

(946) 4/11/2017 كيف نتعامل مع القرآن (47)
فبراير 2
4 min read
0
0
0

أين نجد معنى «الصلاة» في «١٠٠» آية من آيات القرآن؟!
عندما تبحث عن كلمة الصلاة في القرآن باستخدام جذر الكلمة «صلو» ستحصل على «١٠٠» موضع ليس من بينها موضع واحد بيّن الله فيه معنى هذه «الصلاة» وكيفية إقامتها.
وتعالوا نؤكد ذلك بضرب بعض الأمثلة:
تبدأ سورة البقرة ببيان صفات المتقين فيقول الله تعالى:
الآية «٣»:
«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة»
أي «الصَّلاة» التي يعرفون كيف يقيمونها، ولكيفية إقامتها صورة ذهنية في قلوبهم، من قبل نزول هذه الآية.
البقرة الآية «١٥٣»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ»
أي «الصَّلاة» التي يعرفون كيف يقيمونها، ولكيفية إقامتها صورة ذهنية في قلوبهم، من قبل نزول هذه الآية.
البقرة الآية «١٧٧»:
«وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ.. وَأَقَامَ الصَّلاةَ»
أي «الصَّلاة» التي يعرف المؤمن كيف يقيمها، ولكيفية إقامتها صورة ذهنية في قلبه، من قبل نزول هذه الآية.
البقرة الآية «٢٣٨»:
«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى»
أي «الصَّلَوَاتِ»، و«الصَّلاةِ الْوُسْطَى»، التي تعرفون ما هي، وكيف تحافظون عليها، وهناك صورة ذهنية في قلوبكم لكيفية أدائها، من قبل نزول هذه الآية.
البقرة الآية «٢٧٧»:
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ»
أي «وَأَقَامُوا الصَّلاةَ» التي يعلمون كيف يقيمونها، من قبل نزول هذه الآية.
من سورة النساء، الآية «٤٣»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى»
أي «لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ» التي تعلمون «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» كيف تقيمونها، من قبل نزول هذه الآية.
النساء الآية «١٠١»:
«فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ»
أي «مِنْ الصَّلاةِ» التي تعلمون كيف تقيمونها، من قبل نزول هذه الآية.
النساء الآية «١٠٢»:
* «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ»
أي «فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ» التي يعلمون كيف يقيمونها، من قبل نزول هذه الآية.
* «فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ»
أي «فَإِذَا سَجَدُوا» باعتبار أن السجود من أركان إقامة هذه الصلاة، ويعلم«المُصلّون» كيفية أدائه، من قبل أن يقيم الرسول فيهم الصلاة.
* «وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ»
أي «فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ» الصلاة التي يعلمون كيف يقيمونها، من قبل أن يقيمها الرسول فيهم.
النساء الآية «١٠٣»:
«فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ»
أي «فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ» التي تعلمون كيفية أدائها، من قبل أن يقيمها الرسول فيكم.
* «فَاذْكُرُوا اللَّهَ..»: إذن فذكر الله، والذي يشمل تلاوة القرآن، والتفاعل مع أسماء الله الحسنى، والتفكر في خلق السماوات والأرض، شيء منفصل تماما عن «إقامة الصلاة».
* «فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ»
أي «فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» على وجهها الكامل الذي تعلمون كيفية إقامته، عند زوال حالة الخوف والقلق.
ولذلك فقول «الملحدين المسلمين» إن «إقامة الصلاة» تعني تلاوة بعض الآيات والتسبيح..، قول متهافت لأن الإنسان يستطيع بقلبه أن يؤدي كل هذا في أي وقت، ولم يكن الأمر يحتاج كل هذه الضوابط والأحكام، ولا لقوله تعالى بعدها:
* «إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً»
أي «إِنَّ الصَّلاةَ» التي فرضها الله على المؤمنين، والتي يعلمون كيفية أدائها وعددها وعدد ركعاتها وأوقاتها، من قبل أن تنزل هذه الآيات، يجب عندما تنتهي حالة الحرب والخوف والقلق، المحافظة على أدائها في وقتها.
النساء الآية «١٤٢»:
«إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى»
أي «وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ» التي يقيمها المؤمنون، والتي يعلم المنافقون كيف يقيمونها وهم بين صفوف المؤمنين، من قبل نزول هذه الآية، التي كشفت عن نفاقهم.المائدة الآية «٦»:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ..»
أي «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ» التي تعلمون معناها، وكيفية أدائها… فَاغْسِلُوا…، فأين الآية التي نزلت قبل نزول هذه الآية، لتُبيّن للمؤمنين معنى «الصلاة»، وكيفية أدائها؟!
المائدة الآية «٥٨»:
«وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً»
أي «وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ» التي يعلم المنافقون ما هي، وكيفية أداء المسلمين لها، فيتخذونها «هُزُواً وَلَعِباً».
وإذا كانت «الصلاة» كما يدعي «الملحدون المسلمون»، مجرد تلاوة قرآن وتسبيح يمكن أن يؤدى بالقلب، فكيف يعلم المنافقون أن المؤمنين يُصلّون كي يتخذونها «هُزُواً وَلَعِباً»؟!
المائدة الآية «٩١»:
«وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ»
أي «وَعَنْ الصَّلاةِ» التي تعلمون كيف تقيمونها، وأنها غير «ذكر الله»، فـ «ذكر الله» يشمل «دين الإسلام» كله «ملة وأحكاما»، وإنما خص «الصلاة» بالذكر لبيان أنها الهدف الرئيس للشيطان.
التوبة الآية «١٧- ١٨»:
«مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ … إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ..»
لقد كانت هناك أعمال خدمية، وأعمال صيانة، يقوم بها المشركون في «المسجد الحرام»، قد اعتادوا عليها في الجاهلية، فنزل القرآن يمنعهم من القيام بهذه الأعمال.
والسؤال:
هل كان «المشركون» يعلمون ماذا يفعل المؤمنون في هذه المساجد؟!
لا شك أنهم كانوا يعلمون أنهم يقيمون الصلاة «وَأَقَامَ الصَّلاةَ».
ثم خاطب الله المشركين بعدها «الآية ١٩» بقوله:
«أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ..»
والسؤال:
هل «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» الذي كان المؤمنون يقيمون فيه «الصلاة» في عصر التنزيل، وبداخله «الكعبة» التي يطوف حولها الحجيج، هو نفسه الذي صلى فيه المؤمنون من بعد وفاة النبي وإلى يومنا هذا «وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»؟!
فإذا كان هو «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»، فعلى «الملحدين المسلمين» أن يمكثوا في بيوتهم حتى يتوفاهم الموت، لأنهم إذا خرجوا فإن الخزي والعار سيقتلهم.
وإذا قالوا ليس هو «الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» الذي عرفه المؤمنون في عصر التنزيل، وصلّوا فيه الصلوات الخمس، إذن فعليهم أن يأتوا بالبرهان الدال على صدق ادعائهم هذا.
فهذه عينة من الآيات تمثل الـ «١٠٠» آية، من حيث خلوّها من أي بيان لمعنى «الصلاة» وكيفية أدائها.
والحقيقة أن الذين يدّعون أن فريضة «الصلاة» لا هيئة لها، من قيام وركوع وسجود، قد وصفهم الله بما يكفي.
ولم يبق إلا أن يُسقطوا عنهم هذا الوصف بأن يأتوا من داخل القرآن بالآية التي بيّنت لهم معنى «الصلاة» التي يؤدونها، تنفيذا لأمر الله لهم «أَقِيمُوا الصَّلاةَ».
ولن يفعلوا «حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ»
إن «حجية» الصلوات الخمس، من هيئة «قيام وركوع وسجود»، ومواقيت، وعدد ركعات..، لا تثبت بـ «التواتر العملي المذهبي»!
إن «حجية» الصلوات الخمس، لا تثبت إلا بطريق واحد فقط:
«منظومة التواصل المعرفي»
إن حجيتها لا تنفصل عن حجية القرآن، وبيان ذلك على موقعي.
محمد السعيد مشتهري



