

(952) 10/11/2017 كيف نتعامل مع القرآن (51)
فبراير 2
4 min read
0
1
0

كيف تثبت حجية «هيئة الصلاة»؟!
أولًا:
لقد عرفت الشعوب، من لدن آدم عليه السلام، هيئة السجود بمعناه الحسي، وهو وضع الجبهة على الأرض، لقوله تعالي:
* «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ. خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ»
* «قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً. وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً»
ثانيًا:
كما عرفت الشعوب، من لدن آدم عليه السلام، السجود بمعناه المعنوي، وهو:
١- الطاعة والخضوع للسنن الكونية، لقوله تعالى:
* «وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ»
* «وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ»
* «وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ»
* «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنْ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ»
٢- الطاعة والخضوع لأحكام الشريعة الإلهية، لقوله تعالى:
* «وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً..»
وفي هذا السياق يطلب الله من بني إسرائيل التوبة، ومن علاماتها إظهار الطاعة والخضوع لله تعالى «وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ»
* «فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ»
إن الكافرين لا يؤمنون أصلًا بالقرآن ولا بالصلاة، حتى نفهم السجود هنا بمعناه الحسي.
إن الله يطلب من الكافرين الدخول في «دين الإسلام» من باب البرهان على صدق نبوة رسوله محمد، من باب «الآية القرآنية».
فإذا آمنوا بدلائل الوحدانية، وتفاعلها مع نصوص «الآية القرآنية» فإنهم سيقفون أمامها خاضعين خاشعين مؤمنين.
ولذلك بدأ بقوله تعالى «فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ»؟!
* «إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ الل َّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ»
وهنا تظهر أهمية دراية متدبر القرآن بعلوم «اللغة العربية»، فما محل «ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ» في هذا السياق؟!
الجواب: محله «الرفع على البدل» من «الَّذِينَ آمَنُوا»، أي هم «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ».
والفرق بينهم وبين المنافقين، الذين يُظهرون العمل بأحكام القرآن، أن المؤمنين يقيمون أحكام القرآن وهم في مقام الطاعة والخضوع والتسليم لله تعالى «وَهُمْ رَاكِعُونَ»:
«فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً»
* «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ»