

(886) 13/9/2017 وعلى هامش منشور: «عندما يغيب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن البيت المسلم»
فبراير 3
٥ min read
0
1
0
منذ عام «٢٠١٤م»، وإلى يومنا هذا، وعلى هذه الصفحة عشرات المنشورات تثبت تهافت القراءات القرآنية المعاصرة التي ابتدعها «محمد شحرور»، ونالت إعجاب من لا يعلمون الأصول الفكرية والعقدية التي أقام عليها هذه القراءات «الإلحادية» المعاصرة، والتي سأكشف عنها قريبا.
ولم يخرج علينا، خلال هذه الفترة أحد من هؤلاء المعجبين، بتعليق علمي واحد، ينقد أو ينقض ما حملته هذه المنشورات من براهين علمية قرآنية.
وفي «٢٩- ٨ – ٢٠١٧»، وتحت عنوان: «عندما يقلب محمد شحرور أصول الدين رأسًا على عقب» قلت:
«ثم يسأل السؤال الكبير: إن كانت الشهادة برسالة محمد، والشعائر، من صلاة وصيام..، من أركان الإسلام، فكيف يصح «إسلام» فرعون وهو لم يلتق إلا بموسى؟!»
وقمت بالرد على هذه الشبهة بقولي:
«الحقيقة أنا لا أعلم أن فرعون صح إسلامه، لكن ليس ببعيد ولا بغريب على القراءات القرآنية المعاصرة أن ترى أنه مات مسلمًا، مع أن الله يقول:
«أَألآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ».
ثم تدبروا جيدا ماذا قلت بعدها، والذي له علاقة بموضوع هذا المنشور، قلت:
«يعني هيه جت على دي»!!
وبعدها قلت:
«لقد أباح المفكر الإسلامي محمد شحرور الزنى، وهذا كفر صريح، وأباح زواج المسلمة بغير المسلم، وهذا كفر صريح، بل أقول وأباح كل شيء حرمه القرآن، ومازال هناك من يدافعون عنه»!!
لقد كتبت Eslam El Nayal تعليقا على منشور «عندما يغيب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن البيت المسلم» قالت فيه:
«الدكتور محمد شحرور ليس له فتوى تبيح زواج المسلمة من الكتابي أو غيره.. ومقالاته عن هذا الموضوع جاءت تعليق بعد قرارات الحكومة التونسية، من باب أولى توجيه الانتقاد لعلماء تونس مفتيها يا دكتور»
فقمت بالتعقيب على هذا التعليق بقولي:
«هذا ما قاله شحرور في أحدث مقالاته، ٢٠/ ٨/ ٢١٠٧، بعنوان تونس وقوانينها الجديدة:إذا احتكمنا للتنزيل الحكيم الذي أنزل على محمد من الله عز وجل، فإننا سنجد أن تونس لم تخرج عن شرع الله»
وقلت بعدها:
«ولقد قمت بالرد عليه في منشور بعنوان «الطيور على أشكالها تقع» في ٢٤ أغسطس»
ثم قلت:
«وما الفرق بين إباحته للزنى وإباحته زواج المثليين أو الزواج بين من يسميهم المسلمين وهم معظم أهل الأرض»؟!
والقارئ الجيد، المتابع لمنشوراتي ويعلم أسلوبي في الكتابة، يفهم أنني عندما أعقب على قو ل «محمد شحرور»:
«إذا احتكمنا للتنزيل الحكيم الذي أنزل على محمد من الله عز وجل، فإننا سنجد أن تونس لم تخرج عن شرع الله»
وأقول:
«وما الفرق بين إباحته للزنى وإباحته زواج المثليين أو الزواج بين من يسميهم المسلمين وهم معظم أهل الأرض»؟!
فإن هذا يعني الرد على قوله إن «زواج المسلمة من غير المسلم حلال شرعًا»!!
وعندما بدأت التعقيب بقولي «وما الفرق بين..»، فهذا يعني نفس معنى قولي الذي ذكرته من قبل «يعني هيه جت على دي»!!
فأنا لم أقل إن «محمد شحرور» أباح زواج «المثليين»، ولا أنه أباح الزواج بين المسلمين الذين هم «من وجهة نظره» معظم أهل الأرض، وإنما قلت:
«وما الفرق بين إباحته للزنى وإباحته زواج المثليين أو الزواج بين من يسميهم المسلمين وهم معظم أهل الأرض»؟!
وهذه «صياغة بلاغية» يعلمها أهل العلم، تستند إلى سابق معرفتي بـ «التوجه الفكري والعقدي» الذي يقيم عليه «محمد شحرور» قلبه لأحكام القرآن رأسًا على عقب!!
أي أن الذي أردت أن أقوله هو:
فما المانع عند الذي أباح الزنى، أن يبيح أيضا زواج المثليين، أو الزواج بين من يسميهم المسلمين، الذين هم معظم أهل الأرض؟!
ولكن لغياب الدراية بأسلوبي في الكتابة، عقبت الصديقة Eslam El Nayal بقولها:
«أرجوك يا دكتور.. الدكتور شحرور لم يبيح زواج المثليين.. والدكتور قد كتب مقال بعد أحكام المحكمة الدستورية العليا الأمريكية بأنها أحكام تعدي على الحاكمية الإلهية وقتها وإدارة الفيسبوك قامت بحذفه في اليوم التالي.. وصفحته موجودة ومعلنة للكل لمن يريد التأكد والاطلاع.، ولا أرى أي سبب لكل هذا الهجوم على الدكتور شحرور رغم أن مقاله بخصوص زواج المسلمة من كتابي تعقيب على أمر صادر في دولة مستقلة وهو لا يقيم فيها وليس له دخل في قراراتها، ما هذا التحامل دكتور مشتهري؟ ولماذا التقول على الدكتور بما لم يصدر منه في زواج المثليين؟»
طبعا هذا التعليق معناه واضح، أن الصديقة تدافع عن «محمد شحرور» بغير علم، وتصر على أن ما نشره على صفحته تعقيبا على قوانين تونس الجديدة بقوله:
«إذا احتكمنا للتنزيل الحكيم، الذي أنزل على محمد من الله عز وجل، فإننا سنجد أن تونس لم تخرج عن شرع الله»
تصر على أن قوله إن هذه القوانين «لم تخرج عن شرع الله» ليس فتوى منه بـ «إباحة زواج المسلمة بغير المسلم»، بدعوى أنه لا يسكن في تونس!!
ثم هل لم تجد الصديقة في جميع منشوراتي التي أسقطت قراءات «محمد شحرور» القرآنية المعاصرة من قواعدها، غير أن تستقطع مسألة «إباحة زواج المثليين» من سياقها، وتترك الجملة التي بعدها، وهي:
«أو الزواج بين من يسميهم المسلمين، الذين هم معظم أهل الأرض»؟!
إ ن «المنهج العلمي» في «النقض» وليس «النقد»، يتعامل مع «الأصول» وليس مع «الفروع»، فإذا هدم «الأصل» سقطت «الفروع» كلها دون أي جهد.
والصديقة ظنت أنها أمسكت بفرع من الفروع يؤخذ على منهج «محمد مشتهري» في نقض «القراءات القرآنية المعاصرة»، والحقيقة أنه مجرد ظن!!
وحتى لو أمسكت بـ «فرع»، فهو لا يساوي شيئا بالنسبة لـ «الأصل» الإلحادي الذي ينطلق منه «محمد شحرور» في قلب أحكام القرآن رأسًا على عقب!!
إن «محمد شحرور» لا يعترف بمنظومة «المحرمات» التي أنزلها الله في كتابه، وله منظومته الخاصة به!!
فإذا أراد «مثلا» أن يبيح العلاقات الجنسية «المحرمة شرعًا» بين الرجال والنساء، ماذا يفعل؟!
إن كل «مؤمن مسلم» دارس للقرآن، متدبر لأحكامه، يعلم أن مصطلح «ملك اليمين» لم يعد له وجود بعد وفاة النبي واكتمال الدين، وأن ما فعله المسلمون بعد ذلك بـ «ملك اليمين» ليس حجة على أحكام القرآن.
أم ا «محمد شحرور» فيقول إن «ملك البيمين» قائم إلى يوم الدين، لماذا يا أيها المفكر الإسلامي؟!
لأنها فرصة لاستغلال هذا المصطلح لإباحة كل العلاقات الجنسية المحرمة، واحتمال مع تطور القراءات القرآنية المعاصرة «حسب مقتضيات العصر»، أن يبيح العلاقة الجنسية، بل والزواج، بين الرجل وملك يمينه، طبعا بمفهوم «ملك اليمين» القائم إلى يوم الدين!!
فتحت عنوان «لقاء الدكتور محمد شحرور مع منتدى الشرفة، الجزء الثالث»، والمنشور على موقعه، يقول «محمد شحرور»:
* أما الجنس في التنزيل الحكيم فله نوعان: حلال وحرام
* الحلال له نوعان أيضاً: الزواج، و(ملك اليمين)، وكلاهما علاقة جنسية (حلال) بين ذكر وأنثى.
أقول:
نلاحظ أنه يستخدم مصطلح «ملك اليمين» حسب منظومة المصطلحات التي وضعها ليهدم بها أحكام القرآن، لذلك قال بعدها:
«ولا أدري لم اذا يتكلمون عن الزواج، ولا يتكلمون عن ملك اليمين، وكأن ملك اليمين لا وجود له، فـ (الرق) هو مفهوم تاريخي لملك اليمين، لكنه (أي ملك اليمين) بـ (أشكاله المختلفة) موجود إلى يومنا هذا، وهو ليس «زواجاً» ولكنه «حلال»!!
هذا هو التوجه «الإلحادي»، الذي ينطلق منه «محمد شحرور» والذين يدافعون عنه، ثم يدّعون أنهم يقرؤون القرآن قراءة معاصرة، فأي «معاصرة» هذه التي تُقر نكاح «الرقيق» بدعوى أنهن «ملك اليمين» المعاصرين لنا اليوم؟!
فتعالوا نتعرف على العلاقات الجنسية الحرام من منطلق هذه القراءات العصرية، فيقول «محمد شحرور» بعدها:
«والجنس الحرام هو الزنا والبغاء والسفاح».
تمام أيها «المفكر الإسلامي»، ولكن ما هي شروطك التي يجب أن تتحقق حتى تكون العلاقات الجنسية حرام؟!
يقول:
١- أن تحدث «العلاقة الجنسية» في مكان عام.
٢- أ ن تكون مع امرأة متزوجة.
أما إذا كانت «العلاقة الجنسية»:
١- في مكان مغلق.
٢- وبالاتفاق بين الطرفين، سواء كان ذلك بأجر أو بغير أجر.
٣- والمرأة غير متزوجة.
فهذه هي «العلاقة الجنسية» الحلال شرعًا، حسب القراءات القرآنية المعاصرة.
وهذا ما أفتى به «محمد شحرور» على الهواء مباشرة، في برنامج «القاهرة اليوم» الذي يشاهده الملايين!!
ثم تسأل الصديقة Eslam El Nayal
«ما هذا التحامل دكتور مشتهري؟ ولماذا التقول على الدكتور بما لم يصدر منه في زواج المثليين؟»
لا تعليق!!
محمد السعيد مشتهري