top of page

(1758) 29/3/2021 الطريق إلى ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين

يناير 26

3 min read

0

0

0

لماذا كان الملحدون، غير المسلمين، أكثر عقلانية وفهمًا لما يقولون، من الملحدين المسلمين؟!

لأن الملحدين غير المسلمين، تربوا منذ صغرهم، على المنهج العلمي في التفكير، في عالم حضاري متقدم.

أما الملحدون المسلمون، فتربوا منذ صغرهم، على المنهج العشوائي في التفكير، في عالم مذهبي متخلف.

لم أقرأ لـ «ملحد مسلم» كلامًا، إلا وكان يشهد على تخلفه العقلي وعبائه الديني، فمن سمات وعلامات الفلسفة الإلحادية الإسلامية، استخدام فقرات وجمل مختصرة، تحمل كلمات يمكن أن تُفهم بأكثر من معنى، ليسعد الجميع كلٌ حسب هواه، ومن الأمثلة على ذلك:

١- لماذا تكون نسخة من غيرك، أنت خُلقت لذاتك فقط فاحترمها، وكن مخلوقًا فريدًا، فـ الأديان التي يخضع لها العالم ليست إلهية، فنحن في «عالم المادة» الذي لا يحكمه إلا «علم الروح».

* أقول:

هكذا، يستخدمون تعبيرات تحصد إعجاب قطاع كبير من الناس، خلطة من:

«تنمية بشرية + فلسفة ماركسية + خزعبلات داروينية + تنويمات مغناطيسية + طاقات روحية»

لإرضاء الملحدين المغيّبين أصلًا، عن حكمة استخلاف الله لهم في الأرض.

٢- ممكن أن يكون «المصحف» الذي بين أيدي المسلمين، تصورًا بشريًا للوجود المادي، كتبه خبير في الظواهر الكونية التي يُسمّيها المسلمون «قوانين الهية».

* أقول:

إن أي «كاتب» يكتب كتابًا في الظواهر الكونية، وبهذه الدقة المحكمة، وعلى أساس قواعد راسخة أذهلت الناس منذ خلقوا، يستحيل يقبل أن يُنسب كتابه لغيره:

فمن الذي كَتَبَ القرآن ونسي أن يكتب اسمه عليه؟!

إن الذي أنزل هذا القرآن، الذي تتفاعل آياته مع الظواهر الكونية في الآفاق والأنفس، هو الذي قال في هذا القرآن عن القرآن «الحشر / ٢١-٢٤»:

* «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ»

* «لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ»

* «وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ»

* «لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»

– «يَتَفَكَّرُونَ»: في أن الذي أنزل هذا القرآن:

* «هُوَ اللَّهُ»:

– «الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ – عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ – هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ»

* «هُوَ اللَّهُ»:

– «الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ – الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ – سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ»

* «هُوَ اللَّهُ»:

– «الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ»

– «لَهُ الأسْمَاء الْحُسْنَى»

– «يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ»

– «وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

٣- إن الإله الذي يقول:

إنه الذي خلق هذا الكون، ثم يخلق الإنسان على كوكب يعتبر ذرة من ذرات هذا الكون، ثم يطلب من هذا الإنسان الضعيف الحقير أن ينصره وينصر رسله ويدافع عنهم:

إنه إله عاجز لا يستحق أن يعبد ولا أن يهتم به هذا الإنسان.

* ألم أقل لكم:

إن «الملحد المسلم»، هو أغبى الملحدين على هذه الأرض، لأنه لم يترب على منهج البحث العلمي؟!

إن من القواعد التي قام عليها «منهج البحث العلمي» ما يُعرف بتحديد المفاهيم المستخدمة في البحث، فقبل أن نحدد أي مفهوم ديني إسلامي، يجب أن نحدد:

(أ): مفهوم «الإله» الذي يُنسب إليه «الدين الإلهي».

(ب): مفهوم «النبوة» التي هي الواسطة بين الإله والناس.

(ج): مفهوم «القرآن» وحجيته على الناس إلى يوم الدين.

فإذا اتفق «أهل العلم» على تحديد المفاهيم السابقة، أصبح فرض عين عليهم قبول كل ما ذكره الله في «القرآن» ونسبه إلى نفسه، ومن ذلك قوله تعالى «الأنبياء»:

* «لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ – لَفَسَدَتَا – فَسُبْحَانَ اللَّهِ – رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ»

– فإذا بـ «أهل العلم» الذين اتفقوا على تحديد المفاهيم السابقة، يسجدون لقول الله بعد ذلك:

* «لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ – وَهُمْ يُسْأَلُونَ»

– فما علاقتك أنت أيها «الملحد المسلم الغبي الحقير» بفعاليات أسماء الله الحسنى في هذا الكون؟!

– لقد خلقك الله ليسألك «وَهُمْ يُسْأَلُونَ» لا لتسأله أنت عن فعاليات أسمائه الحسنى، ومع ذلك أعطاك الله حرية إثبات وجود إله غيره، فهل تملك برهانًا على ذلك؟!

* «أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً»

– «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ»

– «هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ»

– «وَذِكْرُ مَن قَبْلِي»

– بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ»

– «فَهُم مُّعْرِضُونَ»

٤- يرى «الملحد المسلم الغبي» أن ظاهرة التنوير تنتشر بصورة سريعة لا يراها أعداؤه، فالذي يلاحظ سرعة السفينة الموجود خارجها وليس الموجود بداخلها:

فعش حياتك بمرح وسعادة وسرور بعيدا عن «الأديان» لأنها «أفيون الشعوب»، تُخدّر الناس وتجعلهم يعيشون في حيرة وعذاب على أمل الاستمتاع بالسعادة الحقيقية في الجنة التي لا وجود لها أصلا:

إن السعادة الحقيقية أن تتخلص من إيمانك بوجود حياة أخرى تُسمى «يوم الحساب».

* أقول:

٥- أحيانا يكون «الغباء الديني» سعادةً وسرورًا وطمأنينةً لصاحبه، فيرى الآخرين أغبياء وهو «الذكي»، ويقول الله تعالى لهؤلاء:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:

– «ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ»

– «إِنَّ الَّذِيْنَ تَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللَّهِ»

– «لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ»

– «وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا»

– «لَا يَسْتَنْقِذُوْهُ مِنْهُ»

– «ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوْبُ»

# فهل فهمت يا ملحد يا غبي؟!

٦- ومع ذلك، فـ «أهل العلم» الذين اتفقوا على تحديد مفاهيم البحث العلمي الذي يناقشونه، والسابق الإشارة إلى بعضها، سيسجدون لقول الله تعالى:

* «قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ – أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ»:

# ويسألون غيرهم:

– «فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ»؟!

* «فَإِن تَوَلَّوْا»:

– «فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ»

– «وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ»

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

3 min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page