top of page

(747) 14/5/2017 يسألون عن القرآن (24)

فبراير 3

2 min read

0

0

0

ree

وماذا بعد أن اكتملت «أدوات فهم القرآن»؟!

لقد تجاوز المفكرون، في الأمم المتقدمة، «عصر الكلام» إلى «عصر العمل»، وانتقلوا من «فقه الأوهام» إلى «فقه الواقع»، فتقدموا، ووصلوا إلى ما لا يمكن أن يتصوره عقل.

والمفكرون الإسلاميّون لا يزالون يبحثون فقه «أبو شجاع»، ومرويات «بول الإبل»، و«تفلية شعر النبي من القمل»، وهل «مائدة» عيسى، عليه السلام، كانت مائدة طعام أم هي «الإنجيل»، وهل «النسيء» زيادة في الكفر أم زيادة في الجهل، وهل الشهر العربي القادم رمضان أم محرم؟!

إن المفكرين هم قاطرة تقدم الشعوب أو تخلفها، فماذا فعلت قاطرة المفكرين الإسلاميين بـ «الآية القرآنية»، التي هي البرهان الوحيد الدال على صدق نبوة رسول الله محمد، وصدق جميع الأنبياء والرسل الذين ورد ذكرهم في نصوصها؟!

بماذا يشعر المفكرون الإسلاميّون، بجميع توجهاتهم الدينية، عندما يقرؤون قوله تعالى:

«الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ»؟!

هل يعلمون علاقة ما يكتبون، وما ينشرون، بهذه الآيات؟!

هل أخرجوا أنفسهم وأهليهم..، من الظلمات إلى النور، بفضل قراءاتهم السلفية، أو القرآنية، أو المعاصرة، أو المستنيرة؟!

لقد ترددت كثيرا قبل أن أنشر مبادرة «نحو إسلام الرسول»، لعلمي أن محورها الأساس هو «التغيير»، وتحويل «الأفكار» إلى سلوك «عملي» على الأرض، والمسلمون، عبر قرون مضت، ورثوا «الإسلام» كتبًا، وفكرًا، ودراساتٍ..، ويصعب على نفوسهم أن تغيّر دنياها لتوافق ما تعلمته ودرسته.

بماذا يشعر المفكرون الإسلاميّون عندما يقرؤون قوله تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»«وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ»«هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ»«هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا»«لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ»«وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»«فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ»«وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ»«فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ»

ما علاقة ما يكتبون وما ينشرون بهذه الآيات؟!

إن مشروعي الفكري يقوم على ما أسميه بتفعيل «نصوص الآية القرآنية» بين الناس، وفق «منهجية علمية»، تحمل «أدوات» لفهم هذه النصوص، مستنبطة من ذات النص القرآني، وقد أشرت إلى هذه الأدوات في المنشورات السابقة.

إن الذي يعلم مدى أهمية الأداة الأخيرة «آيات الآفاق والأنفس»، في تقدم الأمم ونهضتها، يعلم لماذا تخلف المسلمون، ولماذا ظل «الإسلام» فكرا بلا عمل، ولماذا ينادي البعض بالقراءات المعاصرة للقرآن، أو المستنيرة، وكلها حبر على ورق، يستحيل أن يأتي يوم لتفعيلها، إذا لم يكن لها «في حياة صاحبها» واقع على الأرض.

ومع أن مشروعي الفكري يقوم على تفعيل «نصوص الآية القرآنية» بين الناس، إلا أنه أيضا حبر على ورق، ومنشورات تسبح في الفضاء، ومما يخفف هذا الصدمة الفكرية على نفسي، أن كتاب الله «كلمات»، ظلت بين أيدي المسلمين قرونا من الزمن، ولم تتحول إلى «أعمال»!!

إن «الأعمال» الوحيدة التي نراها على الأرض، ويرفع أصحابها راية الوحدانية والإسلام، وتتخذ القرآن مرجعًا لها، هي «الأعمال الإرهابية»، فماذا يعني ذلك؟!

وكلما حدثت أعمال إرهابية، وسُفكت الدماء بغير حق، خرجت المؤسسات الدينية الرسمية، وغير الرسمية، ببيانات الإدانة والشجب، وظهر نجوم الفضائيات ليبيّنوا للناس معاني: «الإسلام»، و«الإيمان»، و«الكفر»، و«لا إكراه في الدين».

ثم ينفض «السامر»، وينتظر نجوم الفضائيات الظهور في «سامر» جديد، وأنا أعلم أن معظمهم لا يعلمون معنى قوله تعالى:

«لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»

وهذا ما سأبينه في المنشور القادم

محمد السعيد مشتهري


فبراير 3

2 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page