top of page

(1785) 28/4/2021 لغة القرآن وأساليبها البيانية البلاغية [١٥]

يناير 26

3 min read

0

2

0

إذا سألتهم عن الوحدانية قالوا نشهد ونُقر بها، وعندما تطلب منهم العمل بمقتضياتها، قالوا وما هي؟!

وبعد أن تبين لهم مقتضيات الوحدانية ويعلمون أن في مقدمتها تعلم لغة القرآن حتى لا يُلحدون في آياته ويُحرّفون أحكامها وهم لا يشعرون … يُولّون مدبرين.

والعجب كل العجب، من مسلمين يدّعون أنهم يخافون الله، ويعبدونه مخلصين له الدين، ومن شدة إخلاصهم يكفرون بأي مصدر معرفي خارج القرآن، حتى لا يشركون بالله ما لم ينزل به سلطانا.

يكفرون بـ «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت لشعوب العالم معاجم اللغات التي يتحدثون بها، وحملت للمسلمين معاجم اللغة التي يستحيل فهم حرف واحد من القرآن دون الاستعانة بها، ويحسبون أنهم مهتدون:

* «وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ – فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ – فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ»

لقد حملت هذه الصفحة مقالات تبين للمسلمين خطر جهلهم بلغة القرآن العربية، وتدفعهم دفعًا إلى تعلمها، حتى لا يخترق الإلحاد قلوبهم وهم لا يشعرون، فيخسرون:

«الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ – ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ»

ومقال اليوم، يعرض مثالًا لبيان أثر تعلم لغة القرآن وأساليبها البيانية على الفهم الواعي لفعاليات أسماء الله الحسنى في الآفاق والأنفس، ويكشف مدى خطورة قراءة القرآن دون إدراك دلالات ألفاظه.

فهل يعلم المسلمون، لماذا أمرهم الله أن يستمعوا وينصتوا للقرآن عند قراءته:

* «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ»؟!

والجواب:

* «لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»

ولماذا؟!

لأن القرآن «كلام الله»، ولذلك نهى الله المؤمنين عن الاقتراب من الصلاة، إذا كانوا في حالة نفسية أو ذهنية تمنعهم من تدبر ما يقولونه في صلاتهم:

* «يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ – وَأَنتُمْ سُكَارَى»:

* «حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ»

١- يقول الله تعالى «الأنعام / ٩٥»:

* «إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى»:

* «يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ»

* «(وَمُخْرِجُ) الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ»

– نلاحظ أن المعطوف «مُخْرِجُ» جاء «اسم فاعل».

– وإن من سبق بيان فعاليات أسمائه الحسنى في هذا الكون هو الله:

«هُوَ الْحَيُّ – لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ – فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ – الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ»

فكيف تنصرفون عن عبادة الحي الذي لا يموت:

* «ذَلِكُمُ اللّهُ – فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ»؟!

٢- ويقول الله تعالى «يونس / ٣١»:

* «قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»

* «أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ»

* «وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ»

* «(وَيُخْرِجُ) الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ»

– وهنا نلاحظ أن المعطوف «يُخْرِجُ» جاء «فعلًا».

* «وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ»

* «فَسَيَقُولُونَ اللّهُ»

– فإذا آمنتم بالوحدانية فإن من مقتضياتها «تقوى الله»:

* «فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ»؟!

– وإن من سبق بيان فعاليات أسمائه الحسنى في هذا الكون هو الله:

* «فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ»

– والسؤال:

* «فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ – فَأَنَّى تُصْرَفُونَ»

# الإشارة اللغوية:

من المفترض في العطف أن يُعطف «الاسم على الاسم»، و«الفعل على الفعل»، فلماذا عطف الاسم «مُخْرِجُ»، الذي هو «اسم فاعل»، على الفعل «يُخْرِجُ» في الآية الأولى «الأنعام / ٩٥»:

* «(يُخْرِجُ) الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ – وَ(مُخْرِجُ) الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ»

ثم التزم بقاعدة العطف، وعطف «الفعل على الفعل» في الآية الثانية «يونس / ٣١»:

* «(يُخْرِجُ) الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ – وَ(يُخْرِجُ) الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ»؟!

والجواب:

هنا تظهر أهمية «علم السياق» كأداة رئيسة في فهم آيات التنزيل الحكيم، ولبيان التَّناغم والتَّناسق اللَّفظيِّ في بناء الجملة القرآنية.

فإذا تدبرنا سياق الآية «الأنعام / ٩٥»:

* «إِنَّ اللّهَ (فَالِقُ) الْحَبِّ وَالنَّوَى – يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ – وَ(مُخْرِجُ) الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ»

نجد أن اسم الفاعل «مُخْرِجُ» مرتبط باسم فاعل مثله هو فالق «فَالِقُ الْحَبِّ»، وهو نفسه ورد في الآية التالية:

* «فَالِقُ الإِصْبَاحِ – وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً – وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً»

* «ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ»

فجاء باسم الفاعل «مُخْرِجُ» بين اسمي فاعل «فَالِقُ»:

«إِنَّ اللّهَ (فَالِقُ) الْحَبِّ … وَ(مُخْرِجُ) الْمَيِّتِ … (فَالِقُ) الإِصْبَاحِ»

لبيان تناسب وتناغم وإحكام البناء البلاغي للجملة القرآنية.

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

3 min read

0

2

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page