


أسئلة مشروعة
يقول:
* السؤال الأول:
ما الاستدلال العقلي، أو غير العقلي، على أن القرآن الكريم هو كتاب من عند الله، وأن الدين الإسلامي بالمعنى المتعارف عليه، هو فقط الدين الذي ارتضاه الله للعالمين، وأن سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، هو خاتم النبيين والمرسلين؟!
الجواب:
– أولًا: هذا الكون المشاهد أمامنا يحمل الدلائل القطعية على أن إلهًا واحدًا هو الذي أوجده، لا شريك له.
وهذا الملف له دراساته العلمية الموجودة على شبكة الإنترنت.
– ثانيًا: بعد الإيمان بوجود إله واحد لهذا الكون، يسأل الإنسان نفسه:
هل خلقنا الإله وتركنا كباقي المخلوقات، أم يريد منا أن نفعل شيئًا؟!
فإذا نظرنا وتفكّرنا في آيات الآفاق والأنفس، والحكمة من أن يُميّز الله الإنسان عن غيره بآليات التفكر والتعقل والنظر..، سنصل إلى ضرورة وجود حلقة وصل بين الإله والناس لإبلاغهم بماذا يريد منهم.
وهنا تبدأ مرحلة الإيمان بـ «النبوة»، وبوجود شخص يكلمه الله بأي طريقة من طرق الكلام، يكون هو المبلغ عن الله ما يريده من الناس.
– ثالثًا: ويحتاج الإيمان بـ «النبوة» إلى برهان يثبت صحة ادعاء أي شخص بأنه «نبي»، لذلك أيد الله الأنبياء بالآيات «المعجزات» الحسية، الدالة على ذلك، والتي تنتهي فعاليتها بوفاة النبي.
ولما كان النبي الخاتم محمد سيموت، أيده الله بـ «آية عقلية» يحملها الكتاب الخاتم «القرآن الكريم»، ولا تنتهي فعاليتها بموته، بل تكون قائمة بين الناس إلى يوم الدين.
– رابعًا: يصبح الدخول في «دين الإسلام»، على مر العصور، ليس له إلا باب واحد هو الإيمان والإقرار بصدق «الآية العقلية» التي حملها القرآن الكريم في ذاته.
والإيمان بصدق هذه «الآية القرآنية العقلية» من أيسر ما فرضه الله على الناس منذ أن خلقهم، فما على الإنسان «العاقل» إلا أن يقابل الآيات القرآنية «المقروءة»، بالآيات الكونية «المشاهدة»، ويسأل نفسه:
هل من أحد، على مر العصور، خرج للناس وقال لهم إنه الذي خلق آيات الآفاق والأنفس، وأقام البرهان على ذلك؟!
لا أحد.
وهل من أحد، على مر العصور، قال إنه الذي كتب هذا القرآن لرسول الله محمد، وأن هذا القرآن ليس «كلام الله»؟!
لا أحد.
إذن فقد ثبت بالبرهان القطعي صحة نسبة هذا القرآن إلى الله تعالى.
فإذا تدبرنا هذا القرآن، وجدنا أن الله يخاطب شخصًا هو الذي أنزل عليه هذا القرآن، وجعل سورة من سور القرآن باسمه «سورة محمد»، وقد أكدت «منظومة التواصل المعرفي» حجية هذا لاسم.
إذن فقد ثبت بالبرهان القطعي صحة نسبة هذا القرآن إلى رسول الله محمد، باعتبار أنه الذي بلغه للناس.
* السؤال الثاني:
ما الرأي في الراهب المسيحي أو الكاهن البوذي أو أي إنسان حاول الوصول إلى الله والصراط المستقيم من وجهة نظره وعلمه ومعرفته واجتهاده مقارنة بالمسلم الذي ورث الإسلام عن والديه (الآبائية)؟!
الجواب:
الإسلام الوراثي «الآبائية» غير مقبول عند الله، لأن الرسالة الخاتمة جاءت «آية عقلية» ليتحمل مسؤوليتها كل «عاقل راشد»، وليس آبائه.
* السؤال الثالث:
ما معنى «المسلم» المقصود في قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:
«وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ».
وقول الله تعالى في سورة آل عمران:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ»
وكيف يصبح الإنسان مسلمًا كامل الإسلام؟!
الجواب:
«الإسلام» إسلام الوجه لله تعالى، والتسليم لأحكام القرآن، قال تعالى:
«فَلا وَرَبِّكَ (لا يُؤْمِنُونَ) حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)»
نفهم من ذلك أن مراحل «الإيمان» التي ذكرتها في «أولًا» يجب أن تسبق «الإسلام»، أي أن الإنسان يؤمن أولا بـ «أصول الإيمان»، ثم يقيم على أساس هذا «الإيمان» إسلامه و«تسليمه» لأحكام القرآن، وإلا كان منافقًا:
«قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ (لَمْ تُؤْمِنُوا) وَلَكِنْ قُولُوا (أَسْلَمْنَ ا) وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ»
ويصبح الإنسان «مسلمًا» عندما يدخل «دين الإسلام» من الباب الصحيح الذي بيّناها سابقا.
* السؤال الرابع:
ما الفرق بين الفؤاد والعقل؟!
الجواب:
لا يوجد في القرآن شيء اسمه «العقل»، وإنما هناك «آلية» من آليات عمل القلب اسمها «آلية التعقل»، والذي يقوم بوظيفة التعقل «الفؤاد»، قال تعالي:
«وَأَصْبَحَ (فُؤَادُ) أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى (قَلْبِهَا) لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ»
فبعد أن ألقت أم موسى بولدها في اليم، فقدت تعقلها للأمور، حتى أنها كادت أن تقول للناس أنقذوا ابني، أو كما نقول «طار عقلها»، ومكان هذا «الفؤاد» القلب، والمقصود القلب المعنوي.
* السؤال الخامس:
ما الفرق بين الروح والنفس؟!
الجواب:
الروح «أمر إلهي» يصدر للشيء، أي شيء، فيكون بإذن الله:
١- «إِنَّمَا (أَمْرُهُ) إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»
٢- «وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ (أَمْرِ رَبِّي) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً»
ولقد ورد «الروح» في القرآن بصيغة «المذكر»، لذلك فلا علاقة له بما يفهمه الناس من أن «الروح» هو الذي يفارق الجسد عند الموت، لأن الذي يفارق الجسد عند الموت «مؤنث» وهي «النفس»، قال تعالى:
«فَلَوْلا إِذَا (بَلَغَتْ) الْحُلْقُومَ. وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ»
فالتي تبلغ الحلقوم وتفارق الجسد هي «النفس»، قال تعالى:
«اللَّهُ يَتَوَفَّى (الأَنْفُسَ) حِينَ (مَوْتِهَا) وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»
* السؤال السادس:
هل يوجد جزء في «منظومة التواصل المعرفي» يعتمد على الآبائية؟ وهل يوجد جزء في المرويات المنسوبة إلى سيدنا، محمد صلى الله عليه وسلم، يمكن بعد تنقيتها أن تكون من «منظومة التواصل المعرفي»؟!
الجواب:
«منظومة التواصل المعرفي» لا علاقة لها مطلقا بـ «الآبائية»، ولا بالتراث الديني للفرق المختلفة بمروياته، لأن «الآبائية»، والـ «المرويات»، ليست من دين الله أصلا، حتى نأخذ منها أو ننقّيها، فدين الله «لا يأتيه الباطل أبدا».
و«منظومة التواصل المعرفي»، مبينة بالتفصيل في حلقتين «الثالثة والرابعة» من برنامج «نحو إسلام الرسول»، على موقعي:
السؤال السابع:
ما المصادر التي يُعتمد عليها لمعرفة كيف كانت حياة المسلم في عصر الرسالة، وهل هي القرآن الكريم «الآية القرآنية»، و«منظومة التواصل المعرفي»، فقط لا غير، أم ماذا؟!
الجواب:
نعم القرآن، ولكن بـ «أدوات فهمه المستنبطة من ذات النص القرآني»، وهي مبيّنة على موقعي، الكتاب الأول «المدخل الفطري إلى الوحدانية».
* السؤال الثامن:
هل ينتهي دور الرسول مع نهاية توصيل الرسالة إلى العالمين؟! وهل رسالة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، هي القرآن فقط لا غير، أم ماذا؟!
الجواب:
نعم، لم ينزل الله على رسوله محمد «نصا إلهيًا» مكتوبًا في كتاب غير القرآن، كما بيّنت ذلك في أولًا، وتنتهي مهمة رسول الله محمد بموته، وتبقى «نصوص آيته القرآنية العقلية» قائمة بين الناس إلى يوم الدين.
محمد السعيد مشتهري