


«إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»
كما أقول دائمًا، إن الذي يُقحم نفسه في فهم آيات الذكر الحكيم، واستنباط أحكامها، دون أن يكون على علم بأدوات التعامل مع القرآن، وفي مقدمتها «اللغة العربية» وعلم «السياق القرآني»، يجب التصدي له «علميًا» بكل قوة، لأنه «ضَالٌ مُضل».
فحسب «علم السياق»، إذا أردنا معرفة لماذا جاءت جملة «كُنْ فَيَكُونُ» في صيغة المضارع، علينا حصر الآيات التي وردت فيها هذه الجملة، وهي:
١- «بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٢- «إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٣- «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٤- «وَهُو َ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٥- «إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٦- «مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٧- «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
٨- «هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
أولا:
إن المتدبر لسياق الآيات، يعلم أن جملة «كُنْ فَيَكُونُ» جاءت في جميعها بصيغة المضارع.
ثانيا:
أن هذه الجملة «كُنْ فَيَكُونُ» مرتبطة بما قبلها، وما قبلها يتعلق بقضاء الله وأمره في «سبع آيات».
ثالثا:
قضاء الله وأمره يحدث بعد قول الله «كُنْ»، وليس قبله، لذلك يستحيل أن تأتي الجملة «كُنْ فَكَان»، هل هذا منطق علمي؟!
رابعا:
عندما يقول الله للشيء الذي يريده «كُنْ»، فإنه «يكون» على الفور، ولذلك ألحق بكلمة «يكون»، «فاء» التعقيب فقال «فَيَكُونُ»، لإفادة سرعة خلق الشيء بمجرد تعلق قضاء الله وأمره به، دون مهلة من زمن.
خامسا:
إذن، فعندما يقول الله في «الثالثة»، المتبقية «من الثمانية»:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ)»
فإن هذا يعني، أن الله عندما أراد أن يجعل خليفة في الأرض، وتوجهت هذه الإرادة لخلق «آدم» بكلمة «كُنْ»، خُلق «آدم» الذي ذكر الله قصته في القرآن، ولا نعلم لنا أبًا غيره.
محمد السعيد مشتهري