

(779) 13/6/2017 الرد «العلمي»، على «عدنان إبراهيم»
فبراير 3
٣ min read
0
0
0
يقول Mourad Jabloun تعليقا على المنشور السابق:
«هذا وقد تعودنا بأسلوب الدكتور المشتهري، الذي يرفض ويجرم كل تعليق يخالف رأيه في أي موضوع ينشره ويشهر بصاحبه، علما وأني لست الوحيد الذي يتبنى تفسير (أن النفس الأولى هي أنثى) بل كثيرون ومنهم الأخ الدكتور عدنان إبراهيم، وتجدون رابطا على اليوتيوب في تفسيره للآية الكريمة ١٨٩ من سورة الأعراف، بعنوان: حواء هي الأصل ولم تخلق من ضلع آدم»
فتعالوا نرى ماذا قال «عدنان إبراهيم» في الرابط المشار إليه، والذي موضوعه الرد على رواية أن «حواء خلقت من ضلع آدم»؟!
أولا:
قال: كلمة «زوج» تطلق على الذكر والأنثى
* أقول: أتفق معه، وهذا ما ذكرته في المنشورات السابقة.
ثانيا:
قال: كلمة «نفس» تأتي دائما في القرآن «مؤنثة»
* أقول: أتفق معه، وهذا ما ذكرته في المنشورات السابقة.
ثالثا:
قال: يقول الله في الآية «١٨٩» من سورة الأعراف:
«هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا»
والزوج هنا «الذكر».
* أقول: أتفق معه أن الزوج في هذا السياق هو «الذكر»، ولكن ليس هو أول الخلق «آدم»، ولا زوجه هي أول الخلق، لما سيأتي بيانه.
رابعا:
يقول: كيف غفل المفسرون عن التقاء هذه الإشارة القرآنية، وأن آية الأعراف هي ذاتها آية النساء، فالله يقول في سورة النساء:
«خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا»
ويقول في سورة الأعراف:
«خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا»
* أقول:
وكيف يغفل عدنان إبراهيم، وهو يقرأ الآيتين أكثر من مرة، وفي حديث يتحدى فيه المخالفين لرأيه، عن أن الآية الأولى وردت فيها كلمة «خَلَقَ»، أما الثانية فوردت فيها كلمة «جَعَلَ»، والفرق كبير؟!
لقد أسقط عدم التمييز بين «الخلق» و«الجعل»، كل ما جاء به عدنان إبراهيم بعد ذلك من براهين، لإثبات أن «زوج» آدم «الأنثى»، خُلقت قبل زوجها «الذكر».
خامسا:
إن «الخلق» من «عالم الخلق»، وهو الإيجاد من عدم.
أما «الجعل» فمن «عالم الأمر»، وهو توجيه المخلوق لمهمته التي خُلق من أجلها.
١- لذلك فإن آية سورة النساء:
«خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا»
تتحدث عن «عالم الخلق»، أصل خلق الزوجين الذكر «آدم»، وزوجه «الأنثى»، وهذا ما بيّنه قوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا (خَلَقْنَاكُمْ) مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى، وَ(جَعَلْنَاكُمْ) شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»
فقوله تعالى: «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ»، هذا بسبب «آية الزواج»، والتقاء ماء الرجل ببويضة الأنثى، وكل الآيات التي وردت فيها كلمة «الجعل»، تتحدث عن «آية الخلق» التي تحدث في رحم المرأة، بعد ما حدث أمر «الجعل»، وبيان ذلك في قوله تعالى في سورة المؤمنون:
«وَلَقَدْ (خَلَقْنَا) الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِ ينٍ، ثُمَّ (جَعَلْنَاهُ) نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ (خَلَقْنَا) النُّطْفَةَ عَلَقَةً، (فَخَلَقْنَا) الْعَلَقَةَ مُضْغَةً، (فَخَلَقْنَا) الْمُضْغَةَ عِظَاماً، فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً، ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»
سادسا:
إن كل «جعل» جاء بعد «خلق»، لا علاقة له مطلقا بـ «الخلق الأول»، أي بآدم وزوجه، مثال ذلك:
١- قوله تعالى في سورة النجم:
«وَأَنَّهُ (خَلَقَ) الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى. مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى»
فهذا «الخلق» يحدث في رحم المرأة، بعد ما حدث أمر «الجعل»، الذي أشرنا إليه في سورة المؤمنون: «ثُمَّ (جَعَلْنَاهُ) نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ»
٢- قوله تعالى في سورة الأعراف:
«هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»:
إشارة إلي «آية الخلق الأول»، التي حمل بنو آدم جيناتها، لذلك قال بعدها:
«وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا»:
هذا إشارة إلى آية خلق الزوجين الذكر والأنثى، داخل رحم المرأة، ثم بعد خروج الذكر والأنثى إلى الحياة، ويحدث «زواج» بينهما، يقول الله تعالى بعدها:
«فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ»
فعندما نتدبر سياق هذه الآية «١٨٩ من سورة الأعراف»، يستحيل أن نجد بينها وبين الآية «١» من سورة النساء أي علاقة، إلا الجملة الأولى:
«خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»
٣- قوله تعالى في سورة الزمر:
«(خَلَقَكُمْ) مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ (جَعَلَ) مِنْهَا زَوْجَهَا، وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ»
ثم تدبر ماذا قال الله تعالى بعدها:
«(يَخْلُقُكُمْ) فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ (خَلْقاً) مِنْ بَعْدِ (خَلْقٍ) فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ»
وأيضا يستحيل أن نجد بين هذه الآية، والآية «١» من سورة النساء، أي علاقة، إلا الجملة الأولى: «خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»
سابعا:
إننا عندما نريد أن نجيب على سؤال:
هل «النفس الواحدة» ذكر أم أنثى؟!
علينا أن نسأل أنفسنا أولا:
لماذا ذكر الله جملة «نفس واحدة» للإشارة إلى الخلق الأول، وماذا تعنى هذه الكلمة؟!
لقد استخدم القرآن كلمة «التسوية» في سياق بيان مراحل خلق الإنسان، فقال تعالى في سورة ص:
«إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»
إن الضمير في قوله تعالى: «فَإِذَا سَوَّيْتُهُ»، «وَنَفَخْتُ فِيهِ»، يعود إلى كلمة «بشر»، فهل يمكن أن نقول إن هذا الضمير «المذكر»، يعود إلى «آدم»، فيكون هو أول الخلق، وإلا لقال «فإذا سويتها» لو كان يقصد «الأنثى»؟!
ولماذا لم تسجد الملائكة لـ «الأنثى» لو أنها هي التي خُلقت أولا، فما الفرق بينها وبين «آدم» فهما من «عالم الخلق»، أي خلقهما الله تعالى بـ «كن»؟!
محمد السعيد مشتهري