الشهادتين:
* نظر إليك متعجبًا وهو يقول: «أنا مؤمن وموحد بالله»!
* إن مصيبة المصائب القلبية:
تدين «٩٩٪» من المسلمين بما وجدوا عليه آباءهم من «تفرق في دين الله»، ولم يدخلوا في «دين الإسلام» من باب الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد، كما دخل المسلمون في عصر التنزيل.
فتعالوا نقيم البرهان القرآني على أن «٩٩٪» من المسلمين سيدخلون «جهنم» إذا ماتوا على شرك التفرق في الدين، استنادًا إلى آيات من سورة واحدة هي «آل عمران / ١٠٢- ١٠٨»:
١- لقد أمر الله المسلمين بـ «تقوى الله» فقال تعالى:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:
* «اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ – وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ»
فهل التفرق في «دين الله» من «تقوى الله»؟!
٢- ثم أمر الله المسلمين بالاعتصام بـ «بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً» وعدم التفرق في الدين:
(أ): «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ»
– وذَكَّرهم بحالهم قبل دخولهم في «دين الإسلام»:
(ب): «وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْد َاء»
– ثم بيّن لهم أن الأزمة الحقيقية توجد في «القلب» وليس فيما يُسمى بـ «العقل»:
(ج): «فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»
– وخَصّ «القلب» بالذكر لأنه يعمل بآليات متناغمة غير منفصلة، تساعد الإنسان للوصول إلى «الحق» بأقصر وأيسر الطرق، وهي آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه … إلى آخره.
٣- إن الذين ألّف الله بين «قلوبهم» لم يرثوا تدينهم «المذهبي» عن آبائهم، وإنما دخلوا في «دين الإسلام» من باب الإقرار بصدق «الآية القرآنية العقلية»، فاستحقوا أن يُنعم الله عليهم بـ «نعمة الأخوة»:
(أ): «فَأَصْبَحْتُم – بِنِعْمَتِهِ – إِخْوَاناً»
لقد أنقذت نعمة «الأخوة» الإيمانية المشركين والكافرين من النار، بعد دخولهم في «دين الإسلام» وتأليف الله بين قلوبهم «أمة واحدة».
(ب): وَكُنتُمْ – عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ – فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا»
٤- ويقول الله تعالى للمنتسبين لـ «دين الإسلام» اليوم:
* «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ – لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»
فهل «اهتدى» السني والشيعي والمعتزلي والإباضي «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً» بهذه الآيات البَيّنات؟!
* لم يهتدوا، فما علاقتهم إذن بـ «القرآن»، وعلى أي أساس شرعي ينتسبون إلى «دين الإسلام»؟!
٥- ثم عندما يقول الله تعالى لـ «الذين آمنوا» في عصر التنزيل:
(أ): «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ»:
– لاحظ كلمة «أُمَّةٌ» عندما يكون المتحدث عنها هو الله تعالى.
(ب): «يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ»
– ويُ بيّن الله أن فعل الخير هو مفتاح «الفلاح» فيقول تعالى «الحج / ٧٧-٧٨»:
– «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»:
– «ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ»
– «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
# وأن من فِعْل الخير:
– «وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ»
– «هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ»
– «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا»
– «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ – وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»
# فأصبح الناس هم الشهداء على «الَّذِينَ آمَنُوا»!
– «فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ»
٦- فإذا سأل أحدٌ هؤلاء «الَّذِينَ آمَنُوا»:
من أين جئتم بكيفية الصلاة التي تقيمونها وبعدد الصلوات وعدد ركعات كل صلاة ومواقيتها …؟!
(أ): «٩٩٪» من المسلمين، «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً» يقولون:
– نُقيمها حسب «التواتر العملي» الذي تواصلت حلقاته بين أتباع «الفرقة» التي ولدنا فيها.
(ب): والباقي: فريق منهم يقول:
– هكذا أمرنا «إبليس» بصلاتين.
والفريق الآخر يقول:
– هكذا أمرنا «إبليس» بثلاث صلوات.
(ج): وكلهم في «جهنم»، والسبب: أنهم لم يعتصموا أصلًا بالله جميعًا:
* «وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ ـ هُوَ مَوْلاَكُمْ – فَنِعْمَ الْمَوْلَى – وَنِعْمَ النَّصِيرُ»
(د): والسؤال:
هل هناك «عاقل» من أي ملة كان، يفهم معنى «الأمر الإلهي»:
* «فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ – وَآتُوا الزَّكَاةَ»
ثم «البشرى» التي بشّر الله بها الذين «اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ» وهي:
* «هُوَ مَوْلاَكُمْ – فَنِعْمَ الْمَوْلَى – وَنِعْمَ النَّصِيرُ»
ثم يشك لحظة في حفظ الله لكيفية أداء «الشعائر التعبدية» منذ عصر التنزيل وإلى يوم الدين، ولا يتركها لاستنباط الملحدين أعضاء «حزب الشيطان»، وإلا ما كان لـ:
* «فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ»
فعالية أيها «الملحدون المخابيل»؟!
(هـ): ولذلك لم يكن غريبًا أن نجد مسلمين ينضمون إلى «حزب الشيطان» ويقتنعون بإغواء رئيس الحزب «إبليس»، وإلا ما كان لـ:
* «وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ – إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»
فعالية أيها «الملحدون المخابيل»؟!
٧- ثم يقول الله تعالى «آل عمران / ١٠٤-١٠٨»:
«وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ – وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ»
أين نجد رائحة هذه «الفريضة الغائبة»؟!
إن التوجه «نحو إسلام الرسول» لا عمل له منذ إنشاء صفحته وموقعه، غير بيان أن «ما هو كائن» من منكرات المسلمين، سلفيّين وقرآنيّين وملحدين، يجب أن يتغير إلى «ما يجب أن يكون»، فماذا كانت النتيجة؟!
عقود من الزمن مرت، وأنا معاصر لفعالية قول الله تعالى «الأنعام / ١١٤-١١٦»:
* «أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً – وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً»
* «وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ – يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ – فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ»
* «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً – لاَ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ – وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»
# ثم يتوجه الخطاب إلى رسول الله محمد، وإلى كل مؤمن أسلم وجهه لله تعالى:
* «وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ – يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ – إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ»
والسؤال:
أين هي «الأمة» التي وصفها الله بـ «الفلاح» وأشار إليها بقوله تعالى «آل عمران / ١٠٤»:
٨- «وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»؟!
* هل هي أمة السنة أم الشيعة أم المعتزلة أم الإباضية؟!
والجواب:
* إنها ليست من بين هؤلاء «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً» الذين كفروا بتحذير الله لهم مخاطبًا «الذين آمنوا» في عصر التنزيل «آل عمران / ١٠٥»:
* «وَلاَ تَكُونُواْ»:
– «كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ»
– «مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ»
– «وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»
٩- في الحقيقة، ومنذ عقود من الزمن، كلما قرأت أو استمعت إلى الآيات التي تحذر أتباع رسول الله محمد من التفرق في الدين، أشعر:
(أ): بأن «٩٩٪» من المسلمين، يعيشون في عالم آخر لا علاقة له بـ «دين الإسلام» الذي حمله «القرآن».
(ب): بأن «٩٩٪» من المسلمين «أعاجم» لا يفهمون لغة القرآن العربية، «مغيّبون» لا يخافون الله ولا يخشون عقابه:
* «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ»:
* «فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ»:
– «أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ»
– «فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ»
* «وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ»
– «فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ – هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»
١٠- «تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ»:
– «وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ»
* أقول:
إن الفرائض الغائبة في حياة المسلمين كثيرة، وفي مقدمتها:
– فريضة العمل بـ «مقتضيات الوحدانية» قبل العمل بـ «أحكام القرآن».
– فريضة العمل بـ «مقتضيات الإيمان» قبل الحديث عن «الإسلام» والذين أسلموا وهم في بطون أمهاتهم.
– فريضة «النهي عن المنكر» قبل الحديث عن «الأمر بالمعروف»، فقد أصبحنا في زمن ألف فيه المسلمون «المنكر» وجعلوه «معروفًا».
* واعلموا:
أن الذي جعل «٩٩٪» من المسلمين يعيشون في هذه «الغيبوبة الإيمانية»:
– أنهم لا يعلمون ماذا حدث لموتاهم، هل في الجنة أم في جهنم.
– مشغولون ليل نهار، على وسائل التواصل الاجتماعي، بتبادل بوستات الأدعية والتهاني والتعازي والنكت والروايات والصلاة على النبي واللهم بلغنا رمضان … ولم يعملوا بـ «مقتضيات» الإيمان ولا الإسلام.
– فإذا بهم يوم القيامة:
* «وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً – وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً»
ملاحظة:
إن الذين يتابعون حساب «محمد مشتهري» يزيدون عن «١٠٠٠»، والذين يتابعون صفحة «نحو إسلام الرسول» يزيدون عن «٣٣٠٠٠»، والمطلوب:
من يجد «طوق نجاة» لإخراج الـ «٩٩٪» من جهنم، إذا ماتوا على «شرك التفرق في الدين»:
* يخبرنا به في تعليق على هذه المقال، بشرط أن يكون من داخل القرآن، ونكون له من الشاكرين.
محمد السعيد مشتهري



