top of page

سلسلة مقالات بدون عنوان ٧

يناير 31

41 min read

0

0

0

(176) 10/5/2014 (“الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ” [2-3])

 عدد المشاهدات : 163

إن الذي لا يعلمه المسلمون عن أحكام الحج، نزل به قرآن يبيّنه، فبعد أن قال الله تعالى “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”، قال بعدها: “فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ”، وقال بعدها: “وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”..، إلى آخر الآية [196].إذن فلو كانت أعمال الحج يمكن أن تؤدى في أي وقت خلال أشهر الحج، ما كان لتقديم الهدي نتيجة “الإحصار” معنى، ولا لقوله تعالى بعدها: “وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى (يَبْلُغَ) الْهَدْيُ (مَحِلَّهُ)”!!ثم تدبر قول الله تعالى بعدها: “فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ (إِلَى الْحَجِّ) فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ”. أي إذا زالت الموانع، ووصل الحاج إلى البيت الحرام (قبل وقت الحج)، وأراد أن يتمتع بالعمرة (أي يتحلل من إحرامه بعد أداء العمرة)، إلى وقت الحج، فعليه في هذه الحالة هدي “فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ”، تدبر جيدا جملة (إِلَى الْحَجِّ)!إن الحاج (المتمتع)، يكون متمتعا بمحظورات الإحرام، فيما بين تحلله من العمرة، إلى وقت إحرامه (مرة أخرى) بالحج، فلو كانت أعمال الحج يمكن أن تؤدى في أي وقت من أشهر الحج، فلماذا لا يذهب الحاج مباشرة إلى عرفات بعد أداء العمرة؟!! لماذا فرضت عليه الشريعة (إذا تمتع) أن ينتظر (متمتعا) حتى الموعد المحدد للأعمال الحج، ثم يًحرم مرة أخرى بالحج، ويذهب مع الحجيج إلى (عرفات)؟!إن أعمال الحج، لو كان يمكن أن تؤدى في أي وقت من أشهره، ما كان لقول الله تعالى (إِلَى الْحَجِّ) معنى، وما جعل الله تعالى على المتمتع هديا لانتظاره (متمتعا) إلى وقت الحج!! إن انتظار الحاج، في حالة تربص (إلى) الحج، يعني أن أعمال الحج لها وقت محدد، لا يمكن تقديمه أو تأخيره!!ثم تأتي بعد ذلك الآية، التي هي المحور الرئيس للموضوع، وهي قوله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”.فهل يعقل، أن نفهم هذه الآية، بمعزل عن كل السياقات القرآنية التي سبقتها، ونحوّل (الخبر)، الذي حملته الجملة الأولى منها: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”، إلى (تشريع) لميقات الحج؟!لقد جاء التشريع بعد هذا (الخبر) بقوله تعالى: “فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”!! بل جاءت بعد ذلك تشريعات أخرى، أهمها:قوله تعالى: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا (أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ) فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ”.وقوله تعالى بعدها: “ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ”.ثم أخيرا قوله تعالى “فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً”.لقد وصف الله أشهر الحج بـ (المعلومات)، أي أنها كانت (معلومة) للعرب قبل نزول هذه الآيات، فمن أين عرف العرب أسماء هذه الأشهر، والقرآن لم يأت أصلا بذكرها؟!لقد عرفوها عبر “منظومة التواصل المعرفي” [راجع منشور 9-12-2103/ خامسا].



(177) 12/5/2014 (“الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ” [3-3])

 عدد المشاهدات : 157

عبر “منظومة التواصل المعرفي”، من لدن آدم، مرورا بإبراهيم الذي رفع القواعد، وإلى بعثة النبي محمد، عليهم جميعا أفضل السلام، ظلت الأشهر العربية، ومنها أشهر الحج، والأشهر الحرم، معلومة للناس: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا (أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، ذَلِكَ (الدِّينُ الْقَيِّمُ)”.إن (الدين القيم)، يستحيل أن تُخترق نصوصه، أو شعائره (زمانا أو مكانا)، وذلك لتعهد الله بحفظه، ولقد حفظ الله أشهر الحج، وأسماءها، وزمانها، والأيام التي تؤدى فيها الشعائر، وأماكنها، من لدن إبراهيم، عليه اسلام، وإلى يومنا هذا، عبر”منظومة التواصل المعرفي”.ومن حفظ الله للأسماء، أشهر الحج، لقوله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ (مَعْلُومَاتٌ)”، ولقد جاءت هذه الجملة خبرا، ولم تحمل تشريعا، لا للحج، ولا لزمانه، ولا لمكانه!!أما الآيات التي حملت تشريعات للحج، فكثيرة، بل إن الآية التي حملت الخبر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، هي التي جاءت بوجوب (الإحرام)، فقال تعالى بعدها: “فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”. وهناك آية تحرم على (المُحرم) صيد البر، فقال تعالى في سورة المائدة: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ، وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ (مَا دُمْتُمْ حُرُماً).أما الآية التي فرضت (أصلا) الحج، فهي قوله تعالى في سورة آل عمران: “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ” – “فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ”!!إننا كي نفهم قوله تعالى”الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”، علينا أن نفرق بين (الشعائر)، التي تؤدى في أيام (معلومات – معدودات) من أشهر الحج، و(الإحرام) بالحج، الذي يجب أن يسبق أداء الشعائر، والذي قد يستغرق شهرا أو أكثر (حسب زمن السفر) يظل الحاج خلاله (محرما).إن من الآيات الدالة على وجوب (الإحرام) قوله تعالى في سورة المائدة: “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)، وقوله تعالى بعدها: “وَإِذَا (حَلَلْتُمْ) فَاصْطَادُوا”، أي أن الحاج يكون محرما، ثم يتحلل من إحرامه. ولأن (الإحرام) من أعمال الحج، يبدأ مع بداية شهر (شوال)، قال تعالى”الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”!!فهل هذا الشرح مفصل في القرآن؟! لا!! وهل يمكن أداء فريضة الحج بدون (إحرام)؟! لا!! وهل يمكن للحاج أن يفعل محظورات (الإحرام)، التي وردت بعد (الحج أشهر معلومات)؟! لا!!إذن فلنتفق أولا على منهج، في التعامل مع النص القرآني، وما أجمله من أحكام، فإما أن نقبل أن تكون “منظومة التواصل المعرفي” هي المبينة لما أجمله النص القرآني من أحكام، أو أن نبحث عن مرجعية أخرى، نؤدي أعمال وشعائر الحج على أساسها، بعيدا عن “منظومة التواصل المعرفي”!!أما أن نمسك العصا من المنتصف، نأخذ من “منظومة التواصل المعرفي” ما يوافق هوانا، ونترك ما يخالفه، ونفجر شبهات وإشكالات لا أساس لها، لا في المنطق، ولا في الشريعة، فهذا أراه عشوائية فكرية، وعجزا علميا، وتقليدا أعمى، لأصحاب القراءات القرآنية المعاصرة.



(178) 12/5/2014 (ردا على شبهات أثيرت حول موضوع الحج)

 عدد المشاهدات : 155

أعلم جيدا أن هناك شبهات، ولقد قرأت معظم ما يستحق أن يقرأ منها، وإلا ما دخلت (عش الدبابير) بإرادتي، وأمام مئات المعجبين، المقلدين لأصحاب القراءات القرآنية (غير الرشيدة)، الناشرين لآرائهم (بغير علم)، عبر صفحات شبكة التواصل الاجتماعي (الإنترنت)!!إنه من الضروري، أن يعلم من (ينتقد) ما جاء في المنشور، أنني لا أقبل نقدا عشوائيا، ولا نقدا على طريقة (القص واللصق)، ولا نقدا لصديق لم يتدبر ما جاء في المنشور، فبرجاء إعادة قراءة المنشور، وتدبروا ما يلي:1- قلت: “… بل إن الآية التي حملت الخبر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، هي التي جاءت بوجوب (الإحرام)، فقال تعالى بعدها: “فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ…”.فعليكم أن تبحثوا في اللسان العربي، الذي نزل به القرآن، وقولوا لنا: ماذا تعني جملة (فَرَضَ فِيهِنَّ)؟! من الذي فرض، و(في) أي شيء؟!!2- بتدبر السياقات القرآنية، نعلم أن (الإحرام) شرط أساس لقبول الله أعمال وشعائر الحج، لذلك قلت: “إن من الآيات الدالة على وجوب (الإحرام) قوله تعالى في سورة المائدة: “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)، وقوله تعالى بعدها: “وَإِذَا (حَلَلْتُمْ) فَاصْطَادُوا”.فعليكم أن تبحثوا في اللسان العربي، الذي نزل به القرآن، وقولوا لنا: ما تعني كلمة (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)، وكلمة وَإِذَا (حَلَلْتُمْ)؟! ما هو هذا (الإحرام)، وكيف ومتى يتم؟!3- قلت في المنشور: “إذن فلنتفق (أولا) على منهج، في التعامل مع النص القرآني”، فهل لاحظتم كلمة (أولا)؟!! هل قبلتم أن تكون “منظومة التواصل المعرفي” مرجعا لفهم ما أجمله (النص القرآني) من أحكام، أم لا؟! هل ستؤدون أعمال وشعائر الحج بعيدا عنها؟! قولوا لنا (أولا) ما هو منهجكم؟! هذا ما كان يجب أن تشغلوا به أنفسكم، حسب أصول المنهج العلمي في البحث والحوار.4- موضع أن (المحرم) قد يظل على إحرامه شهرا أو يزيد، هذا كان حسب ظروف العصر الذي نزلت فيه تشريعات الحج، وطبيعة وسائل النقل وقتها…، لذلك كان لا يمكن أن يخاطبهم الله تعالى إلا بما يعلمونه، وحسب ظروفهم، لذلك قال (أشهرا) لتشمل فترة السفر، ثم أداء المناسك!!أما اليوم، وقد تطورت وسائل السفر، فلم تعد هناك حاجة أن يظل الحاج (محرما) هذه الفترة الطويلة، فإذا أحرم من بيته، وأراد أن يؤدي فقط الشعائر (المفروضة)، وعلى رأسها الوقوف بعرفة، فقد لا يستغرق حجه أسبوعا أو أقل!!4- يقولون: إن شرحي للآية “لم يختلف عن شرح السلف”!! وقولهم هذا، هو أكبر دليل، على حجم المأساة التي وقع فيها أتباع القراءات القرآنية (غير الرشيدة)!! إن أصحاب هذه القراءات، كما ذكرت في منشور سابق، يضعون (تراث السلف) أمامهم، على مائدة البحث، ثم يبدؤون في هدمه، حتى ولو كان ذلك على حساب هدم القرآن!! وهل ينبئك مثل خبير؟!لذلك، عندما نتدبر ما جاء في تعليقات (الناقدين) نجدهم يذهبون مرة يمينا، ومرة يسارا، مرة يأتون من الشرق، ومرة من الغرب…، دون ضوابط علمية لما جاؤوا به!!فهل مطلوب من الباحث، المتدبر للقرآن، إذا وجد أن ثمرة بحثه ستوافق ما ذكره السلف، أن يعيد بحثه من جديد، حتى يجعله مخالفا للسلف؟!نعم، هذا هو منهج، ومشاريع، كثير من أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة!!ألم أقل لكم: إن مدرسة (تدبر القرآن) في خطر؟!!!



(179) 13/5/2014 (عندما يرى المقلد العلمَ هروبا!!)

 عدد المشاهدات : 152

قلت، في المنشور السابق: “إنه من الضروري، أن يعلم من (ينتقد) ما جاء في المنشور، أنني لا أقبل نقدا عشوائيا، ولا نقدا على طريقة (القص واللصق)، ولا نقدا لصديق لم يتدبر ما جاء في المنشور”..، ولكن، سأضطر إلى بيان مسألتين في غاية الأهمية، لعل من اتهمني بالهروب يرجع عن اتهامه!!أولا: يجب أن نفرق بين الكلام المرسل، والكلام العلمي. الكلام (العلمي)، هو الذي يحمل براهين علمية، أما الكلام المرسل، فيترك الحجج والبراهين، ويذهب يمينا وشمالا، لا تعرف ماذا يريد!!إن من رحمة الله بالناس، أن قيد فريضة الحج بـ (الاستطاعة)، والاستطاعة لا تتعلق فقط بمن أراد الحج، وإنما أيضا بالظروف الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والصحية..، التي تراها الدولة (السعودية) مانعة لأداء الحج في عام معين!!إن الحج فرض على المستطيع (مرة واحدة في حياته)، أما الذي يحدث في واقع الأمر، أن ما يزيد عن 70% من الحجيج، يحجون كل عام!!! فهل يعقل أن نُبقي على هذه المصيبة الكبرى كما هي، ونذهب نبحث عن حل، لا لعلاجها، وإنما لإعطائها مساحة أكبر، فنجعل الحج يتم على (أربع مرات في أشهر الحج)، وذلك على حساب تحريف آيات الذكر الحكيم!!ثانيا: يقولون: إن جملة “الحج أشهر معلومات”، تعني أن الحج يكون في أربع أشهر معلومة للأمة وهي الاشهر الحرم”!! وهذا كلام مرسل لا علاقة له بقواعد اللسان العربي، ولا بالسياق القرآني!!إنهم عندما يقولون: إن جملة “الحج أشهر معلومات” تعني “أن الحج يكون (في) أربع أشهر”، فمن أين جاؤوا بحرف الجر (في)؟! هل موجود في هذه الآية؟!إنهم عندما يقولون: إن كلام (رب العالمين)، (نص واضح للعيان)، فهل كلام رب العالمين، الواضح للعيان، فيه حرف الجر (في)؟!! يعني هو احنا علشان نحارب السلف، ونتخلص من الكتب الصفراء، نتعامل مع النص القرآني، بدون أدوات لفهمه؟!تعالوا نفهم سويا: يقول الله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”، الحج مبتدأ، وأشهر خبره مرفوع، والمبتدأ والخبر لا بدّ أن يصدقا على ذاتٍ واحدٍ، والحج (فعلٌ) من الإفعال، وأشهر (زمن)، إذن فيستحيل فهم النص على ظاهره، ولابدَّ من التأويل!!و(التأويل) علم، له قواعده، فمثلا: إذا أضفنا حرف (في) إلى النص، لم تعد كلمة أشهر مرفوعة، وهي في كلام رب العالمين مرفوعة (أَشْهُرٌ)!! يبقى حنعمل إيه؟!إننا إذا قبلنا مرجعية (اللسان العربي) هدمنا الكلام المرسل، ويصبح كلامنا كلاما علميا، وهنا نكون قد استعنا بمصدر معرفي من خارج القرآن، وهو “منظومة التواصل المعرفي”!! فلماذا نؤمن ببعض، ونكفر ببعض؟!!إن “منظومة التواصل المعرفي”، هي التي تفاعلت، على مر العصور، مع (النص القرآني)، فنقلت إلينا تفصيل ما أجمله القرآن، ومن ذلك مسألة (الإحرام)!!الحقيقة، هناك مسائل كثيرة، في كلامهم المرسل، تحتاج إلى رد، كقولهم: (أن الحج يكون في أربع أشهر معلومة للأمة وهي الاشهر الحرم)!!وهل في كلام رب العالمين (الذي يحتجون به) أن الحج يكون في (أربع) أشهر؟! من أين جاؤوا بهذه (الأربعة)؟!إن الربط بين أشهر الحج، والأشهر الحرم، لا دليل عليه من كتاب الله!! فأين الآية التي تقول إن أشهر الحج هي الأشهر الحرم؟!! أما إذا كان الدليل هو الاستنباط، فالاستنباط علم، من علوم السياق القرآني، وأداة من أدوات فهم القرآن، له قواعده وأصوله، إما أن نأخذها كلها، أو نتركها كلها!!يكفي هذا دليلا على ما أقوله دائما: إن مدرسة (تدبر القرآن) في خطر!! وأزيد الآن: إن الخطر يأتي من ناحية أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة، والتابعين لهم، المقلدين بغير علم!!



(180) 16/5/2014 (الآية القرآنية، وفقه إدارة الأزمات)

 عدد المشاهدات : 161

كثير من المسلمين، يتعاملون مع كتاب الله، باعتباره مصدرا معرفيا للدراسة والبحث، وليس (آية إلهية)، تحمل آليات وأدوات تفعيلها في ذاتها، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور!!كثير من المسلمين، يعتقدون أن كتاب الله، صالح لكل زمان ومكان، فإذا سألناهم: إذن لماذا لم يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، وطبعا في مقدمة الناس (المسلمون)؟! ذهبوا إلى أمهات كتب السلف يبحثون عن الإجابة!!فإذا نظرنا إلى ما أسفرت عنه جهود أصحاب الدراسات القرآنية المعاصرة، فلن نجد مشروعا قرآنيا متكاملا، يصلح لإدارة الأزمات والتحديات المعاصرة، بصورة (علمية) و(عملية)!!وقبل أن يتسرع أحد، مشيرا إلى وجود مشروع فلان…، أقول: إن الموجود على الساحة الفكرية، دراسات (موضوعية) مفككة، تستند إلى آيات الذكر الحكيم!! فنجد دراسة عن “المرأة في القرآن”، وعن “الجهاد”، وعن “الميراث”، وعن وعن …، ومعظم هذه الدراسات تقوم على النظر إلى الأزمة المعاصرة، ثم تبحث لها عن حل من القرآن!! وهذه وحدها أزمة!!!إن نصوص “الآية القرآنية”، نزلت لتَحكُم لا لتُحكَم!! وهذا معناه أن يكون لدى المسلمين (ومن قبل ظهور الأزمات)، رؤية قرآنية متكاملة، للحياة في ظل الشريعة الإسلامية، في جميع مناحي الحياة، يشارك في وضعها نخبة من علماء العصر، من كافة التخصصات العلمية.إن أحكام الشريعة القرآنية، منظومة متكاملة، وبناء محكم، وحدود يحرم تعديها!! إنها أحكام إلهية ثابتة، قائمة بين الناس إلى يوم الدين. ولقد ورد التحذير من تعدي حدود الله في العديد من السياقات القرآنية، ومن ذلك قوله تعالى في سورة النساء، بعد بيان أحكام (الميراث):“تِلْكَ (حُدُودُ اللَّهِ) وَمَنْ (يُطِعْ) اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [13] وَمَنْ (يَعْصِ) اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَ(يَتَعَدَّ حُدُودَهُ) يُدْخِلْهُ نَاراً (خَالِداً فِيهَا) وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [14]فهل قرأ هذه الآيات، من جعلوا ميراث المرأة مساويا لميراث الرجل؟!ألم يقل الله تعالى، بـ (الدلالة القطعية): “لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ”؟! أليس هذا (الفرض) من حدود الله التي يحرم تعديها، مهما كانت الأزمات، والتحديات، التي يواجهها المسلمون؟! ألا يعلم من خلق؟!لذلك، ووفق أصول البحث العلمي، على أصحاب هذه القرءات القرآنية الشاذة، أن يُوقفوا العمل بأحكام الميراث كلها (ليه ميراث المرأة فقط)!! إن آيات المواريث منظومة متكاملة، (شجرة المواريث)، فأي عبث في جزء منها، يؤثر على باقي الأجزاء، فاقطعوا الشجرة من جذرها، تكونوا منطقيين مع أنفسكم!!إن الأزمات والتحديات التي يواجهها المسلمون اليوم، لن تعالج إلا برؤية قرآنية متكاملة، فإذا غابت هذه الرؤية، وغاب المشروع وآليات تفعيله…، فلينتظر المسلمون “مَعِيشَةً ضَنكاً”، فوق ما هم فيه!!إن من علامات قدوم هذه المعيشة الضنك، أن يخرج علينا (الدجال)، يطلب من نصوص “الآية القرآنية”، أن تواجه هذه الأزمات بـ (عصى موسى)، وإلا لا بديل عن تحريفها لتتماشى مع الحداثة والمعاصرة!!والله العظيم…، لقد انتهى عصر الآيات الحسية!!

“وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” – “قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً” – “قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ (آيَاتُنَا) فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”!!



(181) 20/5/2014 (الفرق بين المسلم والمتديّن)

 عدد المشاهدات : 184

(المسلم): من شهد شهادة (علمية):– أنه لا إله إلا هو، من خلال دلائل الوحدانية، المنشورة في الآفاق والأنفس.– أن القرآن، هو كتاب الله، الذي أنزله على نبيه الخاتم محمد، عليه السلام.– أن القرآن هو “الآية”، الدالة على صدق (نبوة) رسول الله محمد، والتي لا يملك المسلمون غيرها، لإثبات صدق (نبوته)!!وعلى أساس هذه الشهادة (العلمية)، يصبح الإنسان (مسلما)، قد اتخذ (الإسلام) دينا، يقيم حياته، على أساسه، في كافة شؤونه.أما (المتديّن): فهو من اتخذ (دينا)، ودان به، في كافة شؤون حياته، ولكن..، هل كل (المتديّنين) (مسلمون)؟!هل الإسلام الذي عليه (المسلمون) اليوم، هو ذات الإسلام، الذي كان عليه الرسول والذين آمنوا معه؟! هل (المتديّنون) اليوم، اتخذوا (الدين) الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة، منهجا، وشريعة، في كافة شؤون حياتهم؟!إن المسلمين اليوم، (متديّنون)، يدينون بدين (الفُرقة) و(المذهبية)، هذا الدين، الذي فهمه (السلف)، ودوّنوه في ما يُعرف بأمهات الكتب، بعد وفاة النبي بما لا يقل عن قرنين من الزمن، وهذا هو (الدين) الذي اتبعه (المتديّنون)، بعد أحداث الفتن الكبرى، وإلى يومنا هذا!!إن أتباع الفرق، والمذاهب، والطوائف، والجماعات الدينية المختلفة، لم يقيموا إسلامهم على الشهادة (العلمية)، وإنما على شهادة (الآباء)، التي تُلقى في أذن المولود، فيصير مسلما بـ (الوراثة)، وعندما يكبر، يقول، كما قال الذين من قبله: “إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ”!!لقد حمل (المتديّنون)، شهادة الوحدانية (وراثة)، فهم يؤدون الصلاة والزكاة، كواجب (عايزين يخلصوا منه)، والصيام (شهر كل سنة)، والحج والعمرة (من استطاع)..، وفي هذا كله، يتبعون فهم واجتهادات أئمة مذاهبهم لهذه الشريعة (بغير علم)..، فهل هذا هو (الدين الإسلامي)!!إن إثبات حجية المصدر، الذي يستقي الإنسان منه تديّنه، فريضة شرعية، يحرم عليه عدم الالتزام بها، لقوله تعالى: “وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”.إن إثبات حجية (الدين الإسلامي)، ومرجعيته التي تُستقى منها نصوصه..، مسألة علمية..، ذلك أن الإسلام (علم)، والمسلمون (علماء)، أقاموا (بأنفسهم) تديّنهم على (علم)، وليس اتباعا لآبائهم، وتقليدا أعمى، لأصحاب التوجهات الفكرية المعاصرة.

“قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” – “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” – “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” – “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ” – “قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ” – “قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ”!!



(182) 22/5/2014 (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ”)

 عدد المشاهدات : 158

لماذا الإعراض عن (الجاهلين)، بعد أخذ (العفو)، والأمر بـ (العرف)، عند الدعوة إلى الله تعالى؟!– لأن (الإسلام)، كما ذكرت في منشور الأمس: (علمٌ)، والمسلمون (علماء)، قد أقاموا (بأنفسهم) تديّنهم على (علم)، وليس اتباعا لآبائهم، أو تقليدا أعمى، لأصحاب التوجهات الفكرية المعاصرة.– و(الجاهل) يضل الناس بغير (علم)، لذلك كان أشد خطرا على الفكر الإنساني من (الأمي)، الذي لا يعلم، أصلا، فيسهل عليك (في سياق الدعوة إلى الله) أن تنير أمامه الطريق الهادي إلى صراط ربه المستقيم.– (الجاهل) يعلم علما باطلا، يعتقد أنه الحق، وهو عند الله من الأخسرين أعمالا: “الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً”!!– (الجاهل) يجادل: “فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ”، لذلك تجده دائما، عندما ينقل عن الآخرين ما لا علم له به..، يضع نفسه في (مآزق علمية)، ويظهر ذلك جليا عند تدبر كلامه ومشاركاته وتعليقاته!!– (الجاهل)، يدّعي (العلم)، ولا يملك أداة واحدة من أدواته، فإذا كان جهله يتعلق بـ (القرآن)، تجده لا يملك آلية (تدبره)، ولا يملك أداة (اللسان العربي)، الذي نزل به القرآن…، ثم تراه، على شبكة التواصل الاجتماعي، لا دور له إلا إثارة الشبهات (مقلدا لآخرين)، كما تراه يُقحم نفسه في مسائل فقهية، قرآنية..، لا يملك أصلا أدوات فهمها!!إن (العلم) لا يقابل إلا بـ (علم)، و(علم) القرآن يبدأ بتعلم أصول وقواعد (اللسان العربي)، لأنها المفتاح لعطاء “الآية القرآنية”..، وعلم (التدبر)، وعلم (السياق)….، فلا تدبر، ولا فهم للسياق القرآني، بمعزل عن (اللسان العربي)..، فأردت أن ألفت النظر إلى هذه الحقائق!!والحقيقة، أنا أتعجب…، كيف يجادل مسلم، في أحكام فقهية (قرآنية)، ويصر على تقليده (الأعمى) لأفكار بعض أصحاب التوجهات القرآنية المعاصرة، وهو لا يعلم الفرق بين الفاعل والمفعول، والمضاف والمضاف إليه؟!! ولولا أن هذه الصفحة ليست مخصصة لتصحيح الأخطاء النحوية لهؤلاء المتطفلين على العلم، لكشفت عن هذه الأزمة الكبرى، التي يعاني منها الفكر الإسلامي، ألا وهي:أن تجادل في أحكام (القرآن)، وتؤمن أنه كلام (رب العالمين)، وأنت لا تملك الأدوات التي أمرك (رب العالمين) بالأخذ بها (عند التعامل مع هذا القرآن)، وعلى رأسها (اللسان العربي) المبين!!

– “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) – (فَيُضِلُّ) اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ، (وَيَهْدِي) مَنْ يَشَاءُ – وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”– “وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ – نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ – عَلَى (قَلْبِكَ) لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ – بِلِسَانٍ (عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)”



(183) 22/5/2014 (كلمة في معنى (الجهل)، في اللسان العربي)

 عدد المشاهدات : 163

1- يقول الزبيدي، في تاج العروس: }جَهِلَه كسَمِعَه جَهْلاً وجَهالَةً: ضِدُّ عَلِمَهُ. وقال الحَرالِيّ: الجَهْلُ: التَّقدُّمُ في الأُمور المُنْبَهِمَةِ بِغَير عِلْمٍ. وقال الراغِبُ: الجَهْلُ علَى ثلاثَةِ أَضْرُبٍ: الأول: هو خُلُوُّ النَّفْسِ مِن العِلْم (وهذا هو الأصلُ)…، والثاني: اعتقادُ الشيء بخِلافِ ما هو عليه. والثالث: فِعْلُ الشيء بخلاف ما حَقه أن يُفْعَلَ، سواءٌ اعتُقِد فيه اعتِقاداً صحيحاً أم فاسِداً كتارِكِ الصَّلاةِ عَمداً….، والجاهِلُ يُذْكَر تارَةً على سَبيلِ الذّمّ،ِ وهو الأكثَرُ، وتارَةً لا علَى سَبيلِه نحو: “يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ”، أي مَن لا يَعرِفُ حالَهم. انتهى. قلت: والجَهْلُ عَلَى قِسمين: بَسِيطٍ ومُرَكَّب، فالبَسِيطُ: عَدَمُ العِلْمِ عمّا مِن شأنِه أن يُعْلَمَ، والمُركَّب: اعتِقادٌ جازمٌ غيرُ مُطابِقٍ للواقِع، قاله ابنُ الكَمال…{2- ويقول ابن منظور، في لسان العرب: }الجَهْل نقيض العِلْم…، والجَهَالة أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم…، قال ابن جني قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء حَمْلاً له على ضدّه…{3- ويقول الرازي، في مختار الصحاح: }الجَهْلُ ضد العلم، وقد جَهِلَ من باب فهِم وسلِم و تَجَاهَل أرى من نفسه ذلك (وليس به).. {أما من قالوا: إن (الجاهل) هو “السفيه الأحمق”…، فهم أصحاب كتب التفسير، واللسان العربي هو الحاكم، أولا وأخيرا، لأنه (لسان القرآن)!!إن (الجهل)، الذي هو اعتقاد علم، بخلاف (العلم الحق)، أو التصرف بغير (العلم الحق)…، لا شك أن له آثارا سلبية (نفسية)، تقع بين الناس، منها (السفه، والحمق..)، فالسفه والحمق من (ثمار) الجهل، وليسا هما (الجهل) بعينه، كما ذكر المفسرون!!


(184) 25/5/2014 (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )

 عدد المشاهدات : 150

إننا نعيش أمام شاشة عرض كبيرة، شملت كل ذرة من ذرات هذا الوجود، تشهد أنه لا إله إلا الله، وأن هذا القرآن، الذي بين أيدينا اليوم، هو كتاب الله، وآيته الدالة على صدق نبوة نبيه الخاتم محمد، القائمة بين الناس إلى يوم الدين.إن هذا القرآن، هو أفضل كتاب يحدثنا عن دلائل الوحدانية، بأسلوب علمي سهل، لا تكلف فيه ولا تعقيد، تفهمه القلوب السليمة، يعتمد على طرق الاستدلال العقلي، التي تكشف عن التناغم القائم بين آيات الآفاق والأنفس، وآيات هذا الكتاب الحكيم.لقد جاء القرآن الكريم، للإعلاء من قيمة آليات عمل القلب، آليات التفكر والتعقل والنظر..، وتفعيلها للوقوف على دلائل الوحدانية، الموصلة إلى خالق هذا الوجود. فلا إسلام دون منهج عقلي، استدلالي..، يثبت “الوحدانية”، وصدق “النبوة”، وفاعلية “الرسالات” الإلهية.لقد جاء القرآن الكريم، يدعو الناس إلى اتباع ملة إبراهيم: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ”، لماذا؟! لأن إبراهيم، عليه السلام، ضرب المثل الأعلى في تفعيل منهج الاستدلال العقلي، القائم على تفعيل آليات التفكر والتعقل والنظر..، في مواجة تحديات (الآبائية)!!إن تقديس ميراث الآباء، واتباع الآخرين بغير علم، ولا هدى من الله تعالى..، شرك بالله تعالى، وطوق النجاة من هذا الشرك، هو (العلم)، والالتزام بمنهج الاستدلال العقلي، كما فعل إبراهيم عليه السلام، فكان عاصما له من الانزلاق في صور الشرك المتعددة.“وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ” – “وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً) فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”!!لقد أفحم إبراهيم قومه، بما آتاه الله من براهين علمية، وأقام بهذه البراهين (الحجة) عليهم: “وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ”!!إن (العلم) هو الطاقة الدافعة، والمحركة، لفاعلية نصوص “الآية القرآنية”، التي حملها المسلمون على مر العصور، ولم يُفعّلوا منها إلا بعض الشعائر التعبدية، كالصلاة والصيام والحج!! وحتى هذه الشعائر التعبدية، التي هي من (ثوابت الدين)، هناك من يحاولون تحريفها، بدعوى مسايرة تحديات العصر!!إن (ثوابت) الدين (علم إلهي)، وتحديات العصر (صناعة بشرية)، ويستحيل أن تحكم (الصناعة البشرية)، (علم الله)!! وجميع الشعائر التعبدية من ثوابت الدين، التي لا تتغير على مر العصور!!أما (المتغير) في دين الله، فهو الذي يفرضه التطور الحضاري على حياة الناس، ومجاله هو سنن التغيير التي تعمل وفق آليات هذا التطور، في كافة مناحي الحياة!! لقد تغيرت وسائل النقل: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً”، ونحن اليوم نعيش في عصر: “وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ”!!

“فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” – “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”.


(185) 25/5/2014 (المختصر المفيد … في الثابت والمتغير)

 عدد المشاهدات : 161

إن (ثوابت) الدين (علم إلهي)، وتحديات العصر (صناعة بشرية)، ويستحيل أن تحكم (الصناعة البشرية)، (علم الله)!! وجميع الشعائر التعبدية من ثوابت الدين، التي لا تتغير على مر العصور!!أما (المتغير) في دين الله، فهو الذي يفرضه التطور الحضاري على حياة الناس، ومجاله هو سنن التغيير التي تعمل وفق آليات هذا التطور، في كافة مناحي الحياة!! لقد تغيرت وسائل النقل: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً”، ونحن اليوم نعيش في عصر: “وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ”!!


(186) 29/5/2014 (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)

 عدد المشاهدات : 52

إذا كنت من المهتمين بتحليل ما يُجرى حولك من أحداث محلية أو دولية، سياسية أو غيرها..، وتريد أن تخرج إلى الناس تحدثهم عن نتائج هذا التحليل..، فعليك أولا أن تحدد المنطلق الفكري الذي ستنطلق منه في تحليلك!!فإذا كان منطلقك سياسيا، فهل أنت أولا من أهل السياسة؟! هل لديك خبرة في العمل السياسي؟! هل تعلم جيدا ما يحدث في (المطبخ السياسي)؟!أما إذا كنت ستنطلق من منطلق إسلامي، فهل تعلم ما هو (الإسلام)؟! هل وقفت على المرجعية الإلهية التي ستستقي منها القواعد التي ستقيم عليها تحليلك؟!ولأنني لا أشتغل بالعمل السياسي، ولا أعلم حقيقة ما يحدث في (المطبخ السياسي)..، فسألقي بعض الضوء على ما يحدث الآن في مصر، من منطلق فهمي للإسلام، ولمرجعيته الإلهية (القرآن الحكيم)، هذا القرآن الذي بيّن أن ما يحدث في هذا الوجود، يحدث وفق (سنن كونية)، تعمل في إطار (المشيئة الإلهية).إن السنن الكونية، منظومة إلهية، شملت الوجود كله، وقد جاء القرآن الحكيم ببيانها، ليكون المسلم (المؤمن) على علم، بفاعلية هذه السنن، في ما يحدث حوله!!إن النصر يكون للمؤمنين، ويكون للكافرين، إذا عصى المؤمنون ربهم، ولم يأخذوا بسنن وآليات النصر!!إن النصر والهزيمة لا يعرفان الهوية الدينية، و(يُتداولان) بين الناس وفق سنن وآليات النصر، من أخذ بها أعطته، على قدر ما أخذ: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ”..، ثم لله تعالى أن يتدخل لحسم الصراع لصالح المؤمنين (إن استحقوا ذلك)!!وعندما تترك الشعوب الأغنياء (يتداولون) المال بينهم، ولا يجعلون للفقراء منه نصيبا، تفسد الأرض..، ولقد حذر الله تعالى الناس من ذلك: “كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ..”.وتارة تكون سعيدا…، وأخرى تكون تعيسا..، تارة تكون في منحة…، وأخرى تكون في محنة…، فمسار الأيام بين الناس لا يدوم، وهذا بما كسبت أيدي الناس: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..”!!وعندما يحمل المسلمون دينا غير الدين الذي أمر الله تعالى باتباعه، ويتحركون به بين الناس باسم (الإسلام)، يتركهم الله لخياراتهم، أما عندما يصل هؤلاء إلى حكم البلاد، ويحكمون الناس بغير الدين الإلهي..، فلن يتركهم الله يفسدون في الأرض، وسيجعل السنن الكونية تقوم بعملها، بصرف النظر عن هوية وملة من حمل هذه السنن، وقام بتفعليها، فأعطته على قدر ما حمل!!لقد خرج الشعب المصري ليقول نعم لـ (الإسلام)، على حين غفلة من أمره، فجاء بالتيارات الدينية لتحكم البلاد، وفق قواعد اللعبة السياسية، وعلى رأسها (الصندوق)!! وبعد عام وجد أن هذا ليس هو (الإسلام)، ففوض الجيش ليخلصه من هذا الحكم، ونجح الشعب والجيش في ذلك، واختار الشعب رئيسا جديدا للبلاد، وفق قواعد اللعبة السياسية، وعلى رأسها (الصندوق)!!وما على المسلم (المؤمن)، أمام قواعد اللعبة السياسية، إلا أن يحمد الله، أن خلص البلاد، من حكم، قد حذر الله تعالى الناس منه، وهو (الحكم بغير ما أنزل الله)، بصرف النظر عن كيف حدث هذا، وعلى يد من…، فهذا يخص (أهل السياسة)..، أما المسلم (المؤمن)، الذي يؤمن أن مرجعية الإسلام، هي القرآن، والقرآن وحده، فما عليه إلا أن يتدبر قوله تعالى:

“قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (تُؤْتِي) الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَ(تَنْزِعُ) الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَ(تُعِزُّ) مَنْ تَشَاءُ وَ(تُذِلُّ) مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.


(187) 29/5/2014 (أزمة “الحكم بما أنزل الله)

 عدد المشاهدات : 57

يظن البعض، ممن غيبت (المذهبية) آليات عمل قلوبهم، آليات التفكر، التعقل، والتدبر، والنظر…، يظنون أن “الحكم بما أنزل الله” موجود بين المسلمين، أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، ويستطيع أي حاكم (حالي أو قادم) أن يحكم به!!لم يحدث أن حُكمت مصر يوما، بجماعة دينية، رفعت راية (الإسلام)، و(الخلافة الإسلامية)…، وإنما حُكمت، عبر عقود مضت، بنظام مدني، اتخذ مذهب “أهل السنة” مرجعا دينيا!! فهل هذا المذهب، عرفه رسول الله، وصحبه الكرام؟! هل حُكم البلاد بهذه المذاهب هو (الحكم بما أنزل الله)؟! هل عقوبة (الرجم)، التي ابتدعها الفقهاء، من أحكام الشريعة التي أنزلها الله تعالى في كتابه؟!إن التيارات الدينية، التي فتنها الله تعالى بحكم مصر، جاءت تحكم وهي ترفع راية الحكم (الإسلامي) و(الخلافة الإسلامية)، ولو أنها صدقت، لرفعت الراية الحقيقية، راية مذهب أهل السنة والجماعة، لتبيّن للناس أنها فرقة من الفرق الإسلامية، وليست هي المتحدث الرسمي باسم المسلمين، حتى لا ينخدع المسلمون البسطاء (الذين لا يعلمون) الحقيقة، كما انخدعوا فعلا وخرجوا ليقولوا للإسلام “نعم”..، وخلال عام سقطت فيه الأقنعة، وظهرت هذه التيارات الدينية على حقيقتها، اضطر الشعب للخروج ليقول “لا” للجماعات الدينية المذهبية كلها!!إن الحكم بما أنزل الله، لم يشهده إلا عصر النبوة، وعصر الخليفة الأول، والثاني، وبعد ذلك استطاع الشيطان أن يفتن المسلمين في عصر الخليفة الثالث، ثم جاء آخر الخلفاء الراشدين، ومعه “الفتن الكبرى”، التي مزقت الأمة الإسلامية إلى فرق ومذاهب متخاصمة متصارعة، أعطوا ظهورهم لحكم الله الذي أنزله في كتابه، والذي خاطب الله تعالى فيه رسوله قائلا:“فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا…” إلى أن قال تعالى: “… وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ” – “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”.ومن يومها، لم يُحكم المسلمون “بما أنزل الله”، وإنما حُكموا بفقه “المذاهب” العقدية والتشريعية، التي ولدوا فيها، وتربوا على مائدتها!! فإذا جاء الحاكم “سني” حكم الناس بالمذهب السني، وإذا جاء “شيعي” حكم بالمذهب الشيعي…، وهما فرقتان يكفر بعضهم البعض!!فهل هذا هو “الحكم بما أنزل الله”، الذي كان عليه رسول الله وصحبه الكرام؟!! إن الحكم بما (أنزل الله).. هو الحكم بما (أنزل الله)..، أي الحكم بما (أنزل الله)…، ولم (ينزل الله) حكما إلا في كتابه الحكيم!! فلا شريعة إلا التي (أنزلها الله) في كتابه!!إن (الحكم بما أنزل الله)، و(المذهبية)، لا يجتمعان أبدا!! فإذا أردت (الحكم بما أنزل الله) فعليك أن تقتلع (الفُرقة والمذهبية) من جذورها، ويعود المسلمون أمة واحدة، تنفيذا لحكم الله، واتباعا لرسوله!!لقد قلت في المنشور السابق (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ): “وما على المسلم (المؤمن)، أمام قواعد اللعبة السياسية، إلا أن يحمد الله، أن خلص البلاد، من (حكم)، قد (حذر) الله تعالى الناس منه، وهو (الحكم بغير ما أنزل الله)..”!!فالذين يعتبرون الجماعات والتيارات الدينية (تحكم بما أنزل الله)، فهذا شأنهم، وحسابهم عند الله!! أما أنا فقلت، وأقول: إن هذه التيارات الدينية لا تحكم إلا بفقه (المذاهب)، وتخدع المسلمين وتقول لهم إنها تحكم بالإسلام، بالشريعة الإسلامية!!وفرق كبير، بين أن يعلم المسلم أن هذا الحكم هو (رأي فقيه) من الفقهاء، يمكن أن يمتنع عن الأخذ به..، وبين أن يعلم أن هذا الحكم هو (حكم الله)!! وهل قُطعت آلاف الرقاب، في عصر الدولة الأموية، والعباسية..، إلا تحت سلطان (الخليفة ظل الله في الأرض)، وأنه يحكم بالحق الإلهي؟!!إنه لا (حكم بما أنزل الله)، لا بعد الفتن الكبرى، ولا حاليا، ولا مستقبلا..، وإلى أن تُقتلع (المذهبية) من جذورها، ويعود المسلمون أمة واحدة…، هذا هو جوهر المنشور السابق (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)، الذي غاب عن بعض المذهبيين!!


(188) 31/5/2014 (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)

 عدد المشاهدات : 58

من هم “الظالمون”؟!– الذين يكفرون بالله … هم “الظالمون”– الذين يشركون بالله … هم “الظالمون”– الذين يجحدون آيات الله … هم “الظالمون”– الذين يخوضون في آيات الله بغير علم … هم “الظالمون”– الذين كفروا بعد أن شهدوا أن الرسول حق … هم “الظالمون”– الذين يتخذون من استحبوا الكفر على الإيمان أولياء … هم “الظالمون”– الذين يتعدون حدود الله … هم “الظالمون”– الذين يفترون على الله الكذب … هم “الظالمون”– الذين يؤمنون ولا يعملون الصالحات … هم “الظالمون”– الذين في إيمانهم مرض وريبة … هم “الظالمون”– الذين لا يؤسسون إيمانهم على تقوى الله … هم “الظالمون”– الذين لا يكتفون بالقرآن مصدرا تشريعيا … هم “الظالمون”– الذين لا يفقهون ولا يتدبرون القرآن … هم “الظالمون”– الذين يحملون القرآن ولا يعملون به … هم “الظالمون”– الذين لا يحكمون بما أنزل الله … هم “الظالمون”– الذين لا يلتزمون بأحكام الشريعة القرآنية … هم “الظالمون”– الذين يتبعون أهواءهم بغير علم ولا هدى من الله … هم “الظالمون”– الذين لا يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله … هم “الظالمون”– الذين لا يتوكلون على الله … هم “الظالمون”– الذين يتبعون الشيطان … هم “الظالمون”– الذين غرتهم الدنيا، حتى تساووا مع منكري البعث … هم “الظالمون”* انتبه…، ولا تمر على هذه الصفات، باعتبار أنها لا تخصك، فالإسلام، والكفر، والشرك، والنفاق، والظلم…، كلها أحوال وتصرفات يعيشها الإنسان..، وليست قوالب يوضع فيها الإنسان يوم ولادته، ولا يخرج منها إلا يوم القيامة، عندما تنكشف أمامه الحقيقة:“وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ (الظَّالِمُونَ)…”!!* انتبه…، وعليك أن تواجه نفسك بهذه (الصفات)، وتعرف من أنت، وإلا ستظل تعيش في حيرة من أمرك …، ولن تجد عند أحد في العالمين إجابة على ما في قلبك من أسئلة وشبهات …، وستموت وأنت لا تعلم من أنت …، لأنك عشت غافلا عن فتنة الدنيا، تجادل في (دين الله) بغير علم، وفي (دين الناس) تخوض مع الخائضين، والله تعالى (يمهل) ولا (يهمل):“إِنَّمَا (يُؤَخِّرُهُمْ) لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ”!!* انتبه…، إما أن تكون (مسلما) حقا… أو تكون (ظالما) حقا… فمن أنت؟!– ما هي ملتك؟! وهل أقمت البرهان على صحة هذه الملة (بعيدا عن إيمانك الوراثي)؟!“مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ(أَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)”!!– ما هي الأدوات العلمية التي تملكها، لتتأكد من صحة ما تؤمن به الآن وتتبعه (حتى لا تكون مقلدا، تابعا بغير علم)؟!“وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ (الَّذِينَ ظَلَمُوا) رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ (وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ) أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ”!!– ما هي إنجازاتك الفكرية (أو العلمية)، التي تسمح لك بالحوار، أو المجادلة..، حول مسألة ما؟!“وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ (الَّذِينَ ظَلَمُوا) أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ (وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ)”!!– الظالمون … هم (المجرمون) … هم الذين لا يتعلمون الدرس!!“وَتَرَى (الْمُجْرِمِينَ) يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ”!!


(189) 4/6/2014 (السنن الإلهية، وفاعليتها)

 عدد المشاهدات : 83

إنني عندما أنظر إلى ما حدث في مصر من تغيير للنظام الحاكم، أنظر إليه من منظور (السنن الإلهية)، وفاعليتها في هذا الوجود، التي لا تعرف ملة ولا جنسا، من أخذ بها أعطته على قدر ما أخذ، سواء كان مسلما أم كافرا، خيرا كانت للناس أم شرا!!وإذا كانت شعوب العالم الثالث، ومنها مصر، عبارة عن (لعبة) في يد حكامها، أو في يد قوى أخرى تعمل (داخليا أو خارجيا)..، فتحركها بـ (الريموت كنترول)، فمرة تقول (نعم) لشخص فيحكمها، وأخرى تقول له (لا)، ليأتي غيره ليحكمها..، فهذه وإن كانت من قواعد اللعبة السياسية، إلا أن الحقيقة هي: “وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ”!!إننا نعيش في إطار “السنن الإلهية” الحاكمة لهذا الوجود، ونرى فاعلية قوله تعالى: “تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ”!! وأمام قانون “فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً”، وأمام سنة “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”!!لذلك كان على (المسلم)، المدرك لفاعلية “السنن الإلهية” في هذا الوجود، أن يحذر من السقوط في دوامة اللعبة السياسية، وهو يتفاعل مع آثار هذه (الفاعلية)!! إن على (المسلم) أن يقف كمراقب لهذه الآثار، يأخذ منها (العبر)، ويسعد إذا جاءت في صالح (الإسلام)، ويحزن إذا جاءت عكس ذلك، فالأمر أولا وأخيرا بيد عالم الغيب والشهادة.إن ما حدث في مصر، من تحرك شعبي نحو صعود التيارات الدينية إلى حكم البلاد، ثم تحرك شعبي نحو سقوطها..، أرى فيه جانبا لصالح (الإسلام)، وهو إزاحة هذه التيارات الدينية عن المشهد السياسي، ذلك أن تاريخ (الإسلام السياسي) تاريخ (مظلم) – (دموي)، لا علاقة له بـ (الإسلام) الذي أمر الله تعالى الناس باتباعه.لقد حكمت هذه “التيارات الدينية” مصر عاما كاملا، وقد كانت ترفع “راية الإسلام”، عقودا من الزمن، وتحلم بإعادة الخلافة الإسلامية إلى الأرض..، فهل وقف الله تعالى بجانبها وأيدها بنصره، وهو القائل: “وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”؟!!إنه يستحيل أن تكون هذه “التيارات الدينية” على الدين الذي أمر الله تعالى باتباعه، ثم لا ينصرها (ولو مرة واحدة) عبر قرون مضت، ولا حتى عندما حكمت مصر، وأصبحت تملك كل أدوات وآليات النصر، المؤيدة والداعمة لها، من داخل مصر وخارجها!!وعلى الجانب الآخر، عندما أنظر إلى آليات إزاحة “التيارات الدينية”، وما نتج عنها من سفك للدماء (بحق أو بغير حق)، أرى أن هذه هي طبيعة فاعلية (السنن الإلهية) في حياة الناس، سواء كانت إيجابية أو سلبية…، فنحن نعيش في عالم (الأسباب والنتائج)…، فقد تعيد هذه “التيارات الدينية” الكرة مرة أخرى، وتنتصر..، ولكن هل لأنها على الحق؟!! لا، وألف لا..، وإنما لتكون (فتنة) للناس، ثم يوم القيامة: “إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”!!فهل هناك أحد يعلم لماذا قُتل المظلوم، وانتصر الظالم؟! أو لماذا انتصر المظلوم وقُتل الظالم؟! لن تجد الحقيقة إلا يوم القيامة، “وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ – بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ”؟!!إن الموجة الهائلة المدمرة (تسونامي) عندما تفاجئ الناس، وتدمر في طريقها كل شيء، لا تعرف ظالما ولا مظلوما، ولا مؤمنا ولا كافرا…، ولن يستطيع أحد أن يقف على “الحكمة الإلهية” وراء هذا التدمير الشامل، إلا أن تكون (آية) يرسلها الله تعالى إلى العالمين، من وقت للآخر، لعلهم يرجعون!!إنني لست سياسيا، ولا أتفاعل مع أي حدث، إلا إذا كان هناك توجيه قرآني بشأنه، من منطلق تفعيل نصوص “الآية القرآنية” في واقعنا المعاصر، حسب ما أملكه من أدوات فكرية، وآليات عملية.فمثلا، وبالإضافة إلى ما سبق: عندما أجد في المجتمع خللا في ميزان توزيع الثروات، وأرى المال لا يذهب إلى الفقراء والمساكين، ويكون (دولة بين الإغنياء) فقط…، أجد أن من واجبي أن أكتب ناصحا لمن بأيديهم الأمر، من منطلق القاعدة القرآنية “الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ”، وليس من منطلق سياسي!!من أجل ذلك كتبت المنشور السابق “كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ”، ولكن يبدو أنه لم يعجب بعض الأصدقاء!!

* “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”!!



(190) 8/6/2014 (العشوائيون، يمتنعون)

 عدد المشاهدات : 78

لقد خلق الله تعالى الإنسان، لمهمة واحدة، وهي: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ (إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)”، وبمقام “العبودية”، قام الوجود كله: “وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ”.وخلق الله تعالى الناس، بفطرة وإمكانات، تساعدهم على أن يكونوا عبادا لله (مخلصين)، وذلك بالنظر في دلائل “الوحدانية”، التي عمت الوجود كله.وعباد الله (المخلصون)، هم الذين (خضعوا) لخالقهم، و(علموا) أنه وحده الذي يملك نفعهم وضرهم، وأن هذه الدنيا (وسيلة) وليست (غاية)، وأنها الطريق لفوزهم بالجنة، التي “أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ”..، فسعوا لها سعيها، “فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً”.و(السعي المشكور)، هو الذي استكمل شروطه، وأولها: تفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، (آليات عمل القلب)، هذه النعمة التي فضل الله بها الإنسان على سائر المخلوقات…، فهل شكر الإنسان ربه على هذه النعمة؟!إن برهان (الشكر) برهان عملي، وليس قوليا: “وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ (تَشْكُرُونَ)”. والبرهان (العملي) يكون بتفعيل نصوص الشريعة الإلهية…، فإذا كنت (مسلما) فبرهان إسلامك، أن تقوم بتفعيل نصوص “الآية القرآنية”، سلوكا عمليا بين الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور…، ولكن على يد من؟!!هل على يد (العشوائيين)؟! أم على يد (المذهبيّين) المتخاصمين؟! أم على يد (المتخلفين) عن التقدم الحضاري، وعن فقه “الآية القرآنية”؟! على يد من سَيَخْرُج الناس من الظلمات إلى النور؟!!هل على يد (العشوائيين)، الذين لا رؤية لهم ولا هدف، هؤلاء الذين يعيشون خارج (المنظومة القرآنية)!! هل على يد (أهل الدنيا)، الذين جعلوا (الآخرة) آخر همهم؟!هل على يد (العشوائيين)، الذين تعرفهم بسيماهم العقلية، وبصماتهم الفكرية!! الذين يُضيّعون أوقاتهم، على شبكات التواصل الاجتماعي، ينشرون العلم والجهل، المفيد وغير المفيد…، يقطفون الزهور والأشواك، يذهبون يمينا ويسارا…، ويُقحمون أنفسهم في مسائل لا علم لهم بها!!وفي عالم السياسة، ترى (العشوائيين) ينتقدون الأنظمة الحاكمة، وهم لا دراية لهم بهذا العالم، ولا بفاعلية (السنن الإلهية) في هذا الوجود، ولا بما يحدث اليوم (8-6-2014) في مصر، حيث خضع وسلّم ملوك ورؤساء العالم لسنن التغيير في مصر، بما فيهم أمير (دولة قطر) الذي أرسل برقية تهنئة للمشير السيسي، اعترافا منه بشرعية حكمه للبلاد!!إن ما يحدث اليوم في مصر، سيغيظ كثيرا من (العشوائيين)، و(المذهبيين)..، فتراهم يكادون يبطشون بالذين يُبيّنون لهم حقيقة (تخلفهم) وما يحدث من آيات: “يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا”، ومن هذه الآيات: “وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ”!!أفلا تبصرون؟!!إن إخراج الناس من الظلمات إلى النور (منظومة قرآنية) متكاملة، أعضاؤها هم (المؤمنون)، (الموحدون)، (الربانيّون): “كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ”، هؤلاء الذين حملوا فقه “الآية القرآنية”، دراسة وتدبر، وسلوكا عمليا في واقع الحياة، يراقبون (السنن)، ويأخذون (العبر)!!لذلك كان (العشوائيون)، أشد خطرا على الإسلام من أعدائه، لأنهم (أهل دنيا)، فﻻ يتحدثون عن (اﻹسﻻم)… العشوائيون يمتنعون!!!

“مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا (لا يُبْخَسُونَ)” – “أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ (إِلاَّ النَّارُ) وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَ(بَاطِلٌ) مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.


(191) 9/6/2014 (والأغبياء، أيضا، يمتنعون)

 عدد المشاهدات : 172

الغباء، في اللسان العربي، تُراب، يُجْعَلُ فوق الشيء ليواريه، ويقصد به في العلاقات الإنسانية (عدم الفطنة)!! فـ (الغَبِيُّ)، قليل الفطنة، و(غَبِيَ الدَّرْسَ) الذي لَمْ يَسْتَوْعِبْهُ، أو لَمْ يَعْرِفْهُ، ويا لها من (غباوة)، أي يا لها من غَفْلة!!و(أغبياء) الدين، هم (الغافلون) عما أمر الله به، وأول الأوامر وأعلاها: تفعيل آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر…، و(الأغبياء) لا يتفكرون، ولا يتعقلون، وإذا قرأوا لا يتدبرون!! لذلك تراهم لا يستوعبون الدرس، درس القرآن، لأنهم عن دراسته (غافلون)!!لذلك وصف الله تعالى (الأغبياء) بصفات غير حميدة، منها:– “وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ (لا يَفْقَهُونَ) بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ (لا يُبْصِرُونَ) بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ (لا يَسْمَعُونَ) بِهَا، أُوْلَئِكَ (كَالأَنْعَامِ)، بَلْ هُمْ (أَضَلُّ) أُوْلَئِكَ هُمْ (الْغَافِلُونَ)”!!– “أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ (إِلَهَهُ هَوَاهُ) أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً” – “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ (يَسْمَعُونَ) أَوْ (يَعْقِلُونَ) إِنْ هُمْ إِلاَّ (كَالأَنْعَامِ) بَلْ هُمْ (أَضَلُّ) سَبِيلاً”!!– “إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ (الصُّمُّ الْبُكْمُ) الَّذِينَ (لا يَعْقِلُونَ)” – “وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ (وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا) وَهُمْ مُعْرِضُونَ”!!فمن هؤلاء الذين حملوا هذه الصفات، وهم ينتمون إلى الجنس البشري، ويعيشون بين الناس؟! إنهم (الغافلون) عن أوامر الله تعالى وشريعته!! إنهم أتباع الفرق والمذاهب والتيارات الدينية المختلفة، الذين أعطوا ظهورهم لأمر الله أن يكونوا (أمة واحدة)، وتفرقوا، وتخاصموا، وتقاتلوا، وتخلفوا عن ركب التقدم الحضاري، فلم يستطيعوا إقامة الشهادة على الناس، ولم يخرجوهم من الظلمات إلى النور!!فهل يمكن اعتبار أتباع (التيارات الدينية) المختلفة (أذكياء)؟! كيف، وقد حذر الله تعالى المسلمين من التفرق في الدين، ووجه هذا التحذير لرسوله محمد، عليه السلام، فقال تعالى:“فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً”… إنه أمر بالوحدانية، ثم تلى ذلك أمر بالإنابة والتقوى وإقام الشعائر: “مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ”… ثم تحذير من الشرك: “وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ”، ثم وصف للمشركين: “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”!!فهل المشركون (أذكياء)، ولو حملوا أعلى الشهادات والخبرات العلمية؟! ماذا سيقول (الأغبياء) في هذه (الآيات)؟!! هل سيصرون على الكشف عن مزيد من (غبائهم) ويقولون: إن محمد مشتهري يوظف الآيات لأغراض سياسية؟!!إن (فيروس) الغباء يسري في دماء جميع (المذهبيين)، لذلك تجد أعراضه عليهم كلها واحدة، ومن أهم مظاهرها: (العشوائية) الفكرية، وافتراء الكذب!!ومن أكاذيبهم قولهم: إن محمد مشتهري يدعي أن الله لم يؤيد (الحكم الإسلامي) بنصره، ولذلك سقط حكم الإخوان!! أقول: فهذه هي مقالاتي، على هذه الصفحة، وموقعي على شبكة الانترنت معلوم، ومؤلفاتي منشورة، ولم أذكر مطلقا في حياتي (أن الله لم يؤيد الحكم الإسلامي بنصره)، وإنما دائما أقول: إن الله لم يؤيد “التيارات الدينية” المذهبية بنصره، والفرق كبير، ولكن يعلمه (الأذكياء) فقط!!إن تجربة (الحكم الإسلامي) انتهت مع نهاية حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ثم بدأت الفتن تظهر على السطح، حتى وصلت إلى ذروتها مع أحداث (الفتن الكبرى)، في عصر الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، حيث سفكت دماء الآلاف من المسلمين المتقاتلين، ومن يومها والدماء تنزف على أيدي هؤلاء (الغافلين) عن آيات الذكر الحكيم!!ومن غبائهم، استدلالهم بقوله تعالى، في (سورة محمد): “ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ”، يستدلون بهذا الآية على أن الله تعالى ناصرهم ولو بعد حين، وأن ما هم فيه اليوم من تخلف، وذل، وتفرق، وتقاتل…، كل ذلك لأنها (مشيئة الله)، وأن (الحين) لم يأت بعد!!إن سياق هذه الآية يبدأ بقوله تعالى: “فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ”، أي أنه يتحدث عن أحكام معركة حقيقية تقوم بين المسلمين والكفار، لذلك فاسم الإشارة (ذلك) في الآية يعود إلى هذه الأحكام، بداية بـ (فضرب الرقاب)، ويكون المعنى: لو يشاء الله لاستأصل الكفار، ولم يكلفكم بقتالهم (لانتَصَرَ مِنْهُمْ)، ولكن سنة الله في هذا الوجود، أن تحدث (الأسباب والمسببات)، وفق قوانينها المعتادة، وهي (لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)، وهذا ما حدث في مصر، في (30-6-2013) وفي (8-6-2014)!!هؤلاء (الغافلون) هم الذين يؤمنون بأن النصر سيأتي على يد (المهدي المنتظر)، لذلك فهم ينتظرونه!! ويؤمنون بأن نصرهم سيكون على يد الأحجار، التي ستتكلم أثناء المعركة وتقول: يا مسلم، خلفي يهودي فتعال فاقتله!!ألم أقل لكم: إن (الإسلام) لا يعرف (الأغبياء)…، لذلك يمتنعون؟!ولنتدبر ما جاء في سياق سورة محمد:

“أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” – “إِنَّ الَّذِينَ (ارْتَدُّوا) عَلَى أَدْبَارِهِمْ (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى) الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ”!!


(192) 11/6/2014 (المتحرشون، مفسدون في الأرض)

 عدد المشاهدات : 58

لقد اعتبر القرآن الحكيم، العدوان على حقوق وحريات الناس وكرامتهم، بمثابة العدوان على الله ورسوله، مما يبيّن مدى اهتمام الشريعة الإسلامية، برعاية أمن الناس وسلامتهم، فقال تعالى:“إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً) أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.إنها ليست حربا بالسيف في ميدان القتال، إنها حرب بأحكام الشريعة في ميدان تهديد أمن وسلامة الناس، في أنفسهم، وأعراضهم، وأموالهم. إنها حرب على الأشرار، المفسدين في الأرض (أي أرض)!!إن العقوبات المشددة، التي جاءت بها هذه الآية الكريمة، تبيّن مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بحقوق الإنسان، في كافة مناحي الحياة، والحيلولة دون اعتداء الأشرار المفسدين في الأرض، على الأنفس، أو الأموال، أو الأعراض.ولا شك أن أحكام هذه الآية تتفاوت العقوبة بشأنها، وفق الظروف المحيطة، والملابسات المتعلقة، بارتكاب هذه الجرائم، جرائم الإفساد في الأرض. ولكنها أولا وأخيرا عقوبات مشددة، تقع بين القتل والنفي من الأرض، وللمشرع أن يضع القوانين، التي تضمن تحقق المقاصد العليا لهذه الأحكام، ومنها عدم الإخلال بالأمن العام، والأمن العام يختل عندما تكون المرأة غير آمنة، لا في بيتها، ولا في عملها، ولا في مجتمعها!!إن (التحرش الجنسي) إفساد في الآرض!! إن (المتحرشين) عندما ينتهكون حرمة المرأة، وحقها في أن تتحرك بين الناس آمنة، هم لا يحاربون المرأة وحدها، وإنما يحاربون الله ورسوله!! يحاربون الله ورسوله، لأنهم يحاربون شريعته، ويعتدون على أحكامها!!إن (المتحرشين) يحاربون مؤسسات الدولة الدينية، الرسمية وغير االرسمية!! فهل هناك فساد، وإفساد، أشنع من تعطيل أحكام الشريعة، أحكام (الإفساد في الأرض)، والاكتفاء بعقوبات لا تغني ولا تسمن من جوع؟!!إنه يجب أن يكون لأحكام الشريعة الإسلامية سلطان في الأرض، وإلا ما كان لوجودها فائدة!! فأين سلطان هذه الشريعة على (المتحرشين) المفسدين في الأرض؟! لك أن تتخيل حالة امرأة، أسيرة بين أيدي الذئاب، وحولها مئات من البشر، لا يستطيعون حمايتها منهم!! فأين كان الرجال؟!والسؤال: حل تتحمل المرأة وحدها المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة؟! هل القضية أنها تخرج من بيتها سافرة، فتثير الشهوات؟! وهل الذئاب، عندما تتحكم فيهم حرارة الشهوة يفرقون بين امرأة ملتزمة وغير ملتزمة؟! هل المسئولية تقع كلها على الرجال؟!لا شك أن المسئولية مسئولية المجتمع كله، مسئولية النساء والرجال، المؤسسات التعليمية والدينية والنفسية، أجهزة الإعلام…، إنها مسئولية أخلاقية مشتركة!!وفي سياق هذه المسئولية المشتركة، أنزل الله تعالى شريعة، تقوم أحكامها على مبدأ (الوقاية خير من العلاج)، فقال تعالى في سورة النور:“قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” – “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا…”.إنها منظومة أخلاقية تربوية شاملة، يشترك فيها المجتمع كله، لإعلاء القيم الإنسانية، والتمسك بمبادئ الشريعة الإلهية (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).إن هذه المنظومة الأخلاقية العالمية، من لدن آدم عليه السلام وإلى يوم الدين. ترى أن كشف العورات ليس من (التقوى)، فقال تعالى في سورة الأعراف:“يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً (وَلِبَاسُ التَّقْوَى) ذَلِكَ خَيْرٌ، ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ”.نعم، “وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ”، ولكن … لقوم يذَّكرون!!


(193) 14/6/2014 (الكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة)

 عدد المشاهدات : 54

هل هناك كلام أطيب وأنفع للناس، في كافة مناحي الحياة، من (كلام الله) الذي به قام الوجود كله؟!وهل هناك كلام أطيب وأنفع للناس، في كافة مناحي الحياة، من (كتاب الله)، الذي ختم الله به الرسالات؟!وهل هناك كلام أطيب وأنفع للناس، في كافة مناحي الحياة، من نصوص “الآية القرآنية”، الدالة على صدق (نبوة) النبي الخاتم محمد، عليه السلام؟!إن “الكلمة الطيبة”، كالشجرة الطيبة، ليست قولا يخرج على اللسان، وإنما منظومة من الصفات، يحملها المرء، ويتحرك بها بين الناس. وإذا كانت الشجرة تتكون من عرق راسخ، وأصل قائم، وفرع عال، فكذلك هي “الكلمة الطيبة”، تتكون من إيمان راسخ، وعمل صالح، وثمار طيبة تنفع الناس جميعا، في كافة مناحي الحياة، تدبر قول الله تعالى:“أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ” – “تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”!!وتدبر قوله تعالى: “إِلَيْهِ يَصْعَدُ (الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ”.إن الله تعالى عندما يضرب الأمثال، فذلك (لتذكير) الناس بما يجب عليهم أن يفعلوه: “وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ (يَتَذَكَّرُونَ)”، وليبيّن لهم، أنه بدون (العلم)، وبدون التفكر والتعقل..، لن يستطيع الإنسان أن يفهم ما وراء هذه الأمثال من مقاصد تشريعية عليا، فيقول الله في موضع آخر: “َتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا (يَعْقِلُهَا) إِلاَّ (الْعَالِمُونَ)”.إن الله تعالى لم يقل (وما يؤمن بها العالمون)، وإنما قال: “وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ”، وذلك لأن (الإسلام) يقوم على (العلم)، ولا (علم) بدون تفعيل لآليات التفكر، والتعقل، والنظر…، آليات عمل القلب.إن وصف الشجرة بكونها (طيبة)، يشمل جوهرها، وصورتها، وثمارها، وطعمها، ورائحتها، ومنافعها، وكل شيء فيها…، ولكونها (طيبة)، وصل فرعها إلى السماء، وذلك لقوة وثبات أصلها: “أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ”.إن “الشجرة الطيبة” عطاؤها يشمل الحاضر والمستقبل: “تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ”، هذا العطاء الذي يقوم على فعالية السنن الكونية (الأسباب والمسببات)، التي مصدرها الله تعالى: “بِإِذْنِ رَبِّهَا”.إن “الكلمة الطيبة”، كـ “الشجرة الطيبة”، إنها شجرة (الوحدانية)، فلا حاكمية ولا سلطان في هذا الوجود إلا لله تعالى!! وهي شجرة (النبوات)، فلا شريعة إلا التي جاءت بها (النبوة)!! وشجرة (الإيمان)، فلا يتبع المسلم (وذريته) إلا الأصول الإيمانية التي أمر الله الإيمان بها: “وَالَّذِينَ آمَنُوا (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ) أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ”.إن “الكلمة الطيبة”، هي شجرة (الإسلام)، التي يتفرع منها (المجتمع المؤمن)، مجتمع (الربانيين)، مجتمع (الأمة الواحدة)، مجتمع الأخلاق الزاكية، والأعمال الصالحة، مجتمع (التنمية المستدامة)، مجتمع الإبداع والعطاء المتجدد دوما، على مر العصور.أما “الشجرة الخبيثة”، فإنها تتغذى على (الوحي الشيطاني)، وتنمو وتكبر بفاعلية (وسوسته)، وتعطي ثمارها (بإغوائه): “قَالَ فَبِعِزَّتِكَ (لأغْوِيَنَّهُمْ) أَجْمَعِينَ” – “إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ”. لذلك لم يقل القرآن فيها إلا جملة واحدة قصيرة: “اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ”!!إن “الشجرة الخبيثة” إذا لم تُقتلع من جذورها..، نمت، وتشابكت مع باقي الأشجار، حتى تقتلها، لذلك أمر الله تعالى الناس، ألا يتركوها حتى تنمو، وتمتد أصولها في الأرض: “اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ”.إننا إذا لم نرب (أنفسنا) و(ذرياتنا) على “الكلمة الطيبة”، لنزرع شجرة “المجتمع الطيب”، فلا تحدثني عن (الإسلام)، ولا عن (الفكر الإسلامي)، ولا عن (القراءات المعاصرة)، فما فائدة حديثك عن (الثمار)، إذا كانت (الشجرة) لا وجود لها أصلا؟!


(194) 16/6/2014 ( فتنة الشجرة الطيبة)

 عدد المشاهدات : 52

إن الذين جعلوا الآخرة أكبر همهم، ووظفوا الدنيا لتكون طريقهم إلى الجنة، هم أهل “الكلمة الطيبة”، هم أصحاب “الشجرة الطيبة”، هم: العروق الراسخة (الإيمان اليقيني)، والأصول القائمة (التزام جاد بالشريعة الإلهية)، والفروع العالية (ثمار وعطاء متجدد على أرض الواقع).وفي كل لحظة وحين، يعطينا الله تعالى الفرصة لنغرس “الشجرة الطيبة” في قلوبنا، ولنعقد العزم على الالتزام بأحكام شريعته في حياتنا، وهذا الأمر لن يستغرق دقيقة واحدة:– أن تقر بقلبك ولسانك (الإيمان اليقيني)، أن تلتزم (الالتزام بالشريعة)، بما جاء في قوله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ (كُلٌّ آمَنَ) بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.تدبر قوله تعالى: “وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا”، فإذا كنت مخلصا حقا في (إيمانك)، وعقدت العزم على (الالتزام بشريعة الله تعالى)، إذن فعليك أن تقدم البرهان على صدق هذا الادعاء، (الثمار، والعطاء المتجدد على أرض الواقع)، وأن تبدأ فورا حياتك اليومية على ما عقدت العزم عليه!!انتهت الدقيقة، وما عليك إلا (العمل الصالح)، وتذكر دائما قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ (ثُمَّ اسْتَقَامُوا) فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”!!نعم … إن مأساة المسلمين، في (الاستقامة) على (العمل الصالح)، لذلك تأتي (الفتنة) في هذا السياق. فالذين يعتقدون أن “الشجرة الطيبة” مغروسة في قلوبهم، وأنهم ملتزمون بأحكام الشريعة الإلهية، سيختبرهم الله تعالى، ليعلم الصادق منهم من الكاذب، فيقول تعالى:“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ (يَقُولُوا آمَنَّا) وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ” – “وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ (صَدَقُوا) وَلَيَعْلَمَنَّ (الْكَاذِبِينَ)”!!إنك بعد أن تؤمن، وتقر بالتزامك بشريعة الله تعالى (وهي مسألة محلها القلب)، يأتي دور الاستقامة على العمل (ومحله الواقع)، وهنا تبدأ (الفتنة)، ويبدأ (الاختبار).إن الذين يدّعون صعوبة (أو استحالة) مواجهة هذه (الفتنة)، في عالمنا اليوم، وأن كل ما سبق الحديث عنه كلام في كلام…، هؤلاء هم:– الذين (لا يريدون) توجيه (بوصلة) دنياهم نحو آخرتهم!!– الذين (لا يريدون) تأسيس المجتمع الطيب (من جديد)، القائم على عروق وأصول وفروع “الشجرة الطيبة”!!– الذين ينتظرون (المهدي)، ليواجه هذه (الفتنة) نيابة عنهم!!– الذين أصبحت حياتهم محكومة بدنياهم، فلا تجد في أجندتهم اليومية إلا الدنيا، لقد أصبحت حاكمة على آليات عمل قلوبهم، فلا يفكرون إلا فيها، ولا يتعقلون إلا برؤيتها، ولا يتدبرون إلا وهي أمامهم تراقبهم!!– إنهم (الكاذبون) … فهل عرفتهم؟!

“وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ، وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ” – “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”.


(195) 17/6/2014 (“يُثَبِّتُ اللَّهُ (الَّذِينَ آمَنُوا) بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)

 عدد المشاهدات : 69

لقد أعطانا الله تعالى الفرصة لنغرس “الشجرة الطيبة” في أنفسنا، وذرياتنا، فلماذا لا نبدأ العمل، وقد وعدنا الله أن يكون معنا، فقال تعالى بعد بيان ماهية هذه “الشجرة الطيبة”: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ”؟! هل نريد أن نكون مع الظالمين الضالين: “وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ”؟!إن كثيرا من المسلمين، يمرون على هذه الآيات، غير متدبرين، ولا متعقلين!! إنهم لا يدركون حجم المسئولية الملقاة على (أعناقهم)!! إنهم لا يعلمون أن تثبيت الله وتأييده ونصره، لا يكون إلا لـ (الَّذِينَ آمَنُوا)، ولكن من هم هؤلاء (الَّذِينَ آمَنُوا)؟! أي إيمان هذا الذي يقبله الله تعالى ويثبت صاحبه؟!كان يجب أن نتعرف على تعريف القرآن للمؤمنين (حصرا)، فيقول الله تعالى:– “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”- “الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ” – “أُوْلَئِكَ هُمْ (الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً) لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ”. [الأنفال2]إن (وجل) القلوب لا يتحقق إلا لقلوب عروقها الإيمانية راسخة (الإيمان اليقيني)، و(ازدياد الإيمان) لا يتحقق إلا لمن أقام تدبره لآيات الكتاب على أصول علمية منهجية (الالتزام العلمي بأحكام الكتاب)، و(التوكل على الله) لا يتحقق إلا لمن كان لعروقه وأصوله الإيمانية فروع قائمة، عطاؤها متجدد دوما بما ينفع الناس.إن (الذين) وصفهم الله تعالى بهذه الصفات، هم (الذين) يقيمون أحكام الشريعة خضوعا وتسليما وطاعة لأمر الله، وما إقام (الصلاة) و(الإنفاق) في سبيل الله، إلا محاور أساس لفعالية هذه الأحكام في حياتهم، وكلها تدور حول إقامة الصلة بينهم وبين رسول الله (في حياته)، وبينهم وبين رسالته (آيته القرآنية) بعد وفاته.إن هذه (الصلة) الإيمانية، هي التي جمعت المؤمنين (أمة واحدة)، وهي التي جعلتهم يلتزمون بآداب الإسلام مع قائدهم، وهي التي كشفت المنافقين منهم…، فجاءت الآية التالية، تضرب المثل بفاعلية هذه الصلة بينهم وبين رسول الله، فقال تعالى:– “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ … الآية [62] النورإن هذه (الصلة) الإيمانية، هي التي دعمت روابط (الأخوة) بين المؤمنين، لذلك كان الإسلام حريصا على ألا تُصاب هذه (الأخوة) بأي مكروه، فقال تعالى:“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” [10] الحجراتإن هذه (الصلة) الإيمانية، صلة ثابتة، راسخة في القلوب، وبرهان صدقها، أن تخرج من القلوب إلى واقع الحياة، وتنفذ ما أمرها الله به، سلوكا عمليا، فقال تعالى:“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا، وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، (أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ) [15] الحجراتهؤلاء هم (المؤمنون)، أصحاب “الشجرة الطيبة”، قلوبهم (وجلة) من ذكر الله، ربانيّون (بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)، متوكلون على الله، ثابتون على إيمانهم (بتأييد الله ونصره)، ملتزمون بأحكام الشريعة وآدابها، تجمعهم رابطة (الأخوة) الإيمانية، يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم… (أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ).إذا كانت هذه هي صفات المؤمنين، فماذا تقول في هؤلاء القوم، الذين: “إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ” لم تجل قلوبهم، وإذا “ذُكِرَ رسُول الله”، وجلت قلوبهم وأجسادهم ووجوههم!! ثم بعد هذه المـأساة تحدثني عن حجية مصدر ثان للتشريع؟!إنك لن تجد آية تقول: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ (الرسول) وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ (أحاديثه) زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً”، ولا ما في معناها…، فكيف يعبد المسلمون ربهم، وقلوبهم لم يدخلها الإيمان الحق، ولا الإسلام الحق؟!

“قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ (لَمْ تُؤْمِنُوا) وَلَكِنْ قُولُوا (أَسْلَمْنَا) وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”>


(196) 18/6/2014 (توضيح)

 عدد المشاهدات : 86

التبس على بعض الأخوة فهم البوستر الأخير، الخاص بمسألة الصلاة على النبي، وقد يكون ذلك بسبب أن كلماته موجزة، بما يناسب مساحته.ومسألة الصلاة على النبي، سبق الحديث عنها بالتفصيل في (21-3-2014)، تحت عنوان “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”، وكذلك أشرت إليها في المنشور السابق: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ”.وعندما قلت: (هل تعلم لماذا تنفعل قلوب وأجساد المسلمين إذا ذكر اسم الرسول، ولا تنفعل إذا ذكر الله!! مع أن الله يقول: “إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم”؟!)…، فأنا لم أسأل لأجيب، وإنما تركت الإجابة للقارئ، لأنه لا شك يعلم أن القلوب التي لا تنفعل عند ذكر الله، وتنفعل عند ذكر الرسول، قلوب مريضة، لم يدخلها الإيمان!!إن الله تعالى عندما أمر المؤمنين بالصلاة على النبي، والتسليم له، كان ذلك لمن عاصروه، وكان بإمكانهم التواصل معه تواصلا مباشرا، وطاعته والتسليم لحكمه (تسليما)، وهذا هو معنى قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”!!إن (الذين آمنوا) في الآية السابقة، هم (المعاصرون) للنبي، الذين خاطبهم الله بقوله تعالى في سورة النساء: “فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا (تَسْلِيماً)!!إن قوله تعالى: (يُحَكِّمُوكَ)، و(مِمَّا قَضَيْتَ)، وَ(يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) هو البرهان على أن المخاطبين بهذه الآية هم (المؤمنون)، (المعاصرون) للنبي!!أما بعد وفاة النبي، فإن الصلة (الصلاة) التي تربط المؤمنين بالنبي، أصبحت صلة إيمانية، والتسليم للنبي أصبح تسليما لرسالته، وما حملته من أحكام الشريعة، وهذا ما قلته في نهاية البوستر:(إن صلة المؤمنين بالرسول صلة إيمانية (صلوا عليه)، وتسليم لأمره في حياته (وسلموا تسليما)، ولرسالته بعد وفاته).



(197) 19/6/2014 (وماذا عن (الصلاة على النبي) في التشهد)

 عدد المشاهدات : 67

ما نشرته سابقا عن مسألة (الصلاة على النبي)، كان للرد على المحرّفين لآيات الذكر الحكيم، الذين يوظفونها لخدمة مذاهبهم الفقهية، وإسلامهم السياسي.أما عن مسألة (الصلاة على النبي)، وهذه الصيغ المختلفة التي يقولها أتباع الفرق والمذاهب المختلفة في ما يسمى بجلسة الاستراحة (التشهد)، فهذه مسألة أخرى!!فحسب مشروعي الفكري، فإن معرفة كيفيات أداء ما (أجمله) النص القرآني من أحكام، ترجع أولا إلى إثبات (حجية) المصدر المعرفي، الذي سيتعلم منه المسلمون تفاصيل هذه الكيفيات، وعلى أساس إثبات حجية هذا المصدر، نأخذ منه كيفات أداء العبادات، التي أجمع على أدائها كافة المسلمين، مع تفرقهم، واختلاف مذاهبهم.وإن المصدر الذي ثبتت عندي حجيته، والذي تعلم المسلمون عن طريقه كيفية الصلاة، هو ما أسميه بـ (منظومة التواصل المعرفي)، وهي أداة رئيسة من أدوات فهم القرآن، وموضوعها مفصل على موقعي، ومشار إليه في كثير من المنشور على هذه الصفحة.ومن المحاور الرئيسة لهذه المنظومة المعرفية، أن كل نص قرآني مجمل، لم يأت تفصيل لكيفية أدائه في كتاب الله، وجاء هذا التفصيل عن طريق هذه المنظومة المعرفية، و(تواصل) أداؤه (عمليا) بين المسلمين كافة، دون أي خلاف، فهذا مما حفظه الله تعالى للناس، تماما كحفظه للنص القرآني المجمل، ومن ذلك ما يتعلق بأحكام (الصلاة).أما ما اختلف المسلمون في كيفية أدائه، فهذا ينظر إليه:– إذا كان لا يتعارض مع نص قرآني، ولا مع مقصد من مقاصد الشريعة القرآنية، فهو من المباح، الذي لا يجوز أن يكون محل خلاف بين المسلمين، كمسألة وضع اليدين في الصلاة.– أما إذا تعارض مع نص قرآني، أو مع مقصد من مقاصد الشريعة القرآنية، فهذا يحرم أداؤه، كفعل من أفعال الصلاة!!فإذا نظرنا إلى صيغ (التشهد)، التي حملتها (منظومة الفقه المذهبي)، وجدنا خلافا كبيرا حول هذه الصيغ، يسقط حجيتها أصلا، وبرهان ذلك، هو ما ورد بشأن هذه الصيغ، في أمهات كتب الفقه المقارن، للفرق والمذاهب المختلفة!!وفي هذا السياق، أرجو من المسلم الجاد، الباحث عن الحقيقة، أن يتولى بنفسه التعرف على هذا الخلاف الفقهي، ولا يسند هذه المهمة إلى غيره!!سيقولون لك: اختر أية صيغة من هذه الصيغ، والزم نفسك بها، مادامت جميعها جاءت عن طريق (منظومة التواصل المعرفي)!!أقول لهم: إن كل ما جاءت به هذه المنظومة المعرفية، وكان مخالفا للنص القرآني، لا نقبله، والله تعالى لم يأمر المؤمنين المعاصرين للنبي، أن يصلوا على النبي وعلى (آله)!!إن إقحام الصلاة على (الآل) في صيغ (التشهد) أراه توظيفا سياسيا للآية القرآنية، ذلك أن مفهوم (الآل) عند (أهل السنة)، يختلف اختلافا جذريا (عند الشيعة)!!أما الأخطر من ذلك، أن يرفض المؤمنون أمر الله لهم بالصلاة على النبي، الذي ورد في الآية، (بالمفهوم الذي بيّناه في منشورات سابقة)، (أو حتى بالمفهوم السلفي)، ويقولون لله تعالى: (صلي انت عليه نيابة عنا)، بهذه الصيغة: (اللهم صلى على محمد)، ثم يضيفون (الآل) كمان: (وعلى آل محمد)!!أنا في الحقيقة، وحسب الأصول التي أقمت عليها مشروعي الفكري، لا أجد لهذه الصيغ مخرجا شرعيا!! لذلك، ومن منطلق العنوان العام الذي تقع تحته كل هذه الصيغ المذهبية، وهو (التشهد)، أقول في جلسة الاستراحة:“شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”، ثم أدعو الله بما شئت.والمتدبر لسياق الآيات، التي وردت فيها هذه الآية (18) من سورة آل عمران، سيعلم لماذا اخترتها لتكون هي صيغة التشهد.


(198) 21/6/2014 (القرآن للربانيين، وليس للتافهين)

 عدد المشاهدات : 64

(الرَبّانِية): نسبة إلى الرب، والرباني: الموصوف بعلم الرب..، وهو العالم (العامل) المعلم..، الراسخ في العلم والدين..، و”كونوا ربانيين”: كونوا حكماء علماء..، والناس ثلاثة: (عالم) رباني، و(متعلم) على سبيل نجاة، و(همج) رعاع، أتباع كل ناعق” [لسان العرب]!!و”الربّانيون”: هم (العلماء)، المتصفون بهذه الصفات!!(التَّفَاهَةُ): نسبة إلى التفه، والتافه: الموصوف بالتفاهة، وهي نَقصٌ في الأصالة، أو الإبداع، أو القيمة. وتَفِهَ الشيءُ: قَلَّ وخَسَّ فهو تَفِهٌ وتافِهٌ. ورجل تافِهُ العقْل: أَي قليلُه. ويشتغل بتوافه الأمور: أي بما لا قيمة له. وتَفِهَ الولد في تصرفه: كان غبيا بليدا. والأَطعمةُ التَّفِهة: التي ليس لها طَعْمُ. [لسان العرب]و”التافهون”: هم (الهمج) المتصفون بهذه الصفات!!ولقد ورد مفهوم “الربّانية” في القرآن الحكيم، ويدور محوره الأساس حول إقامة الصلة بين العبد وربه، وتفعيل الدين الإلهي في حياة الناس. ولقد أسند الله تعالى إلى (الربانيين) القيام بهذه المهمة.وإذا كان الله قد أسند إلى أهل الكتب السابقة مهمة حفظ (كتبهم)، غير مبدلين ولا مغيرين ولا مؤولين..، فقال تعالى في سورة المائدة: “بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ”، فإنه عز وجل، تعهد بحفظ كتابه الخاتم، فقال: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”.لذلك عقب ببيان التحديات التي يمكن أن تواجه (الربّانيين) عند إقامتهم (الشهادة) على الناس، فقال تعالى بعدها: “فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي”، وحذرهم من (المداهنة) وقبول (أنصاف الحلول): “وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً”، وألا تُخترق أحكام الشريعة بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان: “وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ”.إن (الربّانيين) هم حفظة الشريعة الإلهية، من سوء الفهم، وسوء التأويل، ومن التعدي على حدودها بنصوص تشريعية ما أنزل الله بها من سلطان!!إن (الربّانيين)، هم وذرياتهم، يشكلون منظومة التربية بالعلم، والإصلاح بالعمل: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ”.إن (الربّانيين)، ليسوا أهل ترف فكري، وليسوا أهل بحوث ودراسات قرآنية، ولا أهل قراءات معاصرة…، إنهم أهل (علم) يتحرك بين الناس، يتدبرون آيات الذكر الحكيم، لتفعيل (الربانية) في حياتهم!!إن (الربّانيين)، يُعدّون (القيادات الربانية)، التي تحمل المشاريع الحضارية، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، مشاريع: “أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ” – “تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا”!!إن (الربانية) خلق المسلم، وبهذا أمر الله تعالى الأنبياء: “مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن (كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ) بِمَا كُنتُمْ (تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).أما (التافهون)، فهم على عكس ما سبق تماما!!– انشغلوا بهدم (تراثهم الديني)، ولم يضعوا حجرا واحد في منظومة (الربانية)، فأضاعوا حياتهم في ما لم يأذن به الله، وماتوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!– يُعجبون من غير تدبر، وينتقدون من غير علم، ويتفرعون إلى مسائل من غير دراية بأصلها، وإذا جاء وقت العمل، ووقت تغيير ما ألفوه عن آبائهم، ولّوْا مدبرين: “وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً”!!– هم الذين تشهد صفحاتهم ومشاركاتهم على شبكات التواصل المعرفي، بـ (تفاهاتهم)، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله، بغير علم، و(يضعون) على صفحاتهم آيات قرآنية، تشهد أنهم منافقون، يقولون ما لا يفعلون!!– يعيشون للدنيا، ويجاهدون من أجلها، ويُنفقون في سبيلها، ويحبونها ويكرهونها حسب عطائها!! لقد حكمت الدنيا قلوبهم!!فهل عرف (التافهون) أنفسهم؟!

“وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ” – “الَّذِينَ اتَّخَذُوا (دِينَهُمْ) لَهْواً وَلَعِباً، وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا، فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا، وَمَا كَانُوا (بِآيَاتِنَا) يَجْحَدُونَ”!!


(199) 25/6/2014 (الإسلام السياسي، وأزمة الإسلام القرآني)

 عدد المشاهدات : 76

إن معظم المسلمين، ينتمون إلى (الإسلام السياسي)، الذي صنعته الخلافة الأموية (41- 132هـ)، وقام على ما نسبه الرواة إلى النبي من روايات، وتفسيرات لآيات الذكر الحكيم، وما وضعه أئمة المذاهب الفقهية من أحكام وفتاوى، لمواجهة الإشكالات العقدية والتشريعية، التي ظهرت بعد مقتل الخليفة الثالث، عثمان بن عفان، وبعد المذابح الكبرى، التي وقعت في أحداث الفتن الكبرى، في: الجمل (36هـ)، وصفين (37هـ)، والنهروان (38هـ)..، وراح ضحيتها آلاف المسلمين!!إن الإسلام الذي عليه أتباع جميع الفرق الإسلامية، وما تفرع عنها من جماعات وأحزاب، وجمعيات أهلية، تعمل اليوم بين الناس…، (إسلام سياسي)، لا علاقة له بالإسلام الذي كان عليه رسول الله، وصحبه الذين رضي الله عنهم!! إن الإسلام الذي عليه هؤلاء الأتباع، قام على المصدر الثاني للتشريع، الذي صُنع لخدمة (الإسلام السياسي)، ولإيجاد مخرج لأزمة “القتل العمد من سبق الإصرار والترصد” الذي قامت عليه مذابح (الفتن الكبرى)، وأطلقوا على هذا المصدر اسم (السنة النبوية)، ليأخذ قدسية في قلوب (الأتباع)!!ومع أن (الأتباع)، لا يتبعون (الكتاب)، ورسول الله بريء منهم ومن (سنتهم)، لقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)”، إلا أن ما يتميزون به على أرض الواقع، أنهم خرجوا من دائرة (التراث الفكري) المدوّن في الكتب، إلى دائرة (العمل المؤسسي) الذي له فاعلية بين الناس!! فهناك حكومات، ومؤسسات دينية، ومراكز فتوى، ومنابر دعوة، وقنوات فضائية، ومشاريع اقتصادية، في جميع أنحاء العالم، وكلها تتبع هذا الدين السلفي!!ولا ننسى الجماعات الجهادية، التي تعمل هي أيضا في مؤسسات، وتنظيمات على أرض الواقع، وتسفك الدماء هنا وهناك، بأموال المسلمين (الطيبين)، تحت راية العمل بـ (الكتاب والسنة)، حتى أن القوى العظمى أصبحت توظف هذه الجماعات لخدمة مصالحها في المنطقة، وهم سعداء بهذا التوظيف، من باب (تبادل المصالح)!!فإذا تركنا (الإسلام السياسي)، وذهبنا إلى (الإسلام القرآني)، وجدنا أتباعه، وإن كانوا يحملون القرآن (الحق)، إلا أنهم لم يخرجوا من دائرة (الترف الفكري)، إلى (العمل المؤسسي) الذي تظهر فعالياته بين الناس، لذلك جاء (الإسلام السياسي) في المقدمة، وتخلف (الإسلام القرآني) كثيرا، بل لم يتحرك أصلا، وظل أتباعه جالسين بجوار (كتاب الله) ينتظرون الفرج!!ألا يشعر أتباع (الإسلام القرآني) بالخجل، وهم يرون أتباع (الإسلام السياسي) حولهم في كل مكان، يفتنون الناس بتدينهم المغشوش؟! ألا يشعر أتباع (الإسلام القرآني) بالخزي، وهم يرون أهل (الإسلام السياسي) يفسدون في الأرض، وهم مازالوا يعيشون داخل دائرة (الترف الفكري)، سعداء بآلاف المعجبين، على ما ينشرونه على شبكات التواصل الاجتماعي، من كلام في كلام؟!فإذا تركنا (الإسلام السياسي)، و(الإسلام القرآني)، وذهبنا إلى (إسلام الرسول)، هذا (الإسلام) الذي أمر الله الناس باتباعه، وجدناه يقوم على تفعيل نصوص (الآية القرآنية)، سلوكا عمليا في حياة الناس، وذلك لإخراجهم من الظلمات إلى النور. وهذا لا شك عمل مؤسسي، من أول يوم يدخل فيه المرء إلى (الإسلام)، وهؤلاء (المسلمون) هم الذين يناديهم الله تعالى بقوله: “يا أيها الذين آمنوا”، ولا أرى لهؤلاء وجودا على هذه الأرض، حسب علمي!!أعرف كثيرا ممن حفظوا مشروعي الفكري حفظا، ويعلمون جيدا أنه يقوم على دعوة المسلمين (قبل غير المسلمين)، إلى تفعيل نصوص (الآية القرآنية)، سلوكا عمليا في حياتهم، وكنت أسعى جاهدا معهم، إلى أن نضع القواعد لنموذج عملي لهذا (الإسلام)، يهتدي به الناس الذين ضلوا طريقهم بسبب (الإسلام السياسي)…، وعندما حان وقت الجد والعمل، ولوا مدبرين، كأن لم يكن بيننا (إسلام)!!لم يكن هذا الفرار من (الإسلام) غريبا عني، لأني أعلم أن هذه هي نهاية أي مشروع، يظل أتباعه يعيشون بداخله، بين أفكاره وكتبه ودراساته، تماما كالذي يقضى حياته كلها في (دار الكتب) ثم يخرج منها إلى القبر!!والآن: إذا أراد أي إنسان في هذا العالم أن يدخل (الاسلام)، فإلى من يذهب ليتعلم منه هذا (الإسلام)؟! طبعا لن يجد أمامه إلا (الإسلام السياسي)!! إذن فعلى من تقع مسئولية أن يجد هذا الإنسان نموذجا عمليا للإسلام الذي أمر الله باتباعه، يهتدي به على أرض الواقع، وليس فقط في الكتب؟! من المسئول؟!وإذا سألنا: لماذا لم تفعل (آيتكم القرآنية)، التي تدّعون أنها تستطيع أن تخرج الناس من الظلمات إلى النور، لماذا لم تفعل شيئا عمليا في حياة الناس، فبماذا نجيب؟!إن (الإسلام السياسي)، و(الإسلام القرآني) لهما قواعد فكرية نظرية مدونة في الكتب، والذي يريد أن يدخل في الإسلام لا يعنيه ما حملته هذه الكتب من أفكار، وإنما الذي يعنيه ما الذي ستفعله هذه الأفكار في حياته!! لذلك تقدم (الإسلام السياسي) على أرض الواقع، وتخلف (الإسلام القرآني)، ولا أثر لـ (إسلام الرسول)!!

“فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ” – “هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ” – “الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ” – “(يَا عِبَادِ) لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ” – “الَّذِينَ آمَنُوا (بِآيَاتِنَا) وَكَانُوا (مُسْلِمِينَ)”


(200) 27/6/2014 (لماذا يكرهون الإسلام؟)

 عدد المشاهدات : 61

لأنهم يكرهون “الوحدانية”، ويشركون مع كتاب الله هواهم، والله تعالى يقول:“أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ”؟!والغريب أنهم يدّعون أنهم مؤمنون، والله تعالى يقول: “وَمَا يُؤْمِنُ (أَكْثَرُهُمْ) بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ”؟! لأنهم يكرهون الحجة والبرهان، والله تعالى يقول:“قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ (تُشْرِكُوا بِاللَّهِ) مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ (مَا لا تَعْلَمُونَ)”؟!ويقول تعالى: “قُلْ هَاتُوا (بُرْهَانَكُمْ) إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ”؟!* لأنهم يكرهون التفكير المنطقي، ومناهج البحث العلمي، وتفعيل آليات التعقل، والتدبر، والتفكر، والتذكر…، آليات عمل القلب، والله تعالى يقول:“أَفَلا تَعْقِلُونَ”، “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ”، “أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ”، “أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ”، “أَفَلا تَسْمَعُونَ”، “أَفَلا تُبْصِرُونَ”؟!* لأنهم يكرهون تفعيل كتاب الله في حياتهم، ويكتفون بمجرد حمله ودراسته، والله يعتبر ذلك (تكذيبا بآياته)، فيقول تعالى:“مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”؟!* لأنهم يكرهون تفعيل كتاب الله في حياتهم، وإقامة الشهادة على الناس، لأنهم إن فعلوا سيخسرون كثيرا من علاقاتهم الاجتماعية، ومصالحهم الدنيوية والمالية، والله تعالى يقول:“الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ (لِتُخْرِجَ النَّاسَ) مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”؟!ويقول تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً”؟!* لأنهم يكرهون من يكشف عن حقيقة تديّنهم العشوائي، وأنهم أغبياء تافهون، والله تعالى يقول عنهم:“وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا (أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ) بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ”؟!ويقول تعالى: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ، إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ (بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)”؟!* لأنهم يكرهون من يغلظ عليهم، والله تعالى يقول:“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”؟!أما من هم في دائرة الإيمان، وفُتنوا في ساحة القتال، وشاء الله تعالى أن يعفو عنهم، (لحكمة لا نعلمها)، فهؤلاء هم الذين خاطب الله رسوله بشأنهم قائلا:“فَبِمَا (رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ) لِنْتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً (غَلِيظَ الْقَلْبِ) لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، (فَاعْفُ عَنْهُمْ)، وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ، وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”؟!* لأنهم يكرهون الحق، والله تعالى يقول:“وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ (الظَّنَّ) لا يُغْنِي مِنْ (الْحَقِّ) شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ”ويقول تعالى: “وَإِنْ تُطِعْ (أَكْثَرَ) مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ) وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ”؟!* (لأنهم منافقون)، وما أكثرهم على شبكات التواصل الاجتماعي، (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ) من مشاركاتهم وتعليقاتهم، والله تعالى يقول: “أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ” – “وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ”؟!!

“لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ، وَلَكِنَّ (أَكْثَرَكُمْ) لِلْحَقِّ كَارِهُونَ”؟!



يناير 31

41 min read

0

0

0

منشورات ذات صلة

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page