

(903) 30/9/2017 الفرقان الحق «الأمريكي»، والإلحاد الباطل «الإسلامي»
فبراير 2
5 min read
0
1
0
يقول يوسف أحمد جباعته تعليقا على منشور «عندما يكون علم الحديث حجة في دين الإسلام»، في «٢٨/٩/٢١٠٧»:
«وفعلا أنا تأثرت بكتابات نيازي حول التقويم الهجري، كيف كان وكيف أصبح، وقريبا سيصدر كتاب ابنه وسام في نسخة معدلة وسنقرأه فإن تبين لنا أن فيه خطأ فلن نسكت أيضا»
فمن هو «نيازي» الذي تأثر به «يوسف جباعته»؟!
هو «نيازي عز الدين»، الذي جاء ببدعة «نسيء الجاهلية» إلى القرن الواحد والعشرين، وسمى كتابه «النسيء – تقاويم العالم وتقويم العالم الإسلامي».
فتدبروا ماذا قال «يوسف جباعته» في تعليقه السابق، عن كتابات «نياري»، وماذا قال في تع ليقه التالي على نفس المنشور:
«أنت تسميه النسيء، والنسيء حرام، وكان يستخدم في الجاهلية، وأنا أتحدث عن أمر آخر، حتى نيازي فقد ارتكب جريمة عندما افترض أن تشكيل آية النسيء خطأ، أتعرف لماذا؟ لأنه أراد أن ينتصر لفكرته وهو يظن أن شهر التقويم هو نفسه شهر النسيء المذموم في القرآن فحرف الآية، طرحه كان علمي وكله مدعم بالأرقام والوقائع الدامغة، لكن ربطه للموضوع بآية النسيء كان خطأ فادح»
أقول:
لن أقول أكثر من أن هذا الذي قاله «يوسف جباعته» قد هدم كل ما يؤمن به من «نظام التقويم» الذي تعلمه من «نيازي» ونتائجه!!
فإذا أضفنا إليه ما قاله عن «وسام نيازي»، وأنه سيصدر نسخة «معدلة» من كتاب أبيه، وإن تبين أن فيه خطأ فلن يسكت عنه …
وإذا أضفنا عشرات الحسابات الموجودة على الشبكة، والتي يدافع أصحابها عن «بدعة النسيء» ولم يتفقوا إلى يومنا هذا على نتيجة واحدة …
ثم إذا أضفنا الجهد الكبير الذي قام به «أحمد بهجت»، وسجله «فيديو» على اليوتيوب، بعنوان: «الرد على عبدة النسيء» …
علمنا حقيقة هؤلاء الذين يُلحدون في أحكام القرآن، ويتطاولون على «العلم» وأهله، ثم اليوم يكشفون عن هويتهم بكل وضوح وصراحة!!
كتب يوسف أحمد جباعته منشورًا بعنوان:
«وإذا خلوا إلى (شيوخهم) قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون»
أولًا:
لقد كانت «الثمانينيات والتسعينيات» من أهم سنوات المناظرات والحوارات في حياتي، وقت أن كان والدي «عبد اللطيف مشتهري» يعمل مديرًا عاما للوعظ بالأزهر، وأمامًا لـ «أهل السنة والجماعة».
فكيف يأتي ابنه «محمد السعيد» وينكر «السنة»، إذن يجب استتابته!!
لقد أجمع كل من ناظرتهم وحاورتهم على اتهام واحد:
أنت اليوم تنكر «السنة»، وغدًا ستنكر «القرآن»!!
والسؤال: لماذا هذا الأجماع؟!
١- لأنهم «مذهبيّون»، ورثوا «دين الإسلام» بجناحين:
«الكتاب – السنة»
فكيف يطير هذا «الدين» بجناح واحد ثم لا يسقط؟!
٢- لأنهم «مذهبيّون»، لا يعلمون معنى أن «الآية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، الذي يدّعون تمسكهم بسنته، «آية عقلية قرآنية» وهي الباب الوحيد للدخول في «دين الإسلام»!!
٣- لأنهم «مذهبيّون»، لا يعلمون الفرق بين «القرآن» باعتباره «آية إلهية»، وغيره من كتب البشر، ولو كان كتابًا كتبه رسول الله محمد بيده، ذلك أن الله لم يأمر باتباع كتاب غير الكتاب الذي حمل «آيته القرآنية».
لقد استمسكت بـ «كتاب الله»، وما حمله من أدوات لفهم آياته واستنباط أحكامها، وكان هذا عاصمًا لي من الإلحاد في آية من آياته، أو افتراء الكذب على الله!!
لقد كفرت بـ «العشوائية الدينية»، التي قادت المسلمين إلى ما هم عليه من «مذهبية» و«تفرق في الدين»، هذا التفرق الذي لو ماتوا عليه اليوم ماتوا «مشركين»، بنص قرآني قطعي الدلالة؟!
فإذا ذهبنا إلى «القرآنيّين»، و«العصريّين»، و«المستنيرين»، الذين كفروا بـ «السنة ومروياتها» بالأمس، نجدهم يكفرون بـ «القرآن» اليوم، وصدق علماء الفرق والمذاهب العقدية المختلفة عندما ظنّوا أني منهم فقالوا:
أنت اليوم تنكر «السنة»، وغدًا ستنكر «القرآن»!!
ثانيًا:
«الفرقان الحق» كتاب صُنع في أمريكا، يتألف من سبع وسبعين «٧٧» سورة، مقسمة إلى جمل مرقمة تشبه من حيث صياغتها الآيات القرآنية، مع استبدال بعض الكلمات بكلمات أخرى، ويدعي من صنعوه أنه وحي من الله، نزل على من يسمونه بـ «الصفي»، وهذا نص ما ق الوه:
«ولقد أنزلنا الفرقان الحق وحيًا، وألقيناه نورًا في قلب صفينا ليبلغه قولا معجزًا بلسان عربي مبين، مصدقا لما بين يديه من الإنجيل الحق..»
فتعالوا نطلع على بعض ما جاء في هذا الكتاب الذي يدّعون «قرآنيته».
يقولون:
١- «ومثل الذين كفروا وكذبوا بالإنجيل الحق أعمالهم كرماد، اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال الأكيد»
والله تعالى يقول في كتابه الحكيم:
* «مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ»
يقولون:
٢- «إذ جعل الشيطان على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وف ي آذانهم وقرا»والله تعالى يقول:
* «وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً»
يقولون:
٣- «ولا تغلوا في دين لقيط، ولا تقولوا علينا غير الحق المبين»والله تعالى يقول:
* «يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ»
وغير ذلك من عشرات الجمل التي هي نص صريح، وأمثلة واضحة، للإلحاد في الآيات القرآنية.
والآن تعالوا نرى كيف أن «يوسف جباعته» يتبع هو وأصدقاؤه نفس المدرسة الإلحادية ويكتب منشورا بعنوان:
٤- «وإذا خلوا إلى شيوخهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون»
والله تعالى يقول في كتابه الحكيم:
* «وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ»
فهل لم يكن «يوسف جباعته» يعلم بوجود آية بهذه الصيغة، وبهذه الكلمات تحديدا؟!
لا شك أنه يعلم، إذن فماذا يعني حذف كلمة من سياق الآية «شَيَاطِينِهِمْ»، واستبدالها بكلمة أخرى «شيوخهم»، مع الإبقاء على السياق والصياغة وباقي الكلمات؟!
يعني «الإلحاد الصريح» في الآيات القرآنية.
لماذا؟!
لأننا إذا ذهبنا إلي مراجع «اللغة العربية»، التي حملت «لسان العرب»، وجدناها تجمع على أن:
الإلحاد: «الميل عن القصد»، و«جعل الكلام على غير جهته»، و«العدول عن الشيء»، و«الميل عنه»، ومنه اللحد؛ لأنه جانب القبر.
ألم يخالف «يوسف جباعته» قصد الآية، وهو «وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ»، وجعله «وإذا خلوا إلى شيوخهم»؟!
ألم يجعل «يوسف جباعته» سياق الآية يتوجه إلى غير جهته؟!
ألم يمل «يوسف جباعته» عن سياق الآية باستبدال كلمة مكان كلمة؟!
وكل هذا بصرف النظر عن إرادته الطعن في القرآن أو تكذيبه، لأن النوايا في علم الله؟!
أليس لهذه الآية القرآنية، التي هي «كلام الله تعالى»، قدسية في قلوب المؤمنين المسلمين، تمنعهم من المساس بها؟!
«انت بتهرج مع كلام الله يا يوسف»؟!
ويمكنكم الاطلاع على ما دار حول هذا المنشور من تعليقات للوقوف على حجم المصيبة الفكرية التي يعاني منها «الملحدون في الآيات القرآنية»، وللأسف الشديد منهم من يُحسبون على نجوم الفكر القرآني المستنير!!
ولكن الذي يهمني بيانه هنا هو مفهوم «يوسف جباعته» عن الإلحاد حيث قال:
«تحريف القرآن والإلحا د فيه يكون بطريقتين إما تحريف النص نفسه وخداع الآخر بإقناعه إن هذا هو النص الصحيح، أو بتحريف المعاني وتطويعها لخدمة أهداف مشبوهة وعن قصد»
طبعا، وكما يقولون في المثل «جي يكحلها عماها»
فمن أين جاء بهذا التعريف لمعنى «الإلحاد»؟!
إن ما جئت به من تعريف للإلحاد يستطيع أي إنسان أن يقف على صحة «نصوصه» بالبحث في جميع مراجع اللغة العربية، وأنا أتحدى «يوسف جباعته» أن يذكر المرجع الذي جاء منه بـ «نص» هذا التعريف الذي يضحك به على أصدقائه؟!
وسأفترض صحة جملة «تحريف النص نفسه»، ألم تحرّف يا يوسف النص نفسه؟!
ولكنه يريد أن يُفصّل تعريفًا على هواه، لذلك قال بعدها:
«وخداع الآخر بإقناعه إن هذا هو النص الصحيح»؟!
ولذلك نراه يدافع، هو ومن هم على شاكلته، عن إلحادهم بقولهم:
«إن الراجل يا جماعة لم يقل إن هذه «آية قرآنية»، ولم يقل قال الله تعالى، ولم يقل صدق الله العظيم، انتم ليه بتظلموه، وتتهموه بالإلحاد»؟!
ولذلك كان هذا هو تعليقي:
«يا أخي خاف الله وكفاك إلحادا في الآيات القرآنية»
«استعارة إيه الي بتضحك بها على معجبينك»
«أنا لو فتحت ملفك كما فتحته لعاطف الحاج سيظهر لأصدقائك ماذا تحمل من علم،وأنت لا علم لك، لا باللغة العربية ولا بعلم السياق»
«وتصر على إلحادك في الآية التي تشوه معالمها بدعوى الصورة الجمالية»
«خاف الله يا يوسف ولا علاقة لك بالقرآن»
محمد السعيد مشتهري



