top of page

(782) 15/6/2017 يسألون عن القرآن (29)

فبراير 3

٢ min read

0

0

0

عندما تسقط «الأنثوية»، و«الداروينية»

إن الجدل القائم حول مسائل الغيب، جدلٌ عقيم، سقط ويسقط في ظلماته الكثير، ولا نجاة لهم إلا بنور العلم، والتسلح بالأدوات التي أمرنا الله أن نفهم بها القرآن، وفي مقدمتها «اللسان العربي»، الذي حفظه الله في مراجع «اللغة العربية».

إن الحديث عن أول الخلق، وهل كان ذكرًا أم أنثى، يتعلق بعالم الغيب، وليس لنا الحق في دخول هذا العالم، بل ولا الحديث عن فهم القرآن واستنباط أحكامه، إلا بإذن من الله، قال تعالى:

«قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ»

لقد بيّنت في المنشورات السابقة المعنى القرآني لكل من «الروح والنفس»، ثم قمت بالرد على أصحاب بدعة «أول الخلق أنثى»، وجئت بالآيات القرآنية التي تسقط هذه البدعة من قواعدها.

فذهبوا يبحثون عن مخرج لهم، بعد أن تأكدوا من استحالة أن يأتي «الخلق» بمعنى «الجعل»، لأن «الجعل» قيام «المخلوق» بأداء وظيفته، وهذا يستلزم وجود «المخلوق»أولا.

وخلال بحثهم، وجدوا كلمات قرآنية فهموا من مراجع اللغة العربية، ومن كتب التفسير، أنها تعني ما يحدث قبل الخلق، فسعدوا بهذا الاكتشاف، الذي سيُبطل القول بأن «الخلق» إيجاد من عدم، فهناك قبل «الخلق»:

«فَطَرَ»، «أَبْدَعَ»، «أَنْشَأَ»، «بَرَأَ».

فإذا علمنا أن قضيتنا الأساسية هي:

هل خلق الله آدم أولا أم زوجه، أي هل خلق الله الذكر أولا أم الأنثى؟!

إذن فما علاقة: «فَطَرَ»، «أَبْدَعَ»، «أَنْشَأَ»، «بَرَأَ»، بهذه القضية؟!

بل وما الفرق بين فعاليات أسماء الله الحسنى:

«خَلَقَ»، «جَعَلَ»، «فَطَرَ»، «أَبْدَعَ»، «أَنْشَأَ»، «بَرَأَ»

بخلق الإنسان الأول، سواء كان ذكرًا أم أنثى؟!

وبمعنى آخر، ما الفرق بين الذكر والأنثى، إذا كانت مادة الخلق الأولى، الماء والتراب، ناتجة عن «فَطَرَ»، «أَبْدَعَ»، «أَنْشَأَ»، «بَرَأَ»؟!

إن كلمات: «فَطَرَ»، «أَبْدَعَ»، «أَنْشَأَ»، «بَرَأَ»، تتعلق بأصل خلق الكون، أي بذراته التي منها خُلقت الأشياء، ومنها طبعا الإنسان.

فما علاقة هذه الكلمات بموضوعنا، المتعلق بمرحلة ما بعد «التسوية»، وهل كانت ذكرًا أم أنثى؟!

تعالوا نضرب مثالين:

أولا: كلمة «بديع»

لم ترد إلا في آيتين فقط، هما:

١- «بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»

٢- «بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»

وهاتان الآيتان لا علاقة لهما «علاقة مباشرة» بخلق الإنسان، لأن الحديث، كما هو واضح من السياق، عن منظومة «الإبداع الكوني»، التي تشمل كل ذرة خُلقت في هذا الكون «قبل خلق الإنسان».

ثانيا: كلمة «فاطر»

نجد أيضا أن معظم الآيات التي وردت فيها كلمة «فاطر» تتحدث عن نظام الكون، عن السماوات والأرض، منها:

١- «قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ»

٢- «قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ»

٣- «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ»

٤- «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ»

وهناك بعض الآيات تتعلق بالإنسان، ولكنها جاءت في سياق إقرار الإنسان بنعمة خلقه داخل هذه المنظومة الكونية، فيقول:

١- «إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي»

٢- «وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»

إن كلمة «فاطر» فاعل «الفَطْر»، وعندما تتعلق بالإنسان، تعني التسوية من المادة الأصلية التي خُلق منها، وهي «الماء والتراب».

إن الاعتقاد بأن كلمة «بديع»، أو «فاطر»، لهما علاقة مباشرة بخلق الإنسان اعتقاد غير صحيح، لأن ما أخبرنا القرآن به عن خلق الإنسان يبدأ بـ «الماء والتراب»، أما كيف «فطر» أو «أبدع» أو «أنشأ» الله تعالى «الماء والتراب»، فالجواب في قوله تعالى:

«مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً»

محمد السعيد مشتهري


فبراير 3

٢ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page