

(1852) 1/7/2021 «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»
يناير 26
2 min read
0
0
0

١- إن دخولك في «دين الإسلام»، من باب الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، معناه أنك فتحت صفحة جديدة، كـ «يوم ولدتك أمك»، فلا علاقة لك بـ «الجاهلية» التي كنت تعيش فيها بـ «الأمس».
٢- إن دخولك في «دين الإسلام» من الباب الصحيح، يفرض عليك أن تكون «رجلًا» بمعنى الرجولة الدينية التي صدقت ما عاهدت الله عليه وما بدلت تبديلًا عند مواجهة تحديات العمل بمقتضيات الإيمان والالتزام بأحكام القرآن.
٣- إن القرآن عندما يُصوّر لنا مشاهد بعض التحديات التي واجهها المؤمنون مع رسول الله محمد خلال فترة التنزيل واكتمال الدين، لا يصورها بتفاصيلها التي كان يعلمها المعاصرون لها، وإنما مجرد إشارات يصلح أن يعمل بها المؤمنون إلى يوم الدين، إذا صدقوا في إيمانهم.
٤- إن معايشة المؤمن اليوم، لأحداث عصر التنزيل، كواحد من المؤمنين الذين «صَدَقُوا مَا عَاهَ دُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»، وكانوا بصحبة رسول الله محمد، تُحقق له نفس النتيجة التي حصل عليها المؤمنون في عصر التنزيل، هذا إذا كان قلبه سليمًا سلامة تامة من آثار الجاهلية.
٥- لقد نزل القرآن ليعمل الناس بآياته في واقع حياتهم، ولن يحدث هذا إلا إذا أقروا بأنه يحمل «الآية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا – فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ – وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – وَلَن تَفْعَلُواْ – فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»
فإن أقروا بصدق «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، دخلوا في «دين الإسلام» من الباب الصحيح، وهؤلاء هم المؤمنون الصادقون الذين قال الله تعالى عنهم بعد ذلك:
* «و َبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ – وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ – أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ …»
٦- ولذلك لن يقبل الله تعالى من أحد تدينه الوراثي إلا إذا كانت شجرة عائلته قد اتبعت ما سبق بيانه، وأقروا بصدق «الآية القرآنية العقلية» ويعملون بمقتضيات إيمانهم وإسلامهم.
والسؤال:
هل شجرة عائلة كل فرقة من الفرق الإسلامية، نبتت في:
– أرض الإقرار العلمي بصدق «الآية القرآنية العقلية».
– أرض «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ».
– أرض «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»؟!
والجواب:
لا، نبتت شجرة عائلة كل فرقة في أرض «الفتن ال كبرى» أرض البدعة الشيطانية التي سمّاها إبليس بـ «الفرقة الناجية»:
وعليه، من يجرؤ أن يصف «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» بالرجال الذين «صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»؟!
٧- لقد أمر الله تعالى أن تكون عقود النكاح في «دين الإسلام» بين رجال مؤمنين ونساء مؤمنات:
(أ): «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ»
(ب): «وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ»
(ج): «وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»
فهل المقصود بـ «رجال» في قول الله تعالى «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ» الجنس «أي الذكورة»، أم المقصود «الرجولة» الدينية الإيمانية؟!
– فإذا كان المقصود «الرجولة الذكورية» فليسعد ٩٩٪ من المسلمين بـ «أنكحتهم».
– وإذا كان المقصود «الرجولة الدينية» يصبح ٩٩٪ من المسلمين في مصيبة وكارثة إيمانية كبرى، تستوجب تصحيح مسارهم الديني والدخول في «دين الإسلام» من الباب الصحيح.
ولذلك قال الله تعالى تعقيبًا على «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ»:
* «لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ»:
* «وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ»
* «إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيمًا»
والسؤال:
هل يتوب الله على «الْمُنَافِقِينَ» وهم يُصرّون على نفاقهم؟!
والجواب:
يستحيل أن يتوب الله على «الْمُنَافِقِينَ» إلا بعد ندمهم واعترافهم بذنوبهم «وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»
محمد السعيد مشتهري



