top of page

(963) 22/11/2017 عندما يُلحد في «الآيات القرآنية» أتباع «أهل السنة والجماعة»

فبراير 2

4 min read

0

0

0

عندما يُلحد في «الآيات القرآنية» أتباع «أهل السنة والجماعة»

لقد أضاف «العشوائيون» إلى ملف «إلحادهم» ملف «النفاق»، التابع لفرقة «أهل السنة والجماعة»، ولذلك صُدم كثير من أتباع «محمد شحرور» عندما جئت من داخل مؤلفاته بما يثبت أنه لا يستند في كل ما كتب وأذاع إلا إلى أمهات كتب فرقة «أهل السنة والجماعة»!!

هذه هي حقيقة «المصيبة العقدية» التي يعيش بداخلها «الملحدون المسلمون»، الذين جعلوا التحديات التي يواجهها «دين الإسلام» تتعلق فقط بالتراث الديني لفرقة «أهل السنة والجماعة»!!

إن المتابع لكل ما ينشره أتباع الفرق الإسلامية لن يجد أن هناك من فرّق بين «الكتاب»، و«القرآن»، غير أصحاب بدعة القراءات القرآنية المعاصرة، الذين ينتمون إلى فرقة «أهل السنة والجماعة»!!

والسؤال:

هل فعلا «الكتاب» شيء، و«القرآن» شيء؟!

لقد كتبت عشرات المنشورات للإجابة على هذا السؤال، وللرد على بدعة التفريق بين الكتاب والقرآن، ولكن أريد في هذا المنشور أن أضرب مثالا «كعينة» يُبيّن الطريقة «العشوائية» التي يدرس بها «الملحدون المسلمون» القرآن.

أراد أحدهم أن يُبيّن للناس معنى قوله تعالى:

«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»

فما هو المنهج الذي اتبعه للوصول إلى معنى «الذكر»، وهل وصل فعلا إلى هذا المعنى أم لا؟!

أولًا:

بدأ ببيان أن الله أنزل على موسى «التوراة»، ثم جاء بقوله تعالى «المائدة ٤٤»:

«إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ..»

وقوله تعالى:

«وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

واستنتج من الآيتين أن الله أشار لـ «التَّوْرَاة» بـ «الإنزال»، ولكن الكتاب «إتيان» لأن الله نسخ الكتاب لموسى في «ألواح»، لقوله تعالى «الأعراف ١٥٤»:

«وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ»

والسؤال:

* ما علاقة ما أنزله الله على الرسل السابقين، بـ «الذكر» الذي أنزله على رسوله محمد؟!

* ثم أين نجد البرهان على أن «التَّوْرَاةَ»، هي «الكتاب» الذي أنزله الله على موسى؟!

١- لقد نزلت «التَّوْرَاة» بعد إبراهيم، عليه السلام، لقوله تعالى:

«يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ»

٢- ولم بيّن القرآن مَنْ هو الرسول الذي أنزل الله عليه «التَّوْرَاة»؟!

٣- وقد قال الله تعالى:

«وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

ولم يقل:

«وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى التَّوْرَاةَ…»؟!

إذن النتيجة:

لا يوجد دليل مطلقا، في القرآن، يثبت العلاقة بين «التَّوْرَاة» و«الْكِتَاب» الذي آتاه الله موسى.

* وإلى الآن لم نفهم ما علاقة ما سبق بمعنى «الذكر»، الذي هو موضوع المنشور!!

ثانيًا:

يأتي بقول الله عن عيسى، عليه السلام:

«وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ»

ويقول إن «التَّوْرَاة» هي «كِتَاب» موسى، فمن قال إن «التَّوْرَاة» التي تعلمها عيسى هي «كِتَاب» موسى؟!

إننا نعلم أن أنبياء بني إسرائيل كُثر، «وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ»، وقد قال الله تعالى:

«كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»

فما معنى قوله تعالى:

«مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ»

فمتى أنزل الله «التَّوْرَاةُ»، وعلى مَنْ أنزلها؟!

* وإلى الآن لم نفهم ما علاقة ما سبق بمعنى «الذكر»، الذي هو موضوع المنشور!!

ثالثًا:

ثم يذهب إلى التفريق بين «الإنزال» و«الإيتاء».

ولا أعلم ما علاقة ذلك بمعنى «الذكر»!!

إن بدعة التفريق بين «الإنزال»، و«الإيتاء» لا يقول بها إلا الذين لا يعلمون شيئًا عن اللغة العربية، ولا عن علم السياق القرآني، وخاصة الذين ينتمون إلى فرقة «أهل السنة والجماعة»!!

فماذا نقول في قوله تعالى لرسوله محمد:

«قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا (أُنْزِلَ) عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا (أُوتِيَ) مُوسَى وَعِيسَى، وَمَا (أُوتِيَ) َالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»

فهل معنى أن الله خص بعض الأنبياء بفعل «أُنْزِلَ»، والبعض بفعل «أُوتِيَ»، أن الذين خصهم بـ «الإيتاء» لم يُنزّل عليهم كتبًا؟!

إن «الإيتاء» أعمّ من «الإنزال»، وأبلغ في التعبير، لأنه يحمل معاني العطاء والتفويض، فيشمل الكتب «المنزلة»، كما يشمل أيضا «الآيات» التي أيد الله بها الرسل.

ولقد خص الله بـ «الإيتاء» من أيدهم بأكثر من «آية حسية»، فقال تعالى:

«وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى»

ثم جعل «الإيتاء» يشمل جميع الأنبياء، كلٌ حسب «آيته الحسية»، فقال تعالى:

«وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ»

ولكون فعالية «الآية الحسية» تنتهي بوفاة الرسول، أيد الله رسوله محمدًا بـ «آية قرآنية عقلية» قائمة بين الناس إلى يوم الدين.

* وإلى الآن لم نفهم ما علاقة ما سبق بمعنى «الذكر»، الذي هو موضوع المنشور!!

رابعًا:

ثم نراه فجأة تكلم عن التفريق بين «الكتاب»، و«القرآن»، اتباعا لأصحاب القراءات الإلحادية، الذين ينتمون إلى فرقة «أهل السنة والجماعة» فقال:

إن الله أخبرنا أن «القرآن إنزال»، و«الكتاب إنزال»، فيكون عندنا «آيات كتاب»، و«آيات قرآن»، وهناك فرق كبير بين «الكتاب» و«القرآن»!!

فـ «آيات القرآن» هي «الهدى» الذي يؤدي للإيمان بالله الخالق، وهي تتكلم عن الله وعن الخلق، وتحمل لنا الخبر والقصص وما جاء من غيب.

أما «آيات الكتاب» فهي القانون، هي «الدين»، و«الدين» لا يُطبق إلا على من آمن بالله من خلال آيات التوراة أو الإنجيل أو القرآن.

والحقيقة أني قمت بالرد على هذه الشبهة في عدة منشورات، منها:

١- منشور في ١١/٤/٢٠١٤ بعنوان «تهافت القراءات المفتراة على القرآن».

٢- منشور في ١٥/١٠/٢٠١٤ بعنوان «د/ شحرور وأزمة الفكر الإسلامي (٥)»

٣- منشور في ٢٢/١٠/٢٠١٤ بعنوان «عطاء الكلمة القرآنية، وأزمة الترادف (١)»

* وإلى الآن لم نفهم ما علاقة ما سبق بمعنى «الذكر»، الذي هو موضوع المنشور!!

خامسًا:

وأخيرا يأتي إلى بيان معنى «الذكر»، فتعالوا نرى كيف توصل إلى هذا المعنى، حسب «المنهجية العشوائية» التي يتميز بها «الملحدون المسلمون» من أتباع فرقة «أهل السنة والجماعة».

يذكر قوله تعالى في سورة الحجر «الآية ١»:

«الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ»

ثم قوله تعالى في سورة النمل «الآية ١»:

«طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ»

ثم يقول:

إن «آيات القرآن»، و«آيات الكتاب»، هي مجموع «الذكر»، والجميع «إنزال»، ولا يوجد فيهم «إتيان»، ولم يشير الله لأي منهم بـ «الإتيان»!!

وأي إنسان عاقل سيفهم من ذلك أنه يريد أن يقول:

إن المصحف الذي بين أيدي المسلمين هو «الذكر» الذي تعهد الله بحفظه، فقال تعالى:

«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»

إذن فما علاقة كل ما جاء في هذا المنشور بقوله في النهاية إن:

«آيات القرآن، وآيات الكتاب، هي مجموع الذكر»؟!

نعم «هي مجموع الذكر»، ولكن ما معنى «الذكر» أصلا؟!

وهل هناك عاقل يقبل أن يكون معنى الكلمة هو محتواها؟!

إن كلمة «القرآن» لها معنى، وكلمة «الكتاب» لها معنى، فما معنى «الذكر»، الذي هو موضوع المنشور؟!

ثم نأتي إلى المصيبة الكبرى، وهي قوله في الفقرة السابقة:

«ولا يوجد فيهم إتيان، ولم يشير الله لأي منهم بالإتيان»!!

لقد أشار السياق القرآني إلى «الإتيان»، فقال تعالي لرسوله:

«وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ»؟!

فمن النعم التي أنعم الله بها على رسوله «إيتاء» القرآن، وهذا برهان آخر من البراهين الدالة على «جهل» و«إلحاد» أصحاب وأتباع القراءات المعاصرة، ولا يسألني أحد عن معنى السبع المثاني!!

محمد السعيد مشتهري

فبراير 2

4 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page