top of page

(913) 10/10/2017 كيف نتعامل مع القرآن (36)

فبراير 2

٣ min read

0

0

0

إنه الطريق الوحيد «نحو إسلام الرسول»

يَدّعون التبرؤ من المذهبية، ومن أمهات كتب الفرق الإسلامية، ثم نراهم ينقدون وينقضون تراث الفرقة التي ولدوا فيها!!

شيء غريب وعجيب، … إن «الباطل» لا يتجزأ، والله تعالى لن يقبل «إيمان» ولا «إسلام» «المشرك».

فهل تعلمون أن أمهات كتب التفسير والحديث والفقه… قد اتخذها المسلمون «شريكًا» لكتاب الله، تُحلّ لهم، وتُحرّم عليهم؟!

فكيف تتصورون أن هداية أتباع الفرق الإسلامية إلى «دين الإسلام»، يمكن أن تتحقق بنقد ونقض ما حملته أمهات الكتب من مصائب «عقدية»، و«روائية»، و«فقهية»؟!

إن هداية أتباع الفرق الإسلامية إلى «دين الإسلام»، يستحيل أن تتحقق في يوم من الأيام، إلا ببيان الفرق بين ملة «الوحدانية» ومرجعيتها الإلهية، وملة «الشرك» ومرجعياتها البشرية:

«قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً»

فهل يعلم المسلمون معنى «أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً»؟!

لو كانوا يعلمون ما ضيّعوا دقيقة واحدة من وقتهم في نقد ونقض شيء لا وزن له أصلًا في «دين الإسلام»، فما علاقة الذي دخل في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، بتراث الجاهلية الديني؟!

يوم أن يدخل المسلمون «دين الإسلام» من بابه الصحيح، باب الإقرار بصدق «الآية القرآنية»، يصبح ما فعلوه بـ «الأمس» لا وزن له في حساب الآخرة، لقد كانوا في «جاهلية»، ثم تابوا وآمنوا وأسلموا.

فلماذا إذن يعودون إلى «الجاهلية»، بدعوى تنقية تراثها، وتجديد خطابها الديني؟!

لأن هؤلاء لم يدخلوا «دين الإسلام» أصلا من بابه الصحيح، وإنما دخلوه من باب «الإسلام الوراثي»، فالذي ولد في بيئة «سنية»، يؤمن «بالريموت كنترول» بما آمن به آباؤه، ويقاتل في سبيله!!

والذي خلع ثوب تدينه «السني»، وذهب يتبع بدعة القراءات «القرآنية والعصرية والمستنيرة»، تراه ما زال يجلس على مائدة بيئته «السنية»، بدعوى أنه ينقد أو ينقض تراثها الديني!!

والحقيقة أن الذي خلع ثوب تدينه «السني»، ولم يدخل «دين الإسلام» من بابه الصحيح، ما زال يؤمن في قرارة نفسه، أن أمهات كتب الفرقة التي ولد فيها، هي وحدها التي حملت «دين الإسلام»، وإلا فلماذا ينتقد كتب فرقته بالذات!!

إنه لا يرى داخل دائرة القراءات «القرآنية والعصرية والمستنيرة» إلا فرقته، وانظروا إلى ما يكتبه جميع أصحاب هذه القراءات وأنتم تعلمون أي «دين إسلامي» يتبعون!!

وما قلته سابقا أخاطب به أيضا أتباع جميع الفرق والمذاهب العقدية الإسلامية.

عندما أمر الله رسوله محمدًا أن يسأل «المؤمنين المسلمين» في عصر الرسالة:

«فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»

«قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»؟!

قالوا: نعم أسلمنا «لِرَبِّ الْعَالَمِينَ»

فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم.

والسؤال:

أين ذهبت ذرية هؤلاء الذين رضي الله عنهم؟!

ولماذا لم يحافظوا على أمتهم، وتفرقوا في الدين؟!

فيا من تدّعون أنكم دخلتم في «دين الإسلام»، هل أقمتم البرهان على صحة هذا الادعاء، ودخلتم في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، باب الإقرار بصدق «الآية القرآنية»؟!

لو فعلتم ذلك ما كان هناك سني ولا شيعي، ولا معتزلي ولا خارجي، ولا قراءات «سنية» وأخرى «شيعية»، ولا قراءات «قرآنية» وأخرى «عصرية»، وثالثة «مستنيرة»!!

ما هذا «التغييب العقلي» الذي يعيش بداخله أتباع هذه التوجهات الدينية المختلفة؟!

إن الله تعالى لن يقبل «إيمان»، ولا «إسلام»، قام على «تفرق في الدين»، وقد حذر الله الذين آمنوا في عصر الرسالة من هذا التفرق:

«وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ. الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

وعلى هذا الأساس أقمت مشروعي الفكري، الذي يدعو المسلمين جميعًا إلى إعادة النظر في «إسلامهم الوراثي»، وأن يدخلوا في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، وسميته «نحو إسلام الرسول»

لقد وقف الشيطان أمام هذا الباب الصحيح قرونًا من الزمن، «كما يقف رجل المرور لتحويل مسار السيارات»، وحوّل مسار إيمان المسلمين إلى باب «الإسلام الوراثي» فدخل المسلمون منه أفواجا!!

فكيف يسمح المسلمون لأنفسهم الحديث عن «تراث ديني» مات أصحابه منذ قرون مضت، إلا إذا كانوا يريدون أن يقضوا باقي عمرهم مع الشيطان داخل تراث «الجاهلية» الأولى!!

نعم إنهم يريدون، ولكنها إرادة الشيطان الذي يوحي لأوليائه، بوجوب الاستمرار في نقد ونقض أمهات كتب الفرق، والمطالبة بتجديدها وتنقيتها، لأن في ذلك تنويرًا لعقول الذين يتبعونها، وتحذيرًا لهم مما تحمله من باطل!!

فانظروا إلى هذا المدخل الشيطاني، إنه يريد أن يظل المسلمون قرونًا من الزمن مُغيّبين، لا يلتفتون إلى مصيبتهم العقدية الكبرى، «مصيبة التفرق في الدين»، واتخاذهم «القرآن مهجورًا»!!

فإذا نظرنا إلى كل التوجهات الدينية العقدية المختلفة، التي ظهرت على مر العصور، والذين يتبعونها اليوم ويُسوّدون شبكات التواصل الاجتماعي بمنشوراتهم، نجد أنها ظهرت كرد فعل لأزمة «التفرق في الدين»، ولذلك ضَلَّتْ صراط ربها المستقيم، وأَضَلَّتْ الناس!!

فليحذر الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا، والذين ظهروا كرد فعل لهم بدعوى نقد أو نقض أمهات كتب هذه الفرق، أن يظل أتباع كل فرقة جالسين على مائدة تراثها الديني، لأنهم إذا ماتوا على حالهم هذا ماتوا مشركين.

أن «القرآن»، الذي بين أيدي المسلمين اليوم، ليس كتابًا إلهيًا كسائر الكتب التي سبقته، لقد حمل في ذاته «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، الأمر الذي يقتضي أن يكون إسلام المسلمين اليوم إسلامًا عصريًا تقدميًا دومًا، لا علاقة له بالأمس القريب.

إنه الطريق الوحيد «نحو إسلام الرسول»

محمد السعيد مشتهري


فبراير 2

٣ min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page