top of page

(861) 21/8/2017 على الطريق (26)

فبراير 3

٣ min read

0

0

0

«لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَاهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»

لقد كان «اليهود والنصارى»، وقت نزول القرآن، مشركين، لقد أمرهم الله أن يؤمنوا بالنبي الخاتم محمد، وبـ «آيته القرآنية» الدالة على صدق نبوته، فلم يؤمنوا به، نتيجة اتباعهم أحبارهم ورهبانهم، فهل هناك «شرك» بعد هذا؟!

ولقد نزل القرآن يُحرّم زواج المسلمة بـ «المشرك» تحريمًا قطعي الدلالة، فقال تعالى مخاطبا المؤمنات:

«وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ (حَتَّى يُؤْمِنُوا) وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»

وقد بيّنا في المنشور السابق أن صور «الشرك» كثيرة، ومنها اتباع الهوى، واتخاذ «اليهود والنصارى» الأحبار والرهبان أربابًا من دون الله، الأمر الذي جعلهم يكفرون بالنبي الخاتم، وبـ «آيته القرآنية»!!

فعلى أي أساس قرآني أباح الجهلاء الملحدون زواج المسلمة بغير المسلم؟!

«فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»

ألم تسمعوا في يوم من الأيام عن نساء آمنّ وهاجرن إلى المسلمين، ولما علم المسلمون صدق إيمانهن، أمرهم الله ألا يرجعوهن إلى أزواجهن الكفار، لماذا؟!

«لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَاهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»؟!

إننا نفهم من قوله تعالى «لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ»، انفصال العلاقة الزوجية تماما بين المرأة المؤمنة وزوجها الكافر، إذن فما أهمية أن يقول الله بعدها «وَلَاهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ»؟!

إنه الأسلوب البلاغي الذي يقطع به الله تعالى أي أمل في عودة الرابطة الزوجية، مهما كانت الأسباب، وهذه الآية من البراهين القرآنية قطعية الدلالة المثبتة لاستحالة زواج المسلمة بغير المسلم، مهما كانت ملته، ذلك أن الذين لم يؤمنوا بالنبي الخاتم فقد أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا.

لقد كلف الله ولاة الأمور أن يتولوا مسؤولية إعطاء «الزوج الكافر» ما أنفق على زوجه المؤمنة «المهاجرة» فقال تعالى:

«وَآتُوهُمْ مَا أَنفَقُوا»

وأحل الله للمؤمنين الزواج من المؤمنات المهاجرات:

«وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»

وفي هذا السياق، يضع الله «القاعدة العامة» التي تقوم عليها أحكام «النكاح في الإسلام»، فقال تعالى:

«وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ»

لقد كانت هناك روابط زوجية بين المؤمنين والكافرات، وبين المؤمنات والكافرين، قبل نزول أحكام النكاح والولاء والبراء، ثم نزلت الآيات تُحرم أن يُقام النكاح على غير التصديق بأصول «الإيمان» الخمسة «قولا وعملا»، وهي الإيمان:

«بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ»

ومعنى الإيمان بهذه الأصول الخمسة، الإيمان بالنبي الخاتم محمد وبكتابه، وهذا الإيمان يعني التصديق بهذه الأصول قولًا وعملًا، فهل الملل والنحل التي كانت موجودة في عصر الرسالة، وفي مقدمتها «اليهود والنصارى»، آمنت وصدّقت، أم كفرت وكذبت؟!

إن المتدبر للسياق القرآني يعلم، أن من سمّاهم الله بـ «أهل الكتاب»، منهم من آمنوا ومنهم من كفروا، و«الذين آمنوا» هم الذين ورد ذكرهم في السياق القرآن بقوله تعالى:

«الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ».

وبتدبر الآيات التي وردت فيها هذه الجملة نعلم أنهم الذين ظلّوا متمسكين بالحق الذي كان عليه الرسل، وكانوا يعلمون من كتبهم أن الله قد بشر برسول يأتي من بعدهم اسمه «أحمد»، لذلك عندما بعثه الله آمنوا به.

فتعالوا نتدبر سياق أول آية وردت فيها جملة «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ»، والذي يبدأ بقوله تعالى:

«وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ (الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى) حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى، وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ»

إن الله يشهد بأن «اليهود والنصارى» كانوا كافرين بنبوة رسوله محمد، بل ويريدون أن يتبع ملتهم، ثم جاء بعدها ببيان أنهم ليسوا سواء، فمنهم طائفة ظلت متمسكة بالملة الحق، ينتظرون ما بشرت به كتبهم من بعثة النبي الخاتم، لذلك نسب الله إيتاء الكتاب إليه، لأنهم لم يبدلوا ولم يحرّفوا، فقال تعالى:

«الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ»

لقد اتبع الذين آتاهم الله الكتاب ما بشر به كتابهم، وهذا معنى «يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ»، الأمر الذي جعلهم يؤمنون بالنبي الخاتم وبكتابه فور بعثته.

أما الذين كفروا بالنبي الخاتم وبكتابه، فهم الفريق الآخر من أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، «فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ».

إننا عندما نقرأ قوله تعالى «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ» نعلم أنهم «الذين آمنوا» من «أهل الكتاب».

وللموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري


فبراير 3

٣ min read

0

0

0

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page