

(882) 12/9/2017 وعلى هامش منشور: «الكوارث والأعاصير والتقول على الله بغير علم»
فبراير 3
2 min read
0
0
0
هناك من لا يعلمون شيئًا عن الحوار العلمي، ولا عن آدابه، ولا عن «أساليب البيان» في اللغة العربية، ولا عن من هو صاحب هذه الصفحة، وما يحمل من مؤهلات علمية..، ثم نراهم يسقطون علينا فجأة، ويقومون بالتعليق، فتنكشف عوراتهم الفكرية.
عندما أضع عنوانا للمنشور أقول فيه:
«الكوارث والأعاصير والتقول على الله بغير علم»
إذن فأنا لست مع الذين جعلوا من أنفسهم شركاء مع الله، يعلمون ما إذا كانت هذه الكوارث طبيعية أم عقابا من الله، أي لست مع الفريقين.
وقد بيّنت ذلك بوضوح عندما قلت:
«ونُنصّب من أنفسنا آلهة تشارك الله في قضائه ومشيئته، ففريق يقول إن ما يحدث في العالم من كوارث عقابٌ إلهيٌ للكافرين، وفريق يرد ويقول إنه ليس عقابًا إلهيًا..»
ثم ذكرت أن هناك آية صريحة يُبيّن الله فيها أنه يُنزل عذابه في الدنيا، وهي قوله تعالي:
«وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»
ذكرتها حتى لا توظف توظيفًا غير صحيح، ويسقطها أحد «الجهلاء» على أي دولة حدث بها كوارث، ويقول هذا عقاب من الله، ويستدل بهذه الآية.
ولكون «البوست» مساحته لا تتسع لمزيد بيان، وغالبا يكون مختصرًا ودقيقا، يحتاج إلى تركيز واستيعاب لأفكاره، قلت ردا على من قال إن العذاب الإلهي إذا نزل لا يُبقي ولا يذر:
«وليس شرطًا أن يكون عذاب استئصال مثل ما حدث للأمم التي كذبت الرسل، فقد يكون عذابًا جزئيًا لعل الذين نجّاهم الله يتوبون إلى الله ويرجعون عن كفرهم»
قلت هذا استنادا إلى الآية السابق ذكرها، وتصحيحا لهذا الفهم غير الصحيح، أن العذاب الإلهي إذا نزل لا يُبقي ولا يذر.
ثم سألت:
«من الذي نبّأه الله بأن الأعاصير التي اجتاحت بلدا من البلاد، كانت نتيجة كوارث طبيعية، ولم تكن عقابًا إلهيًا؟!
والمتدبر لصيغة السؤال يعلم أني لا أتحدث عن هل هذه الكوارث كانت نتيجة الظواهر الطبيعية أم نتيجة غضب الله وعقابه..، وإنما أتحدث عن «علم الله» الذي يستحيل أن يطلع عليه أحد من البشر
ولم تكن هناك مساحة أعيد فيها السؤال للرد على الفريق الآخر وأقول:
«ومن الذي نبّأه الله بأن الأعاصير التي اجتاحت بلدا من البلاد، كانت عقابًا إلهيًا ولم تكن كوارث أو ظواهر طبيعية»؟!
فاكتفيت بالرد على فريق، باعتبار أن «اللبيب» سيفهم «ضمنيًا» من سياق المنشور وموضوعه الرد على الفريق الآخر.
ولذلك عندما قام الصديق «فريد قرين» بالتعليق فقال:
«السؤال يمكن أن يطرح أيضا بالشك ل التالي، من الذي نبأه الله أن الأعاصير كانت عقاباً ولم تكن ظواهر طبيعية فقط؟»
كان تعقيبي:
«نعم هذا ما يعرف بالمفهوم الضمني بتدبر السياق الذي قبله»
ولكن يبدو أنه كان من الضروري أن أرفق بـ «البوست» مذكرة تفسيرية لمن لم يفهموا عنوانه، ولم يتدبروا الآية القرآنية، ولا الأفكار التي وردت فيه!!
محمد السعيد مشتهري



