top of page

(1800) 10/5/2021 لغة القرآن وأساليبها البيانية البلاغية [٢٨]

يناير 26

3 min read

0

0

0

ree

* «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً»

١- لقد جمعت «امرأة العزيز» النسوة اللاتي تكلمن في حقها «يوسف / ٣٠»:

* «وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ»:

– «امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ»

– «قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً»

– «إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ»

والسؤال:

لماذا قال: «وَقَالَ نِسْوَةٌ»، ولم يقل «وَقَالَت نِسْوَةٌ»؟!

* القاعدة اللغوية:

(أ): يغلب «التذكير» في حالة «قلة» العدد، ويُسمى «جمع قلة»:

يقول الله تعالى «لقمان / ٢٧»:

* «وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ»:

* «وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ»

– فلم يقل «سَبْعَةُ بحارٍ» لأن كلمة «أَبْحُرٍ» جمع قلة ناسب ذكر العدد «سَبْعَةُ»

* «مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ – إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»

(ب): ويغلب «التأنيث» في حالة «كثرة» العدد، ويُسمى جمع «كثرة»:

يقول الله تعالى «الحجرات / ١٤»:

* «قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا»

– فلم يقل «قَالَ الأعْرَابُ» لبيان أنهم كانوا «كثرة».

(ج): وقد يُعطى وزن القلة للكثرة، والعكس، لوجود قرينة بلاغية:

يقول الله تعالى «البقرة / ٢٦١»:

* «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ»:

* «كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ»

– فكلمة «سَبْعَ» جمع قلة، استخدمت في سياق الحديث عن الكثرة:

* «فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ»

– لبيان مضاعفة الأجر:

* «وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ – وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»

(د): وعليه نفهم من قول الله تعالى:

* «وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ»

أن عدد «النِسْوَة» كان قليلًا.

٢- ثم قال الله تعالى «يوسف / ٣١»:

* «فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ»:

* «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً»

– لماذا لم يقل الله تعالى «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ طعامًا» كما هو مشهور في كتب التفسير، استنادًا إلى ذكر «السكين» في قول الله تعالى بعد ذلك:

* «وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً»؟!

فهل قول الله تعالى:

* «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ (مُتَّكَأً)»

يعني «مجلسًا» و«وسادات» من «ريش النعام» يتكؤون عليها أثناء طعامهم؟!

(أ): المتكأ: محل الاتكاء، والاتكاء: يكون بالاضطجاع على الجنب مع انتصاب النصف الأعلى من الجسم قليلا:

* «مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ»

* «مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ»

* «مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ»

(ب): لقد استخدم السياق القرآني كلمة واحدة «مُتَّكَأً» لتصوير المشهد العام للحفل الذي أعدّدته «امرأة العزيز» لـ «النِسْوَة»، ولبيان أن الدعوة لم تكن إلى مائدة طعام من موائد الملوك:

وإنما هي دعوة إلى الاسترخاء الكامل والاستمتاع بجمال المكان المعبّر عن البذخ والترف، مع وجود طعام وشراب مما يؤكل ويُشرب عن اتكاء، لتكون النفس مهيأة للمفاجأة:

* «وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ»

* «فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ»

* «وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ»

(ج): تعالوا نعيد مشاهد الآية كما حدثت:

* «فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ»

– إن كلمة «بِمَكْرِهِنَّ» توحي بأن «امرأة العزيز» تدبر لـ «النسوة» مكرًا مقابلًا، فما هو؟!

* «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً»

– سبق بيان أنه لم يكن من أجل الطعام والشراب.

* «وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً»

(د): فما علاقة «السكين» بسياق لم يُذكر فيه الطعام أصلًا، خاصة وأن خروج «يوسف» على النسوة جاء فور إعطائهن السكين:

* «وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ»؟!

– فخرج «يوسف» عليهن:

* «فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ»

نفهم من ذلك أن «المتكأ» كان من أجل توفير الراحة النفسية الكاملة التي تمكن «النسوة» من إبداء الرأي في «يوسف» دون أي تحيز، وهذا ما حدث فعلًا بإجماعهن «أَكْبَرْنَهُ»:

* «وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ»

(هـ): ويستحيل أن يقمن بهذا الفعل في وقت واحد، إذا كان بمعنى «البتر»، كيف وقد قلن بعد ذلك وهن في حالة اليقظة الكاملة:

* «وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ – مَا هَذَا بَشَراً – إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ»

– ويستحيل أن يقمن بهذا الفعل في وقت واحد، إذا كان بمعنى «الجرح»، إلا إذا كان هناك اتفاق مسبق بين «امرأة العزيز» و«النسوة» بأن يقمن به في حالة تبين صدقها:

وهذا ما نفهمه من قول «امرأة العزيز» لـ «النسوة» بعد ذلك:

* «قَالَتْ – فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ»:

* «وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ»

* «وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ – لَيُسْجَنَنَّ – وَلَيَكُونا مِّنَ الصَّاغِرِينَ»

(و): وباستعانة «يوسف» بمسألة «وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ» لإثبات براءته، وأنها مسألة كان متفق عليها بين «امرأة العزيز» وبين «النسوة»:

* «وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ»:

* «فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ»

* «قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ»

* «فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ – اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ»

– ويبدو أن مسألة أن يجرح رجلان أيديهما، ثم يتصافحان لاختلاط الدماء ببعضها، مسألة لها جذور قديمة.

* «إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ»

* «قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ»:

– وهذا معناه أن «النسوة» حاولن مراودة «يوسف» فاستعصم:

* «قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ – مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ»

* «قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ – الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ»

* «أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ – وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ»

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

3 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page