top of page

(803) 2/7/2017 ظاهرة «الإلحاد في الآيات القرآنية» (الأخير ٣-٣)

فبراير 3

4 min read

0

0

0

ree

عاطف الحاج محمود

سادسا:

في المنشور بتاريخ «٢٢- ٦ – ٢١٠٧»، بعنوان: «الكعبة تحت مجهر القرآن الكريم»، يُعرّف «الهديْ»، فيقول:

«الهديْ: هو ما يُهديه الحاج إلى بيت الله الحرام، لينتفع الناس منه، ولا علاقة له بالذبح إطلاقاً»

ثم يأتي من القرآن بالدليل على صحة ما ذهب إليه فيقول:

١- أمر الله تعالى بذبح بهيمة الأنعام في أيام معلومات قبل نزول القرآن، وظل هذا الأمر ثابتاً بعد نزول القرآن، وهذا قول الله الحق هو دليلنا:

«لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ، فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ»

«وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ»

التعقيب:

* يقول: «الهديْ: هو ما يُهديه الحاج إلى بيت الله الحرام، لينتفع الناس منه، ولا علاقة له بالذبح إطلاقاً»

والسؤال:

أين يقع «بيت الله الحرام» الذي سيهدي الحجيج إليه «الهديْ»؟!

* وكعادته، استقطع الآيات من سياقها، وبدأ بقوله تعالى:

«لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ..»

وقال قبلها: «أمر الله تعالى بذبح بهيمة الأنعام في أيام معلومات قبل نزول القرآن…»

والسؤال:

ما هي «بهيمة الأنعام» التي أمر الله بذبحها، ثم من أين عرف «عاطف الحاج» أن هذا الذبح كان قبل نزول القرآن؟!

* لقد بدأ سياق الآيات بقوله تعالى:

«وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ»

والسؤال:

أين مكان «الحج»، الذي أمر الله رسوله أن يؤذن في الناس به، وما هي الأيام «المعلومات» التي عرفها رسول الله والذين آمنوا معه، وقاموا بذكر الله فيها، وكم كان عددها، تنفيذا لقوله تعالى:

«لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ»

ثم يقول «عاطف الحاج»:

٢- جاء الأمر بعد نزول القرآن بتقديم «الهديْ» ولم يأت ذِكر لذبح «بهيمة الأنعام» إلا في حال واحد وقد جاء مُشفّراً:

«فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ (نُسُكٍ)»

التعقيب:

* إيه حكاية قبل نزول القرآن وبعد نزوله؟!

ثم إيه حكاية «مُشفّراً»، فكيف يُبيّن القرآن نفسه بنفسه وفيه أشياء «مشفرة»؟!أي قرآن هذا الذي يدرسه «عاطف الحاج وشركاؤه»؟!

ثم كيف يتحدث عن ذبح «بهيمة الأنعام»، من قبل أن يُبيّن للناس ما هي «بهيمة الأنعام» أصلا!!

* ثم ذهب يشرح معنى «النسك»، فيقول:

«هو من البُدْن وهي صغار «بهيمة الأنعام» التي نربيها في البيوت أو المزارع»

قل «يا عاطف» ما تشاء، المهم تأتي بالدليل على صحة ما تقول، فانظروا إلى الدليل الذي جاء به، وهو قوله تعالى:

«وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ»

انظروا وتدبروا المنهج الذي يتبعه «عاطف الحاج وشركاؤه» في فهم القرآن!!

ـ إن المفروض أن يأتي من القرآن بمعنى كلمة «النسك»

– ثم قال هو «البُدْن»

– ثم شرح «البُدْن» بقوله: «وهي صغار بهيمة الأنعام التي نربيها في البيوت أو المزارع»

– ولم يُبيّن ما هي «بهيمة الأنعام» حتى نَعْلَمْ صغارها، التي نربيها في البيوت أو المزارع.

– إن الآية التي استدل بها لم تشرح لنا معنى كلمة «الْبُدْنَ»، قالت فقط إنها من شعائر الله!!

– فأين معنى كلمة «النسك» في سياق آية «البُدْن»

– إلا إذا كان «عاطف الحاج» يعتبرها مرادفة لكلمة «الشعائر»

– «عاطف الحاج» لا بالترادف في القرآن!!

٣- ثم يذهب يشرح لأتباعه، المعجبين بمنهج «إلحاده في الآيات القرآنية»، فيقول عن معنى «فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا»:

نعقله مع النص:

«فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ»

فهي ليست مفروضة إلا في حالات!!

– فهل فهمتم شيئًا؟!

– هل هناك عاقل يستطيع الربط بين الآيتين؟!

– أليس من المنطق أن يشرح لنا أولا معنى «فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا»؟!

٤- وبنفس منهج «القص واللصق»، يذهب إلى قوله تعالى «فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ»، ويقول:

– نعقله مع النص: «فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ»

وعند بيانه لمعنى قوله تعالى:

«يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ»

– قال: «هَدْيًا»، هذا الجزاء الذي سيدفعه منتهك الشهر الحرام أسماه الله تعالى «هَدْيًا» لينتفع منه الناس، فهو حق عام، مثلما هي «بهيمة الأنعام» حق عام في الشهر الحرام.

والسؤال:

ما هو اسم «الشهر الحرام»، ومن أي المصادر المعرفية عرفناه؟!

– وعند شرحه لمعنى قوله تعالى: «بالغ الكعبة» قال:

«يبلغ (يصل) هذا الجزاء الكعبة، أي يصل حده الكامل الغير منقوص، ولا يتهاونالحَكَمان المشهود لهما بالعدل في هذه القضايا ابداً»

– ويفسر «عاطف الحاج» معنى «الكعبة» فيقول:

فالكعبة من سياق هذا النص مفهومها:

«الحق الكامل الغير منقوص، وليست حجراً يدور حوله الناس»

* عايزين الحقيقة

أنا كنت في الساعات الماضية أجاهد نفسي، التي تأمرني بالتوقف عن كتابة هذا المنشور، وعدم الانشغال بهذه «الشبكة السرطانية»، ويعلم الله أن لولا إحساسي بوجود مساكين سيصابون بهذا المرض الخبيث، ومطلوب إنقاذهم، ما استطعت استكمال كتابة هذا المنشور.

وهناك «قاصمة» أختم بها مجموعة «القواصم» التي قصمت ظهر هذه «الظاهرة الإلحادية»، سنجدها في نفس سياق الآيات التي خرج علينا «عاطف الحاج» بإلحاده فيها، وهي الآيات «٢٧ : ٣٠» من سورة الحج، فلنتدبر:

«وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ. ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ. ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ»

وإن هذه الآيات تحمل الكثير من «القواصم»، ولكني سأكتفي بسؤال، بشرط أن تكون إجابته من داخل القرآن، ولن أقبل أي تعليق بغير بيان إجابة السؤال من داخل القرآن.

قال تعالى:

«عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ (بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)»

وفي نفس سياق الآيات قال تعالى:

«وَأُحِلَّتْ لَكُمْ (الأَنْعَامُ) إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ»

فما الفرق؟! ولماذا جاء بـ «البهيمة» في الأولى، ولم يأت بها في الثانية، والسياق واحد؟!

إن الإجابة على هذا السؤال ستكون على صفحتي، في منشور مستقل، بعيدا عن هذه الشبكة الإلحادية السرطانية.

محمد السعيد مشتهري


فبراير 3

4 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page