top of page

(659) 25/2/2017 فقه الناطق والمنطوق (9) قبل الأخير

فبراير 4

2 min read

0

0

0

من هنا نبدأ:

هل يمكن أن يحمل كتاب الله الخاتم، «الآية القرآنية» الدالة على صدق نبوة رسول الله محمد، والقائمة «بحفظ الله» إلى يوم الدين، ثم لا يحفظ الله «لغة الكلام» الذي نزلت به، الذي كانت «ألسن» تتكلم به قبل بعثة النبي الخاتم؟!

إن الذين يُشكّكون في حفظ الله لـ «اللغة العربية» التي نزل بها «كلام الله» على قلب رسوله محمد، يُشكّكون في قوله تعالى: 

«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»

هذه «اللغة العربية» التي كان ينطق بها «لسان» النبي:

«فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ»

إنهم يُشكّكون في تعهد الله بحفظ «كلامه»، وحفظ «آيته القرآنية» التي جعلها الله حجة على كل من بلغته:

«وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ»

وحجة على الناس جميعًا:

«قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً»

إن «الأعجمي» إذا أراد أن يقف على حقيقة هذه «الآية القرآنية»، فماذا يفعل، ومن أين يبدأ؟!لا شك أنه سيبدأ بتعلم «اللغة العربية»، من مصادرها المعروفة.

فإذا طلب منا أن نعلمه «لسان العرب» الذي نزل به القرآن، فمن أين سنأتي له به، وكيف سيفهمه وهو لا يستطيع أن يقرأ حرفًا واحدًا من هذا القرآن؟!

وإذا جاء «عربي»، وطلب منا أن نعلمه «لسان العرب» الذي نزل به القرآن، فما أدراه أن الذي سنأتي له به من داخل القرآن، هو «اللسان العربي» الذي نزل على قلب الرسول في عصر التنزيل؟!

إن الجدل العقيم القائم، منذ قرون مضت، حول «اللسان» و«اللغة»، قام من أجل تفكيك بنية النص القرآني، وتحريف أحكام شريعته، بدعوى أن «اللسان» غير «اللغة»، وهذه وإن كانت حقيقة علمية واقعية، ولكن يراد بها باطل.

إن المعنى الحقيقي لـ «اللسان»، هو قطعة اللحم الموجودة في الفم، قال تعالى:

«أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ . وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ»

فإذا أخرجنا هذا «اللسان» عن معناه الحقيقي، أصبح مجازًا، قال تعالى:

«وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ»

ولقد خلق الله الإنسان بـ «لسان» لا يختلف في هيئته وصفاته عند البشر جميعًا، وعليه فإن آية «اختلاف الألسن» ليست في معناها الحقيقي، هذه القطعة من اللحم، وإنما في معناها «المجازي»، الذي هو اختلاف اللغات واللهجات التي تنطق بها هذه «الألسن»، والتي يستحيل أن تتشابه «بصماتها الصوتية» مطلقًا.

محمد السعيد مشتهري


فبراير 4

2 min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page