top of page

(1791) 3/5/2021 لغة القرآن وأساليبها البيانية البلاغية [٢١]

يناير 26

٢ min read

0

0

0

ماذا تعلم عن حرف «حتى»؟!

لا مداهنة ولا تتدرج ولا تجديد ولا إصلاح … في «دين الإسلام» وإنما تفعيل لنصوص «الآية القرآنية العقلية» التي حملت «دين الإسلام» والمعاصرة اليوم للناس جميعًا.

إن الفرق الإسلامية كلها، بأئمتها وعلمائها ودعاتها، يعيشون داخل مركب واحد اسمه «شرك التفرق في الدين»، ومهما حاولوا إصلاحه أو تجديده فلن يصل بهم إلى بر السلام، لأن بوصلته تتجه إلى جهنم ولكنهم لا يعلمون.

# أولًا:

تأتي كلمة «حتى» بثلاثة معان:

١- إذا صلح أن تضع مكانها كلمة «إلى» واستقام المعنى، تسمى «الغاية»، كقول الله تعالى:

* «سَلَامٌ هِيَ – (حَتَّى) – مَطْلَعِ الْفَجْرِ»

والمعنى: «(إلى) مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

فـ «حتى» في هذه الآية حرف «غاية وجرٍّ» بمعنى «إلى».

* «قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ – (حَتَّى) – يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى»

والمعنى: «(إلى أن) يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى»

* «مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ – (حَتَّىَ) – يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»

والمعنى: «(إلى أن) يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»

* «ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ – (حَتَّى) – حِينٍ»

والمعنى: «(إلى) حِينٍ»

٢- إذا صلح أن تضع مكانها كلمة «كي» واستقام المعنى، تسمى «التعليل»، كقول الله تعالى:

* «وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ – (حَتَّىَ) – يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ»

والمعنى: «(كي) – يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ»

* «وَقَاتِلُوهُمْ – (حَتَّى) لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ – وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ – فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ»

والمعنى: «(كي) – لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ»

* «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ – (حَتَّى) – نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ»

والمعنى: «(كي) – نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ …»

٣- إذا صلح أن تضع مكانها كلمة «إلّا أن» واستقام المعنى، تسمى «الاستثناء»، كقول الله تعالى:

* «وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ – (حَتَّى) – يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ»

والمعنى: «(إلّا أن) يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ»

* «فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ – (حَتَّىَ) – تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ»

والمعنى: «(إلّا أن) تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ»

* «فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ – (حَتَّىَ) – يَأْذَنَ لِي أَبِي»

والمعنى: «(إلّا أن) يَأْذَنَ لِي أَبِي»

# ثانيًا:

وينظر إلى السياق الذي وردت فيه كلمة «حتى»، فينصب ما بعدها إذا كان يعبر عن زمن المتكلم، ويرفع إذا كان يُعبّر عن حال مضى، كما ورد في قول الله تعالى:

* «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ – وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم»

– «مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ»

– (حَتَّى) يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ»

– «أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ»

١- ففي قراءة «حفص» عن «عاصم»، نجد أن «يقولَ» جاءت منصوبة «حَتَّى يَقُولَ»، على أساس أن «حتى» تنصب الفعل المضارع بعدها في زمن المتكلم، وتأتي بمعنى «إلى» أي إلا أن يقول الرسول.

٢- وفي قراءة «ورش» عن «نافع»، نجد أن «يقولُ» جاءت مرفوعة «حَتَّى يَقُولُ» بالنظر إلى الحديث عن الأمم السابقة، أي عن ماضي بالنسبة إلى زمن الإخبار.

# وكما أقول لكم دائما، فيما يتعلق بدروس اللغة العربية بوجه عام:

إني أنقل لكم بعض الإشارات لتحفيز الهمم، للوقوف على بلاغة السياق القرآني، وإحكام آياته، وبديع كلماته، بالنظر في مراجع علوم اللغة العربية نظرة المتعلم لأهم شيء في حياته وهو مفتاح دخوله الجنة.

وأصر على تكرار قولي:

إن تعلم لغة القرآن وأساليبها البيانية البلاغية، هو مفتاح دخول الجنة، لأن ما أفسد قلوب المسلمين، وجعل الإلحاد يخترقها، فأحلوا الحرام وحرّموا الحلال، إلا لجهلهم بلغة القرآن.

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

٢ min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page