

(687) 17/3/2017 تعلموا الدرس: عندما يلتزم «الآباء والأبناء» بالشريعة الإلهية
فبراير 3
1 min read
0
0
0

عند حديثه عن معنى «الذبح»، الوارد في الآية «يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ»، يقول «قصي الموسوي»:
«أنا أدعي بأنَّني أعتمد طريقة علمية في فهم النص، ومنهجية خاصة طورتها من النص القرآني ذاته، وهي المنهج اللفظي الترتيلي، وهو منهج هجين يعتمد على مبادئ لسانية، ولغويِّة، وأخرى منطقية وعقلية».
وكانت النتيجة التي توصل إليها «الموسوي» باتباعه الطريقة العلمية «المنهج اللفظي الترتيلي» في فهم الآية «يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ»، هي:
«براءة إبراهيم من قضية التفكير أو الإقدام على ذبح ابنه إسماعيل، كما تُذبَح الأنعام، استجابة لمنام رآه، على الأقل في حدود النص القرآني».
ونلاحظ قوله: «استجابة لمنام رآه»، الذي يُبيّن أن الإشكالية ليست في اعتماد طريقة علمية في فهم النص القرآني، وإنما في وجوب خلع ثوب المذهبية، والتجرد التام، عند استخدام هذه الطريقة.
إن قصة إبراهيم، وذريته، كلها ابتلاءات تمحيص وإعداد لتحمل مسؤولية الإمامة، وليس من المعقول، ولا حتى المنطق، أن يكون متدبر القرآن على علم بهذه القصة، ثم يفهم أن معنى «ذبح إبراهيم لابنه» في هذه القصة، هو استنفاذ طاقته في العمل لبناء الكعبة!!
إن المتدبر لقصة إبراهيم في بناء الكعبة، يعلم أنه وابنه إسماعيل، لم يقوما بهذا العمل من تلقاء أنفسهما، وإنما تنفيذًا لأمر الله لهما، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى:
«وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»
فأين إجبار إبراهيم لابنه على العمل معه في بناء البيت، واستنفاذ طاقته فيه؟!
إن من عنده أدنى بصيرة، يرى بها ويفهم، يعلم معنى هذا الدعاء:
«رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»
عندما يأتي في سياق هذا المشهد الذي نراه أمامنا، والذي يحمل كل معاني الطاعة والخضوع لأمر الله:
«وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ»
محمد السعيد مشتهري