

(1759) 31/3/2021 عندما يجهل «القرآنيّون» لغة القرآن
يناير 26
٥ min read
0
0
0

ومن الشبهات التي يستغفل «القرآنيّون» بها قلوب الجاهلين الغافلين عن مقتضيات «الإسلام» الذي يدّعون الانتساب إليه:
١- قال:
يقول الله تعالى «البقرة / ١٥٩»:
(أ): «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى – مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ – أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ»
(ب): «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»
(ج): «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ»
إذن فكيف نقول إن القرآن يحتاج إلى «منظومة التواصل المعرفي» وإلى مراجع اللغة العربية وعلومها، لبيان معاني كلماته؟!
# قلت:
إن الدارس المت دبر لآيات القرآن الذي تتحدث عنه، والموجود بين أيدي الناس اليوم، والذي يحمل هذه الآيات السابقة، يعلم علم اليقين:
– أنه لا يوجد مطلقًا بداخل القرآن، معنى كلمة واحدة من كلماته، سواء كانت «اسمًا – فعلًا – حرفًا».
– وما حملته هذه الآيات من ألفاظ «البيان والتفصيل» لا يعني بيان وتفصيل دلالات ومعاني كلمات القرآن، وإنما «إظهار» الحق الذي ينكره الكافرون.
ومرفق الرابط الخاص بهذا الموضوع.
* فلم يُجب ولم يَرد، وكانت قاصمة لظهره الجاهلي.
٢- قال:
يقول الله تعالى «البقرة / ٣١»:
* «وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا – ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ – فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
وهذه الأسماء هي الأ شياء الموجودة حولنا اليوم، فنحن نعرف الفرق بين الشجرة والنخلة، وبين البحر والنهر، وبين الخنزير والبقرة، فالله يستحيل أن يخاطبنا بأشياء لا نعرفها.
# قلت:
(أ): صحيح الله تعالى يستحيل أن يخاطب الناس بأشياء يجهلونها، ولكن معرفة الناس بهذه الأشياء لم تكن عن طريق الكتب الإلهية، وإنما عن طريق «منظومة التواصل المعرفي»:
(ب): وبرهان ذلك:
أن القرآن الذي تقول إنه تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء، لا يوجد فيه بيان وتفصيل معنى «حرف واحد» من حروف كلماته، وكما يقولون في المثل:
* «الميه تكذب الغطاس».
(ج): لقد خاطب الله قوم النبي محمد بكلمات كانوا يعلمون معناها من قبل نزول القرآن، فهل يُعقل أن يخاطبهم بشيء لا يعرفون معناه، وهذا ما أفاده قول الله تعالى
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ – لِيُبَيِّنَ لَهُمْ – فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
إذن فـ «البيان» لا يحدث إلا وفق «لغة القوم»، التي كانت تنطق بها «ألسنتهم»، ويشاهدون «مُسَمّيات» كلماتها و«مقابلها الكوني»، في آيات الآفاق والأنفس حولهم.
* فلم يُجب ولم يَرد، وكانت قاصمة لظهره الجاهلي.
٣- قال:
هل أوقات الصلاة التي وردت في القرآن تعني خمس صلوات أم ثلاث أم اثنين؟!
# قلت:
صيغة الأمر التي وردت في الآيتين:
(أ): «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ – طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ»
(ب): «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً»
هي أمر لـ «الرسول» وحده «أَقِمِ»، وليس لـ «الَّذِينَ آمَنُوا»، فمن أين جئتم أيها «القرآنيّون» بأن هذه المواقيت، بصرف النظر عن عددها، تخص صلاتكم، أو صلاة المسلمين عامة؟!
إن الدليل الوحيد الذي جمع «الرسول والذين آمنوا» في صلاة، قد ورد في:
(ج): «النساء / ١٠٢»:
«وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ – فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ – فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ»
ولم يرد داخل القرآن، أي بيان وأي تفصيل لدلالات ومعاني كلمات هذه الآية، ولماذا شرط وجود الرسول «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ»؟!
(د): «الجمعة / ٩-١١»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا – إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ – فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ … وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا – وَتَرَكُوكَ قَائِماً»
ولم يرد داخل القرآن، أي بيان وأي تفصيل لدلالات ومعاني كلمات هذه الآية، ولماذا «يوم الجمعة» بالذات هو الذي جمع الله فيه «الَّذِينَ آمَنُوا» مع «الرسول»، وماذا عن باقي أيام الأسبوع؟!
* فلم يُجب ولم يَرد، وكانت قاصمة لظهره الجاهلي.
٤- قال:
وهل يُعقل أن يُحرم الله على المسلمين أشياءً، ثم لا يُبيّن ويُفصّل لهم معناها في القرآن، ثم يدخلهم «جهنم» إذا لم يطيعوا أمره؟!
# قلت:
تفضل قل لي أين معنى كل اسم، وكل فعل، وكل حرف، ورد في آية المحرمات من الطعام «المائدة / ٣»:
* «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ»:
«الْمَيْتَةُ – وَالدَّمُ – وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ – وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ ا للَّهِ بِهِ – وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ – وَالْمُتَرَدِّيَةُ – وَالنَّطِيحَةُ – وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ – وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ – وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ»
* فلم يُجب ولم يَرد، وكانت قاصمة لظهره الجاهلي.
٥- قال:
لا مانع من الاستعانة بمعاجم اللغة العربية للوقوف على دلالات ومعاني كلمات القرآن، التي كان يعلمها قوم النبي قبل نزول القرآن، استنادًا إلى قول الله تعالى:
* «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ – لِيُبَيِّنَ لَهُمْ – فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ – وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»
أما «أحكام القرآن» فلا تُعرف إلا من كتاب الله، فالله وحده الذي له الحكم، «إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ».
# قلت:
إن من أحكام القرآن، «القاصمة» السابقة التي قصمت ظهر جهلك، والخاصة بالمحرمات من المطعومات «المائدة / ٣»، فأين بيان الله لمعاني كلماتها؟!
فإذا ذهبنا إلى حكم الله في هذه الشعائر التعبدية «الصلاة – الصيام – الحج» فأين معنى «الصلاة» وكيفية أدائها، وأين موقع «شهر رمضان» بين عدة الشهور:
«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً»
وأين أسماء أشهر الحج؟!
* فلم يُجب ولم يَرد، وكانت قاصمة لظهره الجاهلي.
٦- قال:
لقد ورد معنى كلمة «الصلاة» في القرآن في قول الله تعالى لموسى:
* «إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ – أَنَا فَاعْبُدْنِي – وَأَقِمِ الصَّلاَةَ – لِذِكْرِي»
إذن فـ «الصلاة» تعني «ذكر الله»، ويؤيد ذلك قول الله تعالى:
* «إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ – مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ – فَاسْعَوْا إِلَى – ذِكْرِ اللَّهِ»
# قلت:
(أ): إن قول الله تعالى لموسى، عليه السلام:
* «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ – لِذِكْرِي»
يعني أن هناك شيئًا اسمه «الصَّلاَةَ» يعرفه موسى من قبل نزول هذه الآية عليه، والله يطلب منه أن تكون إقامة هذه «الصَّلاَةَ» من أجل ذكر الله، بقرينة لام التعليل «لِـ» التي سبقت كلمة «ذِكْرِي»:
«وهذه مصيبة الجهل بلغة القرآن العربية»
والسؤال:
فأين معنى كلمة «الصَّلاَةَ» نفسها، أي ما الذي يفعله «موسى» ليدل على أنه أقام «الصَّلاَةَ» لذكر الله؟!
(ب): إن الله تعالى لم يقل:
«إِذَا نُودِي إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ فَاسْعَوْا إليه»
وإنما قال «إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ»
لأن هذه «الصَّلاَةَ»، بصفة خاصة، والتي سُمّيت بـ «صلاة الجمعة»، وحملتها «منظومة التواصل المعرفي» منذ عصر التنزيل وإلى يومنا هذا، على مستوى الشعوب المسلمة بتوجهاتها العقدية والفقهية المختلفة:
ليست فقط «الصَّلاَةَ» بهيئتها المعروفة، التي يؤديها المسلمون خمس مرات يوميا، وإنما يضاف إليها «خطبة الجمعة» التي لم يحدث منذ عصر التنزيل أن خلت منها «صلاة الجمعة».
* فلم يُجب ولم يَرد، وكانت قاصمة لظهره الجاهلي.
٧- قال:
أنت تقول إن «منظومة التواصل المعرفي» قد حملت الحق والباطل، والقرآن هو الذي يفصل بآياته بين الحق والباطل، وقد حملت هذه المنظومة للمسلمين صلوات سريه وجهرية، والقرآن يقول:
* «وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ – وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا – وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً»؟!
# قلت:
عندما تكون كافرًا بـ «لغة القرآن» وبـ «علم السياق»، فما علاقتك أصلا بـ «دين الإسلام» الذي حمله هذا «القرآن العربي»:
* «قُرآناً عَرَبِيّاً – غَيْرَ ذِي عِوَجٍ – لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»؟!
إن كلمة «الصلاة»، في لغة قوم النبي، التي نزل بها القرآن، تأتي بمعنى:
(أ): الدعاء:
«وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً»
(ب): الهيئة:
«وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ … فَإِذَا سَجَدُواْ … فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ»
وسياق الآية هو الذي يحدد معناها، وأنت حذفت النصف الأول من السياق وهو:
«قُلِ ادْعُواْ اللّهَ – أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ – أَيّاً مَّا تَدْعُواْ – فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى»
وجئت بالنصف الآخر وهو:
«وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ – وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا – وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً»
وهذا يُسمى في أصول البحث العلمي «عشوائية فكرية».
(ج): والسؤال:
عندما حذر الله تعالى «الذين آمنوا» وقال لهم:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:
«إِنَّمَا الْخَمْرُ – وَالْمَيْسِرُ – وَالأَنصَابُ – وَالأَزْلاَمُ – رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ – فَاجْتَنِبُوهُ – لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
ثم قال لهم:
«إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء»:
– «فِي الْخَمْرِ»:
فأين بيّن القرآن وفصَّل معنى «الخمر»؟!
– «وَالْمَيْسِرِ»:
وأين بيّن القرآن وفصَّل معنى «الميسر»؟!
– «وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ»:
وأين بيّن القرآن وفصَّل معنى «الذكر»؟!
– «وَعَنِ الصَّلاَةِ»:
وأين بيّن القرآن وفصَّل معنى «الصلاة»؟!
* «فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ»
فكيف ينتهون وقد جعلهم «إبليس» يُصرّون على أن مُسَمّيات ومعاني ودلالات كلمات القرآن موجودة بداخله، ليدخلهم معه الدرك الأسفل من النار؟!
رابط موضوع البيان والتفصيل في القرآن:
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/posts/2892011684214028
محمد السعيد مشتهري