top of page

(651) 20/2/2017 فقه الناطق والمنطوق (6)

فبراير 4

2 min read

0

1

0

ree

الحقائق الغائبة

أولا: إن «اللسان العربي»، هو «آلة النطق» المعروفة، التي تنطق بالكلام «العربي»، و«اللسان الأعجمي» هو «آلة النطق» المعروفة، التي تنطق بالكلام «غير العربي»، أي أن كلمة «لسان» لا علاقة لها مطلقًا بما إذا كان «المنطوق» كلاما عربيًا أو أعجميًا، فصيحًا أم غير فصيح.

ثانيا: لقد استخدام السياق القرآني «اللسان»، دون غيره من منظومة الآيات المسؤولة عن «النطق»، لأنه العمدة وسط هذه الآيات.

ولذلك عندما بيّن السياق أن القرآن كلام الله، وليس كلام الرسول، استخدم كلمة «ينطق»، ولم يستخدم كلمة «يلفظ» الأوسع دلالة، فقال تعالى: «وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى»، ولم يقل: «وَمَا يَلْفِظُ عَنْ الْهَوَى»، كما قال تعالى: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ»، لماذا؟!

لأن المطلوب بيانه، للرد على المكذبين، ليس ما يتلفظ به النبي من كلام، وإنما الإشارة إلى أن ما «نطق» به النبي «إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى»، باعتبار «آية النطق»، وليس «آلة النطق».

ثالثا: إن كلمة «ينطق» لم تستخدم في السياق القرآني إلا للدلالة على أن وراء «المنطوق» آية تعمل بأمر الله تعالى، فتدبر:

١- «ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ»فهل يمكن للصنم أن ينطق إلا بإذن الله؟!

٢- «وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ»

٣- «هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

ولذلك تعجز «الألسن» عن النطق يوم القيامة، لأنه يوم «الحق»:

٤- «هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ . وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ»

٥- «وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ»

٦- «فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ»

تدبر: «إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ»، وهل كل ما ينطق به «اللسان» حق؟! إذن الحديث ليس عن «المنطوق»، وإنما عن «آية النطق».

من أجل ذلك قال تعالى:

«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ»

«عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ»

«بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»

محمد السعيد مشتهري


فبراير 4

2 min read

0

1

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page