top of page

(773) 8/6/2017 دفاعاً عن القرآن (10)

فبراير 3

٢ min read

0

0

0

دفاعا عن القرآن (10)

علم البيان وفهم القرآن

من «علم البيان» نعلم:

أولا: إن كل شيء يصف به الله تعالى نفسه، يجب ألا تكون له عندنا صورة ذهنية، مستوحاة من مستودع العلوم والمعارف الذي يحمله القلب، ذلك أن الله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء»

ثانيا: إن أصل مادة «وجه» واحد، ومنها ما يُتوجَّه إليه من شيء، من ذات أو عمل – المنزلة والرتبة والجاه التي توجب توجّهًا – الجهة والجانب والمكان يُتوجه إليها ابتغاء مصلحة… وغيره، ومثال ذلك:

١- «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»

٢- «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ»

٣- «وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ»

٤- «وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ»

٥«فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا»

ثالثا: يقول الله تعالى:

«وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»

إن كلمة «هُوَ» وردت في كثير من الآيات، في سياق الحديث عن دلائل الوحدانية، ونفي الشريك «وكل الشركاء ذوات»، كما ورد في الجزء الأول من هذه الآية، فلماذا لم يقل الله تعالى في الجزء الثاني:

«كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ هُوَ»؟!

لأن السياق جاء يؤكد بعدها على أن الله تعالى ليس ذاتًا كذوات الشركاء، الهالكين مع كل شيء.

رابعا: لا شك أن العرب، خاصة الذين أسلموا، يعلمون جيدًا أن الله تعالى منزه عن الصفات التي تتمتع بها المخلوقات، ويعلمون، حسب أساليبهم البيانية، أن «الوجه» يُطلق على ذات الشيء نفسه، باعتبار أن «الوجه» أشرف ما تتصف به ذوات الأشياء.

لذلك فهموا قوله تعالي:

«كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ»

باعتبار أن «الوجه» يُعبر عن الذات الإلهية، التي تشمل «يد الله»، و«عين الله»، وذلك من باب إطلاق الجزء «الوجه»، وإرادة الكل «الذات الإلهية»، وهو ما يُسمى في علم البيان بـ «المجاز المرسل».

وطبعا، عندما يصف الله تعالى ذاته بصفات يحمل الناس صورًا ذهنية لها، فإن ذلك مما لا شك فيه ليس على سبيل الحقيقة، وإنما هو أسلوب من الأساليب البيانية، التي كان يستخدمها العرب لتقريب المعاني والمفاهيم، ونزل القرآن بها، ثم وضع لها أئمة «اللغة العربية» مصطلحات تعارفوا عليها.

محمد السعيد مشتهري


فبراير 3

٢ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page