top of page

(1790) 2/5/2021 لغة القرآن وأساليبها البيانية البلاغية [٢٠]

يناير 26

2 min read

0

0

0

١- في سياق بيان حجية القرآن، يخاطب الله تعالى الناس جميعًا ويقول لهم «البقرة / ٢٣-٢٤»:

* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُواْ بِسُورَةٍ (مِّن) مِّثْلِهِ»

– ولم تأت «مِّن» التبعيضية «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ (مِّن) مِّثْلِهِ» إلا في هذه الآية فقط، فقال الله تعالى «يونس / ٣٨»:

* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ – قُلْ فَأْتُواْ – بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ»

وقال الله تعالى «هود / ١٣»:

* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ – قُلْ فَأْتُوا – بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ – وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ – إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»

ويقول الله تعالى «الإسراء»:

* «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا – بِمِثْلِ هَذَا القُرْآَنِ – لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ – وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا»

وأطلق الطلب، ليشمل أي نص قرآني «آية – بسورة – بعشر سور» يحمل حديث الله، فقال تعالى «الطور / ٣٤»:

* «فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ – إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ»

٢- إن سورة البقرة هي السورة الأولى بعد فاتحة الكتاب التي حملت أمرًا للناس جميعًا أن يعبدوا ربهم:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:

– «اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ – الَّذِي خَلَقَكُمْ – وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ – لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»

وإن أول الطريق إلى عبادة الله وحده لا شريك له هو:

الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية» التي حملها كتاب الله الخاتم، والتي لن يقف على فعالية آياتها الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، إلا «المتقون»، لذلك بدأت السورة بقول الله تعالى:

* «الم – ذَلِكَ الْكِتَابُ – لاَ رَيْبَ فِيهِ – هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»

٣- ومن أجل نفي أي «ريب» يتعلق بحجية هذا الكتاب الذي حمل «الآية القرآنية العقلية» التي لا يملك المسلمون اليوم غيرها دليلًا على صدق «نبوة» رسولهم محمد:

خاطب الله الناس جميعًا بقوله تعالى:

* «وَإِن كُنتُمْ فِي (رَيْبٍ) مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا»:

– «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ (مِّن) مِّثْلِهِ»

فجاء بـ «مِّن» التبعيضية، حتى لا يظن الذين في قلوبهم «ريب» أن المطلوب لإثبات حجية القرآن على الناس جميعًا، أن يأتوا بسورة من «بعض» سور القرآن، كسورة «البقرة» التي حملت هذه الطلب:

وإنما المطلوب أن يأتوا بسورة من سور القرآن كله، من أوله إلى آخره، ولم يكن من إحكام السياق القرآني وبلاغته، أن يكرر كلمة «مِّن» في باقي الآيات المشار إليها سابقا:

(أ): ذلك أن «مِّن مِّثْلِهِ» في قول الله تعالى:

* «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ (مِّن) مِّثْلِهِ»

– يفترض وجود مثل سور القرآن يمكن الإتيان بها، فإن وجدت فهذا معناه أن القرآن مفترى وليس من عند الله، وفي هذه الحالة مطلوب إقامة الشهادة على ذلك، فقال تعالى بعد ذلك:

* «وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ – إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»

(ب): أما «مِّثْلِهِ» في قول الله تعالى «يونس / ٣٨»:

* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ – قُلْ فَأْتُواْ – بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ»

– فلا يفترض وجود مثل سور القرآن، وعلى فرض وجودها فأتوا بمثلها، ولذلك لم يأت بعدها بطلب الشهداء لأنه مجرد افتراء، فقال تعالى بعد ذلك:

* «وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ – إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»

(ج): ثم نفى الله تعالى الإتيان بالبعض وبالكل، فقال تعالى بعد قوله:

* «فَأْتُواْ بِسُورَةٍ (مِّن) مِّثْلِهِ»:

* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – (وَلَن تَفْعَلُواْ)»:

– «فَإِن لَم تَفْعَلُوا»: هو الشرط.

– «وَلَنْ تَفْعَلُوا»: جملة اعتراضية لبيان استحالة أن يفعلوا، إذن:

* «فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

وكل ذلك لنفي أي «ريب» عن كتاب الله الخاتم، الذي حمل آية رسول الله محمد «القرآنية العقلية»، وإثبات حجيته على الناس جميعا إلى يوم الدين:

* «ذَلِكَ الْكِتَابُ – (لاَ رَيْبَ فِيهِ) – هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

2 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page