

(969) 26/11/2017 «عندما تكون حرمة الدماء مقدسة»
فبراير 2
3 min read
0
3
0
يجب إغلاق جميع المساجد في العالم، لماذا؟!
أولًا:
يقول الله تعالى:
* «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا».
* «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا..»
* «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا»
إن المتدبر لهذه الآيات يعلم أن «المساجد» لا تقام على أسس مذهبية طائفية، ليصبح عندنا مساجد «أهل السنة»، ومساجد «الشيعة»، ومساجد «الجمعية الشرعية»، ومساجد «أنصار السنة»، ومساجد «الجماعة الأحمدية»، ومساجد «الصوفية».. ، إلى آخر ما هو قائم اليوم بين المسلمين.
ثانيًا:
في حياة رسول الله، أي في عصر التنزيل، أقام جماعة مسجدًا خاص بتوجههم العقدي، ليذهب المؤمنون إليه، وينصرفوا عن مسجد رسول الله، ولم يكن الرسول يعلم حقيقة إنشاء هذا المسجد، حتى نزل القرآن يُبيّن أن القصد من إنشائه «الإضرار» بالمؤمنين، فتدبر:
* «وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ»
إن فعل «اتخذ» يُبيّن أن من «المساجد» ما قد يُتخذ للإضرار بوحدة المؤمنين، والتفريق بينهم، وأن الذين يفعلون ذلك يحاربون الله ورسوله، ولذلك قال تعالى بعدها:
* «وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ»
و«الإرصاد» معناه «التهيئة»، فقد كانوا أصحاب توجه عقدي من قبل بناء «المسجد»، وأقاموه ليكون منبرًا للدعوة إلى مذهبهم، ومع ذلك يُقسمون لرسول الله أن بناءه كان لأجل الخير، فتدبر:
* «وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى»
* «وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ»
والذي يهمني الوقوف عنده هو قوله تعالى:
«وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ»
والسؤال:
هل «المساجد» التي يصلي فيها المسلمون اليوم، ينطبق عليها قوله تعالى: «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا»؟!
أم أصبحت «مساجد» الفرق الإسلامية، كلٌ حسب مذهبه العقدي، وبما في ذلك المساجد الموجودة في العالم، ومنها الذي يخطب فيه «الدكتور عدنان إبراهيم» الخطيب السني؟!
ثالثًا:
ثم يأتي الحكم الشرعي الخاص بالصلاة في هذه «المساجد»:
* «لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً»
لا تقم أيها المؤمن المسلم في مسجد اتُخذ للإضرار بالمؤمنين:
* «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْم أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ»
والمسجد الذي «أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْم» هو:
* «المسجد الحرام»
* و«المسجد النبوي»
ونلاحظ أنه بعد تفرق المسلمين إلى فرق ومذاهب عقدية متخاصمة متقاتلة، نراهم يُصلّون جميعًا في المسجدين، وعندما يعودون إلى مساجدهم، يعودون إلى مذاهبهم العقدية، لذلك لا يستحقون وصف الله لهم في الآية التالية:
* «فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا»
* «وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ»
والسؤال:
هل يمكن اعتبار «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» من الرجال الذين «يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا»، وكلٌ منهم يُصر على انتمائه المذهبي «العقدي»، الذي يُحرّم عليه الصلاة في المساجد التابعة للمذاهب الأخرى؟!
الجواب:
* «أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ»
* «خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»
* «وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
رابعًا:
هل تدبروا قوله تعالى:
* «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً»
* «فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا»
* «وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ»
* «وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً»؟!
وهل تدبر المسلمون قوله تعالى:
* «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ»
* «أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ»
* «أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ»
* «فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً»؟!
إذن فلماذا نعطي أصحاب المذاهب العقدية المختلفة الفرصة لسفك دماء بعضهم البعض، مستغلين وقت صلاة المصلين في المساجد، وخاصة يوم الجمعة؟!
لماذا لا نحافظ على حرمة الدماء، خاصة وأن الله يقول بعدها:
* «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»
* «وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ»
* «ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ»
ونغلق هذه «المساجد» المذهبية، في وقت أصبح فيه انتهاك حرمات الله من «المعلوم من الدين بالضرورة»، تحت رعاية المؤسسات الدينية المذهبية؟!
خامسًا:
لقد تفرق المسلمون في الدين، وأصبح لأتباع كل فرقة، ولكل مذهب من مذاهب الفرقة الواحدة، المساجد الخاصة بهم، ولم تعد المساجد لله، وإنما لهذه المذاهب العقدية.
فكيف تكون «الصلاة» في المساجد فريضة، وقد أصبحت ضرارًا، وأول الضرر أنها «مصائد جمعية» يسهل على أتباع أي توجه عقدي أن يسفك دماء المئات في دقائق، أليس هذا ما يحدث فعلا على أرض الواقع منذ عقود مضت، وفي مساجد أكبر فرقتين؟!
إن الأزمة في منتهى الخطورة.
ويستحيل أن تكون صلاة «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» في المساجد، التي أصبحت بتفرقهم في الدين «مساجد ضرار»، أعظم عند الله من حرمة سفك الدماء فيها!!
إنه لا نجاة للمسلمين من عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة، إلا بخلع ثوب «المذهبية»، و«التفرق في الدين»، والعودة إلى «إسلام الرسول».
محمد السعيد مشتهري



