top of page

(1819) 27/5/2021 أسلمة الجينات الوراثية [٨]

يناير 26

4 min read

0

0

0

ولتعرفنهم بـ فيروس الغباء الديني الوراثي

قد يكون الإنسان حاصلًا على جوائز نوبل في العلوم كلها، أو من أكبر رجال الأعمال في العالم، أو من الحاصلين على أعلى المؤهلات في علوم اللغة العربية، أو من القرآنيّين الذين يتهجدون بالقرآن ليل نهار:

ومع ذلك يُصاب بـ «فيروس الغباء الديني» لأنه لم يدخل في «دين الإسلام» من بابه الصحيح.

# أولًا:

يقولون إن «الحديث» الذي يتعارض «متنه»، أي موضوعه، مع «النصّ القرآني»، تعارضًا مستحكمًا يتعذَّر معه قبوله، يستحيل أن يكون «حديثًا نبويًا» واجب الاتباع.

١- إذن، فكيف يا أتباع الفرق والمذاهب الإسلامية العقدية والفقهية:

«السنة – والشيعة – والمعتزلة – والإباضية»

تعيشون حياتكم الدينية، وأنتم «٩٩٪» من المليارين مسلم، على أمل النجاة في الآخرة بـ «جينات الفرقة الناجية» التي غرستها «الإسرائيليات» في قلوبكم، كما اعترف بذلك أئمتكم:

في الوقت الذي تخالف فيه رواية «الفرقة الناجية» نصوص القرآن قطعية الدلالة، كخطاب الله لـ «الَّذِينَ آمَنُوَاْ»:

* «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ … وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ»:

– «مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ»

– «وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»؟!

٢- هل علمتم الآن، أنكم جميعًا، مصابون بـ «فيروس الغباء الديني»، الذي جعل «جيناتكم الوراثية المذهبية» تحكم أمر الله لكم:

* «وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ … وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»؟!

أليس منكم رجل رشيد، يعلم أن الله يستحيل أن يقبل منكم، بعد أن حكم عليكم بـ «العَذَاب العَظِيم»، شعائركم التعبدية، وأنتم تُصرّون على التفرق في دين الله إلى:

«سُنّة – وشيعة – ومعتزلة – وإباضية»؟!

٣- ألا تخالف «جيناتكم الوراثية المذهبية» نصوص القرآن قطعية الدلالة على تحريم «التفرق في الدين»، الأمر الذي يفرض عليكم خلع ثوب هذه «الجينات»، والدخول في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، قبل أن يأتيكم الموت بغتة، وأنتم لا تشعرون؟!

٤- منذ عقود مضت، وموضوع «أسلمة الجينات الوراثية» هو المحور الأساس لـ «التوجه نحو إسلام الرسول» الذي أدعو إليه، فلماذا لم يستجب أتباع «الفرقة الناجية» لما دعوتهم إليه؟!

والجواب: لأن الشاعر يقول:

– «لقد أسمعت لو ناديت حيًا – ولكن لا حياة لمن تنادي»

– «ولو نار نفخت بها أضاءت – ولكن أنت تنفخ في الرماد»

فماذا تتوقع أن تكون نسبة الإعجاب بالتوجه «نحو إسلام الرسول» الذي يُسقط التدين المذهبي لـ «٩٩٪» من المليارين مسلم؟!

# ثانيًا:

عندما وضعت في مقال أمس روابط السُنّة والشيعة المتعلقة برواية «الفرقة الناجية»، باعتبار أن الفرقتين من أكبر الفرق الإسلامية، ظن البعض أن «المعتزلة» و«الإباضية» لا يحملون «جينات الفرقة الناجية»، وأنهم ليسوا:

* «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

والسؤال المنطقي:

متى ظهرت «المعتزلة»، ومتى ظهرت «الإباضية»، وهل «التفرق في الدين» كان مما عليه رسول الله وأصحابه، كما ذكرت الرواية؟!

١- المعتزلة:

يستدل «المعتزلة»، برواية سفيان الثوري، على أنهم «الفرقة الناجية»، والرواية هي:

«ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة – أبرها وأتقاها – الفئة المعتزلة»

وعندما أدركوا أنهم انفردوا بجملة «الفئة المعتزلة»، راحوا يتهمون «سفيان الثوري» بأنه قال لأصحابه:

تَسَمُّوا بهذا الاسم لأنكم اعتزلتم الظَلَمَة، فقالوا: سبقك بها عمرو بن عبيد وأصحابه، قالوا: فكان سفيان بعد ذلك يروي: «واحدة ناجية».

ومع أن من مذهب «المعتزلة» عدم الاحتجاج بـ «أحاديث الآحاد» في باب «الاعتقاد»، فإذا بـ «جينات الفرقة الناجية»، تجعلهم يقبلون أصل الرواية، ويتهمون «سفيان» بأنه وضع جملة «الفئة المعتزلة» مكان «واحدة ناجية».

ثم يقولون إنهم «أهل الحق»، وإنهم «الفرقة الناجية»، وإنهم «أهل السنة والجماعة» دون غيرهم، كما ورد في كتاب «فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة»:

«فالمتمسك بالسنة والجماعة هم (أصحابنا)، والحمد لله دون هؤلاء المشنعين»

٢- الإباضية:

أخرج الربيع بن حبيب، «ت ١٧٥هـ»، في مسنده المسمى بـ «الجامع الصحيح»:

«ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة – كلُّهنّ إلى النار – ما خلا واحدة ناجية – وكلُّهم يدّعي تلك الواحدة»

ويُعتبر «مسند الربيع» أصح كتب الحديث رواية، وأعلاها سندًا، عند «الإباضية»، كما صرَّح الشيخ السالمي في تنبيهاته على الكتاب «شرح الجامع الصحيح».

بل واعتبر «السالمي» هذا الحديث من «أعلام النبوّة» لأنه أخبر عن شيء من الغيب، فوقع مشاهدًا.

وقول «السالمي»:

– إن الحديث «أخبر عن شيء من الغيب»

– فهذا بالنسبة لهذه الصيغة المستقبلية:

«ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة …»

أما عن قول «السالمي»:

– «فوقع مشاهدًا»

– فهذا بالنسبة لما شاهده هو في عصره من فعاليات «جينات الفرق الناجية» بقرينة جملة:

«وكلُّهم – يدّعي – تلك الواحدة»

واللافت للنظر، أننا نجد في «مسند الربيع بن حبيب» رواية عن النبيّ تقول:

«إنّكم ستختلفون من بعدي – فما جاءكم عنّي – فاعرضوه على كتاب الله – فما وافقه فعنّي – وما خالفه فليس عنّي»

فهل رواية «ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة…» توافق ما جاء في كتاب الله، أم أننا أمام جائحة كبرى أخطر من «فيروس كورونا»، وهي «فيروس الغباء الديني»؟!

# ثالثًا:

عندما يقول الله تعالى:

* «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ – حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ»

فهذا معناه أن «التغيير» يجب أن يكون «جذريًا»، يشمل «التدين الوراثي» كما يشمل «الطباع الجينية» الموروثة عن الأم أو الأب، والتي تكون في بعض الحالات أخطر من «التدين الوراثي»، خاصة الموروثة عن الأم خلال فترة الحضانة.

إن كل الذنوب عند الله واحدة، باعتبار أن «الذنب» يتعلق بـ «الخالق» وليس بـ «المخلوق»، وهذه الذنوب، إذا لم يتب منها المسلم فورا، تترك أثرًا سيئًا وسلبيًا في حياته، وقد تكون نتيجته سريعة أو مستقبلية، المهم أن الله تعالى «يُمهل» ولا «يُهمل».

والسؤال:

١- لماذا تطيع أوامر الطبيب، وتمتنع عن كل ما أمرك الامتناع عنه، وإن لم تفعل فقد تصاب بما لا يحمد عقباه، أو قد تموت، ولا تطيع الله فيما أمرك به؟!

والجواب:

لأنك لم تُغيّر ما بنفسك من جذوره، ولم تقتلع «جينات التدين الوراثي» من جذورها، لذلك تخاف مما تعلم عقباه في عالم الشهادة، ولا تخاف مما تعلم عقباه في عالم الغيب، لأنه غيبٌ عنك.

٢- لماذا تخاف من مخالفة القوانين الطبيعية، كأن تضع يدك في النار مثلا، ولا تخاف من مخالفة «أحكام القرآن»؟!

والجواب:

لأنك تعلم أن الجزاء على مخالفة «القوانين الطبيعية» سيكون فوريًا في عالم الشهادة، أما الجزاء على مخالفة «أحكام القرآن»، فقد يكون في عالم الشهادة، أو يكون مؤخرًا إلى يوم القيامة:

وانظر حولك، وإلى حجم المعاصي التي يفعلها المسلمون، وأنت تعلم أن الله «يُمهل» الناس ولا «يُهمل» العقوبة، فتدبر:

* «وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ – إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ»

٣- لماذا عندما بلغت النكاح، ونظرت حولك فوجدت فرقًا دينيةً مختلفة، وكل فرقة تدعي أنها «الفرقة الناجية»، لم تعد النظر في تدينك الوراثي المذهبي، بل دافعت عنه، وقاتلت في سبيله؟!

والجواب:

لأنك أصلا مولود بـ «جينات الفرقة الناجية»، ومن خطورة هذه الجينات أنها تصيب القلب بـ «الغباء الديني»، فتجد نفسك تدافع عن فرقة «أهل السنة» التي ولدت فيها، ولو كنت ولدت من بطن شيعية أو معتزلية أو إباضية:

لدافعت عن الفرقة التي ولدت فيها، لأن هذه هي أعراض الإصابة بـ «فيروس الغباء الديني».

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

4 min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page